غلطة عمري كانت عبارة عن تنازل قدمته بلا وعي أو ادراك، قادني ذلك التنازل إلى سلسلة من التنازلات ضيعت بها حقوقي كلها، فكانت حياتي عبارة عن فشل يتبعه فشل، ولله الحمد فإن ذلك كله اقتصر على الناحية الاجتماعية فقط· فشلت في زيجتين، أو يمكن ان اسميها زيجة ونصف، إعذروني··· فلربما قد يصعب عليكم الفهم، ولكن في النهاية ستتضح لكم الصورة كاملة فتعرفوا بأنني مجرد ضحية لا أكثر، أو ربما العكس···
كلما تذكرت ما حدث، أحس بأن الحسرة تكاد تقتلني· لماذا فعلت ذلك بنفسي؟ لماذا تنازلت عن حقوقي؟ لماذا خفت؟ لماذا خشيت كلام الناس؟ كنت مظلومة، فلماذا لم ادافع عن نفسي واصرخ بالجميع قائلة: يا ناس يا عالم··· لم ارتكب الفاحشة··· ولم اتجاوز الشرع· لقد كنت زوجة على سنة الله ورسوله، وما حدث بيني وبين زوجي كان امراً طبيعياً لولا الأعراف والتقاليد التي تقضي بأن الزواج يبقى معلقاً مادامت حفلة العرس لم تقم·
هذا ما حدث لي، وهذه هي مشكلتي التي دمرتني· عقد قراني على شاب وثقت فيه وتعاملت معه على انه زوجي· للأسف فهو لم يكن يستحق الثقة، ولا الحب الذي أحسست به نحوه· لقد صدقته··· استجبت لكلماته الرقيقة ومشاعره الجارفة التي غمرني بها خلال فترة عقد القران، فتجاوزت معه الحدود وسمحت له بأن يلمسني قبل العرس، وكان هذا خطأً كبيراً وتنازلاً في غير محله ندمت عليه كثيراً لأنه خانني وضربني ضربة قاضية على أم رأسي، قضى على كل شيء جميل في كياني·
استطاع ذلك الإنسان ان يحول عرسي المنتظر إلى مأتم بعد ان قتل فرحي، وبدلاً من لبس فستان الزفاف الأبيض، لبست السواد لأشهر طويلة ندماً وحسرة على نفسي·
عندما وصلت إلى سن العشرين، اصبحت محط انظار من حولي، فتاة جميلة، رقيقة، جذابة رومانسية· صفات كثيرة كنت اسمعها ممن حولي فأسعد بها كثيراً، حتى اعتقدت بأنني محظوظة جداً بما منحني الله من صفات·
أكملت الثانوية وتوظفت في احدى المدارس فازداد رصيدي، بعد ان أصبح لي دخل خاص بي· كل تلك الإمتيازات جعلتني مهيأة لجذب الخطاب الكثر·
كان نصيبي مع ذلك الشاب· وافق عليه الأهل فتمت اجراءات عقد القران وتم تحديد موعد العرس بعد أشهر قليلة·
في تلك الفترة، وهي تسمى خطوبة عندنا، اصبح خطيبي الذي هو زوجي شرعاً، اصبح يتردد علينا كثيراً، يتصل بي ويعمل المستحيل لنلتقي، فاعتقدت بأن ما يفعله هو وضع طبيعي للتقرب من الفتاة التي سيعيش معها العمر كله· كنت أتصور بأن دافعه الوحيد صدق المشاعر التي دفعته ليختارني زوجة له· للأسف··· فقد استجبت له وسايرته وتجاوزت الحدود الاجتماعية في علاقتي به، ولم اكن أعرف ما ينتظرني من وراء ذلك الانحراف· فبعد ان حصل على ما يريد، صار يبتعد ويتهرب، ثم توج النهاية بموقفه الوضيع، حيث قام بتطليقي دون ان يتحمل أدنى مسؤولية فيما فعله بي·
كنت خائفة، لا أدري ما أقول·· هل أعترف بما حدث بيننا أم أصمت؟ كنت أعيش لحظات الصدمة القاسية والتفكير العقيم اللامجدي· اشتعلت الألسن من حولي وصار الجميع يتحدث عني بالسوء ويرجعون سبب الطلاق إلى عيب فيّ أنا، وليس في الرجل·
عزلت نفسي عن الناس وعشت وحيدة تحت وطأة عذاب نفسي مدمر، لا أتقبل الطعام ولا أستسيغ الحياة ومباهجها، أحس بأن شيئاً ما بداخلي يحترق· كانت جميع حواسي ترفض الاستمرار في العيش·
نظرة جديدة
بقيت على هذا الحال سنة كاملة، حتى جاءت أمي يوماً إليّ وهي تحاول ان تخرجني من عالمي الحزين الكئيب· تحدثت وتحدثت ولم تستطع ان توصل كلماتها إليّ، عندها أحست بالغضب وبشكل لا شعوري امسكت بصورته واحرقتها امامي· عندها فقط صحوت· احسست بان شيئاً قد تغير بداخلي· كنت انظر إلى النار وهي تأكل وجهه ورأسه فتخيلت العذاب الذي سيلاقيه في الآخرة بسبب ظلمه لي· عندها أحسست بالرضا وطابت نفسي وتعافت حواسي كلها وعدت للعيش مرة أخرى·
مرت سنتان وقد خطبت خلالهما عدة مرات ولكنني رفضت تكرار التجربة· وفي الحقيقة فانني كنت خائفة من كشف سري الذي كان يعذبني فلا أحب ان أغش الرجل الذي سأرتبط به، وايضاً فإنني أجد صعوبة في عرض ما حدث لي لأنني احسه نقص وعيب لا يسهل عليّ التصريح به، فبقيت خائفة ومترددة لا أدري كيف أتصرف·
اشتركت في دورة تدريبية في احد المعاهد فشاهدني شخص أعجب بي وحدث مدير المعهد عن رغبته بالإرتباط بي· كان شكله طيباً يوحي بالاطمئنان فوافقت على أن يتقدم لخطبتي من أهلي· لم أرد خداعه فأطلعته على ما حدث لي وصارحته بكل شيء، فأكد لي بأنه متفهم لوضعي وهو راضٍ بالإرتباط بي على الرغم من كل شيء· وفعلاً كان عند وعده ولكنه بدأ بفرض بعض الشروط التعجيزية من ناحية المهر والشبكة وإقامة العرس·
زواج بلا عرس
كل شيء كان يمكن أن اتجاوزه الا موضوع العرس، فانا اعتبره نقطة الضعف الكبيرة في حياتي، فقد حرمت منه في زواجي الأول، فهل أسمح بأن أحرم نفسي منه في زواجي الثاني؟ انه الشيء الذي سيعيد لي اعتباري وكرامتي فتمسكت بشرط إقامة العرس، ولكنه بقي مصراً على عدم إقامته· ولكي أصل إلى نهاية ترضيه وترضيني، قدمت التنازل الثاني الذي ندمت عليه ندماً كبيراً· لقد تحملت تكاليف العرس لوحدي فارتاح زوجي لهذا القرار، ومنذ ذلك اليوم صار يعتمد عليّ في جميع المصاريف التي نحتاجها فيسهل على نفسه مشقة الانفاق ويكتفي بترديد عبارة ''إصرفي انت من راتبك اذا كنت تريدين ذلك''·
عشت معه زواجاً تعيساً كانت مدته ثلاث سنوات وستة شهور، اكتشفت خلالها عدم انسجامنا أنا وهو في كل شيء، افكاري تختلف عن افكاره وشخصيتي لا تتفق مع شخصيته، فحدث التنافر بيننا من اول يوم عشنا فيه في بيت واحد ولم استطع ان اتقبله أو أن احبه، ولكني قررت ان اصبر لكي لا افشل مرة أخرى، تحملت مصاريف البيت لوحدي وصبرت على غيابه المستمر وعلى معاملته السيئة لي، فكلما حدث خلاف بيننا اخذ يعايرني بما حدث لي في زواجي السابق ويحط من شأني وقدري ومكانتي، ثم يصل الامر في النهاية إلى الضرب والشتم، ثم صار يهجرني في الفراش لفترات طويلة بحجة انه يحاول اصلاحي، ولا ادري كيف يريد اصلاحي وهو لا يصلح سلوكه معي ولا يعاملني كما ينبغي للزوجة ان تعامل؟
القشة الاخيرة
صبرت عليه ولكن الامور وصلت عند حدها النهائي عندما مرضت امي ورقدت في المستشفى ثلاثة اشهر وهو يرفض زيارتها، ثم توفيت فلم يحضر للعزاء إلا مرة واحدة وبشكل سريع جداً، وعندما واجهته برر ذلك بعذر اقبح من ذنب، حيث قال لي بصراحة: لا يشرفني ان يعرف الناس انني اناسب عائلتكم·
كانت عبارته القاسية هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد كرهته بشكل لا يطاق وطلبت منه ان يطقلني، فطالبني بالتنازل عن حقوقي فتنازلت، لانني تعودت على التنازلات ولم يكن ذلك عليّ غريباً، فطلقني، فانتهت معاناتي الاجتماعية وتفرغت لنفسي·
الآن وبعد مرور خمسة عشر عاماً على كل تلك الاحداث، اجدني سعيدة ولله الحمد، اعيش بلا مشاكل ولا نكد، لولا حاجتي الإنسانية إلى الامومة وإلى وجود العاطفة في حياتي·
عموماً، فأنا احمد ربي كثيراً على هذا الحال لانني وبصراحة اخاف من مجرد التفكير بتجربة مؤلمة أخرى·
وقد أردت ان انشر قصتي هذه لتكون رسالة اوجهها لكل البنات·· احذرهن بها، ابقي غالية·· عزيزة·· جوهرة لا يمكن الحصول عليها إلا بصعوبة، لا تنزلي من عرش الكرامة الذي وضعك الله فيه، إلا وأنت معززة ومكرمة بلا اية تناولات، يجب ان تفهي قصدي لكي لا تقعي بنفس خطأي الذي قضى على حياتي، حتى لو كان ذلك التنازل قد تم تحت غطاء الشرع يجب ان تكوني قوية ومحافظة على كبريائك، فالعادات والتقاليد وألسنة الناس وأعرافهم هي اقوى من الشرع، فانتبهي لان المجتمع لا يرحم، وبعض الناس نفوسهم ضعيفة لدرجة لا يمكن تصورها، فلا تتنازلي أبداً·
^شمس^ @shms_15
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
H.A.H
•
حقيقة أعجز عن فهم ما يدور في فكر هؤلاء الرجال ، أنا لا أقصد الجميع و لا أعمم و لكن من هم على شاكلته ( زوجك الأول ) كيف لهم أن لا يفكرون كم من أحلام و آمال تحطمت بعنفوان روجلتهم وكم من أمنيات ذهبت أدراج الرياح نتاج التصديق والإيمان بهم .
أيعقل أن لا يفكرون بما أقترفت يداهم و ما هو حال ضحيتهم ؟ ألا ينتابهم الإحساس بالذنب و تأنيب الضمير و الرغبة بالتكفير عن أخطائهم .
لا أملك ما يقال للتخفيف عنك غير خالص التقدير لتجازوك كل هذه المحن و أعلمني علم اليقين أن جزاء من ظلمك محفوظ عند صاحب العدل
أتمنى من الله أن يرزقك بمن تستحقين و أن يسعدك يا شمس لتشرقي من جديد
أيعقل أن لا يفكرون بما أقترفت يداهم و ما هو حال ضحيتهم ؟ ألا ينتابهم الإحساس بالذنب و تأنيب الضمير و الرغبة بالتكفير عن أخطائهم .
لا أملك ما يقال للتخفيف عنك غير خالص التقدير لتجازوك كل هذه المحن و أعلمني علم اليقين أن جزاء من ظلمك محفوظ عند صاحب العدل
أتمنى من الله أن يرزقك بمن تستحقين و أن يسعدك يا شمس لتشرقي من جديد
**jana**
•
لاحول ولاقوة إلا بالله .......ما أعرف كيف ممكن الأم تعلم بنتها تكون شايفة حالها تكون تفكيرها إنو كيف هاد الإنسان ممكن يلمسني رغم إنو تحت الشرع تكون صعبة عليها
الله يستر على بناتنا و كل بنات المسلمين
الله يستر على بناتنا و كل بنات المسلمين
^شمس^
•
H.A.H :حقيقة أعجز عن فهم ما يدور في فكر هؤلاء الرجال ، أنا لا أقصد الجميع و لا أعمم و لكن من هم على شاكلته ( زوجك الأول ) كيف لهم أن لا يفكرون كم من أحلام و آمال تحطمت بعنفوان روجلتهم وكم من أمنيات ذهبت أدراج الرياح نتاج التصديق والإيمان بهم . أيعقل أن لا يفكرون بما أقترفت يداهم و ما هو حال ضحيتهم ؟ ألا ينتابهم الإحساس بالذنب و تأنيب الضمير و الرغبة بالتكفير عن أخطائهم . لا أملك ما يقال للتخفيف عنك غير خالص التقدير لتجازوك كل هذه المحن و أعلمني علم اليقين أن جزاء من ظلمك محفوظ عند صاحب العدل أتمنى من الله أن يرزقك بمن تستحقين و أن يسعدك يا شمس لتشرقي من جديدحقيقة أعجز عن فهم ما يدور في فكر هؤلاء الرجال ، أنا لا أقصد الجميع و لا أعمم و لكن من هم على...
حبوبة هذه قصة واحدة من نساء العالم ، الله يعينها ويرزقها ويعوض عليها بالدنيا والآخرة 0000 ونقلتها لكم للعبرة وهذه ليست قصتي 000 أنا عرسي بشهر 8/2006 يعني لسة ما عرست ولكني مالجة
تحياتي لك 000 هذا توضيح فقط لأني ما أريد حد يفكر إنو هذي قصتي 000 يا ريت والله أعرف هذي السيدة أو كانت معانا هنا في المنتدى والله كنت وقفت معها بمصيبتها
تحياتي لك 000 هذا توضيح فقط لأني ما أريد حد يفكر إنو هذي قصتي 000 يا ريت والله أعرف هذي السيدة أو كانت معانا هنا في المنتدى والله كنت وقفت معها بمصيبتها
الصفحة الأخيرة
والحياه معادله يجب حسابها بطريقة صحيحه..