فاصلة..
كان ذات صباح..أن استقليت حافلة..
لم أكن أعلم يقينا إلى أين كنا نتجه..
إلا أن هناك من قال أننا هذه المرة.. سنقصد النهاية..
تساءلت حينها ءأطلب النزول أم أبقى منتظرا..
أتكون نهايتي..نهايتهم..ترى أي النهايات تكون!!
لم تأخذ هذه التساؤلات وقتا طويلا حتى هاجمها الفضول وأبقاني هناك مرغماً..باختياري..
حتى ذلك الحين لم أكن أدرك أن الوقت قد يكون بذلك البطء..
لم أكن أعلم أن بإمكاننا أن نعيش وأن نموت في بحر ٍ يسمى دقيقة..
لم يخطر ببالي قبلاً كم هو طويل المسير بين المعلوم والمجهول..
مضينا طويلا ً ..
مررنا بأقوام ٍ يرفعون أعلام نصر ٍ كاذب ٍ..
وهناك من رأيناهم في ذات الموقف يصفقون..
علاقة قائد ٍ خائن بقوم ٍ عمين..
أتاهم طوفان ٌ فبادوا جميعا ًورحلنا نحن من جديد..
مررنا بأطفال ٍ يسمونهم أطفال الحجارة..
رأينا من يقبض بالحق على جمرة ٍ ..
أتاهم قدرهم فأصبحوا شهداء..
كفكفنا دموعنا ولكننا رحلنا أيضا ًمن جديد..
مررنا بكوكب ٍ مظلم ..ليس فيه من النور إلا شمعة..
رأينا شخصا ً ينفث بكل قوة ٍ ليطفئها ..
وآخر يسعى بكل ما أوتي من جهد وطاقة..
ليبقي على ما تبقى من نورها وإن احترقت يداه..
أتم الله له النور وأخذ ذلك النفاث ومضينا نحن في دربنا..
في رحلتنا تلك كان لنا استراحة..
لم أعرف لها في العربية وصفا سوى "فاصلة"..
فالفاصلة ُ قد تكون استراحة..
والفاصلة في النص تأمل ٌ وتفكير..
والفاصلة حد بين حياة وحياة..
أو قل بين موت وموت..
والفاصلة بين العبد وربه مناجاة..
وهي بين العوالم وصف وحكايات..
وبين اللأكوان أنجم ومجرات..
تفاجأت حينها فالنهاية التي تمت لأحدهم لم تكن في حياتي أنا سوى فاصلة..
أتصدقون أن كل رحلتي..تساؤلاتي..فضولي..
كانت فاصلة..
أتعلمون أن حياتنا كلها قد لا تكون أكثر من فاصلة..
فلنكتب سطرا ً ..كلمة ً ..أو حتى حرفا ً..في حياتنا..
قبل أن تكون تلك هي الفاصلة..
:
:
:
$أميرة النجوم$ @amyr_alngom_2
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لكنها ليست من كتاباتي.. هي لأخي.. وهو بصدد طباعة خواطره في كتاب وينتظر آراء النقاد والمختصين..
أرجو من صاحبات الذوق النثري والزائرات الكريمات التكرم بإبداء آرائهن بصدق .. وأعدكن بالمزيد..
دمتن.. بكل ود.