

اخوتي اخياتي في الله ...
نظرا لوضع المجتمعات الحالية التي يعيش فيها المسلمون وأنواع الفتن والمغريات
التي بنارها يكتوون وأصناف الشهوات والشبهات التي بسببها أضحى الدين غريبا
فنال المتمسكون به مثلا عجيبا ...
" القابض على دينه كالقابض على الجمر "
ونظرا لتقلب القلوب ...
كما ضرب لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا بقوله :
" إنما سمي القلب من تقلبه ,
إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن "
فتثبيت هذا التقلب برياح الشهوات والشبهات أمر خطير
يحتاج لوسائل جبارة تكافئ ضخامة المهمة وصعوبتها ...
ومن رحمة الله جل وعلا بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه
وفي سيرته وسائل كثيرة للثبات نضع بين أيديكم بعضا منها
فاسمحوا لأعينكم بالمرور عليها ولقلوبكم أن تعيها
سائلة المولى أن تجدون بها مبتغاكم وان تصلون عبرها
لتلك الراحة النفسية والطمأنينة الذاتية ولذلك الثبات الهام

~ أولا / الإقبال على القرآن ~
فالقرآن العظيم وسيلة التثبيت الأولى وهو حبل الله المتين والنور المبين
من تمسك به عصمه الله ومن اتبعه أنجاه الله
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ..
نص الله على أن الغاية التي من أجلها أنزل هذا الكتاب منجما مفصلا هي التثبيت ...
فقال تعالى في معرض الرد على شبه الكفار :
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة
كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا *
ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا "
لكن لماذا كان القرآن مصدرا للتثبيت ... ؟؟
1-
لانه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله .
2-
لأن تلك الآيات تنزل بردا وسلاما على قلب المؤمن ,
فلا تعصف به رياح الفتنة ويطمئن قلبه بذكر الله .
3-
لأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة
التي يستطيع من خلالها أن يقوم الأوضاع من حوله ...
4-
أنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين
كالأمثلة الحية التي عايشها الصدر الأول ومن هذه النماذج :
~ مثــال ~
ما هو أثر قوله تعالى :
" ما ودعك ربك وما قلى "
على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال المشركون :
( ودع محمد ... ) ؟
أليس تثبيتا على تثبيت وربطا على القلوب المؤمنة
وردا على الشبهات و إسكاتا لاهل الباطل ... ؟ ...
بلى وربي ...
فمن هنا نستطيع أن ندرك الفرق بين الذين ربطوا حياتهم بالقرآن
وأقبلوا عليه تلاوة وحفظا وتفسيرا وتدبيرا منه ينطلقون وإليه يفيئون
وبين من جعلوا كلام البشر جل همهم وشغلهم الشاغل .
وياليت الذين يطلبون العلم يجعلون للقرآن وتفسيره نصيبا كبيرا من طلبهم .