خَشْيَتُكَ يَا رَبّ .. !!
حينما يَكْبو الجواد كَبْوَة ، وتَزِلّ القَدَم زَلَّـة ،
ويَهفو الإنسان هَفْوَة ، فإنه له واعِظ مِن نفسه
يأتيه باللوم والندم ..
تلك هي النفس اللوامة التي أقْسَم بها ربّ
العِزّة سبحانه ..
فإذا تحرّكت عنده تلك الـنَّفْس ، أيْقَظَتْ القَلْب
، وبَعثَتْه على التوبة ، والفِرار مِن الله إليه ..
وهذا ما حدا بذلك الرَّجُل أن يُوصِي أولاده بِما
يَظُنّ أنه غاية الْهَرَب .. فأوْصَاهم أن يُحرِقوه إذا
هو مات .. وأن يَذُرّوا ما بَقِي منه في الهواء ،
وما بَقي مِنه يُرْمَى في البحر .. هَرَبًا وفِرارا
مِن الله ..
أخْبَر الصادق الْمَصْدُوق صلى الله عليه وسلم
أن رَجُلا أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ
الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي
ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ ،
فَوَ اللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَىَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا
عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا . قَالَ : فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ ، فَقَالَ الله
لِلأَرْضِ : أَدِّي مَا أَخَذْتِ . فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ ، فَقَالَ
لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : خَشْيَتُكَ
يَا رَبِّ - أَوْ قَالَ – مَخَافَتُكَ . فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ . رواه
مسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
والحديث مُخرّج في الصحيحين مِن حديث أبي
سعيد رضي الله عنه .
أين الْمَهْرَب مِن الله ؟ إلاّ إليه ..
وأين الْمَلْجأ مِن الله ؟ إلاّ إليه ..
وأين تذهب ذَرَّات ذلك الجسم عمّن لا تَخْفَى
عليه خافية ، ولا يَغيب عنه مثقال ذَرّة في
السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر مِن ذلك
ولا أكبر إلاّ في كتاب مُبين .. ؟
لقد خَشي أن يُعذَّب ، فَطَلَب الْمَهْرَب !
تلك هي الخشية التي تُورِث الْخَوف
الْمُحمود ..
قال ابن القيم رحمه الله : الخوف المحمود
الصَّادِق ما حَالَ بَيْن صاحبه وبَيْن مَحَارِم الله عَزَّ
وَجَلّ ، فإذا تجاوز ذلك خِيف منه اليأس
والقنوط . وسمعت شيخ
الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول :
الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله .
وكلّما كان الإنسان بالله أعْرَف كان مِنه
أخوف ..
قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ)
والخوف مِن الله يُورِث الجِنان ..
وفي الحديث : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ
أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ . رواه مسلم .
قال النووي : قيل : مثلها في رِقّتها وضَعفها ...
وقيل : في الخوف والهيبة ، والطير أكثر
الحيوان خوفا وفَزَعا . كما قال الله تعالى :
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، وكأن
المراد قوم غَلَب عليهم الخوف ، كما جاء عن
جماعات مِن السلف في شِدّة خَوفهم .
ودَمْعة الخشية حِجاب مِن النار ..
ومِن هنا كانت دمعة الخشية أحبّ إلى السلف
مِن إنفاق المال .
قال عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله
عنهما : لَأَنْ أَدْمَعَ دَمْعَةً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِأَلْفِ دِينَارٍ . رواه البيهقي
في " شُعب الإيمان " .
فاللهم إنا نسألك خَشْيَتك في الغيب
والشهادة .
عجااااااااااايب @aagaaaaaaaaaaayb
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خيرا وجعله في موازين حسناتك
ووفقك لما يحبه ويرضاه
واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعطيكي اكثر من امانيكي ويحفظ عليكي دينكي وعافيتكي ويديم عليكي نعمه وستره وواسع رحمته وفضله
وأن ينظر اليكي نظرة رضى لا يعقبها سخط أبدا ..
وأن يلبسكي ثوب العافية لا ينزعه عنكي ابدا ..
وأن يرزقكي رزق حلالا لا ينقطع عنكي أبدا ..
وجميع المسلمين
اللهم آمين.
ووفقك لما يحبه ويرضاه
واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعطيكي اكثر من امانيكي ويحفظ عليكي دينكي وعافيتكي ويديم عليكي نعمه وستره وواسع رحمته وفضله
وأن ينظر اليكي نظرة رضى لا يعقبها سخط أبدا ..
وأن يلبسكي ثوب العافية لا ينزعه عنكي ابدا ..
وأن يرزقكي رزق حلالا لا ينقطع عنكي أبدا ..
وجميع المسلمين
اللهم آمين.
الصفحة الأخيرة
والشهادة .