فتـــــــــــــــــــــوى

ملتقى الإيمان

فــــــتـــــوى


سؤال: إن بعض الناس قد اعتاد في الإجازات أن يعتمر ويقيم في مكة أياما رغبة في الخير واغتناما للأجر ويصطحب عائلته معه وقد يكون فيهم الشباب والشابات ثم لا يتابعهم فيسهرون الليل وينامون النهار ويهملهم فلا يدري أين يذهبون ولا أين يجيئون ، لذا يحصل من بعضهم أفعال مشينة وتصرفات قبيحة قرب بيت الله الحرام علما أن بعض الفتيات يتنصلن من أهليهن بحجة الطواف أو الذهاب إلى دورات المياه أو نحو ذلك من الأعذار .

فما توجيه فضيلتكم لهؤلاء الآباء أو الأمهات ؟ وما نصيحتكم لأولئك الشباب والفتيات ؟



جواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين :

فإن توجيهي للأباء والأمهات أن يتقوا الله تعالى ، وأن يعلموا أن هؤلاء الشباب والشابات أمانة في أعناقهم يسألون عنها يوم القيامة ، فليحذروا من خيانة الأمانة وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) والله تعالى قد استرعى الآباء والأمهات على أبنائهم وبناتهم ، فعليهم أن يقوموا بواجب الرعاية وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) رواه البخاري .

فكيف يليق بالآباء والأمهات أن يهملوا أولادهم مع أنه واجب عليهم العناية بأمرهم وملاحظتهم وإلزامهم بأمر الله تعالى والأخذ على أيديهم ومنعهم من فعل ما حرم الله عليهم ولا سيما في البلد الأمين البلد الحرام ، انشغالا عنهم بالفضائل والمستحبات من نوافل العبادات والصلوات ، فكيف يترك الأمر الواجب وهو القيام على الأولاد وإلزامهم بما أوجب الله ، لأجل فعل النوافل والمستحبات ، من صلاة التهجد وغيرها ، والواجب على الآباء والأمهات أحد أمرين إما الملاحظة والمراقبة لهؤلاء الفتيان والفتيات وإلزامهم بالواجبات ومنعهم من المحرمات ، وإما عدم إطالة المكث بعد أداء العمرة ، والانصراف إلى أوطانهم وبلدانهم حذرا من وقوع ما لا تحمد عقباه من التعرض لأسباب الفتنة ، والوقوع في الرذيلة والجريمة ونصيحتي للشباب من الفتيان والفتيات أن يذكروا أنهم أبناء المسلمين وأن آباءهم وأجدادهم من الصحابة والتابعين والأئمة من بعدهم قد قام الإسلام على أكتافهم ، فنصروا الله ورسوله ونشروا دين الله في مشارق الأرض ومغاربها فكيف يليق بهم وهم أحفادهم أن يشغلوا أوقاتهم بالأفعال المحرمة والأقوال الساقطة .

إن عليهم أن يكونوا خير خلف لخير سلف وعليهم أن يحذروا قرناء السوء ومخالطة الأشرار الذين يجرونهم إلى ما يرديهم ويكون فيه هلاكهم فليجاهدوا أنفسهم على فعل الخير ومصاحبة أهله والحذر من فعل الشر والسوء ومصاحبة أهله ، رزق الله الجميع السلامة والعافية من مضلات الفتن ، وثبت الله الجميع على الهدى والاستقامة على دين الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
4
482

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طيف الأحبة
طيف الأحبة
جزاكِ الله كل خير درتنا المكنونة
ام عثمان12
ام عثمان12
بارك الله فيك اختي:27:
الداعيـــة
الداعيـــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكرك أخيه على نقلك لهذا السطور الطيبة التي أتت في وقتها ..

ليت الآباء يعون قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... "

فائدة :
من عنده دين يرشده , وعقل يسدده , وحسب يصونه , وحياء يزينه , فقد جمع الفضائل . ( الشيخ عائض القرني )

جزيت خير الجزاء

أختك في الله الداعيـــة ..
ضوء المكان
ضوء المكان
بارك الله فيكِ يادرتنا المكنونه ..

كلكم راع ٍ وكلكم مسؤل عن رعيته ..