¨¨¨°~*§¦§ فاجعة رحيل ونهار طويل§¦§*~°¨¨¨

بسم الله الرحمن الرحيم


.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..


أخبروني أنك رحلت ..
ونعوا اليّ موتك ..
ألقيت ماكان مابيدي ..
شعرت بأركان البيت أهتزت من حولي ..
وكادت أن تطبق علي ..
أحسست بألم كاد أن يكسر ضلوعي ..
وددتُ لو صرخت عالياً ..

( أبي رويدك لم تكتمل بعد أمانينا )

أنهمرت دموعي كالسيل الجارف ..
شعرت بالزمهرير يجتاح أضلعي في لهيب الصيف ..
تجمد كل شيء من حولي ..
كم كان ذاك النهار قاسي وطويل ..

فتشت عنك في قلبي المخلوع وعدت في لحظات .......... طفلة
كل ذكرياتي معك بفرحها وحزنها أسترجعت كالشريط بقوة عارمة بل تزاحمت في مخيلتي بلا حدود وبلا رحمة ..
ايها الصدرالحنون أين لي بصدر يضمني بعدك ؟؟
ايها الأمان اي الأحضان بعدك تسعني ؟؟

لاأصدق أن الموت سكنك وأحلامي وأيامي كلها معك ..
حاولت أن أرفض ماحدث وأمني نفسي وأقول ستأتي بعد قليل .. أو لعلي أكون في حال منامٍ لا يقظة ..

كل شيء كان ساكن وقتها الا صوتك وأنت توقظني لصلاة الفجر .. وضحكاتك التي تطرق مسامعي .. حتى أنفاس عطرك لازلت أشمها ..
رأيتك في كل ركن ..
هناك كنت تنام ، وهناك كنت تجلس ، وهناك كنا نلتقي بك ، وهناك ضحكنا سوياً ، وهناك كنت صامتاً، وهناك غضبت علي ، وهناك شجعتني ، وهناك غطيتني وأنا نائمة ..
آآآآه ه ياوجع المكان ..
قالوا لي : لاتحزني
كيف لاأحزن وبحسرة اليتم سأشكو كل جارحة .. فقد المكان الذي بالحب غذاني
كيف لاأحزن وأنا أرى أمي وأخوتي كالمراكب التائهة في بحر لجي يغشاه الظلام ..

أبي الحبييب ..

أشتقت اليك وفتشت في لغتي علي أكتب عن رحيلك شيئا .. لكن لغتي ضعيفة وموجوعة وعبارتي منكسرة أمام مصابي .. بل أظنها ماتت
كنت زماني الجميل .. ولاأظن حياتي بعدك الا أشباه إبتسامات ..
كنت لي وطنا .. كنت لي بيتا وأحلاماً .. كنت لي المستقيل الكبير ..
علمتني الحب والعطاء والخلق الكريم والطيبة والزهد والتواضع والتسامح والصبر ..
ماكنت أدري اني سأصلي عليك ذات يوم ..
ماكنت أدري أني سأودعك دونما أراك ..
ماكنت أدري أنه سيأتي علي زمان أترحم به عليك ..
أو نستقبل أفواج المعزين في بيتك الكبير ..
أبي الحبيب أسألك السماح فلو كنت على قيد الحياة لما فارقتك لحظة .. ولو سنحت لي فرصة لإعانقك ماكنت أغادر صدرك أبد الدهر ..

أبي الحبيب هناك الكثير أود قوله لك لكن الحروف أمامي تسبح والغرق مدركها لامحاله ..

يارب أكرم مثوى والدي ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ولكل موتى المسلمين .

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..