* فائدة جليلة في الفرق بين كتابة “ربِّي” بالياء و”ربِّ” من دونها *
..* فائدة جليلة في الفرق بين كتابة “ربِّي” بالياء و”ربِّ” من دونها *د. حمدي المارد.بالنسبة إلى كلمة “ربِّ” كيف تكتب بالكسر أو بالياء “ربِّي”؟ فهناك قسم يقول: إنها تكتب بحسب نوع المخاطب… وننتظر الرد منك… فاجيبه بعد التوكل على الله قائلا: يجوز أن تكتب بالوجهين في حالة إضافتها لياء المتكلم عند النداء لأن القاعدة تقول: إذا كان الاسم المنادى مضاف إلى ياء المتكلم، وحذفت أداة النداء جاز حذف الياء والاستعاضة عنها بالكسرة، نحو: “ربِّ ” وفي إعرابها نقول: “ربِّ”: منادى بأداة نداء محذوفة منصوب بالفتحة المقدرة ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء المحذوفة التي عوضناها ضمير مبني في محل جرّ مضاف إليه. وقد وردت في القران الكريم بحذف اداة النداء”يا” مع كلمة “ربّ” إذا كانت منادى، كما قوله تعالى: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، و(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)، و(رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) و(قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً)، و(رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، و(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا)… وهكذا فكلّ كلمة “ربِّ” أعلاه تقديرها “يا ربي” وحذف حرف النداء “يا” للدلالة على مخاطبة النداء القريب والله أقرب للإنسان من أي شيء وهو من الأساليب العربية المعروفة وكما يعلل جواز حذفه لأنه مفهوم من سياق الكلاموعندما وردت كلمه ربّي في القرآن الكريم غير منادى لم تحذف الياء منها، كقوله تعالى: ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ) و(وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلم بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) و(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) فالحركات إذا أدت معنى الحرف وخاصة فيما يكون الاختصار فيه أنسب – كما في النداء والدعاء – اكتفي بالحركة وحذف الحرف .قال ابن زنجلة رحمه الله في “حجة القراءات”: “يَاء الْإِضَافَة تحذف فِي النداء كَمَا يحذف التَّنْوِين وَتبقى الكسرة تدل على الْيَاء كَمَا تَقول: رب اغْفِر لي، وَفِي التَّنْزِيل (رب قد آتيتني من الْملك)، ويَا قوم وَالْأَصْل يَا قومِي، فحذفت الْيَاء، وَإِنَّمَا تحذف فِي النداء لِأَن بَاب النداء بَاب التَّغْيِير والحذف”.وقال القرطبي رحمه الله في قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَا قَوْمِ) مُنَادَى مُضَافٌ وَحُذِفَتِ الْيَاءُ فِي”يَا قَوْمِ” لِأَنَّهُ مَوْضِعُ حَذْفٍ وَالْكَسْرَةُ تَدُلُّ عَلَيْهَا وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ التَّنْوِينِ فَحَذَفْتَهَا كَمَا تَحْذِفُ التَّنْوِينَ مِنَ الْمُفْرَدِ، وَيَجُوزُ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ إِثْبَاتُهَا سَاكِنَةً، فَتَقُولُ “يَا قَوْمِي”… وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتَهَا، وَإِنْ شِئْتَ أَلْحَقْتَ مَعَهَا هَاءً فَقُلْتَ: “يَا قَوْمِيَهْ”، وَإِنْ شِئْتَ أَبْدَلْتَ مِنْهَا أَلِفًا، لِأَنَّهَا أَخَفُّ فَقُلْتَ: “يَا قَوْمًا” ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ “يَا قَوْمُ” بِمَعْنَى يَا أَيُّهَا القوم. وهذا في محلّ مراعاة عند كتابة القرآن الكريم وهو خاص به، وأما كتابة الآية أو الآيات للاستشهاد بها أو ما أشبه ذلك فلا مانع من كتابتها بقواعد الإملاء الحديث… فيجوز الوجهان. والله اعلم...
0
6K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️