أم الفضيل
أم الفضيل
لإمام أهل السنة والجماعة
الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241 هـ
قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوماً: أوصني يا أبتِ، فقال: «يا بني انوِ الخيرَ، فإنك لا تزالُ بخيرٍ ما نويتَ الخير».
وهذه وصية عظيمة سهلة على المسئول، سهلة الفهم والامتثال على السائل، وفاعلُها ثوابُه دائمٌ مستمر لدوامها واستمرارها. وهي صادقة على جميع أعمال القلوب المطلوبة شرعاً، سواء تعلقت بالخالق أو بالمخلوق، وأنها يُثاب عليها، ولم أجد في الثواب عليها خلافاً.
قال الشيخ تقي الدين في كتاب "الإيمان" : ما هَمَّ به من القول الحسن والعمل الحسن فإنما يُكْتَبُ له به حسنة واحدة، وإذا صار قولاً وعملاً كُتب له عشر حسنات إلى سبعمائة، وذلك للحديث المشهور في الهَمِّ .
ويلزم من العمل بهذه الوصية ترك أعمال القلوب المذمومة شرعاً، وأنَّ من عملها لم يبق في حرزٍ من الله وعصمته، وقد وقع فيما يُخاف عليه فيه من الشر والعذاب. ودلَّ هذا النصُّ على المعاقبة على أعمال القلوب المذمومة. وهكذا قول الإمام أحمد رحمه الله الآتي قبل فصول تعلم القرآن والحديث: «إن أحببتَ أن يدوم الله لك على ما تُحِبُّ فَدُمْ له على ما يحب».
وأما إن لم ينو خيراً ولا شراً فهذا يَبْعُدُ خُلُوُّ عاقلٍ عنه .
ثم نية الخير منها ما يجب - بلا شك - فقد فعل محرماً، فيالها من وصية ما أشد وقعها! وما أعظم نفعها! فنسأل الله تعالى لنا ولإخواننا المسلمين العمل بها، والتوفيق لها، ولما يحبه ويرضاه آمين .
فمثل هذا تكون وصايا أئمة المسلمين، رضي الله عنهم أجمعين والله سبحانه أعلم
من كتاب "الآداب الشرعية" ( 1 / 159 ) للفقيه المحدث أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي المتوفى سنة 763هـ
أم الفضيل
أم الفضيل
"إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كرهٍ، فينبغي لنا أن نُكرِهها " ابن المبارك.
وإذا كان هذا قول ابن المبارك فنحن بلا شك نعيش أشد المعاناة مع نفوسنا ،ونلاقي منها معاندة عن قبول الحق ، ونحتاج إلى مكابدة من نوع خـــــــاص.
أم الفضيل
أم الفضيل
شرح صحيح البخارى لابن بطال (2/ 234)
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاةِ، أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى)
فى هذا الحديث عظم فضل الأذان، وأن الشيطان ينافره ما لا ينافر سائر الذكر، ألا ترى أنه يقبل عند قراءة القرآن ويدبر عند الأذان، وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا. وحكى مالك أن زيد بن أسلم استعمل على معذرٍ من معاذر بنى سليم كان انقطع عمله لما يتخيل فيه من الجن، فأمرهم زيد أن يؤذنوا فيه، ففعلوا ذلك فما تخيل لهم بعد ذلك جن، قال مالك: وأعجبنى ذلك من رأى زيد بن أسلم.
أم الفضيل
أم الفضيل
رفع
أم الفضيل
أم الفضيل
فرائد الفوائد
قال ابن القيم – رحمه الله – في المدارج (2/70):
" و قد قيل : علامة رضى الله عنك : سخطك على نفسك ، وعلامة قبول عملك : احتقاره واستقلاله ، و صغره في قلبك ، حتى إنّ العارف ليستغفر الله عقيب طاعاته و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سلّم من الصلاة استغفر ثلاثا . و أمر الله عباده بالاستغفار عقيب الحج ، ومدحهم على الاستغفار عقيب قيام الليل بالأسحار ، و شرع النبي صلى الله عليه وسلم عقيب الطهور التوبة و الاستغفار .
فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه ، لم يجد بدا من استغفار ربه منه ، و احتقاره إياه و استصغاره "