فاظفر بذات الدين ...

الأسرة والمجتمع

بقلم / هدى الجناحي





كل شاب يحلم بالاستقرار، يحلم بشريكة تشاطره الحياة فتشتعل نيران البحث عنها ،ويبدأ مشوار الألف ميل من خطوة مواصفات يتمناها في زوجة المستقبل.

#امرأة جميلة تنافس ملكات الجمال في العالم، ليتمعّنَ بجمالها، ويهيم في جنة حلاوة ملامحها طائراً محلقاً غير آبه بما هو باقٍ للأبد.. تمر عشرة سنوات فما لهذا الجمال في نفسه من بقاء ،وقد تشبعت أعماقه منه ونحتت عيناه ألواناً وأشكالاً مختلفة من الجمال .. وها هي زهور الربيع تذبل استعداداً للشتاء والثلوج فهذه نعمة زائلة .

#امرأة ثرية تملك من الجاه والمال ما يجعله يعيش سعادة مادية مترفة وقمة في الرفاهية، وهي أميرته متوجة بزينة المال فيعتمد على مالها، وتبقى يده مبسوطة تنفق من غير عمل، يثمر فما هي خمس سنوات حتى يصبح المال حلماً كان يراوده يوماً ما، والندم عصا يتكئ عليها عله يبدأ حياة عملية جديدة فهذا المال أيضاً نعمة زائلة .

#امرأة رقيقة شفافة يسيل الخجل من احمرار وجنتيها لتسدل بخمارها على ملامحها الخجولة، كلماتها همساً لا تُسمع، وصوتها تغريد عصفورٍ وقت الغروب، سريعة البكاء تتأثر بأي موقف ،كثيرة الضحك لشفافيتها..وهذه ثلاث سنين تمر ،ويتحول هذا السوسن الخجول إلى شجرة مليئة بالأشواك، وهذا العصفور الرقيق إلى أسد يزأر، وترتج الأرض خوفاً ،وتفر الدموع رعباً وهذه الرقة نعمة زائلة .

#امرأة زينت وجهها بنور الحق ، وسرحت شعرها بالخمار ، وامتلأت مقلتيها بدموع الخشوع والرهبة من الله تعالى ، ورطبت همساتها بذكر الخالق ، وحمّرت شفتيها بابتسامة في وجهه ، وخضّبت كفيها بآيات الله الكريمة تودعه كل يوم ببركة الله والتوكل عليه ، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، إذا غضب صمتت حتى يهدأ لتدخل معه النقاش ،تحفظه في السر والعلانية .. تدعو له بالخير الكثير .. لا أن تدعو عليه بالشر .. يناديها الثرى كي تقف أمام الله تؤدي واجبها تجاهه.

فما زالت السنين تتوالى، وما زال قطار الحياة مستمر يقف عند كل محطة كي يتزود بوقود المحبة والإخلاص ،فهذه نعمة باقية للأبد لأنها نعمة خالدة .

وصدق المصطفى الكريم حين قال : { تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك }

كلمات كتبت عن فئة ضئيلة من النساء مَن لا يحمدن الله على نعمة الجمال أو المال أو الخلق الكريم فتزول .

والزواج قسمة بيد الله القدير لا يعلمها إلا هو وحده سبحانه .

وهناك نساء يتمتعن بالدين القويم والخلق الكريم والجمال الخلاب والخير الكثير اجتمعت بهن صفات الكمال ولله الكمال كله.

يأخذن بأيدي أزواجهن نحو طريق السعادة اللامحدودة ، تبسط خطواته بإشراقة التفاؤل ، فتزداد حياتهما رونقاً وبهاءً ، ليقف كل يوم أمام يد الله يحمده على ما وهبه الله من هذا الاختيار الصائب.



هدى الجناحي
3
532

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

lawsi
lawsi
جزاك الله خير
كلام واقعي وجميل
ومفهموم رائع للذي يريد حياة ملؤها الايمان والسعاده
الله يوفقنا واياك لطاعته ورضاه
شمعة مضيئة
شمعة مضيئة
جزاك الله خير
أم سيوره
أم سيوره
جزاك الله خيرا فعلا الي يبغى السعاده ولاستقرار يظفر بذات الدين :24: