نور البرق
نور البرق

جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
ذكرى البيعة
ذكرى البيعة
لماذا غلاء الأسعار؟
لقد كان يتردد على آذاننا زمنا طويلا من على منابر الجمعة ، وفي قنوت رمضان ... اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء و الوباء والزنى والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارفع الغلاء عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين ... وربما مر علينا هذا الدعاء كغيره من الأدعية لا نشعر بقشعريرة في جلودنا لأننا لم نعرف أثر غلاء الأسعار حتى وقع بعضنا فريسة لها وضحية لمرارتها عندها تعود به الذاكرة إلى تلك الدعوات التي خرجت مبتهلة إلى ربها بأن يكشف الغلاء عن الأمة .
إن غلاء الأسعار سبب ضيقا شديداً على الناس أما الفقراء فقد سحقهم سحقا وأما متوسطوا الحال فهم من السحق قاب قوسين أو أدنى خاصة مع الضربات القاسية التي مُني بها أهل البلد من جراء المساهمات العقارية ثم أجهزت المساهمات المالية على البقية الباقية لديهم.
إن ظاهرة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة تعد مشكلة اقتصادية يعبر عنها في القاموس الاقتصادي بـ(التضخم) وهي نتاج عوامل عديدة منها :
ما نجده من حالة السلوك التجاري الاستغلالي من قبل بعض كبار التجار والموردين خصوصاً لا سيما في ظل وجود مناخ يتيح للتجار فرصة الاستغلال كارتفاع سعر البترول وحالة الطفرة وزيادة الرواتب وإفرازات ذلك.
وقد يكون ذلك أيضاً بسبب القصور في رصد مثل هذه الظواهر وإيجاد الوسائل الرادعة لها على مستوى المتابعة والمراقبة والأخذ على يد المستغل فلا تملك وزارة التجارة أكثر من 200 مراقب يشرفون على 500 ألف مؤسسة تجارية كما نشر ذلك في موقع العربية وهو مشهد يعكس ضعف الرقابة على سلوك التجار وتلاعبهم بالأسعار.
وهذان السببان لهما علاقة بالتأثيرات الخارجية والمتغيرات الاقتصادية والتجارية الإقليمية والعالمية كالجفاف في الدول المجاورة وزيادة أسعار السلع في الخارج ونحو ذلك.
هذه الأسباب السطحية للظاهرة . لكن في اعتقادي أن سبب هذه المعضلة الاقتصادية أكبر من ذلك. فإذا كان مسماها في القاموس الاقتصادي (التضخم) فهي لا تخرج مهما كانت أسبابها الظاهرة عن مسماها الشرعي (البلاء) فزيادة الأسعار في الغذاء ينتج عنه بلاء الجوع ونقص الثمرات لضعف ذات اليد عن الشراء...وزيادة الأسعار في الأدوية ينتج عنه بلاء المرض لعجز المريض عن تعاطي العلاج ..وزيادة الأسعار في العقارات والبناء ينتج عنه ضيق المعيشة فيحتار الإنسان كيف يدفع ما لديه من مال هل على الإيجار والسكن أم على الغذاء والطعام...وهكذا ...فما نسميه (تضخم) هو في حقيقة أمره وفي جوهره بلاء يتبعه بلاء. وهنا يجب أن نبحث عن أسباب هذا البلاء؟ وأن نتعامل معه بما وعظنا الله به أولاً إلى جانب البحث عن أسبابه الأخرى في المعاملات!!
يا ترى هل نحن نعطف على الفقراء والمساكين كما كنا سابقاً ؟ زيارة واحدة للجمعيات الخيرية تكشف لك حقيقة المأساة في قلة التبرعات والنفقات في هذا الجانب – فكيف نشبع ويجوع غيرنا بل يموت ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
ما هو حالنا مع ربنا عز وجل هل نقف مع حدوده فلا نتجاوزها أم أن هناك فئام من المسلمين والمسلمات انتهكوا الحرمات وفعلوا ما يغضب رب الأرض والسموات ؟! كم الذين يتهاونون في أداء الجمعة والجمعات ؟ كم الذين يظلمون الزوجات والبنات ! كم الذين قطعوا الأرحام وعقوا الآباء والأمهات؟!
ربما يكون غلاء الأسعار سبباً لأن يعود الناس إلى ربهم فيفتح الله لهم أبواب الخير على مصراعيه كما قال تعالى :  وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ  .
فإذا آمن الناس وعادوا إلى الله زالت عنهم الكروب وتلاشت عنهم الشدائد والمحن فهل من عودة صادقة؟
ومتى استغفر الناس ربهم عز وجل زالت عنهم المحنة ، وانكشفت عنهم النقمة كما قال الله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح:12 ـ 10)
قال البغوي في تفسيره : ( ‏‏فَقُلْتُاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم‏ )‏ أي‏:‏ اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب،واستغفروا الله منها‏.‏ ‏( ‏إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا‏ )‏ كثير المغفرة لمن تابواستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب‏.‏ ورغبهم أيضا، بخير الدنيا العاجل، فقال‏:‏ ( ‏يُرْسِلِ السَّمَاءَعَلَيْكُمْ مِدْرَارًا‏)‏ أي‏:‏ مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد،ويحيي البلاد والعباد‏.‏‏(‏وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) أي‏:‏ يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم، ( وَيَجْعَلْ لَكُمْجَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) وهذا من أبلغ ما يكون منلذات الدنيا ومطالبها‏ )
وقد يبتلي الله تعالى العباد مع استغفارهم وعودتهم إلى الله باستمرار الحال على ما هي عليه ابتلاء وتحميصا يقول الله تعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2 ـ 3)

وأخيراً... أوجه رسالة إلى إخواننا التجار قائلاً لهم :
إن من لا يرحم لا يرحم ، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه ، ومن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، فيسروا على الناس أمرهم ييسر لله أمركم ، ويبارك في أموالكم وأعماركم ، وأرضوا بما يسر الله من الربح القليل تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة ..واعلموا أن هناك من عباد الله من رفعوا أيديهم فاختر لنفسك أحد الدعوتين إما لك أو عليك
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بالمسلمين وأن يكشف عنهم البلاء والغلاء إنه سميع مجيب الدعاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
ام مـ ح ـسن
ام مـ ح ـسن
الله يرحمنا برحمته
نور البرق
نور البرق
جزاكم الله الجنة على ردودكم الطيبة
همس الازاهير
همس الازاهير
الله يرحمنا برحمته
الله يرحمنا برحمته