فتاوى تتعارض مع سنة النبيي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

ملتقى الإيمان

يسم الله الرحمن الرحيم


إلى من يريد أن يكون حجه مبروراً:

استشعر أنها عبادة عظيمة.. يؤدي فيها ركن عظيم مكمل لأركان الإسلام الذي ينطلق اسم المسلم منه ... (({ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }.
واستشعر سنة نبيك فيه ؛ الذي قال ( خذوا عني مناسككم) فخذ أحكام الحج من سيرته، ومن الفتاوى المبنية على سيرته من الراسخين العلماء الربانيين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم أو إرضاء مستفتي- إذ كثير من الفتاوى الآن : من قول فلان وعلان من تصدر للفتوى – وممن هو ليس كذلك :
فأصبحت في زماننا مناسك الحج عند الكثير عبادة يسعى للتخلص منها لا ليتعبد الله فيها؟؟!!
ويؤكد ذلك تلك الفتاوى التي تنسف كثير شعائر الحج الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم باسم التيسير على الناس وهو(تمييع للدين ) أخذ بشواذ الأقوال وضعيفها أذا وافق هذا المنهج والذي يتصور المستفتي فيها : أن حج ومشي !!!اسمك إنك حجيت ...
أما ما يطلقه أهل التمييع على بعض أحكام الحج باسم (افعل ولا حرج) وأخذوا هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم شماعة يعلقون عليها فتاويهم التي يصدق عليها العب ولا حرج !!! حتى كتب أحدهم تحت هذا العنوان لو( مر بأجواء بالطائرة عرفه أجزئه ) !!
وقد ألف بعضهم كتاب لأحكام الحج كلها باسم ( افعل ولا حرج)!!! سبحان الله! النبي صلى الله عليه وسلم قالها في أعمال يوم النحر في التقديم والتأخير فقط !!! بل قال بعض العلماء أنه للمعذور بدليل رواية ( لم أشعر حلقت قبل أن أرمي ..) .

أما أن يُتلاعب في أحكام الحج وتنسف السنة نسفاً ؛ فهذا الذي يجب أن يجلى للمسلمين ويحذر من أخذ الفتاوى ممن همهم إرضاء الجمهور واستقطاب أكبر عدد منهم بالتلاعب بالأحكام الشرعية باسم التيسير على الناس والله تعالى يقول :{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}فالله له وحده الحكم وأحكامه التي أنزالها في كتابه أو على لسان رسوله كلها يسيرة ليست شاقه ( وما جعل عليكم في الدين من حرج )وانظر إلى أحكامه في المشقة التي تعرض للمكلف في المرض أو السفر رخص جاءت من عند حكيم عليم وهو اعلم بحكمه؛و لو شقت في بعض الأحكام لكان في هذا ابتلاء في الامتثال كما قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في أحد فتاوى الحج ؛ و الحج مبناه على المشقة – أي المشقة موجودة في أحكامه - ولذلك له أجر عظيم مقابل هذه المشقة بل هو أفضل الجهاد كما ورد في الحديث، والتزام الشرع كما أراد الله هي ابتلاء ينظر الله من يطيعه ممن يتبع هواه... ومن اتباع الهوى الأخذ برخص لم يأتِ بها الشرع باسم التيسير .
وبعض المستفتين يقول : (نحن على ذمة من أفتانا) وهو يعرف أن من أفتاه متساهل ؛ فيريد التفلت من بعض الأحكام و يسعى لذلك بفتوى ممن يأخذ بالرخص ويترك سؤال الراسخين في العلم ، مع أن هذا المستفتي لو أراد علاج وكشف يحرص على أن يذهب للطبيب حاذق واشتشاري في مرضٍ يعرض له ولا يهنأ أن يذهب للطبيبٍ عام ؛ فالدين أولى أن يحتاط له ويُختار له من يُُقرب لله ويحرص على براءة ذمته من التبعة !
أن إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنجى لنا والحصن الحصين من المهاوي والتردي بسسبب أراء البشر في الأمور العامة من أحكام الشرع ...فكيف إذا كان الأمر يتعلق بإحكام ركن عظيم من أركان الإسلام ودعائمه العظام ...وكيف إذا كان الأمر ليس على الاستحباب بل الوجوب لقوله ( خذوا عني مناسككم ) رواه مسلم.
فيا من قصدت قصد بيت الله تريد ما عند الله احذر من فتاوى يُغير فيها حكمه برأي البشر واستحساناتهم لمصالح مزعومة والله أعلم بالمصلحة منهم وما عليهم إلا البلاغ لا التشريع ..
فخذ بسنة نبيك ودع عنك آراء الرجال :
قال تعالى : [فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }:

قال ابن كثير رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية: أي أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته .....إلى أن قال وما خالفه فهو مردود على قائله كأنناً من كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).انظر تفسير سورة النور .

وكذلك نبه الإمام أحمد رحمه الله تعالى لهذه المسألة بقوله:" عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، ويذهبون إلى رأي سفيان، والله -تعالى- يقول:[فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله – أي قول النبي صلى الله عليه وسلم – أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ".
فتعبد لله تعالى بالتزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم متى ما استبانت لك.
وإليك بعض الأحكام في الحج وليس كلها؛ والتي تهاون الكثير بها بسبب تلك الفتاوى ؛ وهذه الأحكام مأخوذة من كلام أهل العلم الراسخين مدعمة بالسنة الصحيحة الصريحة :

- " الرمي في كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال لا يجزئ قبله" :
هذا مذهب الجمهور,فهم يمنعون رمي الجمار في أيام التشريق قبل الزوال,ويقولون:من رمى قبل الزوال فإنه يعيد لأنه أوقع الواجب قبل وقته ؛ للأدلة الآتية :

- قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه:[ رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى وأما بعد فإذا زلت الشمس)رواه مسلم في صحيحة,

- وجاء في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:[ كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا).
فكونهم رضي الله عنهم يتحينون زوال الشمس ليرموا مع ضيق الوقت ؛ فهذا دليل على عدم الرخصة في الرمي قبل الزوال,ولو كان جائزاً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بالنص أو الإيماء,أو على الأقل لفعله بعض الصحابة طلباً لليسر والسهولة كما كان بعضهم يقدم أو يؤخر في أفعال يوم النحر .
- وقد روى مالك في الموطأ بسند صحيح عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول:[لا ترمي الجمار في الأيام الثلاث حتى تزول الشمس )./ من تعليق وشرح كتاب المناسك من الروض المربع لفضيلة الشيخ سليمان العلوان
غند قول المؤلف رحمه الله:" الرمي في كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال لا يجزئ قبله".
- وعن ابن عمر رضي الله عنه أيضاً : (لا ترمي الجمرة حتى يميل النهار ) رواه البيهقي .
-وحديث عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع إلى منى ليمكث فيها أيام وكان يرمي بعد الزوال ) رواه أصحاب السنن .
- أما القول بأنه يجوز قبل الزوال وهو قول طاووس وعطاء استدلوا بقوله تعالى: ( واذكروا الله في أيام معدودات ) وأن الرمي من ذكر الله . فهذا مجمل وقد بينت السنة وقته .
وكذا الأحناف وقد استدلوا بنقل قول لابن عباس: ( إذا انتفخ النهار من يوم النفر فقد حل الرمي والصدر) رواه البيهقي.
وقد ضعفه البيهقي بطلحة بن عمر .
ومما يؤيد ذلك لو جاز الرمي قبل الزوال من طلوع الشمس مثلاً لفعله النبي صلى الله عليه وسلم لكونه أيسر إذ هو قبل اشتداد الحر ، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار الأيسر .
وأيضاً لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله يرمي الجمار إذا زالت الشمس قدر ما إذا فرغ من رميه صلى الظهر) رواه أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجه وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند . فهو يدل أن الوقت يدخل بالزوال . ذكره الشيخ خالد المشيقح - أحد كبار طلبة الشيخ ابن عثيمين – في شرح منار السبيل ؛ وهو رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
يقول الشيخ محمد بن عثيمين في الممتع 7/ صـ352-355:

والدليل أن لايجزيء قبل الزوال ما يلي :
أولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( رمى بعد الزوال ) وقال : ( لتأخذوا عني مناسككم ) أخرجه مسلم في الحج(1297) عن جابر رضي الله عنه.

ثانياً :ولأنه لو كان الرمي قبل الزوال جائزاً لفعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما فيه من فعل العبادة في أول وقتها من وجه ، ولما فيه من التيسير على العباد من وجه آخر ؛ لأن الرمي في الصباح قبل الزوال أيسر على الأمة من الرمي بعد الزوال ؛ لأنه بعد الزوال يشتد الحر على الناس أن يأتوا من مخيمهم إلى الجمرات ، ومع شدة الحر يكون الغم مع الضيق والزحام ؛ فلا يمكن أن يختار النبي صلى الله عليه وسلم الأشد ويدع الأخف ؛ فإنه ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن أثماً ؛ فنعلم من هذا أنه لو رمي قبل الزوال صار ذلك إثماً ، ولذلك تجنبه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل هناك فائدة وهي ابتلاء العباد هل يرمون مع المشقة أو يتقدمون خوف المشقة ؟؟
وليس هذا ببعيد أن يبتلى الله عباده بمثل هذا ، ولما فيه من تطويل الوقت من وجه ثالث ، فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعمد أن يؤخر حتى تزول الشمش مع أنه أشق على الناس ، دل هذا على أنه قبل الزوال لا يجزىء .

ثالثاً : أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبادر بالرمي حين تزول الشمس فيرمي قبل أن يصلى الظهر ؛ وكأنه يترقب زوال الشمس ليرمي ثم يصلي الظهر ، ولو جاز قبل الزوال لفعله صلى الله عليه وسلم ، ولو مرة بياناً للجواز ، أو فعله بعض الصحابة وأقره النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو القول الراجح أعني بمنع الرمي قبل الزوال .

....وقد ذهب بعض العلماء إلى إجزاء الرمي ليلاً وقال : إنه لا دليل على التحديد بالغروب ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حدد أوله ولم يحدد آخره ؛ و قد سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري : ( رميت بعدما أمسيت قال : لا حرج) أخرجه البخاري / باب إذا رمى بعدم أمسى عن ابن عباس رضي الله عنه . والمساء آخر النهار وأول الليل ولم يستفصل النبي صلى الله عليه وسلم آخر النهار أو أول الليل وإنما قال ( افعل ولا حرج ) لا يوجد دليل صحيح صريح يحدد آخر وقت الرمي فالأصل عدم ذلك .أ.هـ
وروى بن أبي شيبة في مصنفه ( أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقدمون حجاجاً ؛ فيدعون ظهورهم – إبلهم – فيجيئون فيرمون بالليل " .
فإذاً من يخشى الزحام يرمي بالليل ولا يتجاوز شريعة النبي صلى الله عليه وسلم فيرمي قبل الوقت... إلا إن كان قصده يرجع إلى أهله قبل المغيب فهذا ما حج وإنما حجت العيرُ!!
فهل لأحد قول أمام قوله صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم ) وقد فعل في وقت محدد.
وقد حذر ابن عباس من مخافة أمرة عليه الصلاة والسلام ، فقال:" يوشك أن تنـزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتقولون: قال أبو بكر وعمر".
وننقل هنا حادثة – تأكد مثل هذا الأمر- في أحد دروس الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : وكان يقرأ عليه أحد الشروح في الحديث ؛ فقُرأ عليه حديث ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام....) ؛ فقال أثناء شرحه إنه لا يجوز أن يُبدأ اليهود والنصارى بالسلام لهذا الحديث .
فقال السائل عفا الله عنك يقول الشارح : حُكي عن بعض الشافعية أنه يجوز ابتدائهم بالسلام ؟!
فقال الشيخ رحمه الله تعالى:-في قوله شيء من الحدة–وإذ قالوا هم !! يُعتبر كلامهم مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم !!؟؟
فقال السائل : هل لهم دليل في هذا ؟
فقال رحمه الله تعالى : يمكن ما بلغتهم السنة ، يمكن ما بلغتهم ، جهال ، ما بلغتهم السنة .
فقال السائل : هذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما !
فقال رحمه الله تعالى : فيه أحد يعدل النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ، أعوذ بالله .أ.هـ (من كتاب شذرات البلاتين : صـ130. جمع وترتيب : أبو الأشبال المصري)
هذا في أبي بكر وعمر - بأن لا يقدم قولهم على قوله صلى الله عليه وسلم - ..فكيف بمن لا يبلغ مدهم ولا نصيفهم من أي عالم كان ؟!! هذا ومع أنهم لهم سنة متبعة أمرنا هو بها قوله صلى الله عليه وسلم ( ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ).


** أما مسألة التوكيل التي تساهل بها الكثير فإليك فتوى الشيخ بدليلها (من فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين رحمه الله – مؤسسة الشيخ محمد بن العثيمين الخيرية):
- يقول المستمع في هذا السؤال / في ليلة المبيت بمزدلفة حصل أن انصرفت إحدى قريباتي مع ابنها بعد منتصف الليل بحكم ما تعتبر من الضعفة حيث لا تقوى على رمي الجمرات بعد طلوع الشمس للزحام الشديد إلا أنها بعد انصرافها وكلت ابنها لكي يرمي عنها واحتجت بأنها لا تقدر على ذلك فهل يلزمها شيء حينما لم ترمِ بنفسها أول الجمرات نرجو بهذا إفادة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: رمي الجمرات من مناسك الحج لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وفعله بنفسه وقال صلى الله عليه وسلم (إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه وهو عبادة لأن الإنسان يقوم برمي هذه الحصيات في هذا المكان تعبداً لله عز وجل وإقامة لذكره فهي مبنية على مجرد التعبد لله سبحانه وتعالى لهذا ينبغي للإنسان أن يكون حين رميه للجمرات خاشعاً خاضعاً لله مهما حصل أو مهما كان ذلك وإذا دار الأمر بين أن يبادر برمي هذه الجمرات في أول الوقت أو يؤخره في أخر الوقت لكنه إذا أخره رمى بطمأنينة وخشوع وحضور قلب كان تأخيره أفضل لأن هذه المزية مزية تتعلق بنفس العبادة وما تعلق بنفس العبادة فإنه مقدم على ما يتعلق بزمن العبادة أو مكانها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا صلاة بحضر طعام ولا هو يدافعه الأخبثان) فيؤخر الإنسان الصلاة عن أول وقتها لدفع الشهوة الشديدة التي حضر مقتضيها وهو الطعام إذاً إذا دار الأمر بين أن يرمي الجمرات في أول الوقت لكن بمشقة وزحام شديد وانشغال بإبقاء الحياة وبين أن يؤخرها في أخر الوقت ولو في الليل لكن بطمأنينة وحضور قلب ولهذا رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة في أخر الليل حتى لا يتأذوا بالزحام الذي يحصل إذا حضر الناس جميعاً بعد طلوع الفجر إذا تبين ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يوكل أحداً في رمي الجمار عنه لقوله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء فإذا تبين ذلك أيضاً وأن رمي الجمرات من العبادات وأنه لا يجوز للقادر من رجل وامرأة أن ينيب عنه فيها فإنه يجب أن يرمي بنفسه إلا رجلاً أو امرأة مريضة أو حاملاً تخشى على حملها أو ما أشبه ذلك فلها أن توكل. وأما المسألة التي وقعت لهذه المرأة التي ذكر أنها لم ترمِ مع قدرتها فالذي أرى أن من الأحوط لها أن تذبح فدية في مكة وتوزعها على الفقراء عن ترك هذا الواجب.


سؤال آخر :
- تقول عند رمي الجمرات لم أستطع الرمي لأنها كانت حامل وكان معي والدي ورمى عني فهل علي شيء؟
فأجاب رحمه الله تعالى: رمي الجمرات كغيره من أفعال النسك يجب على القادر أن يفعله بنفسه لقول الله تبارك وتعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ولا يحل لأحد أن يتهاون بذلك كما يفعله بعض الناس تجده يوكل من يرمي عنه لا عجزا عن الرمي ولكن اتقاء للزحام والإيذاء به وهذا خطأ عظيم لكن إذا كان الإنسان عاجزا كالمريض وامرأة حامل وما أشبه ذلك فله أن ينيب من يرمي عنه وهذه المرأة تذكر أنها كانت حاملا وعلى هذا فالرمي عنها لا بأس به وتبرأ ذمتها بذلك ولا حرج عليها إن شاء الله تعالى.


سؤال آخر:
- أحسن الله إليكم : الوالد في الحج رمى عن زوجته وعن الأخت في حج الفرض خشية الزحام الشديد ما الحكم ذلك يا شيخ؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الحكم أنه لا يجوز للإنسان أن يوكل أحداً يرمي عنه ولو جاز ذلك لأذن النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يوكلوا من يرموا عنهم وأن يتأخروا في المزدلفة حتى يدفعوا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولو جاز التوكيل لأذن النبي صلى الله عليه وسلم للرعاة أن يوكلوا من يرمون عنهم فالرمي جزء من أجزاء الحج وقد قال الله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) .
وتهاون الناس فيه اليوم لا مبرر له أعني أن بعض الناس يتهاون في الرمي تجده يوكل من يرمي عنه بدون ضرورة لكن يريد أن لا يتعب يريد أن يستريح يريد أن يجعل الحج نزهة وهذا من الخطأ العظيم والذي يوكل غيره يرمي عنه وهو قادر لا يجزئ الرمي عنه ، وعليه عند أهل العلم فدية تذبح في مكة وتوزع على الفقراء أما مسألة الزحام فالزحام مشكلته لها حل وهي أنه بدل أن يرمي في وقت الزحام يمكنه أن يؤخر إلى آخر النهار إلى أول الليل إلى نصف الليل إلى آخر الليل ما دام لم يطلع الفجر من اليوم الثاني لكن أكثر الناس كما قلت يتهاونون كثيرا في مسألة الرمي.
- فضيلة الشيخ: هل هذا في الفرض وفي التنفل؟ فأجاب رحمه الله تعالى: لا فرق بين الفرض والنفل؛ لأن النفل يجب إتمامه كما قال الله تعالى (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) .

ويقول رحمه الله تعالى عن التكبير في الرمي :

" كبر بقول الله أكبر تعظيماً لله الذي شرع رمي هذه الحصى وهو في الحقيقة أعني رمي الجمرات غاية التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى لأن الإنسان لا يعرف حكمةً من رمي هذه الجمرات في هذه الأمكنة إلا لأنها مجرد تعبدٍ لله سبحانه وتعالى وانقياد الإنسان لطاعة الله وهو لا يعرف الحكمة أبلغ في التذلل والتعبد لأن العبادات منها ما حكمته معلومة لنا وظاهرة فالإنسان ينقاد لها تعبداً لله تعالى وطاعةً له ثم إتباعاً لما يعلم فيها من هذه المصالح ومنها ما لا يعرف حكمته ولكن كون الله يأمر بها ويتعبد بها عباده فيمتثلون فهذا غاية التذلل والخضوع لله كما قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) وما يحصل في القلب من الإنابة لله الخشوع والاعتراف بكمال الرب ونقص العبد وحاجته إلى ربه ما يحصل له في هذه العبادة فهو من أكبر المصالح وأعظمها". أ.هـ
فهل عرفت يا عبدالله كيف أنها عبادة ليس المقصود منها التخلص وإنهائها إنما هي أمر موقت بماشرعه نبيك في وقت محدد؛فكما أن الصلاة لا يُتقدم بها على وقتها فكذلك أمره هنا !! جعلنا الله وإياك من المتبعين للكتاب والسنه كما أراد الله وبفهم سلف الأمة ,
سنة مندثرة!! : (الدعاء بعد الرمي بين الجمار) قال الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله تعالى : يسن أن يدعو بعد رمي الجمرة الأولى وبعد رمي الجمرة الوسطى فيرفع يديه ويدعو ويطيل الدعاء بقدر طاقته!! كما نقل ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم:[ أبهاج المؤمنين بشرح منهاج السالكين 1/438).
*** أما مسألة المبيت في منى وإليك فتوى الشيخ محمدبن عثيمين رحمه الله تعالى(أيضاً من فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين– مؤسسة الشيخ محمد بن العثيمين الخيرية):

- السائل يقول : بعد العودة من عرفة تركت المبيت بمنى بحجة أنني لم أجد مكاناً هل يجوز لي ذلك أم لا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا يجوز لك بعد العودة من عرفة إلا أن تكون في منى (لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فيها ولم يرخص لأحد بترك ذلك إلا للرعاة أو السقاة) الواجب على الحاج بعد الرجوع من عرفة ومزدلفة أن يبقى في منى ويبيت بها ولا يجوز له أن يتخلف عن ذلك لكن إذا لم يجد مكاناً في منى وطلب طلباً حقيقاً دقيقاً فلم يجد فلا حرج عليه أن ينزل عند آخر الخيام مهما وصلوا إليه حتى لو وصلوا إلى مزدلفة وما وراء مزدلفة ونزل في آخرهم بحيث كان مع الحجيج فإنه لا حرج فقد كان بعض الناس يقول إذا لم تجد مكاناً في منى فلا حرج عليك أن تبيت في مكة أو في أي مكان شئت لأن هذا المكان سقط وجوب المبيت فيه بالتعذر فسقط الفرض كالإنسان إذا قطعت يده من فوق الفرض فإنه يسقط عنه غسلها ولكننا نقول الذي نرى في هذه المسألة أنه يجب عليه أن يكون في أخريات القوم ليكون نهر الحجيج واحداً وهو نظير من أتى إلى المسجد ووجد الناس قد ملئوا المسجد فإنه يصلى في الشارع الذي حول المسجد ليتصل الناس مع بعضهم بعض والشارع له نظر كبير في اجتماع الناس على العبادة وعدم تفرقهم.

ويقول الشيخ رحمه الله تعالى (في فتاوى أركان الإسلام صـ 567) بعد سؤال له حول حكم المبيت بمنى : ينبغي للحج بمنى أن يبقى ليلاً ونهاراً في أيام التشريق ؛ فإن لم يجد مكاناً فيبقى حيث انتهى الناس عند آخر خيمة ، ولو خارج منى إذا لم يجد مكاناً إذا بحث أتم البحث ولم يجد مكاناً في منى ، ثم قال رحمه الله تعالى - وقد ذهب بعض أهل العلم في زماننا هذا إلى أنه إذا لم يجد الإنسان مكاناً في منى فإنه يسقط عنه المبيت ويجوز له أن يبيت في أي مكان في مكة أو في غيرها ، وقاس ذلك على ما إذا فقد عضواً من أعضاء الوضوء ؛ فإنه يسقط غسله ، ولكن في هذا نظر ؛ لأن العضو يتعلق حكم الطهارة به ولم يوجد ، أما هذا فإن المقصود من المبيت أن يكون الناس مجتمعين أمة واحدة ؛ فالواجب أن يكون الإنسان عند آخر خيمة حتى يكون مع الحجيج ، ونظير ذلك إذا امتلأ المسجد وصار يصلون حول المسجد فلا بد أن تتواصل الصفوف حتى تكون جماعة واحدة ، والمبيت نظير هذا وليس العضو المقطوع .أ.هـ

*****مسألة طواف الحائض للإفاضة للضرورة :
الفتوى الجديدة من أهل التمييع أن الحائض له أن تطوف للإفاضة إذا أخرها الحيض إلى وقت سفر رفقتها !!!!!!حتى لو كانت من هذه البلاد ؛ بل سمعنا فتوى من أحدهم لم يسأل المفتى هل هي مضطرة أم لا ؟ فأفتي مباشرة بذلك بناءاً على فتوى عالم سابق وهوة شيخ الإسلام رحمهالله تعالى أن طواف الحائض للضرورة جائز .

وقد نبه الشيخ ابن عثيمين في غير موضع من أشرطته و كذا الشيخ صالح الفوزان تعليقه على الزاد وغيرهما أن فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في طواف الحائض حال الضرورة ، لا تنزل على من كانت من أهل هذه البلاد لأنه لا تتصور الضرورة التي أشار إليها شيخ الإسلام فيمن كانت ساكنة في هذه البلاد .
أخي ليست المسألة حج ومشي لا ..إنها عبادة عظيمة!!
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}:

يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :" هذا متضمن للأدب مع الله تعالى ومع رسوله صلى الله عليه وسلم والتعظيم له واحترامه...فإن هذا حقيقة الأدب مع الله ورسوله ،وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه ، وبفواته تفوته السعادة الأبدية ..وفي هذا النهي الشديد عن تقديم قول غير الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله ؛ فإنه متى ما استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب اتباعها ، وتقديمها على غيرها كائناً من كان ".أ.هـ انظر تفسير سورة الحجرات
وعند قوله تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(4)

قال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى في رسالة صغيرة اسمها (فليحذر الذين يخالفون عن أمره صــ21): أمره أي أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، والفتنة : كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى وساق ما ذكرناه آنفاً من قوله الإمام رحمه الله ....ثم قال حفظه الله :
(بعض الناس يقول أفتى فلان بكذا فنحن يسعنا ما قاله فلان أو ما ذهب إليه فلان إذا كانت الفتوى توافق أهوائهم فهم يلتمسون أقوال العلماء وليتمسون ما يوافق رغباتهم ، ولا يسألون عن الدليل ، ما هو دليل فلان ؟!، بل يلتمسون الرخص ، ويلتمسون من آراء الرجال ما يوافق أهوائهم فهم يدخلون في هذا الوعيد بلا شك { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}فتنة في القلوب بأن يصرف الله قلوبهم ويصيبهم بالزيغ والضلال لأنهم ردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ...ثم قال حفظه الله تعالى :
فمن بلغه الحق عن الله ورسوله ثم أعرض عنه تبعاً لهواه وشهوته ورغبته أو إرضاء لأحد من الناس فإنه يصاب بالزيغ.../أ-هـ
ودن بكتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله تنجو وتربحُ
ودع عنك آراء الرجـال وقولهم فقول رسول الله أولى وأشرحُ
و لا تك من قوم تلهوا بدينهــم فتطعن في أهل الحديث وتقدحُ
إذا ما اعتقدت الدهر ياصاح هذه فأنت على خير تبيت وتصبحُ
أخي احرص أن يكون حجك مبروراً با تباع السنة فيه ؛ فإن جزاءه الجنة كما في الحديث ، بل سئل عن أفضل الجهاد قال : حج مبرور .... ونهنئك أن أصابتك مشقة- غير مُتقصدة منك - بـ( أجرك على قدر نصبك) كما قال صلى الله عليه وسلم لعائشة في الحج .
نسأل الله أن يتقبل الله منا ومنك، ونستودعه دينك وأمانتك وخواتيم عملك......


أخي أختي :ساهم في نشرها ولك مثل الأجر" فالدال على الخير كفاعله" أطبعها ووزعها على الحجاج والمفتين .انشرها عبر رسائل الجوال والبلتوث."انتصر لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

يقول النيسابوري رحمه الله:الذب عن سبيل السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.
وقال الحميدي:والله لأن أغزو هولاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك!!


الرجاااااااااااء نشرها الدال على الخير كفاعله
4
294

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جوديانا
جوديانا
الله يجزاك خير
ماخاب من إستخار
جيتي عالجرح

جزاك الله خير الجزاء
اريام الحنين
اريام الحنين
صيغة التكبير:

أ)الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيرأ.
ب‌) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
ج‌) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.
سنابل الوادى
سنابل الوادى
جزاك الله خيرا وجعلك ممن الدين يحيون سنته ويسيرون على منهجه عليه افضل الصلاة وازكى السلام