قال الله
( ياابن أدم انك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان فيك ولا ابالى
ياابن أدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرت غفرت لك ولا ابالى
ياابن أدم انك لو اتيتنى بقراب الارض خطايا ثم لقيتنى لاتشرك بى شيئا
لآتيتك بقرابها مغفرة )
( الشرح والتعليق )
فى هذا الحديث القدسى العظيم بشرى للتابين وحث لهم على المسارع
بالتوبة وحسن الرجاء والتمسك بتوحيد الله وهذا الحديث فيه رجاء عظيم
وكما قال بعض العلماء الافضل للمؤمن ان يغلب الخوف على الرجاء
وقت شبابه وصحته ويغلب الرجاء عند الكبر والمرض . والله اعلم
( المعانى)
قوله : ( ياابن أدم : انك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان فيك ولا ابالى )
وهذا خطاب من الله الرحيم بعباده المؤمنين الموحدين ويقول لهم ياابن أدم انك اذا
دعوتنى لمغفرة ذنوبك وترجونى لقبول دعائك وذلك بان تتوب من ذنوبك وتدعو الله
تعالى لمغفرتها وترجو منه قبول التوبه وتحسن الظن بربك وانه يغفر ذنب التائبين
فانه يغفر كل ذنوبك - مع ماكان فيك وقت فعل الذنب من الغفله والنسيان ولا يبالى
الله باحد.
قوله : ( ياابن أدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء - اى السحاب - ثم استغفرتنى )
غفرت لك ولا ابالى ) اى ياابن أدم لو بلغت ذنوبك جوانب السماء فى العلو والكبر
والكثرة فملات الفراغ الذى بين السماء والارض ثم استغفرتنى اى طلبت منى غفرانها
لك وندمت عليها وتبت منها فانى اغفرها لك ولا ابالى من احد يمنعنى من ذلك
لانى انا النافع والمانع والفعال لما اشاء واريد وقد وعدت بذلك فضلا منى ورحمة
وانا لااخلف الميعاد .
قوله : (انك لو اتيتنى بقراب الارض خطايا ثم لقيتنى لاتشرك بى شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة )
اى ياابن أدم لو اتيتنى بما يقارب قدر الارض خطايا وذنوبا وكان معك التوحيد
ولم تشرك بى شيئا لاتيتك بما يقارب قدر الارض - اى قدر الخطايا والذنوب حتى لو كانت ملء
الارض- مغفره كى تتلاشى تلك الذنوب امام مغفرتى فى الميزان والله اعلى واعلم