مرمر الحنونه @mrmr_alhnonh
كبيرة محررات
فاني يستجاب له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
فأنـى يستجــاب لـه ؟!
جـاء أعرابي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسألـه :
أقريب ربنــا فنناجيــه أم بعيـــد فنناديــه ؟
فنـزل الجواب من السمــاء بقول الله تعالى :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ
لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(ســورة البقــرة : 186 ) .
فالله أقرب إلينــا من حبــل الوريد ، وهو معنــا أينمــا كنــا ، تفضــل علينـا
وشرفنــا وأكرمنــا - نحن العبيـد الخطائين – بأن أذن لنــا بمناجاتــه وسؤاله
متى شئنــا ، وأن نرفـع إليــه حوائجنــا صغيرهــا وكبيرهــا .
وتكرم علينــا بسماع ندائنــا وقبــول دعائنــا وتحقيق سؤلنــا .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :
" يــا عبـادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدونــي أهدكــم . يــا عبــادي
كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعمونـي أطعمكــم . يــا عبـادي كلكــم
عـار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكــم . يــا عبـادي إنكــم تخطئــون
بالليل والنهـار ، وأنــا أغفـر الذنـوب جميعــاََ ، فاستغفرونـي أغفر لكم "
( رواه مسلم ) .
ليس ذلك فحسب بل بفضلــه ومنه وكرمه أمرنــا أن ندعـوه ووعدنــا بالإجابــة ،
واعتبر ذلك عبـادة نؤجــر عليهــا رغم أننــا نحن المحتاجـون إليـه ،
الفقــراء إلى رحمته ، المنتفعــون بدعائــه واستجابتــه وفضله وعطائــه .
بل إنـه يغضب إذا لم نسألـه رغم أن سؤالنــا لا يزيـد في ملكــه شيئــاََ ،
ونكوصنــا عن السؤال والدعــاء لا ينقص من ملكــه شيئــاََ .
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ( سـورة غافــر : 60) .
ويقول رسولنــا محمـد صلى الله عليه وسلم :
" إنـه من لم يسأل الله يغضــب عليه " (رواه الترمذي ) .
والله عز وجل رحمن رحيم ، جواد كريم ، يستحيي أن يرد الضـارعين خائبين ،
وأن يعيـد السائلين منكسـرين . يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إن ربكم حيي كريم ، يستحيي أن يبسـط العبـد يديه إليـه فيردهمــا صفــرا "
( رواه ابو داود وابن ماجه ) .
والله تبــارك وتعالــى وعـد بالإجابــة ، وهو لا يخلــف الميعــاد ، لكنــه
يستجيب في الوقت الذي يختــار ، والمكــان الذي يريـد ، والكيفيــة التي يشــاء .
فقـد يعجل لنـا الإجابــة في الدنيــا ، أو يؤخـر الإجابــة لحكمــة يعلمهــا ،
ولا بــد أن فيهـا خيـراََ لنا ، وقـد يصـرف عنـا من الضرر ما يكافىء ما سألنــا ،
وقـد يدخــر لنـا الإجابــة إلى يــوم القيــامــة ، ثوابــاََ وأجــراَ عظيمــاََ ،
ومغفــرة ورحمــة .
يقــول الرسول عليه أفضــل الصلاة والسلام : " ما من مسلم يدعــو إلى الله
عز وجل بدعـوة ليس فيهــا إثم ولا قطيعــة رحـم إلا أعطــاه الله بهــا إحـدى
ثلاث خصــال : إمــا أن يعجــل له دعــوتــه ، وإمــا أن يدخرهــا له في
الآخــرة ، وإمــا أن يصــرف عنه من السوء مثلهــا . قــالوا :
إذن نكثر . قــال : " الله أكثر " . ( رواه أحمـد والبزار والحاكــم ) .
وحينمــا ندعــو ينبغـي أن نثق أن الله وحـده هو القـادر على إجابــة دعائنــا
وتفريج همومنــا وكشف السوء عنــا ، وأن الوسائط وقلــوب العبــاد
ورقــاب الخلق بيده وحـده . { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ} ( سورة يونس : 107 ) .
وحينمــا ندعــو حرى بنــا أن ندعــو بتضرع ومسكنة وتذلل وانكســار .
وإذا أردنــا أن يستجيب لنــا الله تعالى عند الضــراء حري بنــا أن نكثــر الدعــاء عند السراء .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب ، فليكثر الدعــاء في الرخــاء "
( رواه الترمذي والحاكم ) .
وحينمــا ندعو حري بنـا أن تكون قلوبنــا وعقولنــا واعيــة للدعـاء حاضـرة
مع الله تعالى موقنــة بالإجابــة ، فليس من الأدب مع الله أن ندعـوه بقلـوب
غافلـة وعقــول ذاهلـة. وإنه من دواعي إجابة الحاجـة أدب المحتـاج مع
من يحتـاج إليـه وصدق لهجتـه في مخاطبتــه ، وإقبـاله عليه ، ورجاؤه فيه .
والله عز وجل يصرف وجهه عمن صرف قلبــه عنه .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " القلـوب أوعيــة ، وبعضهــا أوعى
من بعض ، فإذا سألتم الله ، أيهــا الناس ، فاسـألوه وانتم موقنــون بالإجابـة ،
فإنه لا يستجيب لعبـد دعاه عن ظهـر قلب غافــل " ( رواه أحمــد ) .
وحتى يستجيب الله لنــا ينبغـي أن يكون دعاؤنـا محقـاََ عــادلاََ مشروعــاََ
لأن الله لا يقبـل دعـوة فيهــا ظلم أو دعــوة تضـر بالأرحــام أو دعـوة فيها طلب
محرم . وينبغي ألا نشك في استجابـة الله بأن نقــول : دعونــا فلم يستجب الله لنــا .
يقـول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يزال يستجاب للعبـد ما لم يدع
بإثم أو قطيعـة رحم ، ما لم يستعجـل ، يقــول : قــد دعوت ، وقد دعــوت
فلم يستجب لي ، فيتحســر عند ذلك ، ويدع الدعــاء " ( رواه مسلم ) .
وإذا أردنــا أن يستجيب الله دعاءنــا فحري بنــا أن ندعو إلى الخير ونأمر
بالمعروف ، وننهـى عن المنكـر . يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"والذي نفسـي بيـده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكــر ، أو ليوشكن
الله أن يبعث عليكـم عقــاباََ من عنـده ، ثم لتدعنــه فلا يستجيب لكم "
( رواه الترمذي وأحمـد ) .
وحتى يستجيب الله دعاءنـا حري بنـا أن نتجنب أكل أموال الناس بالباطـل
والكسب الحرام . قال صلى الله عليه وسلم : "يـا أيهـا الناس إن الله طيب
لا يقبـل إلا طيبــاّّ ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين :
{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً } المؤمنون 51.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } البقرة 172 .
ثم ذكر الرجل أشعث أغبــر يطيل السفر ، يمد يديه إلى السمـاء : يـا رب ،
يــا رب ، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبســه حرام وغذي بالحرام ،
فأنى يستجاب لذلك ؟ ! " ( رواه مسلـم ) .
وحتى يستجيب الله دعاءنـا حرى بنــا أن نجتهـد في الطاعـات ، ونبتعـد
عن المعاصـي . {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحمَتَ اللّهِ
قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} ( سورة الأعراف : 55 – 56)
وإذا كان الله لا يجب المعتدين ، والمصرون على الكبائر منهم ، فكيف يستجيب لهـم ؟ !
سئل ابراهيم بن أدهـم رحمه الله عن قولـه تعالى ( ادعوني استجب لكم )
فقـالوا فإنا ندعوه فلا يستجيب لنــا . فقــال لأن قلوبكـم ماتت بعشرة أشيــاء :
عرفتــــم الله ولــم تـــؤدوا حقـــه ،
وقـــرأتم كتاب الله ولم تعملوا بـه ،
وادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه ،
وأدعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم أثره وسنته ،
وأدعيتم خــوف النـار ولم تنتهوا عن الذنوب ،
وأدعيتم طلـب الجنــة ولم تعملــوا لهــا ،
وادعيتم ان الموت حق ولم تستعدوا لـه ،
واشتغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم ،
وأكلتم رزق الله ولم تشكروه ،
ودفنتم موتاكــم ولم تعتبــروا .
وحـري بنــا أن لا نمل من الدعــاء ، وأن لا نيأس من روح الله فالذي
نجى يونس عليه السلام من بطن الحوت ، وشفى أيــوب عليه السلام
من المرض العضـال ، والذي وهب زكريــا عليه السلام الولـد وهو
شيخ كبير وامرأته عاقــر ، والذي نجى ابراهيم عليه السلام من النــار ،
ونجى محمـداََ صلى الله عليه وسلم من الكفـار على كل شيء قدير ،
أعز من سئـل ، وأكرم من أجاب .
بقلم محمد السعدي
3
394
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يا أختي وجعله في ميزان حسناتك