غياب

هذه الخاطرة... ليست بخط يدي لكنها بترتيبها وتنسيقها.......
فهي منقحة من مجموعة خواطر احتفظ بها



كل هذا الدهر الطويل الذى مر بعد غيابك يوم واحد… يوم واحد فقط… اذن كيف ومتى ستمر بقية الأيام حتى ألتقيك من جديد



كل هذا الحزن الذي يعتصرني مع أحاسيس الاكتئاب البغيضة يهون لأنك ستعود قريبا... الذي يخيفني حقا هو رحيلك القادم الذي سيبعدك عني دون عودة….. أرايت كيف تتمزق نفسي على صخور عديدة وأنت بعيد عني هذه الأيام


همسة لك… شوقي إليك أكبر من كل المسافات التي تفصل بيننا

أنت لا تعلم عني شيئا …. لا تدري كم أحتاجك وكم أشعر بضرورة تواجدك معي وبالقرب مني … فلقد أحببتك حتى الإدمان وتغلغلت في شراييني وأنفاسي لذلك أنا احتاج لعينيك كي أبحر فيها وأغرق همومي ومتاعبي بين أمواجها … أحتاج صوتك يؤنسني ويبدد وحشتي …. أحتاج صبرك لتظل تسمعني وتنصت إلي في هدوء حتى أنتهي من سرد سخافاتي الطفولية فأنا أتمزق شوقا إليك حينما تكون بعيدا .. فبدونك أصبح كالمجنونة التي تهذي بعبارات لا تفهم … تظل طوال الوقت تحادث الشجر والطير

هلا أحسست بي وأتيتني لنعيش سويا تجمعنا نفس الأرض نفس والسماء

وحيدة أمضي في الطرقات المقفرة … أحاول الهرب من الزمان والمكان فكل شئ يذكرني بك بعد رحيلك…. الأصوات من حولي تعيدني إلى الذكريات التي انكمش فيها هربا من الواقع الموحش المرير


لا تندهش من صمتي بعد كل كلمة تقولها فأنا أصمت حتى أشل حركة الزمن حتى يتوقف لأظل معك أكثر …. لا تعجب من صمتي فأنا أتعمد الصمت حتى لا أنطق بكلمات الوداع الثقيلة... حتى لساني يعاف طعمها المر ويرفض أن يدعها تمر من خلاله


معاك يبقى الزمن حاضر …..
يجئ العالم قريب منى
ويكون أجمل
بعيد عنك يغيب صوتي
ويضيع صوت الزمن ويكمل
هواك مد الأفق جواي
رسم قامة الشمس أطول
وخلاك آخر المرسى