الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - عضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقًا - يدعو الرئيسَ المصري حسني مبارك لنُصْرة أهالي غزة الذين يتعرضون لقصف إجرامي من قِبَل قوات الاحتلال الصهيوني .
وفيما يلي نصّ البيان:
نصيحة عامة للرئيس المصري لنصرة أهل غزة
نُوَجّه هذه النصيحة لحاكم مصر العربية الإسلامية، تتضمن الوصية بالرحمة للإسلام وللمسلمين
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد...
نوجه هذه النصيحة لحاكم مصر العربية الإسلامية، تتضمن الوصية بالرحمة للإسلام وللمسلمين، فإن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة، وكذلك وصفه نبيُّه صلى الله عليه وسلم وحثّ العباد على التراحم بينهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن» ، «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
وبما أن إخواننا المسلمين في منطقة غزة من فلسطين قد نالهم الأذى من العدو الغاشم المتمثل في اليهود، والذين تمكنوا في دولة فلسطين، وفرضوا سيطرتهم وقوتهم على المسلمين، وتطاولوا على هذه المنطقة، فقتلوا الأبرياء، وسفكوا الدماء، وأهلكوا الحرث والنسل، وهدموا المساجد، وهدموا البيوت، واستحلوا المحارم، فإن من الواجب على حاكم مصر أن يساعدهم ولو بتقبُّل اللاجئين الذين يهربون من القتل والأذى، وتقبُّل الجرحى لعلاجهم، وما في الإمكان من مساعداتهم المالية ، فقد تبرع خادم الحرمين الملك عبد الله آل سعود وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ أربعين مليون لإغاثة هؤلاء المنكوبين، وجمع من المواطنين ما يزيد على تسعين مليون ريال سعودي.
وحيث إنّ المسلمين يجب عليهم أن يرحموا إخوانهم، وأن يمدوا لهم الصلة، ويساعدوهم، فإن على حاكم مصر مسئولية كبيرة، حيث إنهم مجاورون له، وأنهم من العرب المسلمين، وأنهم لا يلجئون إلى مصر إلا هربًا من الأذى والقتل، فالمطلوب من حاكم مصر أن يتقبلهم وأن ينقذهم من هذا الهلاك وهذا الظلم الشديد بما يقوم في قلبه وقلوب من حوله من الرحمة، فإن الرحمة لا تنزع إلا من قلب شقيّ.
فهكذا يكون المسلمون كما مثّلهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، ومتى استقبلهم وخفف عنهم من هذه الوطأة الشديدة فله أجر كبير، فقد قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} ، فالحصار الشديد عليهم يكون زيادة في عذابهم الذي أصيبوا به من قِبَل اليهود عليهم لعائن الله، فقد ذكر الله تعالى عنهم هذا الحسد بقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} .
فلعل المسلمين إذا تكاتفوا وتعاونوا على البرّ والتقوى، ونصرِ بعضهم بعضًا، أن يكون ذلك سببًا في قوة الإسلام وتمكن المسلمين، وخذلان الأعداء وإبعادهم حتى لا يتمكنوا من إذلال المسلمين وأهانتهم.
ونسأل الله أن ينصر دينه ويُعْلِي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويعزّ الإسلام والمسلمين، ويذلّ الشرك والمشركين، ويدمر أعداء الدين، وينصر العباد الموحدين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
وهذا رابط الخبر :
http://www.islammessage.com/articles...d=413&aid=6536
احاسيس احمد @ahasys_ahmd
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️