قال تعالى الله {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} .
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية " هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق, وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن سرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر. بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها, فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطًا للمؤمنين وسرورًا لهم وتحرزًا من أعدائهم فعلوا ذلك ,وإن رأوا ما فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه. ولهذا قال تعالى {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}, أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي: أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولي من هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه. ثم قال تعالى {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}. أي في توقيفكم وتأديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون.
{لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}, لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك لطف به ربه ووفقه لكل خير وعصمه من " الشيطان الرجيم " - انتهى
* * * * * * * * * * * * * * * * تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
الذاكرات @althakrat
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ورده الجوري
•
جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه
وعـــد
•
جزاك الله خير وبارك فيك
الحقيقة تفسير السعدي مليء بالدرر النفيسة رحمه الله وغفر لله
أختك وعــــد
الحقيقة تفسير السعدي مليء بالدرر النفيسة رحمه الله وغفر لله
أختك وعــــد
الصفحة الأخيرة