فائدة في علاج الوسواس

الأسرة والمجتمع





فائدة في علاج الوسواس منتقاة من كتاب الإ يمان الأكبر لشيخ اللإسلام إبن تيمية


فائدة في علاج الوسواس منتقاة من كتاب الإ يمان الأكبر لشيخ اللإسلام إبن تيمية
قال رحمه الله :<<...وكثيراً ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق، ثم يتوب اللّه عليه، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق، ويدفعه اللّه عنه‏.‏ والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره، كما قالت الصحابة‏:‏ يا رسول اللّه، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يَخرَّ من السماء إلى الأرض، أحب إليه من أن يتكلم به‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏ذاك صريح الإيمان‏)‏، وفي رواية‏:‏ ما يتعاظم أن يتكلم به‏.‏ قال‏:‏‏(‏الحمد للّه الذي رد كيده إلى الوسوسة‏)‏ أي‏:‏ حصول هذا الوسواس، مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب، هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو، فدافعه حتى غلبه، فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص، كاللبن الصريح‏.‏ وإنما صار صريحاً، لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية، ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحاً‏.‏
ولابد لعامة الخلق من هذه الوساوس، فمن الناس من يجيبها فصير كافراً أو منافقاً، ومنهم من قد غمر قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين، فإما أن يصير مؤمناً وإما أن يصير منافقاً؛ ولهذا يعرض للناس من الوساوس في الصلاة ما لا يعرض لهم إذا لم يصلوا؛ لأن الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه والتقرب إليه والاتصال به؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم، ويعرض لخاصة أهل العلم والدين أكثر مما يعرض للعامة؛ ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع اللّه ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه، وهذا مطلوب الشيطان، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛فإنه عدوهم يطلب صدهم عن اللّه، قال تعالى‏:‏‏{‏إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا‏}‏ ‏‏؛ ولهذا أمر قارئ القرآن أن يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم، فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به تورث القلب الإيمان العظيم، وتزيده يقيناً وطمأنينة وشفاء، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا ‏}‏ ‏‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ‏}‏‏‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏‏، وقال تعالى‏:‏‏{‏فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ‏}‏ ‏‏‏.‏
وهذا مما يجده كل مؤمن من نفسه، فالشيطان يريد بوساوسه أن يشغل القلب عن الانتفاع بالقرآن، فأمر اللّه القارئ، إذا قرأ القرآن، أن يستعيذ منه، قال تعالى‏:‏‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}‏‏>>
وقال رحمه الله في درء التعارض
ج: 3 ص: 318
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك بلى قد غسلت وجهي واذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه بلى قد نويت وكبرت فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه وألا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الانس والجن من زحرف القول وانتقل من ذلك إلى غيره إلى ان يسوقه الشيطان إلى الهلكة فالله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات سورة البقرة 257 ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون سورة الاعراف 201 202
4
755

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صمت الجروح
صمت الجروح
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم....

الشيطان يجري مجرى الدم في الإنسان ويوسوس له بأفكار شيطانية وهواجس لا أساس لها من الصحة....ويدفعة لعلم مايندم عليه .....

تسلمين على الموضوع المفيد والمهم.....
متفائلة2
متفائلة2
السلام عليكم
اختي اسراء بنت حواء
فعلا فالوسواس : يجهل الكثير عنه وهو من الا مور المهمه اللتي يجب القاء الضوء عليها
من قبل كل مسلم ليعرف كيف يتعامل معها......... قبل ان يهوي به الى مالا تحمد عقباه.
ومن الا شياء المعينه عليه كثرت ذكرالله من استغفار ودعاء وتسبيح .

وادعوالله لك بالتوفيق بالدنيا والا خره
وجزاك الله خير

اللهم اني اعوذبك من الشيطان الرجيم
حبيبة أبوها
حبيبة أبوها
جزاك الله الف خير يالغاليه:27:








:26:
اسراء بنت حواء ***---
بارك الله فيكم اخواتى