فاطمة بن رافعة رداً على د. التويجري: ما هذا الخلط العجيب يا دكتور ؟

في ملحق الرسالة بجريدة المدينة الغراء بتاريخ 5 صفر من هذا العام واجهت القراء تصريحات وآراء في أمور دينية مختلفة من قبل الدكتور عبدالعزيز التويجري (المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسسكو)، اكتفي بتصريح واحد عن رأيه في القضية الازلية (قضية الحجاب) قال: انا لي رأي في قضية الحجاب، أولاً الحجاب لم يرد في القرآن بمعنى غطاء الوجه. الآية التي وردت فيها كلمة حجاب كانت خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم: اذ كان الصحابة يدخلون بيت الرسول وبعضهم كان لا يستأذن وكان النبي يتأذى من ذلك فنزلت آية الحجاب انه يجب على المؤمنين الا يدخلوا بيت النبي الا مستأذنين والا يتحدثوا مع زوجات الرسول الا من وراء حجاب، اي ساتر. وقال: لا يمكن لاي كان ان يفرض على المرأة الحجاب ولا ان يفرض عليها ان تخلعه فهو اختيار شخصي. واضاف: هناك ملايين من المسلمات لا يغطين وجوههن فهل هن غير مسلمات؟



بداية: ردي على الدكتور جاء من امرين:

الاول: هالني من حامل شهادة الدكتوراه هذا الخلط في الدين، وفي هذا المعنى يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (لو سألت احد حاملي شهادة الدكتوراه ما الاصول الثلاثة لما عرف ان يجيب). والاصول الثلاثة واجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها وهي: (معرفة ربه، معرفة دينه، معرفة نبيه) وهي ما يواجهنا في القبر من منكر ونكير نسأل الله الثبات والنجاة.



والثاني: لان مثله يعرف تماماً ما هي عقيدته وعقيدة اهله (اهل السنة والجماعة) فيجب عليه ان يتوخى الحذر، والا يقع في هكذا زلل.



* اقول وبالله التوفيق: ليتك صمت (فالصمت) هنا محمود، خاصة اذا نم عن (عدم معرفة وخلط) في الامر.



* تقول: لا يمكن لاي كان ان يفرض على المرأة الحجاب ولا يفرض عليها ان تخلعه فهو اختيار شخصي. هذا قولك، وانا اجيب: بل هو امر من الله لنبيه يا دكتور: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ)، جانبك الصواب هنا فهو (أمر) رباني وليس (اختياراً) شخصياً. وعلى الام والاب والاخ والاخت والزوج ان يأمروا (المرأة المكلفة) بالحجاب، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.



* وتقول: هناك ملايين من المسلمات لا يغطين وجوههن فهل هن غير مسلمات. * بتصريحك هذا تستثير (غير العارفين) بكتاب الله من النساء والرجال ليصفقوا لك ويباركوا فكرك (المستنير) وانا اجيبك واطمئنهن: هن مسلمات، لكنهن لم يتقيدن بأمر الله في غطاء الوجه (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) وسأشرح المعنى في النقطة الثالثة.



*ثم تقول: ان الحجاب لم يرد في القرآن بمعنى غطاء الوجه، هذا قولك: والله يقول: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)، يادكتور: لو ستر الشعر فقط وترك الوجه لعرفت المرأة على الفور، ولما كان لاضافة (يعرفن فلا يؤذين) داع، لكن الامر كان يحض على تغطية الوجه ايضاً حتى لاتعرف (الحرة) فتؤذى من ضعاف النفوس من الرجال. وفي هذا المعنى يقول العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره للآية: دل على وجود اذية ان لم يحتجبن، ربما ظن انهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض فيؤذيهن، وربما استهين بهن وظن انهن (اماء). فتهاون بهن من يريد الشر، (فالاحتجاب) حاسم لمطامع الطامعين فيهن.



* وتكمل: ان آية الحجاب كانت خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم، اذ كان الصحابة يدخلون بيت الرسول وبعضهم كان لا يستأذن... إلى اخر كلامك. * هنا خلطك بات واضحاً: والصحيح ان الآية لم تكن آية الحجاب، كانت اية اخرى في سورة الحجرات، ولم تكن في الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين، وهم من تأدبوا بآداب نبيهم ومعلمهم عليه الصلاة والسلام، بل كانت في (الاعراب) والآيات تقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ* وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، والمناسبة قدم وفد منهم على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه في بيته وحجرات نسائه، فلم يصبروا ويتأدبوا حتى يخرج اليهم، بل نادوه: يا محمد اخرج الينا فذمهم الله بعدم العقل، حيث لم يعقلوا عن الله الادب مع رسوله واحترامه، كما ان من العقل وعلامته استعمال الادب، وصحابة رسول الله خير الناس واعلمهم بهذا الامر. ختاماً: اسأل الله العلي القدير ان يكفينا حصائد السنتنا، والحمد لله رب العالمين.





فاطمة بنت عبدالله بن رافعة (بنت السراة )
http://www.aldorarnet.com/index.php?select_post=77



المصدر :
شبكة الدرر الدعوية
http://www.aldorarnet.com/


وفقك الله أختنا الكاتبة لما فيه الخير .