فتبسَّمَ ضاحِكًا مِن دمعِها..
_قال مازحًا: أشعر عزيزتي أنكِ تُبالغين، فما الدافع وراء كُل هذا البُكاء؟ وكأنكِ خسرتِ الدُنيا والآخرة معًا!!
=تنهَّدت ثم سكتت قليلًا ثم التفتت وقالت: إن خُسران الدُنيا كأسٌ الكل ذائقه، هي أيامٌ وستنقضي ولا خلود فيها لأحد، أمَّا عن الآخرة فالذين خسروا الدنيا من أجلها لن يتركهم الله سُدى، سيهديهم ويُصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم..
أمَّا عن المُبالغة.. فهي أمرٌ طبيعيٌ اعتيادي وراءه غصة قلبي، وتعب روحي، وفقدان شغفي لكل شيءٍ كنت أحاول الحفاظ عليه وضاع، لكل يدٍ مددتُ لها يدي وقت شدتها وعند احتياجي نكرَت وتخلَّت، لكل مَن آمنتُ به وكفر بي، لكل وعدٍ أُخلِف في عز احتياجي له، لكل كلمة طيبة بخلوا عليَّ بها، لكل مرة كُسرَ فيها خاطري وأنا في أمَسِّ الحاجة لجبره..
أنا ياسيدي حينَ أبكي لا أبالغ؛ فمَن في الحُزن يدِّعي أنه سيِّد! أنا حينَ أبكي.. فاعلم أن الجرح قد تعمق، وأن الألم قد تمكَّن، وأنَّ الوجع وصل للحلقوم حافيًا، وأن الصمت بات من البوح عاريًا..
يا سيدي، إن الحُزن إن تمكَّن من قلبِ امرأةً هشَّة ذاقت معنى الفقد والحرمان، وتجرَّعت من الهجر والخذلان، سالت دموع عينها من القهر جاريةً؛ مَن رآها قال: "تُبالغ"، ومَن جهِلَ أمرها ظن أنها في الحياة سعيدة مُنعَّمة..
يا سيدي، ليتَ الدموع جوهر المُشكلة، لكنها الأوجاع التي في ثنايا الروح حينَ تتراكم.. "تُمطر العين دموع".
Aanod aAlii @aanod_aalii
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️