بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ( واسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
فتاوى رمضانيه للشيخ بن باز
أيهما أفضل في نهار رمضان قراءة القرآن أم صلاة التطوع
س : أيهما أفضل في نهار رمضان قراءة القرآن أم صلاة التطوع ؟
ج : كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات وكان جبريل يدارسه القرآن ليلا وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف ، هذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وفي هذا الشهر الكريم . أما المفاضلة بين قراءة القارئ وصلاة المصلي تطوعا فتختلف باختلاف أحوال الناس وتقدير ذلك راجع إلى الله عز وجل لأنه بكل شيء محيط .
التهجد في رمضان وغيره يكون بعد سنة العشاء الراتبة
س : الأخ ص . م . ج . يقول في سؤاله : عند الانتهاء من صلاة العشاء يقوم المصلون لأداء السنة قبل البدء في صلاة التراويح والسؤال يا سماحة الشيخ لماذا لا يشرع الإمام في صلاة التراويح بعد الاستغفار والتهليل والتسبيح بدون أداء ركعتي السنة؟ ج : السنة أن يكون التهجد في رمضان وغيره بعد سنة العشاء الراتبة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك . ولا فرق في ذلك بين كون التهجد في المسجد أو في البيت . وفق الله الجميع .
الذي لايتمكن من الختم يشعر بشيء من الألم فما رأيكم
س: الذي لايتمكن من الختم يشعر بشيء من الألم فما رأيكم؟
ج : لا حرج في ذلك والأمر في هذا واسع والحمد لله إن ختم فهو أفضل حتى يسمع الجماعة جميع القرآن وحتى يفوز الجميع بالأجر العظيم في هذا الشهر الكريم وإن حال حائل دون ذلك ولم يتيسر للإمام ختم القرآن فلا حرج في ذلك والمشروع للإمام أن يراعي المأمومين ولا يشق عليهم ويرفق بهم فإذا كانت الإطالة تشق عليهم تركها مراعاة لترغيبهم في الصلاة وعدم تركها فإذا صلى بهم إحدى عشرة ركعة فهو أفضل أو ثلاث عشرة ركعة مع الترتيل والاطمئنان في الركوع والسجود فذلك أفضل من كثرة القراءة والركعات ومن صلاها عشرين أو أكثر فلا بأس ولكن الاقتصار على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة أفضل لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه زاد على ذلك كما قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة الحديث متفق عليه . وثبت عنها رضي الله عنها وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم صلى في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة وقد صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه ثلاثا وعشرين ركعة وصلوا في بعض الليالي إحدى عشرة ركعة وذلك يدل على التوسعة وعدم الحرج .
حكم القضاء لمن مات في مرضه بعد رمضان
س: ما حكم من كان مريضا ودخل عليه رمضان ولم يصم ثم مات بعد رمضان فهل يقضى عنه أم يطعم عنه ؟ الجواب: إذا مات المسلم في مرضه بعد رمضان فلا قضاء عليه ولا إطعام، لأنه معذور شرعا، وهكذا المسافر إذا مات في السفر أو بعد القدوم مباشرة فلا يجب القضاء عنه ولا الإطعام، لأنه معذور شرعا. أما من شفي من المرض وتساهل في القضاء حتى مات أو قدم من السفر وتساهل في القضاء حتى مات فإنه يشرع لأوليائهما وهم الأقرباء القضاء عنهما. لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: من مات وعليه صيام صام عنه وليه متفق على صحته. فإن لم يتيسر من يصوم عنهما أطعم عنهما من تركتهما عن كل يوم مسكين نصف صاع، ومقداره كيلو ونصف على سبيل التقدير: كالشيخ الكبير العاجز عن الصوم، والمريض الذي لا يرجى برؤه. كما تقدم في جواب السؤال التاسع، وهكذا الحائض والنفساء إذا تساهلتا في القضاء حتى ماتتا، فإنه يطعم عنهما عن كل يوم مسكين إذا لم يتيسر من يصوم عنهما. ومن لم يكن له تركه يمكن الإطعام منها فلا شيء عليه، لقول الله - عز وجل -: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وقوله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ والله ولي التوفيق.
حكم دعاء الاستفتاح
س : الأخ أ . ع . م . من الجزائر يقول في سؤاله بعض أئمة المساجد في رمضان لا يقرءون دعاء الاستفتاح في صلاة التراويح فما حكم فعلهم هذا ؟ أثابكم الله . ج : الاستفتاح سنة في الفريضة والنافلة ومن تركه فلا شيء عليه . والله ولي التوفيق .
حكم صيام التطوع
س: ما حكم صيام التطوع: كست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء لمن عليه أيام من رمضان لم تقض ؟ الجواب: الواجب على من عليه قضاء رمضان أن يبدأ به قبل صوم النافلة، لأن الفرض أهم من النفل في أصح أقوال أهل العلم.
حكـم صيـام مـن لا يصـلي إلا في رمضـان
س : ما حكـم صيـام مـن لا يصلي إلا في رمضـان بل ربما صام ولم يصل ؟ ج : كل من حُكِمَ بكفره بطلت أعماله قال تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى : وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر كفرا أكبر إذا كان مقرا بالوجوب ولكنه يكون كافرا كفرا أصغر ويكون عمله هذا أقبح وأشنع من عمل الزاني والسارق ونحو ذلك ، ومع هذا يصح صيامه ، وحجه عندهم إذا أداها على وجه شرعي ولكن تكون جريمته عدم المحافظة على الصلاة وهو على خطر عظيم من وقوعه في الشرك الأكبر عند جمع من أهل العلم ، وحكى بعضهم قول الأكثرين أنه لا يكفر الكفر الأكبر إن تركها تكاسلا وتهاونا وإنما يكون بذلك قد أتى كفرا أصغر ، وجريمة عظيمة ، ومنكرا شنيعا أعظم من الزنا والسرقة والعقوق وأعظم من شرب الخمر نسأل الله السلامة ولكن الصواب والصحيح من قولي العلماء أنه يكفر كفرا أكبر نسأل الله العافية ، لما تقدم من الأدلة الشرعية فمن صام وهو لم يصل فلا صيام له ولا حج له .
حكم طهر الحائض أثناء نهار رمضان
س: ما الحكم إذا طهرت الحائض في أثناء نهار رمضان ؟
الجواب: عليها الإمساك في أصح قولي العلماء لزوال العذر الشرعي، وعليها قضاء ذلك اليوم كما لو ثبتت رؤية رمضان نهارا، فإن المسلمين يمسكون بقية اليوم، ويقضون ذلك اليوم عند جمهور أهل العلم، ومثلها المسافر إذا قدم في أثناء النهار في رمضان إلى بلده فإن عليه الإمساك في أصح قولي العلماء لزوال حكم السفر مع قضاء ذلك اليوم. والله ولي التوفيق.
حكم من أفطر في رمضان غير منكر لوجوبه
س: ما حكم من أفطر في رمضان غير منكر لوجوبه ، وهل يخرجه من الإسلام تركه الصيام تهاونا أكثر من مرة ؟ الجواب: من أفطر في رمضان عمدا لغير عذر شرعي فقد أتى كبيرة من الكبائر، ولا يكفر بذلك في أصح أقوال العلماء، وعليه التوبة إلى الله - سبحانه - مع القضاء. والأدلة الكثيرة تدل على أن ترك الصيام ليس كفرا أكبر إذا لم يجحد الوجوب وإنما أفطر تساهلا وكسلا. وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر شرعي لما تقدم في جواب السؤال السابع عشر. وهكذا ترك الزكاة والحج مع الاستطاعة إذا لم يجحد وجوبهما فإنه لا يكفر بذلك. وعليه أداء الزكاة عما مضى من السنين التي فرط فيها، وعليه الحج مع التوبة النصوح من التأخير لعموم الأدلة الشرعية في ذلك الدالة على عدم كفرهما إذا لم يجحدا وجوبهما. ومن ذلك حديث تعذيب تارك الزكاة بماله يوم القيامة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
حكم من ترك قضاء صيام رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده
س: ما حكم من ترك قضاء صيام رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده ، ولم يكن له عذر، هل تكفيه التوبة مع القضاء، أم تلزمه كفارة؟ الجواب: عليه التوبة إلى الله - سبحانه - وإطعام مسكين عن كل يوم مع القضاء وهو نصف صاع بصاع النبي - صلى الله عليه وسلم - من قوت البلد من تمر أو بر أو أرز أو غيرها، ومقداره كيلو ونصف على سبيل التقريب. وليس عليه كفارة سوى ذلك. كما أفتى بذلك جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم منهم ابن عباس - رضي الله عنهما - أما إن كان معذورا لمرض أو سفر، أو كانت المرأة معذورة بحمل أو رضاع يشق عليها الصوم معهما، فليس عليهم سوى القضاء.
حكم من جامع وهو صائم وهل للمسافر إذا أفطر أن يجامع أهله
س: ما حكم من جامع في نهار رمضان وهو صائم وهل يجوز للمسافر إذا أفطر أن يجامع أهله ؟
الجواب: على من جامع في نهار رمضان وهو صائم صوما واجبا الكفارة: أعني كفارة الظهار مع وجوب قضاء اليوم، والتوبة إلى الله - سبحانه - مما وقع منه؟ أما إن كان مسافرا أو مريضا مرضا يبيح له الفطر فلا كفارة عليه ولا حرج عليه، وعليه قضاء اليوم الذي جامع فيه. لأن المسافر والمريض يباح لهما الفطر بالجماع وغيره، كما قال الله - سبحانه -: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وحكم المرأة هذا حكم الرجل إن كان صومها واجبا وجبت عليها الكفارة مع القضاء، وإن كانت مسافرة أو مريضة مرضا يشق معه الصوم فلا كفارة عليها.
حكم من يصوم رمضان ثلاثين يوما باستمرار
س: ما حكم الله في قوم يصومون رمضان ثلاثين يوما باستمرار ؟
الجواب: قد دلت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان من العلماء على أن الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعا وعشرين ، فمن صامه دائما ثلاثين من غير نظر في الأهلة فقد خالف السنة والإجماع وابتدع في الدين بدعة لم يأذن بها الله ، قال الله سبحانه: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ الآية ، وقال سبحانه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ الآية ، وقال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، وقال عز وجل: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ . والآيات في هذا المعنى كثيرة. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له متفق عليه ، وفي رواية لمسلم: فاقدروا له ثلاثين وفي لفظ آخر في الصحيحين: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين وفي صحيح البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين ، وفي لفظ آخر: فأكملوا العدة ثلاثين وفي لفظ آخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما وعن حذيفة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أنه قال: إن الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال فإن غم عليكم فأكملوا العدة وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا وأشار بأصابعه العشر وخنس إبهامه في الثالثة ، ثم قال: الشهر هكذا وهكذا وهكذا بأصابعه العشرة ولم يخنس منها شيئا يشير صلى الله عليه وسلم إلى أنه يكون في بعض الأحيان ثلاثين ويكون في بعضها تسعا وعشرين. وقد تلقى أهل العلم والإيمان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان هذه الأحاديث الصحيحة بالقبول والتسليم ، وعملوا بمقتضاها ، فكانوا يتراءون هلال شعبان ورمضان وشوال ، ويعملون بما تشهد به البينة من تمام الشهر أو نقصانه. فالواجب على جميع المسلمين أن يسيروا على هذا النهج القويم ، وأن يتركوا ما خالف ذلك من آراء الناس وما أحدثوه من البدع ، وبذلك ينتظمون في سلك من وعدهم الله بالجنة والرضوان في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .
حكم من يصوم رمضان ثلاثين يوما دون زيادة أو نقصان
س: ما حكم الله ورسوله في قوم يصومون رمضان ثلاثين يوما ولا ينقصونه أبدا ؟ الجواب: هذا العمل خطأ ، بل منكر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعمل أصحابه من أهل البيت وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ؛ لقول الله سبحانه: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ، وقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين وفي لفظ: فصوموا ثلاثين وفي لفظ آخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما فهذه الآيات والأحاديث تدل على أن الواجب هو الأخذ بالأهلة ، فإن تم الشهر ثلاثين صام الناس ثلاثين ، وإن نقص صام الناس تسعا وعشرين ، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دالة على أن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون تارة ثلاثين؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترائي الهلال وإكمال العدة إذا لم ير الهلال ليلة الثلاثين من شهر شعبان أو ليلة الثلاثين من رمضان . فلا يجوز لأحد أن يحكم رأيه ويقول: إن الشهر دائما يكون ثلاثين ؛ لأن هذا القول مصادم ومخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أنه مخالف لإجماع المسلمين ، فإن العلماء قد أجمعوا قاطبة على أن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، والواقع شاهد بذلك يعلمه كل أحد له عناية بهذا الشأن ، وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا . قال العلماء من أهل التفسير وغيرهم : الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إليه نفسه في حياته ، وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته. وقد أوضحنا لك الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع أهل العلم على أن الشهر تارة يكون تسعا وعشرين ، وتارة يكون ثلاثين ، فليس لأحد من الناس أن يخالف هذا الأصل الأصيل ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
حكم من يقتصر على صلاة الجمعة وأوقات رمضان فقط
س: كثير من الناس لا يصلون إلا الجمعة وأوقات رمضان فقط ويحتجون بحديث: الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما فهل هذا عمل صحيح ؟ الشيخ: هذا الاستدلال جهل وضلال ، فالله جل وعلا أوجب علينا الصلوات الخمس ، وأوجب علينا الجمعة ، وأوجب علينا صوم رمضان فعلينا أن نؤدي الواجبات كلها ونحذر ما حرم الله علينا ، فنؤدي الصلوات كلها ، ونؤدي صلاة الجمعة ، ونصوم رمضان ونحج البيت ونفعل كل ما أوجب الله علينا ونحذر ما نهانا الله عنه ونرجو بذلك ثوابه ونخشى عقابه ولنا في هذا الأجر العظيم والعاقبة الحميدة ، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث على ما ذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر فبين صلى الله عليه وسلم أن هذه العبادات إنما تكون كفارة لما بينهن من السيئات الصغائر إذا اجتنب العبد الكبائر وهذا يبين بطلان ما توهمه السائل وما رتب الله عليها من كفارة ، ويوضح أن هذه العبادات إنما تكون كفارة لما بينهن في حق من أدى الفرائض واجتنب الكبائر ، ويدل على هذا المعنى قول الله سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا فأبان سبحانه في هذه الآية: أن تكفير السيئات ودخول الجنة معلق باجتناب الكبائر وهي المعاصي التي جاء في النصوص الوعيد عليها باللعنة أو بالنار أو بغضب الله عز وجل أو بنفي الإيمان عن صاحبها أو براءة الله منه أو براءة رسوله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك مما يدل على عظمها وخطرها ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده الحديث ، ولعنه صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ، ومثل لعنه صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، ومثل لعنه صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة . . الحديث ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن الحديث ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة متفق على صحته ، والصالقة هي: التي ترفع صوتها عند المصيبة ، والحالقة هي: التي تحلق شعرها عند المصيبة ، والشاقة هي: التي تشق ثوبها عند المصيبة . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وقد أجمع المسلمون قاطبة على أن صوم رمضان لا يسقط الواجبات الأخرى عن المسلمين ، وأن صلاة الجمعة لا تسقط الواجبات الأخرى أيضا ، وعلى أن صلاة الجمعة لا تسقط بقية الصلوات ، وإنما يسقط بها صلاة الظهر فقط في يوم الجمعة ، فمن زعم أن صلاة الجمعة وصيام رمضان يسقطان عنه هذه الفرائض كلها واعتقد ذلك فهذا كفر وضلال عند جميع أهل العلم يجب على قائله أن يبادر بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى من ذلك؛ لأن هذا إسقاط للواجبات ، واستحلال للمحرمات ، وذلك غاية الكفر والضلال ، والقول على الله بغير علم نسأل الله العافية والسلامة من ذلك .
على من يجب صيام رمضان وما فضل صيامه
س: على من يجب صيام رمضان وما فضل صيامه وصيام التطوع ؟ الجواب: يجب صوم رمضان على كل مسلم مكلف من الرجال والنساء، ويستحب لمن بلغ سبعا فأكثر وأطاقه من الذكور والإناث، يجب على أولياء أمورهم أمرهم بذلك إذا أطاقوه كما يأمرونهم بالصلاة. والأصل في هذا قول الله - عز وجل -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ إلى أن قال سبحانه: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت متفق على صحته. من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم، لما سأله جبرائيل عن الإسلام قال: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" خرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأخرج معناه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وثبت عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يقول الله - عز وجل - كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك متفق على صحته.
ما يثبت به دخول شهر رمضان وخروجه
س: بماذا يثبت دخول شهر رمضان وخروجه وما حكم من رأى الهلال وحده عند دخول الشهر أو خروجه؟
الجواب: يثبت دخول الشهر وخروجه بشاهدي عدل فأكثر.. ويثبت دخوله فقط بشاهد واحد، لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر الناس بالصيام بشهادة ابن عمر - رضي الله عنهما-. وبشهادة أعرابي، ولم يطلب شاهدا آخر- عليه الصلاة والسلام- والحكمة في ذلك والله أعلم الاحتياط للدين في الدخول والخروج، كما نص على ذلك أهل العلم، ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته، فإنه يصوم مع الناس، وبفطر مع الناس، ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون والله ولي التوفيق.
استعمال الإبر المقوية للصائم في رمضان
المقدم: هل يجوز استعمال الإبر المقوية للصائم في رمضان؟ الشيخ: لا حرج في ذلك على الصحيح، لا حرج في ذلك، الإبر المقوية والمسكنة للآلام كل هذا لا بأس به، الممنوع الإبر المغذية، لأن الحقن التي تغذي هذه تفطر الصائم، لكن إذا اضطر إليها واحتاج إليها يُعطَى إياها ويفطر حكمه حكم المرضى، أما الإبر التي للتقوية أو تسكين الألم أو أخذ عينة من الدم، أو ما أشبه ذلك لا تفطر على الصحيح. نعم.
المقدم: من الدمام المستمعة ع. ت. ع بعثت بقضية تقول فيها أفيدكم بأنني معلمة في إحدى مدارس مدينة .... ومقيمة في الدمام ونذهب يوميا مع مجموعة من المعلمات في حافلة دون محرم فهل هذا جائز أم لابد من محرم؟ الشيخ: نعم الواجب على المرأة ألا تسافر إلا مع ذي محرم لقوله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، وليس وجود النساء محرما لها، محرمها زوجها أو أخوها وأبوها ونحوهم، فإذا كان بينك وبين الدمام مسافة سفر يعني ثمانين كيلو متر أو سبعين كيلو متر أو ما أشبه ذلك فليس لك السفر بدوم محرم هذا هو الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم، وبعض أهل العلم رخص في السفر إذا كانت في جملة رفيقات عند الحاجة، ولكن ينبغي ترك ذلك خروجا من الخلاف وعملا بالحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم النص الصريح لا يحتمل التأويل، فلا يليق ولا ينبغي للمرأة أن تتساهل في هذا الواجب على الوزارة أن تتحرى في هذا وأن تجعل المدرسات في البلدان التي هن فيهن، وأن تجعل المدرسات في البلدان التي هن تدرس فيه حسب الطاقة والإمكان فإن لم تسكن فيه يكون معها زوجها أو أخوها أو عمها يوصلها ويردها.
المقدم: إذا كان الموضوع لمدارس خاصة مثلا مدارس أهلية فما الوضع؟
الشيخ: لا بد من مراعاة أن يكن المدرسات من البلد أو يكون معهن محارم حتى لا تقع المدرسات في محظور.
قضاء الصوم عن الميت
المقدم: نعود إلى رسالة أخونا أحمد مجاهد علي بعد أن اشترك في السؤال على تنظيم النسل أو تحديده يقول"توفيت والدتنا رحمها الله وعليها صيام خمسة أشهر أفطرتهم بسبب رضاعتها لأطفالها الخمسة ولم تستطع صيامهم في حياتها نتيجة لإصابتها بأمراض عديدة كالسكر وغيره رغم هذا فقد كانت مصممه على الصيام وفعلاً بدأت بثمانية أيام ولكن فاجئها الموت. السؤال كيف يتم قضاء ذلك عنها وماذا يجب أن نقوم به للقضاء عنها في الصيام أفيدونا جزاكم الله خيراً.؟
الشيخ: ما دام أن التأخير حصل من أجل العجز عن الصيام لأمراض تتابعت عليها أو من أجل الرضاعة الذي تقوم به فإنه لا يلزم عنها قضاء ولا إطعام لا يلزم أن يقضي عنها من الورثة لا قضاء ولا إطعام لأنها معذورة والله سبحانه يقول فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر فهذه لم تدرك العدة ولم تستطع العدة فلا شىء عليكم لا من جهة الصيام ولا من جهة الطعام هي كانت معذورة - أما إذا كنتم تعلمون أنها متساهله وأنها غير معذورة وتستطيع أن تقضي لكم أن تقضوا عنها أنتم ولو تعاونتم كل واحد من أولادها أو أقاربها يفعل شيئا يصوم أياماً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صيام صام عنه وليه فإذا صمتم عنها فلكم أجر عظيم إذا كانت في اعتقادكم مقصرة متساهلة، وإن أطعمتم أجزأ الإطعام لكن الصوم أفضل لهذا الحديث الصحيح من مات وعليه صيام صام عنه وليه . وفي المسند وغيره باسناد صحيح عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن امرأة قالت لرسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم رمضان أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالوفاء هذا الحديث وما جاء في معناه تدل على أن الصوم يقضى عن الميت سواء كان نذراً أو صوم رمضان أو صوم كفارة في أصح أقوال أهل العلم وإذا لم يتيسر القضاء أطعم عن كل يوم مسكينا هذا كله إذا كان المريض إذا كان الانسان الذي عليه الصيام قصر في القضاء وتساهل أما إذا كان معذورا بمرض أو غيره من الاعذار الشرعية فلا إطعام ولا صيام على اعتبار العذر.
القول بأن من أفطر عمدا لا يصح له حج
المقدم: يقول بعض الأخوان أن من أفطر عمدا لا يصح له حج. ماذا يقول الشيخ لمثل هذا.؟
الشيخ: هذه الفتوى خطأ. إذا أفطر في رمضان عامدا فقد عصى ربه، ولكن هذه المعصية لا تمنع الحج، ولا تبطل الحج، وإنما عليه التوبة إلى الله من ذلك وقضاء اليوم الذي أفطره، إذا أفطر يوما من رمضان بغير عذر شرعي فقد أتى منكرا عظيما، ومن تاب تاب الله عليه. فعليه التوبة إلى الله بصدق بأن يندم على ما مضى ويعزم على ألا يعود، ويستغفر ربه كثيرا ويبادر بقضاء اليوم الذي أفطره وحجه صحيح إذا حج، وإن كان قد حج سابقا فحجه صحيح أيضاً ولا يبطله افطار يوم من رمضان إنما هو معصية وكبيرة من كبائر الذنوب، فعليه التوبة إلى الله من ذلك كما أن المعاصي الأخرى لا تبطل الحج. كما لو زنى أو شرب الخمر أو عق والديه أو أحدهما، أو أكل الربا، أو ما أشبه ذلك من المعاصي كلها لا تبطل الحج وإنما يبطل الحج بالجماع إن جامع قبل التحلل الأول. فإذا جامع قبل رمي الجمرات، وقبل الطواف وقبل الحلق أو التقصير. بأن جامع بعد الاحرام أو في عرفة أو بعد عرفة قبل أن يتحلل هذا هو الذي يبطل الحج، أما جنس المعاصي فلا تبطل الحج.
المريض شرع الله له الإفطار
المقدم: الرسالة التالية رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق، الموصل. وباعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول : نهلة قاسم أحمد، الرسالة مطولة في الواقع سماحة الشيخ ملخصها : أن والدتها مصابة بقرحة في المعدة، ونصحها الطبيب بعدم الصيام إلا بعد سنتين أو ثلاث سنوات، ثم بعد ذلك تبدأ تصوم من كل أسبوع يومين فقط، وهكذا حتى تتحسن حالتها، وتسأل عن الحكم سماحة الشيخ؟ الشيخ: المريض شرع الله له الإفطار قال تعالى فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر فإذا ثبت بقول الطبيب الثقة أو الطبيبين، أن هذا المرض الداخل يضرها إذا صامت، فلا بأس بالإفطار، تعتمد قول الطبيب الثقة، وإذا احتاطت بطبيبين يكون أكمل أطيب فإذا قررا أن الصوم يضرها بالنسبة للقرحة أو مرض آخر فإنها تفطر هذا هو الأفضل لها، ثم تقضي بعد ذلك قضاء لا يضرها. نعم.
ترك الصوم وتمسك بالصلاة فقط بسبب إصابته بمرض القلب المزمن
المقدم: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من العراق وباعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول غ. ف. م سؤالها الأول والد صديقتي هو رجل كبير يصلى باستمرار لكن قبل ست سنوات ترك الصوم وتمسك بالصلاة فقط بسبب إصابته بمرض القلب المزمن ونحن نسأل هل نستطيع أو هل تستطيع بناته بالصوم عوضا عنه أفيدونا أفادكم الله؟الشيخ: ما دام موجودا وهو عاجز عن الصوم بتقرير الأطباء أنه عاجز ولا يرجى زوال هذا المرض فإنه يطعم عنه عن كل يوم مسكينا مثل الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة العاجزين يطعم عنهما عن كل يوم مسكينا نصف صاع من التمر أو غيره من قوت البلد فهكذا المريض الذي لا يرجى برؤه يعجز عن الصوم ولا يرجى برؤه فإنه يطعم عنه عن كل يوم مسكينا فقط ولا يصام عنه إلا إذا مات ولم يصم فهم بالخيار إن صاموا عنه فهم محسنون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صيام صام عنه وليه وإن أطعموا عنه جاز بارك الله فيكم
حكم من أفطر سهوا في نهار رمضان وأكمل باقي يومه صائما
المقدم: سؤال يقول ما حكم من أفطر سهوا في نهار رمضان وأكمل باقي يومه صائما؟ وما حكم من أفطر سهوا في صيام القضاء ولكنه أكمل باقي يومه صائما أيضا؟ الشيخ: إذا أكل الصائم أو شرب ناسيا في رمضان أو في قضاء رمضان أو في النذر أو في الكفارات فصومه صحيح يكمله ولا شيء عليه لأنه ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه هكذا جاء في الصحيحين هذا من أصح الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي اللفظ الآخر خارج الصحيحين عند الحاكم وغيره من أفطر في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة هذا هو المعتمد نعم.
قراءة السورة بعد الفاتحة
المقدم: آخر سؤال لأختنا يقول فيه في صلاة الفجر نسيت أقرأ سورة بعد الفاتحة فسجدت سجود السهو بعد السلام هل ما فعلته صحيح؟ الشيخ: لا حرج في ذلك فالقراءة بعد الفاتحة غير واجبة الفاتحة كافية، لكن قراءة السورة بعد الفاتحة أمر أفضل فإن تركها الإنسان فليس عليه سجود وإن سجد فلا حرج، إن ترك الإنسان سهوا ليس عليه شيء وإذا سجد من أجل ذلك فلا بأس، فلا حرج في ذلك لأنها سنة سجد من أجل تركها، ولكن لا يجب ذلك لأن الواجب إذا ؟؟؟ فهو سنة
قضاء أيام من رمضان يوما بعد يوم
المقدم: سؤال يقول هل يجوز قضاء أيام من رمضان يوما بعد يوم؟ الشيخ: نعم يجوز ،المتابعة أفضل إذا تيسر ذلك فإن فرق بين أيام القضاء فلا بأس لأن الله قال جل وعلا ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ولم يقل متتابعة سبحانه وتعالى قال : (( فعدة )) هذا يشمل المتتابعة والمفرقة فالأمر في هذا واسع والحمد لله نعم
قضاء رمضان
المقدم: تقول عن نفسها أنا فتاة بلغت العادة من قبل إثني عشر عاما وكنت لا أقضي ما أفطره في رمضان وقد علمت بالذنب وتبت إلىالله تعالى وقررت بل عاهدت الله بأن أصوم الشهر وأقضي الأيام التي أفطرت ما حكم ذلك ؟ هل أقضي السنوات الماضية أم ماذا أفعل؟ علما بأني لا أستطيع القضاء لأن صحتي ضعيفة جدا وأيضا لا أستطيع إطعام كل يوم مسكين لأنني فقيرة لا أملك المال. وجهوني جزاكم الله خيرا. الشيخ: عليك القضاء قدر ما استطعت ولو مفرقة كلما استطعت تصومين يومين ثلاثا أربعا ثم تفطرين وهكذا تصومين بالتدريج حسب قوة القدرة كلما استطعت وكلما قويت تصومين والحمد لله. تكتبينه تكتبين ما تصومين حتى تكملي ما عليك والله سبحانه يقول ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ومن يتق الله يجعل له مخرجا أبشري بالخيرعليك التوبة الصادقة والندم ثم استمري في القضاء ولو كان القضاء متفرقا على حسب طاقتك. نسأل الله لك العون والتوفيق
قضاء ما فات من رمضان بعذر
المقدم: عند قضاء الأيام التي يفطرها الإنسان من شهر رمضان بالأعذار المبيحة مثل المرض والسفر والحيض يقولون يجب زيادة يوم عند قضاءها ليكون شاهد فهل هذا صحيح؟ الشيخ: ليس له أصل ليس عليها إلا قضاء ماتركت فإذا نامت عن شيء أو نسيت شيء من الصلوات تصلي ما فاتها فقط وفي الحيض لا صلاة عليها ولو كانت حائض أو نفساء ليس عليها قضاء صلاة في الحيض أو النفاس وإنما تقضي صوم رمضان فقط لكن لو نامت عن صلاة أو نسيتها عليها أن تقضي فقط ما تركت لقول النبي صلى الله عليه وسلم.. من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك.
كفارة الفطر في رمضان للمرض
المقدم: من المنطقة الشرقية رأس تنورة، رسالة بعثها أخونا مشدد القطحاني أخونا يقول : أنا شاب أبلغ من العمر الخامسة والعشرين، قدر الله وأصبت بمرض في إحدى الكليتين، ورقدت في المستشفى لمدة ستة شهور، وبعد خروجي من المستشفى سافرت إلى الهند وأجريت لي عملية هناك تمت بنجاح ولله الحمد ، والآن الحمد لله أتمتع بتحسن نحو الشفاء الكامل، ولازلت في فترة العلاج، وقد سألت الدكتور المختص بالعلاج عن الصيام في شهر رمضان، ونصحني عن الصيام الذي قال: إن ونصحني عن الصيام، ذلك أن عليّ من الصيام مضرة كما يقول، كما أني سألت نفس السؤال طبيبا مسلما ووجدته نفس الجواب، والآن أسأل سماحة الشيخ كيف أتصرف وإذا كان يصح التكفير من مال أو إطعام كيف يتم إخراجه. هل يتم دفعة واحدة أو في كل يوم؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الشيخ: لا حرج عليك في ترك الصيام لما ذكره لك الطبيبان، حتى يشفيك الله، فإن سمح لك الأطباء بالصيام، فالحمد لله، وإلا فعليك أن تكفر عن كل يوم إطعام مسكين، نصف صاع تمراً أو رز أو حنطة أو غير هذا من قوت البلد، ولا حرج أن تجمعها وتعطيها واحدا في آخر الشهر أو اثنين أو أكثر، أو تخرجها كل يوم فالأمر واسع، إن جمعتها وأعطيتها بعض الفقراء، أو أخرجتها كل يوم، أو بعد العيد، كل ذلك لا حرج فيه، والحمد لله، كل سنة، إلى أن يسمح لك الأطباء بالصوم، فلعل الخطر يزول إذا مضى بعض السنوات، واستقرت سلامة الكلية، لعلهم يسمحون لك بالصوم، فإن سمحوا لك فالحمد لله وإلا فاستمر على الإطعام. نعم.
ما يجب علي من فعل العادة السرية في نهار رمضان
المقدم: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلينا إلى البرنامج من الرياض، وباعثها أحد الأخوة يقول : أخوكم في الله م. ع. ح أخونا يقول : كنت من قبل أربع سنوات من الآن من الشباب الطيبين وملتزم بالصلاة والسنة ولكنني صاحبت جلساء سوء، وبدأت أترك هذا الطريق حتى أصبحت أتهاون في أداء الصلاة، وارتكبت إحدى المعاصي في نهار رمضان ، منذ حوالي ثلاث سنوات، وبدأت من العام الماضي أشعر بذنبي، ورجعت إلى ما كنت عليه باتباع السنة وإقامة الصلاة، ولكن كلما تذكرت الذي عملته في نهار رمضان خاصة عند قيامي لصلاة الفجر حزنت وبدأت عيناي تذرف من الدموع. فأرجو من سماحة الشيخ توضيح ما يجب عليّ أن أفعله، هل هو صيام أم قضاء وجزاكم الله خير الجزاء، والواقع يذكر بالتفصيل خطيئته التي ارتكبها في نهار رمضان سماحة الشيخ ؟ الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهاه، أما بعد: فالحمد لله الذي هداك يا أخي للرجوع إلى الصواب، ولزوم طريق السنة والجماعة، وصحبة الأخيار، ومن تاب تاب الله عليه، وهذا الذي أصابك من الحزن على ما حصل منك من انتكاس، هذا يدل على خير عظيم، فأبشر بالخير والتوبة يغفر الله بها ما قبلها، من تاب تاب الله عليه، يقول النبي( صلى الله عليه وسلم) التائب من الذنب كمن لا ذنب له ويقول صلى الله عليه وسلم :التوبة تهدم ما كان قبلها، فالتوبة تهدم ما جرى منك من تقصير والحمد لله وهذا الحزن حين تتذكر سيئتك، والبكاء هذا خير عظيم، وفائدة كبيرة، وهذا منك مثل ما قال بعض السلف إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا : كيف ذلك ؟، قال : يفعل الحسنة فيعجب بها ويتكبر بها ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها، ويحزن كلما ذكرها فيدخل بها الجنة" فأنت بهذه التوبة وبهذا الندم وبهذا الحزن يرجى لك الخير العظيم، ويرجى قبول توبتك، فأنت على خير عظيم. أما ما حدث منك في نهار رمضان فعليك فيه الكفارة، مع التوبة الصادقة تصوم اليوم الذي جرى فيه الجماع وتقضيه وعليك الكفارة عن الجماع، وهي عتق رقبة إن كنت تستطيع، فإن عجزت صمت شهرين متتابعين، فإن عجزت أطعمت ستين مسكيناً، ثلاثون صاعا، وأنت أعلم بنفسك، إن استطعت أن تعتق رقبة توجد في بعض البلاد الأفريقية، الرق بالتوارث موجودين ويبيعوهن وقد اشترينا من ذلك جملة وأعتقناها، وإن عجزت عن ذلك فالصيام، صيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكيناً، كل يعطى نصف صاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت أهل البلد، ونصف الصاع يقابل كيلو ونصف من الحنطة ونحوها. وهذا هو الواجب عليك مع التوبة والاستغفار، ومع قضاء اليوم، والمرأة مثلك والمرأة كذلك، إذا كانت قادرة بالغة، المقصود أنها مثلك، عليها التوبة والاستغفار وقضاء اليوم، وعليها مع ذلك الكفارة، إذا كانت مطاوعة، أما إذا كانت مقهورة مغصوبة لا قدرة فليس عليها شيء.
المقدم: نعم. قد أضطر بالتصريح سماحة الشيخ الموضوع ليس موضوع جماع مع طرف آخر هو ما يُسمى بالعادة السرية عند الشباب؟ الشيخ: العادة السرية ما فيها إلا القضاء ما فيها كفارة، العادة السرية فيها القضاء فقط مع التوبة والاستغفار وقضاء اليوم،
هل قطرة العين تؤثر على الصيام
المقدم: أختنا تسأل أيضاً وتقول :هل قطرة العين تؤثر على الصيام؟ الشيخ: هذا فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من يرى أنها تؤثر ومنهم من يرى أنها لا تؤثر، والأقرب أنها لا تؤثر لأن العين ليست مجرى يعني قويا، وهي منفذ ضعيف فليس كمنفذ الأكل والشرب وغير ذلك. والأحوط جعلها في الليل، جعل القطرة في الليل، خروجاً من خلاف العلماء، فمن فعلها في النهار فصومه صحيح، لكن لو وجد طعمها في حلقه فالأحوط عليه القضاء خروجاً عن الخلاف.
المقدم: وهذا ما يحصل فعلاً سماحة الشيخ.
الشيخ: نعم.يحصل كثيرا يحصل أن الإنسان يطعمها في نحره إذا قطر في عينه. نعم، إذن الأولى: إذا حصل فالأحوط أن يقضي، وإن لم يحصل فلا شيء. وهكذا الكحل.
المقدم: بارك الله فيكم.
يجوز للمرأة أن تصوم ستا من شوال قبل أن تقضي الأيام التي أفطرتها في رمضان
المقدم: تسأل أختنا تقول هل يجوز للمرأة أن تصوم ستا من شوال قبل أن تقضي الأيام التي أفطرتها في رمضان لعذر شرعي مثلا
الشيخ: اختلف العلماء في هذه المسألة، منهم من أجاز أن تصوم الست قبل قضاء الواجب ومنهم من لم يجز ذلك والأحوط للمؤمن والمؤمنة أن يبدأ بالقضاء، فالذي عليه قضاء يبدأ به قبل الست، هذا هو الأحوط، هذا هو الذي ينبغي، لأن الواجب أهم من النافلة، فالتي عليها قضاء تبدأ به ثم تصوم إن تيسر لها ذلك وإلا فالقضاء أهم، وهكذا الرجل الذي عليه قضاء بسبب مرض أو سفر يبدأ بالقضاء . نعم
المقدم: جزاكم الله خيرا.
وقت السحور
المقدم: تقول في شهر رمضان نحضر السحور قبل الآذان بثلث أو نصف ساعة، ويؤذن ونحن لم نتم السحور، فنأكل وهو يؤذن، بعض الناس قال الإمساك حين سماع الآذان، والبعض قال إن أفضل وقت للسحور هو عند الآذان حتى يكون متأخرا، مع أننا لا نعلم هل الأذان يكون قبل طلوع الفجر بقليل أو مع طلوع الفجر. ما حكم ما فعلنا؟ الشيخ: السنة تأخير السحور لآخر الليل لكن ينبغي أن يقدم قبل الأذان حتى يفرغ من السحور قبل الأذان، والنبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه تسحر في آخر الليل ثم قاموا إلى الصلاة بعد السحور قاموا خفافا، سئل أنس عن ذلك كم كان بين الأذان والسحور قدر خمسين آية، المقصود أن الأفضل أن ينتهي قبل الآذان فإن أكل وهو يؤذن فلا حرج إذا كانوا لم يعلموا أن الفجر قد طلع، أما إذا علموا أن الصبح قد طلع، كالذي في الصحراء فإنه يرى الصبح فإنه لا يأكل إن رأى الصبح ولم ما أذن، لأنه رأى الصبح والله عز وجل يقول وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر يعني الصبح فإذا كان لم يعلم أن الفجر قد أذن فله أن يشرب وأن يأكل مع الآذان لكن ترك هذا أحوط وأولى أن يتقدم يفرغ من السحور قبل الآذان هو الأفضل وهو والأولى، احتياطا للصوم، وبعدا عن الشك والرسول عليه الصلاة والسلام يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك اللهم صلى عليه.
المقدم: جزاكم الله خيرا
فتاوى لعدد من كبار المشائخ حفظهم الله
فتاوى الصائمات
س1- إذا خرجت المرأة لصلاة التراويح في المسجد وزوجها غير راض عنها يقول لها صلي في البيت آجر لكِ ما صحة هذا بارك الله فيكم ؟ ج1- نقول أولاً للزوج : لا تمنع امرأتك من الخروج إلى المسجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهاك عن ذلك فقال : ( ولا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) . ونقول للزوجة : إذا منعك الزوج فأطيعيه لأنه قد لا يمنعكِ إلا لمصلحة أو خوف الفتنة وهو كما قال من أن صلاتكِ في البيت أفضل من صلاتكِ في المسجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وبيوتهن خير لهن ) . .
س2- ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟
ج2- من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلوا ونصف ، الكيلو تقريباً من تمر أو رز أو غير ذلك أما إن قضي قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه . .
س3- إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا ؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر ؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا ؟ ج3- إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة وترك الصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها وإن استمرت معها الدم بعد الأربعين فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم بل أن تصلي وأن تصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض فإنها تترك الصلاة والصوم وتحرم على زوجها حتى تطهر من حيضها وبالله التوفيق . .
س4- هل يجوز تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر وهل يجوز للنساء تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر؟ ج4- إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ولا مانع من تأخير الغسل إلى بعد طلوع الفجر ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة . .
س5- هل يجوز وضع الحناء للشعر أثناء الصيام والصلاة لأني سمعت بأن الحناء تفطر الصيام ؟ ج5- هذا لا صحة له فإن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئاً كالكحل وكقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر ولا يفطره وأما الحناء أثناء الصلاة فلا أدري كيف يكون هذا السؤال إذ أن المرأة التي تصلي لا يمكن أن تتحنا ولعلها تريد أن الحناء هل يمنع صحة الوضوء لأن الحناء إذا تحنت المرأة والجواب أن ذلك لا يمنع صحة الوضوء لأن الحناء ليس له جرم يمنع وصول الماء وإنما هو لون فقط والذي يؤثر على الوضوء هو ما كان له جسم يمنع وصول الماء فإنه لابد من إزالته حتى يصح الوضوء . .
س6- أنا فتاة أبلغ من العمر (25) عاماً ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري (21) سنة وأنا لم أصم ولم أصلي تكاسلاً ووالدي ينصحانني ولكن لم أبالِ . فما الذي يجب علي فعله علماً أن الله هداني وأنا الآن أصوم ونادمة على ما سبق ؟ ج6- التوبة تهدم ما قبلها فعليكِ بالندم والعزم والصدق على العبادة والإكثار من النوافل من صلاة في الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقراءة ودعاء والله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات . .
س7- عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع ؟ ج7- لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التي يعرفها النساء وهي علامة الطهر فتوقف الدم ليس هو الطهر وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة . .
س8- هل يجوز أن أقرأ في كتب دينية ككتب التفسير وغيرها وأنا على جنابة أو في وقت العادة الشهرية ؟ ج8- يجوز قراءة الجنب والحائض في كتب التفسير وكتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها وإنما منع من قراءة القرآن على وجه التلاوة لا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك . .
س9- هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلاحيته وهو صائم ؟ ج9- لا بأس يتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجٌه ثم يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله تعالى . .
فتاوى الصيام
س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟
ج 1 -ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ,ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم ,يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة , فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟ فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة , ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع , وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم , يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه , والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح . وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ , بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله , من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك .
س 2 - بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان , فما هي صحة صومهم ؟ ج 2 - إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب . أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان .
س 3 - ما هو السفر المبيح للفطر ؟
ج 3 - السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 )كيلو ونصف تقريبا ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر , ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ,وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله .
س 4 - خروج الدم من الصائم هل يفطر ؟
ج 4 - النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن , لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطرا ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي , وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء .
س 5 - المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل ؟
ج 5 - إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه , وأما إذا كان مريضا لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء , وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم .
س 6 - هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان ؟
ج 6 - نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم ,سواء في رمضان أو في غير رمضان , ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد ,فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم , وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك لكن إذا كان صومه واجبا وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه .
س 7 - ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان ؟
ج 7 - لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرما يصل إلى المعدة وهو الدخان .
س 8 - يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( تسحروا فإن في السحور بركة )). فما المقصود ببركة السحور ؟ ج 8- بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية , أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول والاقتداء به وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم .
س 9 - ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ ج 9 - الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه ,وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ومن تاب تاب الله عليه .
س 10 - ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان ؟ ج 10 - إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين ,أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وزوجته مثله إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها .
س 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه ؟
ج 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا مما يطعم الناس من البُر أو غيره .
س12 - رجل عليه قضاء يومين من رمضان ولم يقض صيامه إلى الآن علما أنه فاته رمضان الأول و الآخر ولم يقضه فماذا يجب عليه ؟ ج12 - من أفطر في رمضان وجب عليه القضاء فورا ولا يجوز له تأخيره من غير عذر . فإن أخره بلا عذر حتى دخل عليه رمضان الثاني وجب عليه مع القضاء كفارة وهي إطعام مسكين لكل يوم .
س13 - متى يسقط صيام رمضان عن الكبير ؟
ج13 - متى عجز الكبير عن الصيام سقط عنه وانتقل إلى الإطعام وعليه يُحمل قوله تعالى ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) فان بلغ سنا لا يعقل ولا معرفة لديه سقط عنه على الصحيح إلى غير بدل لإلحاقه بمن رُفع عنه القلم فهو أولى بالسقوط عن الصغير .
س14 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه ؟ ج14 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره .والنائم مرفوع عنه القلم . .
س15 – ما حكم السباحة في البحر أو البِرك في نهار رمضان ؟ ج15- نقول: لا بأس للصائم أن يسبح في البحر أو في البِرك سواء كانت البِركة عميقة أو غير ذلك فإنه يسبح كما يريد وينغمس بالماء ، ولكن يحرص أن لا يتسرب الماء في جوفه بقدر ما يستطيع وهذه السباحة تنشّط الصائم وتعينه على صومه وما كان منشّطاً على طاعة الله فإنه لا يُمنع لأنه مما يخفف العبادة على العابد وييسرها عليه ، وقد قال الله تبارك وتعالى في معرض آيات الصوم (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم )) والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( إن هذا الدين يُسر ولن يُشاد هذا الدين أحد إلا غلبه ) فلا بأس أن يسبح في البِركة كما أنه لا بأس أن يتسبح من الدش وغيره والله أعلم . .
س16- هل يجب على من أراد صيام الست من شوال أن يصومها متتابعة أم يجوز تفرقتها في أول الشهر وأوسطه وآخره ؟ ج16- صيام هذه الست سنّة وليس واجباً والأفضل صيامها بعد العيد متتابعة لقوله في الحديث (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) لكن يجوز صيامها متتابعة ومتفرقة كما يجوز صومها من أول الشهر أو من أوسطه أو من آخره فإن ذلك كله يحصل به الصيام المطلوب فإن خرج الشهر قبل صيامها لعذر من مرض أو سفر أو نفاس فلا مانع من صيامها بعده والله أعلم .
س17- هل زكاة الفطر واجبة أم مسنونة ؟
ج17- زكاة الفطر واجبة على المسلمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها على الذكر والأنثى والصغير والكبير وقدرها صاع من طعام أو من تمر أو شعير أو زبيب أو إقط وأمر بها أن تُخرج قبل خروج الناس إلى صلاة العيد فهي فريضة نبوية شُرعت في آخر رمضان طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث وطُعمةً للمساكين حتى يستغنوا يوم العيد عن الطواف والسؤال والله الموفق . .
س18- هل يجوز إخراج زكاة الفطر دراهم نقدية ؟
ج18- الصحيح إن شاء الله أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر لأنه مخالف للنصوص الواردة فإن القيمة موجودة في العهد النبوي ولم يأمر بها بل أمر بالطعام ولأن هذه الزكاة تُفعل في هذه الأيام عنها فإخراجها من القيمة فيه إماتة لهذه السنّة حيث أنه لا يتفطن لها ولا يعلم من أخرج ومن لم يخرج .
س19- النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام ؟
ج19- نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام ، لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى : (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وهذا الرجل الذي ابتلى هذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله ، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيراً في عشق الصور ، ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلى بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه ، وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى . .
س20- نحن في بلاد لا تغرب الشمس فيها إلا الساعة التاسعة والنصف مساءاً أو العاشرة فمتى نفطر ؟
ج20- تفطرون إذا غربت الشمس فما دام لديكم ليل ونهار في 24 ساعة فيجب عليكم الصوم ولو طال النهار ..
ونسأل الله النفع للجميع ولا تنسونا من صالح الدعاء
منقول
اوزوريس @aozorys
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
om mena
•
جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك ونفعنا الله بها
محجبه :جزاك الله كل خير وكتب لك الاجر وحرم يديك عن النارجزاك الله كل خير وكتب لك الاجر وحرم يديك عن النار
الصفحة الأخيرة