فتنة التـّسـوّق
**************
أما ما يتعلق بفتن الأسواق
فإن من يدرس ظاهرة لا بدّ أن يُشخص الحالة ويعرف الأسباب ثم يصف العلاج النافع والدواء الناجع .
ففتن الأسواق منشؤها من البيوت ، إذ أن النساء اللواتي في الأسواق إنما خرجن من البيوت ، ولم يأتين من عالم آخـر .
ويُمكن أن نُجمل أسباب فتن التسوّق بالأسباب التالية ، ثم نعود عليها بالبيان والتفصيل :
أولاً : ضعف الوازع الديني لدى كثيرٍ من أولياء الأمور والتهاون في أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من قِبل الرجال والنساء .
ثانياً :الثقة المُفرِطة بالنساء .
ثالثاً : تخلّي أصحابُ القوامة عن قِوامتهم ، أو التهاون في ذلك .
رابعاً : العجز والاتّكالية ، وعدم تحمّل أولياء الأمور المسؤولية المُلقاة على عواتقهم .
خامساً : وجود السائق ، وهو نتيجة لما سبق .
سادساً : وجود الخدم في البيوت .
سابعاً : كثرة الأموال في أيدي الناس رجالاً ونساءاً .
ثامناً : حب الشراء ، ومعرفة ومتابعة كلِّ جديد .
تاسعاً : اِتِّباع هوى النفوس ، وإتْبَاعِ النساء أهوائهن .
وبيان تلك الأسباب وما نتج عنها هذا أوانُـه ، فأقول وبالله التوفيق :
أولُ الأسباب : ضعف الوازع الديني لدى كثيرٍ من أولياء الأمور .
ومن ضعفِ الدِّين ضعف الغيرة ، التي بسبب ضعفها أُضيعت الحُرمات ، وهُتكت الأعراض ، وفُرّط في الأمانة .
والغيرة خُلُقٌ كريم لا يتّصف به سوى كرام الرجال وكرائم النساء .
وهي صفة من صفات الكمال .
ولذا قال صلى الله عليه وسلم لسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لما قال لـه سعدٌ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقال : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَالله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله ، وَلاَ شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم رحمه الله : فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ، وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ والرحمةِ والإحسانِ ... فالغيورُ قد وافقَ ربَّهُ سبحانه في صفةٍ من صِفاتِه ، ومَنْ وافقَ الله في صفه من صفاتِه قادته تلك الصفة إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ، وأدنته منه وقربته من رحمته ، وصيّرته محبوباً له . اهـ .
قال علي رضي الله عنه : أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءَكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج . رواه الإمام أحمد .
كيف بك يا أبا الحسن لو رأيت النساء يزاحمن الرجال في كلِّ سوق وميدان ؟!
بل كيف بك لو رأيت نساء المسلمين اليوم في الأسواق بصُحبة السائقين .
وإن المرأة إذا عرفت الغيرة من وليها جعلت ذلك في حسبانها ، كما قالت أسماء رضي الله عنها حيث قالت : فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرته وكان أغيَرَ الناس . رواه البخاري ومسلم .
فلا تتمادى المرأة – غالبا – إلا إذا كان وليها متساهلا في القوامة ، غاضا بصره عن كثير من الأمور ، باردَ الغيرة على محارمه .
ومن تأمل قصة يوسف عرف ذلك ، فلما خلت امرأة العزيز بيوسف عليه السلام راودته عن نفسه لأنها عرَفت عن زوجها أنه ليس بغيور ، وهذا ما ظهر بعد انكشاف أمرها فلم يزِد على أن قال لـه : ( يوسف أعرض عن هذا ) ، وقال لها : ( واستغفري لذنبك ) .
ومن برود الغيرة أن يسمح الرجل لزوجته أو ابنته أن تركب مع السائق ويخلو بها ويُحادثها سواء كان سائقا خاصّاً أو كان سائقا عاما كأصحاب سيارات الأجرة .
ومن ضعفِ الغيرة أن تُترك المرأة تخرج متى شاءت من غير أن يُعلم إلى أين تذهب ومع من تذهب .
ومن مظاهر ضعف الغيرة أن تترك المرأة في الأسواق تروح وتغدو من غير حسيب ولا رقيب ، فتخلو بالباعة وتُحادثهم وربما تُمازحهم وتُلين لهم القول .
بل إن بعض الآباء أو الأزواج يترك زوجته تذهب مع السائق لعملها
من بعد الفجر ولا ترجع إلا قبيل العصر أو بعده .
منقول من منتدى القران
ملتقى الرحمه للاخوات

استغفروه @astghfroh
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ترانيم حواء
•
جزاك الله خيرا




الصفحة الأخيرة