فاطمة حمروش ( وزيرة الصحة الليبية)

الملتقى العام

ذكرت صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية أن طبيبة العيون الليبية فاطمة حمروش التي تعمل حاليا بمستشفى "لايدي أوف لوردز" بمدينة دروغيدا الأيرلندية تستعد للعودة إلى بلدها ليبيا لتولي حقيبة وزارة الصحة، معتبرة أن حياة الطبيبة الليبية قد انقلبت رأسا على عقب بعد هذا التعيين إذ ستساهم حمروش في بناء ليبيا الجديدة.

وتقول حمروش " لقد تلقيت اتصالا هاتفيا الأحد الماضي قيل لي فيه، بأنني سأتولى منصب وزيرة الصحة وخلال يوم الاثنين تم الإعلان رسميا عن تشكيلة الحكومة"، مضيفة "لم أستوعب بعد ما جرى وقد خفق قلبي بشدة".

يذكر أن حمروش كانت تعمل كجراحة في مدينة بنغازي وقد هاجرت إلى أيرلندا وبدأت في كشف الفساد في المجتمع الليبي.

مؤسسات معطلة

وتذكر حمروش أن كل المؤسسات كانت معطلة في ليبيا والسبب هو حرص بعض الأطراف بأن تبقى كذلك خدمة لمصالحها، مشيرة إلى أن الوضع في ليبيا كان يسوء يوما بعد يوم والشخصيات الفاسدة كانت قوية النفوذ ولم تكن هناك وسيلة لتغيير الوضع..

وتعود آخر زيارة لها لليبيا إلى سنة 2003 ولم تكن حينها سعيدة بسبب الفساد الذي كان ينخر الجهاز الصحي في البلاد ، وكانت تعلم أن الوضع كان يزداد سوءا.

وتقول وزيرة الصحة الحالية ، على الرغم من رقابة السلطات الدكتاتورية قامت بتحرير مقالات تكشف فيها حجم الفساد الذي كان ينخر البلاد ووزعت هذه المقالات داخل ليبيا.

وقد عملت الجراحة الليبية كمسؤولة عن قسم الجراحة قبل أن تنتقل للعمل بمستشفى مدينة دروغيدا كمستشارة، وتقول الطبيبة الليبية إن الناس كانوا معزولين في ليبيا ولم يكونوا على دراية كاملة بحقوقهم.

بوادر

وتعتبر حمروش أن بوادر الثورة في ليبيا بدأت بالظهور منذ شهر أكتوبر، حيث بدأ الناس يبدون تململهم من الوضع في البلاد، وفي منتصف ديسمبر تقرر أن يكون يوم 17 فبراير يوما لاندلاع الثورة ضد النظام.

وترى حمروش أن الليبيين كانوا يتابعون بشغف كبير أحداث الثورة في مصر وتونس الأمر الذي غذ لديهم الأمل في القيام بثورة مماثلة وقبل يومين من 17 فبراير بدأ الناس بالتحرك"، وتضيف "منتصف ليلة 17 فبراير بدأ الناس بالتجمع في مدينة بنغازي ولم تمر ساعات قليلة حتى بدأ الناس والرجال بالصياح "ارحل ارحل".

مهمة صعبة

وتضيف حمروش أنها لم تكن تسعى إلى منصب وزيرة الصحة، ولكنها كانت تأمل في أن تساهم في تحسين الوضع بالبلاد وتذكر أنها فوجئت بطلب سيرتها الذاتية، وجرى كل شيء في 3 أسابيع.

وتقول حمروش أن عددا من الناس أخبروها أن أي شخص سيتولى منصب وزير الصحة لن ينجح في مهمته لأنها معركة خاسرة منذ البداية، ولكنها تؤكد أن شخصا مثلها حريص على مستقبل البلاد وسيضع الحسابات والمخاوف جانبا.

وتضيف حمروش أنه في صورة وجود أشخاص حريصين على النجاح وخدمة البلاد فإن الحكومة ستنجح في مهمتها.

تضحية

وتشير حمروش إلى أن قبولها للمهمة يعتبر بمثابة التضحية، إذ ستترك أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 سنة في أيرلندا وهي متأكدة أن عائلتها بحاجة إليها.

وتقول الوزيرة الليبية الجديدة أنها كانت أما لأطفالها ودكتورة في المستشفى، أما الآن فالمسؤولية أكبر بكثير ولكنها كانت تقول دائما إنه في صورة دعوتها لتولي المهمات الكبرى فإنها ستقبل بها، وتقر حمروش بأنها ستشتاق إلى مدينة دروغيدا حيث نظم لها حفل توديعي قبل سفرها وتذكر أنها تحب جو المدينة وأنها كانت تعامل المرضى كأبنائها.

برنامج

أما في خصوص برنامجها في الوزارة فتؤكد حمروش أنها ستضع محاربة الفساد والعناية بجرحى الثورة على سلم أولوياتها.

وكشفت حمروش أنها بدأت تعد لنقل حوالي 30 مصابا من جرحى ثورة 17 فبراير للعلاج في أيرلندا ، خاصة الإصابات المتعلقة بالعيون ليعالجوا بمؤسسات صحية خاصة.

وتقر الوزيرة الليبية الجديدة أنها لن تجد طريقا مفروشة بالورود أمامها في المهمة الجديدة، بل يجب أن تعتبر نفسها في معركة صعبة عليها إيجاد الحلول للخروج منها منتصرة ولكنها ترى في ذلك شرفا كبيرا لها.
0
738

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️