فاني يستجاب له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ

ملتقى الإيمان


فأنـى يستجــاب لـه ؟!




جـاء أعرابي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسألـه :


أقريب ربنــا فنناجيــه أم بعيـــد فنناديــه ؟


فنـزل الجواب من السمــاء بقول الله تعالى :


{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ


لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(ســورة البقــرة : 186 ) .






فالله أقرب إلينــا من حبــل الوريد ، وهو معنــا أينمــا كنــا ، تفضــل علينـا


وشرفنــا وأكرمنــا - نحن العبيـد الخطائين – بأن أذن لنــا بمناجاتــه وسؤاله


متى شئنــا ، وأن نرفـع إليــه حوائجنــا صغيرهــا وكبيرهــا .


وتكرم علينــا بسماع ندائنــا وقبــول دعائنــا وتحقيق سؤلنــا .


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :


" يــا عبـادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدونــي أهدكــم . يــا عبــادي


كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعمونـي أطعمكــم . يــا عبـادي كلكــم


عـار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكــم . يــا عبـادي إنكــم تخطئــون


بالليل والنهـار ، وأنــا أغفـر الذنـوب جميعــاََ ، فاستغفرونـي أغفر لكم "


( رواه مسلم ) .





ليس ذلك فحسب بل بفضلــه ومنه وكرمه أمرنــا أن ندعـوه ووعدنــا بالإجابــة ،


واعتبر ذلك عبـادة نؤجــر عليهــا رغم أننــا نحن المحتاجـون إليـه ،


الفقــراء إلى رحمته ، المنتفعــون بدعائــه واستجابتــه وفضله وعطائــه .


بل إنـه يغضب إذا لم نسألـه رغم أن سؤالنــا لا يزيـد في ملكــه شيئــاََ ،


ونكوصنــا عن السؤال والدعــاء لا ينقص من ملكــه شيئــاََ .


{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي


سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ( سـورة غافــر : 60) .





ويقول رسولنــا محمـد صلى الله عليه وسلم :


" إنـه من لم يسأل الله يغضــب عليه " (رواه الترمذي ) .


والله عز وجل رحمن رحيم ، جواد كريم ، يستحيي أن يرد الضـارعين خائبين ،


وأن يعيـد السائلين منكسـرين . يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم :


" إن ربكم حيي كريم ، يستحيي أن يبسـط العبـد يديه إليـه فيردهمــا صفــرا "


( رواه ابو داود وابن ماجه ) .


والله تبــارك وتعالــى وعـد بالإجابــة ، وهو لا يخلــف الميعــاد ، لكنــه


يستجيب في الوقت الذي يختــار ، والمكــان الذي يريـد ، والكيفيــة التي يشــاء .


فقـد يعجل لنـا الإجابــة في الدنيــا ، أو يؤخـر الإجابــة لحكمــة يعلمهــا ،


ولا بــد أن فيهـا خيـراََ لنا ، وقـد يصـرف عنـا من الضرر ما يكافىء ما سألنــا ،


وقـد يدخــر لنـا الإجابــة إلى يــوم القيــامــة ، ثوابــاََ وأجــراَ عظيمــاََ ،


ومغفــرة ورحمــة .





يقــول الرسول عليه أفضــل الصلاة والسلام : " ما من مسلم يدعــو إلى الله


عز وجل بدعـوة ليس فيهــا إثم ولا قطيعــة رحـم إلا أعطــاه الله بهــا إحـدى


ثلاث خصــال : إمــا أن يعجــل له دعــوتــه ، وإمــا أن يدخرهــا له في


الآخــرة ، وإمــا أن يصــرف عنه من السوء مثلهــا . قــالوا :


إذن نكثر . قــال : " الله أكثر " . ( رواه أحمـد والبزار والحاكــم ) .


وحينمــا ندعــو ينبغـي أن نثق أن الله وحـده هو القـادر على إجابــة دعائنــا


وتفريج همومنــا وكشف السوء عنــا ، وأن الوسائط وقلــوب العبــاد


ورقــاب الخلق بيده وحـده . { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ


وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ} ( سورة يونس : 107 ) .





وحينمــا ندعــو حرى بنــا أن ندعــو بتضرع ومسكنة وتذلل وانكســار .


وإذا أردنــا أن يستجيب لنــا الله تعالى عند الضــراء حري بنــا أن نكثــر الدعــاء عند السراء .


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :


" من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب ، فليكثر الدعــاء في الرخــاء "


( رواه الترمذي والحاكم ) .


وحينمــا ندعو حري بنـا أن تكون قلوبنــا وعقولنــا واعيــة للدعـاء حاضـرة


مع الله تعالى موقنــة بالإجابــة ، فليس من الأدب مع الله أن ندعـوه بقلـوب


غافلـة وعقــول ذاهلـة. وإنه من دواعي إجابة الحاجـة أدب المحتـاج مع


من يحتـاج إليـه وصدق لهجتـه في مخاطبتــه ، وإقبـاله عليه ، ورجاؤه فيه .


والله عز وجل يصرف وجهه عمن صرف قلبــه عنه .


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " القلـوب أوعيــة ، وبعضهــا أوعى


من بعض ، فإذا سألتم الله ، أيهــا الناس ، فاسـألوه وانتم موقنــون بالإجابـة ،


فإنه لا يستجيب لعبـد دعاه عن ظهـر قلب غافــل " ( رواه أحمــد ) .





وحتى يستجيب الله لنــا ينبغـي أن يكون دعاؤنـا محقـاََ عــادلاََ مشروعــاََ


لأن الله لا يقبـل دعـوة فيهــا ظلم أو دعــوة تضـر بالأرحــام أو دعـوة فيها طلب


محرم . وينبغي ألا نشك في استجابـة الله بأن نقــول : دعونــا فلم يستجب الله لنــا .


يقـول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزال يستجاب للعبـد ما لم يدع


بإثم أو قطيعـة رحم ، ما لم يستعجـل ، يقــول : قــد دعوت ، وقد دعــوت


فلم يستجب لي ، فيتحســر عند ذلك ، ويدع الدعــاء " ( رواه مسلم ) .


وإذا أردنــا أن يستجيب الله دعاءنــا فحري بنــا أن ندعو إلى الخير ونأمر


بالمعروف ، وننهـى عن المنكـر . يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم :


"والذي نفسـي بيـده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكــر ، أو ليوشكن


الله أن يبعث عليكـم عقــاباََ من عنـده ، ثم لتدعنــه فلا يستجيب لكم "


( رواه الترمذي وأحمـد ) .





وحتى يستجيب الله دعاءنـا حري بنـا أن نتجنب أكل أموال الناس بالباطـل


والكسب الحرام . قال صلى الله عليه وسلم : "يـا أيهـا الناس إن الله طيب


لا يقبـل إلا طيبــاّّ ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين :


{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً } المؤمنون 51.


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } البقرة 172 .


ثم ذكر الرجل أشعث أغبــر يطيل السفر ، يمد يديه إلى السمـاء : يـا رب ،


يــا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبســه حرام وغذي بالحرام ،


فأنى يستجاب لذلك ؟ ! " ( رواه مسلـم ) .


وحتى يستجيب الله دعاءنـا حرى بنــا أن نجتهـد في الطاعـات ، ونبتعـد


عن المعاصـي . {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ


وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحمَتَ اللّهِ


قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} ( سورة الأعراف : 55 – 56)





وإذا كان الله لا يجب المعتدين ، والمصرون على الكبائر منهم ، فكيف يستجيب لهـم ؟ !


سئل ابراهيم بن أدهـم رحمه الله عن قولـه تعالى ( ادعوني استجب لكم )


فقـالوا فإنا ندعوه فلا يستجيب لنــا . فقــال لأن قلوبكـم ماتت بعشرة أشيــاء :


عرفتــــم الله ولــم تـــؤدوا حقـــه ،


وقـــرأتم كتاب الله ولم تعملوا بـه ،


وادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه ،


وأدعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم أثره وسنته ،


وأدعيتم خــوف النـار ولم تنتهوا عن الذنوب ،


وأدعيتم طلـب الجنــة ولم تعملــوا لهــا ،


وادعيتم ان الموت حق ولم تستعدوا لـه ،


واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم ،


وأكلتم رزق الله ولم تشكروه ،


ودفنتم موتاكــم ولم تعتبــروا .






وحـري بنــا أن لا نمل من الدعــاء ، وأن لا نيأس من روح الله فالذي


نجى يونس عليه السلام من بطن الحوت ، وشفى أيــوب عليه السلام


من المرض العضـال ، والذي وهب زكريــا عليه السلام الولـد وهو


شيخ كبير وامرأته عاقــر ، والذي نجى ابراهيم عليه السلام من النــار ،


ونجى محمـداََ صلى الله عليه وسلم من الكفـار على كل شيء قدير ،


أعز من سئـل ، وأكرم من أجاب .



بقلم محمد السعدي
3
394

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميرة الشهري
جزآك الله خير
يا أختي وجعله في ميزان حسناتك
النميله
النميله
جزاك الله خيــــــــــــر

اجمــل ماقرأت اليوم
ـ أم ريـــــم ـ