IN HOME ALONE

IN HOME ALONE @in_home_alone

محررة ماسية

▀▄▀ فتنة ▀▄▀ الدهيماء▀▄▀

الملتقى العام




ماهي فتنة الدهيماء والأحلاس؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فروى أبو داود وأحمد وصححه الحاكم وأقره الذهبي عن عبد الله بن عمر يقول:

كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ

فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ

قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ

ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ

دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي

وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ

ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ

ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً

فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ

يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا

حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ

فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.

*********************


قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود: ( الْعَنْسِيّ ) :

بِمَفْتُوحَةٍ وَسُكُون نُون ,

قَالَ فِي لُبّ اللُّبَاب مَنْسُوب إِلَى عَنْس حَيّ مِنْ مَذْحِج ( كُنَّا قُعُودًا ) :

أَيْ قَاعِدِينَ

( فَذَكَرَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْفِتَن ) : أَيْ الْوَاقِعَة فِي آخِر الزَّمَان

( فَأَكْثَرَ ) : أَيْ الْبَيَان ( فِي ذِكْرهَا ) : أَيْ الْفِتَن

( حَتَّى ذَكَرَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( فِتْنَة الْأَحْلَاس )

: قَالَ فِي النِّهَايَة : الْأَحْلَاس جَمْع حِلْس وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب , شَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا . اِنْتَهَى .


وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا أُضِيفَتْ الْفِتْنَة إِلَى الْأَحْلَاس لِدَوَامِهَا وَطُول لُبْثهَا أَوْ لِسَوَادِ لَوْنهَا وَظُلْمَتهَا


( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( هِيَ ) أَيْ فِتْنَة الْأَحْلَاس ( هَرَب ) : بِفَتْحَتَيْنِ , أَيْ يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَدَاوَة وَالْمُحَارَبَة قَالَهُ الْقَارِي


( وَحَرَب ) : فِي النِّهَايَة الْحَرَب بِالتَّحْرِيكِ نَهْب مَال الْإِنْسَان وَتَرْكه لَا شَيْء لَهُ اِنْتَهَى .


وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَرَب ذَهَاب الْمَال وَالْأَهْل


( ثُمَّ فِتْنَة السَّرَّاء ) : قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَاد بِالسَّرَّاءِ النَّعْمَاء الَّتِي تَسُرّ النَّاس مِنْ الصِّحَّة وَالرَّخَاء وَالْعَافِيَة مِنْ الْبَلَاء وَالْوَبَاء , وَأُضِيفَتْ إِلَى السَّرَّاء لِأَنَّ السَّبَب فِي وُقُوعهَا اِرْتِكَاب الْمَعَاصِي بِسَبَبِ كَثْرَة التَّنَعُّم أَوْ لِأَنَّهَا تَسُرّ الْعَدُوّ اِنْتَهَى .


وَفِي النِّهَايَة : السَّرَّاء الْبَطْحَاء , وَقَالَ بَعْضهمْ هِيَ الَّتِي تَدْخُل الْبَاطِن وَتُزَلْزِلهُ وَلَا أَدْرِي مَا وَجْهه اِنْتَهَى


( دَخَنهَا ) : يَعْنِي ظُهُورهَا وَإِثَارَتهَا شَبَّهَهَا بِالدُّخَانِ الْمُرْتَفِع , وَالدَّخَن بِالتَّحْرِيكِ مَصْدَر دَخِنَتْ النَّار تَدْخَن إِذَا أُلْقِيَ عَلَيْهَا حَطَب رَطْب فَكَثُرَ دُخَانهَا , وَقِيلَ أَصْل الدَّخَن أَنْ يَكُون فِي لَوْن الدَّابَّة كُدُورَة إِلَى سَوَاد قَالَهُ فِي النِّهَايَة وَإِنَّمَا قَالَ ( مِنْ تَحْت قَدَمَيْ رَجُل مِنْ أَهْل بَيْتِي ) : تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْعَى فِي إِثَارَتهَا أَوْ إِلَى أَنَّهُ يَمْلِك أَمْرهَا


( يَزْعُم أَنَّهُ مِنِّي ) : أَيْ فِي الْفِعْل وَإِنْ كَانَ مِنِّي فِي النَّسَب وَالْحَاصِل أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة بِسَبَبِهِ وَأَنَّهُ بَاعِث عَلَى إِقَامَتهَا ( وَلَيْسَ مِنِّي ) أَيْ مِنْ أَخِلَّائِي أَوْ مِنْ أَهْلِي فِي الْفِعْل لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِي لَمْ يُهَيِّج الْفِتْنَة وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } أَوْ لَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِي فِي الْحَقِيقَة , وَيُؤَيِّدهُ قَوْله ( وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ) : قَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ . فِيهِ إِعْجَاز وَعَلَم لِلنُّبُوَّةِ وَفِيهِ أَنَّ الِاعْتِبَار كُلّ الِاعْتِبَار لِلْمُتَّقِي وَإِنْ بَعُدَ عَنْ الرَّسُول فِي النَّسَب , وَأَنْ لَا اِعْتِبَار لِلْفَاسِقِ وَالْفَتَّان عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ فِي النَّسَب اِنْتَهَى .


( ثُمَّ يَصْطَلِح النَّاس عَلَى رَجُل ) : أَيْ يَجْتَمِعُونَ عَلَى بَيْعَة رَجُل ( كَوَرِكٍ ) : بِفَتْحٍ وَكَسْر قَالَهُ الْقَارِي ( عَلَى ضِلَع ) : بِكَسْرٍ فَفَتْح وَيُسَكَّن وَاحِد الضُّلُوع أَوْ الْأَضْلَاع قَالَهُ الْقَارِي . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَثَل وَمَعْنَاهُ الْأَمْر الَّذِي لَا يَثْبُت وَلَا يَسْتَقِيم وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لَا يَقُوم بِالْوَرِكِ . وَبِالْجُمْلَةِ يُرِيد أَنَّ هَذَا الرَّجُل غَيْر خَلِيق لِلْمُلْكِ وَلَا مُسْتَقِلّ بِهِ اِنْتَهَى .

وَفِي النِّهَايَة : أَيْ يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمْر وَاهٍ لَا نِظَام لَهُ وَلَا اِسْتِقَامَة لِأَنَّ الْوَرِك لَا يَسْتَقِيم عَلَى الضِّلَع وَلَا يَتَرَكَّب عَلَيْهِ لِاخْتِلَافِ مَا بَيْنهمَا وَبُعْده , وَالْوَرِك مَا فَوْق الْفَخِذ اِنْتَهَى .


وَقَالَ الْقَارِي : هَذَا مَثَل وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَكُون عَلَى ثَبَات , لِأَنَّ الْوَرِك لِثِقَلِهِ لَا يَثْبُت عَلَى الضلع لِدِقَّتِهِ , وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَكُون غَيْر أَهْل لِلْوِلَايَةِ لِقِلَّةِ عِلْمه وَخِفَّة رَأْيه اِنْتَهَى .


وَقَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ فِي الْأَزْهَار : يُقَال فِي التَّمْثِيل لِلْمُوَافَقَةِ وَالْمُلَائَمَة كَفّ فِي سَاعِد وَلِلْمُخَالَفَةِ وَالْمُغَايَرَة وَرِك عَلَى ضِلَع اِنْتَهَى .


وَفِي شَرْح السُّنَّة . مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَمْر لَا يَثْبُت وَلَا يَسْتَقِيم لَهُ , وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لَا يَقُوم بِالْوَرِكِ وَلَا يَحْمِلهُ , وَحَاصِله أَنَّهُ لَا يَسْتَعِدّ وَلَا يَسْتَبِدّ لِذَلِكَ , فَلَا يَقَع عَنْهُ الْأَمْر مَوْقِعه كَمَا أَنَّ الْوَرِك عَلَى ضِلَع يَقَع غَيْر مَوْقِعه


( ثُمَّ فِتْنَة الدُّهَيْمَاء ) :


وَهِيَ بِضَمٍّ فَفَتْح وَالدَّهْمَاء السَّوْدَاء وَالتَّصْغِير لِلذَّمِّ أَيْ الْفِتْنَة الْعَظْمَاء وَالطَّامَّة الْعَمْيَاء .

قَالَهُ الْقَارِي . وَفِي النِّهَايَة تَصْغِير الدَّهْمَاء الْفِتْنَة الْمُظْلِمَة وَالتَّصْغِير فِيهَا لِلتَّعْظِيمِ وَقِيلَ أَرَادَ بِالدُّهَيْمَاءِ الدَّاهِيَة وَمِنْ أَسْمَائِهَا الدُّهَيْم زَعَمُوا أَنَّ الدُّهَيْم اِسْم نَاقَة كَانَ غَزَا عَلَيْهَا سَبْعَة إِخْوَة فَقُتِلُوا عَنْ آخِرهمْ وَحُمِلُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَجَعَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي كُلّ دَاهِيَة

( لَا تَدَع ) : أَيْ لَا تَتْرُك تِلْكَ الْفِتْنَة

( إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَة ) : أَيْ أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ

, وَأَصْل اللَّطْم هُوَ الضَّرْب عَلَى الْوَجْه بِبَطْنِ الْكَفّ , وَالْمُرَاد أَنَّ أَثَر تِلْكَ الْفِتْنَة يَعُمّ النَّاس وَيَصِل لِكُلِّ أَحَد مِنْ ضَرَرهَا


( فَإِذَا قِيلَ اِنْقَضَتْ ) : أَيْ فَمَهْمَا تَوَهَّمُوا أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة اِنْتَهَتْ ( تَمَادَتْ ) : بِتَخْفِيفِ الدَّال أَيْ بَلَغَتْ الْمَدَى أَيْ الْغَايَة مِنْ التَّمَادِي وَبِتَشْدِيدِ الدَّال مِنْ التَّمَادُد تَفَاعُل مِنْ الْمَدّ أَيْ اِسْتَطَالَتْ وَاسْتَمَرَّتْ وَاسْتَقَرَّتْ قَالَهُ الْقَارِي

( مُؤْمِنًا ) : أَيْ لِتَحْرِيمِهِ دَم أَخِيهِ وَعِرْضه وَمَاله ( وَيُمْسِي كَافِرًا ) : أَيْ لِتَحْلِيلِهِ مَا ذُكِرَ وَيَسْتَمِرّ ذَلِكَ

( إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ) : بِضَمِّ الْفَاء وَتُكْسَر أَيْ فِرْقَتَيْنِ , وَقِيلَ مَدِينَتَيْنِ , وَأَصْل الْفُسْطَاط الْخَيْمَة فَهُوَ مِنْ بَاب ذِكْر الْمَحَلّ وَإِرَادَة الْحَالّ قَالَهُ الْقَارِي


( فُسْطَاط إِيمَان ) : بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ بَدَل وَبِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَر مُبْتَدَإٍ مَحْذُوف أَيْ إِيمَان خَالِص .

قَالَ الطِّيبِيُّ الْفُسْطَاط بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الْمَدِينَة الَّتِي فِيهَا يَجْتَمِع النَّاس , وَكُلّ مَدِينَة فُسْطَاط , وَإِضَافَة الْفُسْطَاط إِلَى الْإِيمَان إِمَّا بِجَعْلِ الْمُؤْمِنِينَ نَفْس الْإِيمَان مُبَالَغَة وَإِمَّا بِجَعْلِ الْفُسْطَاط مُسْتَعَارًا لِلْكَنَفِ وَالْوِقَايَة عَلَى الْمُصَرِّحَة أَيْ هُمْ فِي كَنَف الْإِيمَان وَوِقَايَته . قَالَهُ الْقَارِي


( لَا نِفَاق فِيهِ ) : أَيْ لَا فِي أَصْله وَلَا فِي فَصْله مِنْ اِعْتِقَاده وَعَمَله ( لَا إِيمَان فِيهِ ) : أَيْ أَصْلًا أَوْ كَمَالًا لِمَا فِيهِ مِنْ أَعْمَال الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْكَذِب وَالْخِيَانَة وَنَقْض الْعَهْد وَأَمْثَال ذَلِكَ ( فَانْتَظِرُوا الدَّجَّال ) : أَيْ ظُهُوره

. انتهى.
والله أعلم.



********************************





ما هى فتنة الدهيماء ؟ هذا سؤال طرح في إيجابات جوجل وكانت الإجابة غريبة بعض الشيء إليكم الإجابة

الحمد لله رب العامين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
سوف أتحدث معكم في هذا الموضوع بحول الله وقوته عن أعظم فتنة تشهدها الأمة هذه الفتنة العظيمة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة وما ذالك إلا لهولها وتعقدها واشتباه الأمور فيها على الناس فسماها النبي صلى الله عليه وسلم بفتنة العامة وسماها الدهيماء وسماها الفتنة الرابعة , وقد التبس على الكثير من الناس أمر هذه الفتنة وذالك لتعدد أسمائها فظنوها فتن متعددة وما هي إلا فتنة واحدة

والآن إلى بداية الحديث عن فتنة الدهيماء والله المستعان.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر من ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل وما فتنة الاحلاس ؟ فقال هي هرب وحرب , ثم فتنة السراء دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني وإنما وليي المتقون , ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد ) أخرجه أبو داوود واحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني .

1. فتنة العامة هي فتنة سوداء صماء بكماء لا تدع أحدا إلا لطمته ولا تدع بيتا من بيوت العرب أو العجم إلا ملأته ذلا وخوفا .

2. لها أسماء سماها بها النبي صلى الله عليه وسلم فهي فتنة العامة أو الدهيماء أو الفتنة الرابعة .

3. أنها ستتمر حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه .

4. أن آخر هذه الفتنة خروج المسيح الدجال.

5. تحتوي هذه الفتنة عددا كبيرا من الفتن والأمور العظام الناتجة عنها.

6. يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا والعياذ بالله.


أول شيء أريد أن أبدء به هو انه عندما ابحرة في كتب الفتن ورأية التفسيرات وجدة المفسرين يقومون بتوقيع الفتن على أحداث تهم دول معينة من البلاد الإسلامية اذا حدث فيها امر ما علما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن فتن تصيب الامة.

الحديث الذي بين أيدينا يتحدث عن أربع فتن تصيب الامة الإسلامية وكي لا أطيل فيجب أن يكون التفسير منطقي

أولا التعريفات

الاحلاس : جمع حلس وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير تحت القتب شبهت به الفتنة لملازمتها للناس ويحتمل أن تكون شبهت به لسوادها وظلمتها .
السراء : النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية وأضيفت النعمة إلى هذه الفتنة لان النعمة هي سببها .
كورك على ضلع : هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت لان الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
الدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها .

تاني الخط الزمني الإسلامي

النبوة
خلافة أبو بكر وحروب الردة
خلافة عمر بن الخطاب
خلافة عثمان بن عفان
خلافة علي بن أبي طالب وفتنة مقتل عثمان
الدولة الأموية
خلافة عباسية
إنقسام العالم الإسلامي إلى دول متعددة ( مع بقاء الشريعة الإسلامية )
الإستعمار الغربي لمجموع من الدول الإسلامية ( بدابة تلاشي الشريعة الإسلامية )
إستقلال الدول الإسلامية ( مع إختفاء الشريعة الإسلامية من قوانين الدول )
بداية الثورات العربية ( أخر الأحداث التي تعم الدول الإسلامية )

ثالتا المراحل السياسية للأمة الإسلامية التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم

في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال: قال رسول الله : تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت.

كل ما سأقوله الأن يبقى مجرد تخمينات الله وحده هو الذي يعلم الغيب.


أجزاء الحديث

1 - الجزء الأول

إذا كانت فتنة الأحلاس أول فتنة في الحديث فإن أول فتنة عرفها المسلمون هي فتنة مقتل عثمان وبسببها تقاتل المسلمون وسفكوا دماء بعضهم و هي هرب وحرب

الوقائع التاريخية

نقل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مركز قيادته إلى الكوفة حيث يتجمع أنصاره، مبتعدا عن المدينة المنورة، وبعد ذلك سيدخل في نزاع مع طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ومعهم عائشة في معركة الجمل، منتصرا في النهاية رغم كراهيته لهذا النصر. يحاول علي أن يستعيد السيطرة على الشام عن طريق مواجهة معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين التي ستنتهي دون حسم والاتفاق على مسألة التحكيم بين معاوية وعلي. لكن مسألة التحكيم التي كان ممثلا الخصمين فيها : أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وبعدها تخرج هذه المجموعة من جيش ابن أبي طالب وسيدعون لاحقا بالخوارج الخارجين على إجماع المسلمين. سيتحول الخوارج لاحقا إلى ألد خصوم علي كرم الله وجهه الذي سيهزمهم بعدة معارك أهمها معركة النهروان، لكنه في النهاية سيلقى مصرعه على يد رجل منهم يدعى عبد الرحمن بن ملجم.


2 - الجزء الثاني

ثم فتنة السراء دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني وإنما وليي المتقون.
إذا كان هناك زمن مر على الأمة الإسلام (كل الأمة ) فيه سراء ( كثرة المال - الفتوحات الإسلامية - إتساع رقعة الدولة الإسلامية ) فهو زمن الدولة الأموية و الدولة عباسية ( و حسب المراحل السياسية التي تمر بها أمة الإسلامية المذكورة في الحديث أعلاه فهي الملك العاض والله أعلم). ولن أتطرق لموضوع ( رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني وإنما وليي المتقون ) فلنا الظاهر ولله الباطن. والله أعلم



3 - الجزء الثالث

"ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع "
كورك على ضلع : هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت لان الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
لا تكون إستقامة إذا إنقسم المسلمون ولا تكون إستقامة إذى ضاعة الشريعة الإسلامية. فتكون المرحة الزمنية لهذه الفتنة هي المراحل التالية.
إنقسام العالم الإسلامي إلى دول متعددة ( مع بقاء الشريعة الإسلامية )
الإستعمار الغربي لمجموع من الدول الإسلامية ( بدابة تلاشي الشريعة الإسلامية )
إستقلال الدول الإسلامية ( مع إختفاء الشريعة الإسلامية من قوانين الدول )
( و حسب المراحل السياسية التي تمر بها أمة الإسلامية المذكورة في الحديث أعلاه فهي الملكا الجبري حتى الدول التي لها رأساء فهم لا يتغيرون ويورثون أبنائهم الرأسة. الجمهوريات ملكيات في العالم العربي. والله أعلم )


4 - الجزء الرابع

, ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد

هل بدأت أم لم تبدأ بعد
إذا كانت لم تبدأ فالله وحده يعلم متي ستبدأ
وإذا كانت قد بدأت منذ زمن فأين بدأت ومتئ ستنتهي

لنراجع التاريخ القريب

-الإستعمار لم يعم كل الدول الإسلامية ولايعتبر فتنة بل يعتبر ملحمة وغزو ولا تنطبق عليه أوصاف الفتنة الرابعة
- حرب الخليج لا تنطبق عليها أوصاف الفتنة الرابعة ولم تعم كل المسلمين ولم تلطم كل بيت.
- الحرب على أفغانستان لا تنطبق عليها أوصاف الفتنة الرابعة ولم تعم كل المسلمين ولم تلطم كل بيت.
- الحرب على العراق لا تنطبق عليها أوصاف الفتنة الرابعة ولم تعم كل المسلمين ولم تلطم كل بيت.

الأن أرجو منك التركيز

الثورات العربية
تجتاح بعض الدول الإسلامي و كل بيت في هذه الدول يدلي فيها بدلوه ولو بالرأي والكلمة حتى في الدول التي ليس بها ثورات بعد.
كلما قيل إنتهت في قطر من الأقطار الإ سلامية بدأت في قطر أخر.
المسلمون يقتلون بعضهم البعض حتى ولو كانت طائفة منهم على الحق والأخرى على الباطل
عدد القتى كبير ومرشح للإرتفاع والله أعلم
إحتباحة الدماء والأموال والأعراض كل المسلمين بإختلاف طوائفهم يشتركون إما في هذا الصف أو في الصف الأخر.
تسمى فتنة العامة والثورات العربية يقودها عامة الناس وليس خاصتهم

أسئلة مهمة يجب الإجابة عليها لنتأكد هل نحن نعيش زمن الفتنة الرابعة

تطالب الثورات العربية بالديمقراطية والحرية والدولة المدنية
هل هذا سيتحقق ؟
الجواب في الحديث يقول
"ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت. "
لا ديمقراطية ولا الدولة المدنية
هل سيستمر الملك الجبري ؟
لا أعتقد أن التونسيون أو المصريون سيعودون الى الوراء ولا الليبيون ولا اليمنيون ولا السوريون والا العراقيون. ومع هذا الله أعلم.
هل سنشاهد دول أخرى يحصل فيها ما يحصل في ليبيا و سوريا ؟
إذا كان الجواب نعم فربما نكون فعلا في فتنة الدهيماء. إذا كان الجواب لا فالله أعلم في أي فتنة نحن.

أنتهت الإجابة على السؤال

منقول


********************





الحمد لله رب العامين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
سوف أتحدث معكم في هذا الموضوع بحول الله وقوته عن أعظم فتنة تشهدها الأمة هذه الفتنة العظيمة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم بأسماء كثيرة وما ذالك إلا لهولها وتعقدها واشتباه الأمور فيها على الناس

فسماها النبي صلى الله عليه وسلم بفتنة العامة وسماها الدهيماء وسماها الفتنة الرابعة , وقد التبس على الكثير من الناس أمر هذه الفتنة وذالك لتعدد أسمائها فظنوها فتن متعددة وما هي إلا فتنة واحدة

وحتى نفهم هذه الفتنة بالشكل الصحيح فلابد لنا أن نبحر وإياكم في الأحاديث التي تتحدث في هذه الفتنة ونربط بينها ربطا دقيقا حتى نصل إلى الراجح فيها والله المستعان .


وقبل أن أبدا في الحديث عن هذه الفتنة أنبه إلى أن منهجي في البحث هو الاعتماد على الصحيح من الأحاديث أما الضعيف فاني اذكره كشواهد فقط أو على سبيل الاستئناس , والآن إلى بداية الحديث عن فتنة الدهيماء والله المستعان.


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنها قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر من ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل وما فتنة الاحلاس ؟ فقال هي هرب وحرب , ثم فتنة السراء دخنها تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني وإنما وليي المتقون , ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع , ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أوغد ) أخرجه أبو داوود واحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني .



هذا الحديث هو عمدة أحاديث هذه الفتنة إذ تعددت فيه أوصافها المعرفة بها وهذا سيسهل علينا عملية الجمع بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى التي تتكلم عنها

, وهنا لا حظ معي قول ابن عمر رضي الله عنهما فذكر الفتن فأكثر من ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس

, فهنا نستفيد أن هذه الفتن هي أعظم الفتن التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه ذالك وهي التي شدت انتباهه وانتباه الصحابة الآخرين إذ هي فتن من طراز غير مألوف عندهم ولذالك شدت انتباههم فلم يذكر سواها هنا ولم يستفسر الصحابة من سواها

وكذالك وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفتن بهذه الأوصاف العجيبة وذالك لشد انتباه الصحابة ولعظم هذه الفتن وغرابتها وقبل أن استرسل في الكلام على هذا الحديث سأذكر معنى بعض ألفاظه


الاحلاس جمع حلس وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير تحت القتب شبهت به الفتنة لملازمتها للناس ويحتمل أن تكون شبهت به لسوادها وظلمتها .


السراء : النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية وأضيفت النعمة إلى هذه الفتنة لان النعمة هي سببها .


كورك على ضلع : هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت لان الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.


الدهيماء : الداهية التي تدعم الناس بشرها .


أما الفتنة الأولى والثانية فلن أطيل الحديث عنهما حتى لا نخرج عن سياق الموضوع ولكن باختصار وبما يفسر لنا الفتنة الثالثة المذكورة في الحديث ,

فالفتنة الأولى وهي الاحلاس وكما ذكرت أنها سميت بذالك لدوامها وملازمتها للناس أو لظلمتها وسوادها ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها قال هي حرب وهرب أي فتنة عظيمة يكون فيها الهرب من الديار وضياع الأموال ولم يصفها بأكثر من ذالك فيدل على أن هذا الوصف كاف لمعرفة هذه الفتنة والنبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم

فما هي هذه الفتنة التي يهرب فيها الناس تاركين وراءهم ديارهم وأموالهم ؟

إذا نظرنا إلى الفتن منذ مقتل عثمان بن عفان إلى الآن لا نجد فتنة يمكننا إنزال هذا الأمر عليها إلا فتنة واحدة والله اعلم

لان الفتن السابقة التي كانت تحدث بين المسلمين كان كل طرف يثبت للآخر وإذا كان فيها ترك للديار فلا يكون فيها ذهاب للأموال أو العكس

ثم إن الفتن السابقة كانت تنجلي ولا تستمر تداعياتها وتبقى ملازمة للناس كما في هذه الفتنة ولذالك لم يصفها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الوصف لعلمه انه كاف جدا لمعرفتها ,

وعلى كل حال فان هذه الفتنة كما تعرفون هي دخول صدام للكويت سنة 1990م فهرب أهل الكويت إلى دول الخليج المجاورة وكان أول الهاربين هو أميرهم تاركين وراءهم ديارهم وأموالهم فصدق فيهم وصف الحديث هرب وحرب

وأساس هذه الفتنة كما تعلمون كان تافها ولا يستحق الأحداث التي أعقبتها هذه الفتنة والتي إلى الآن نعيش في تداعياتها وكان من الممكن حل هذه المشكلة والتي كانت على بئر نفط

وانظر إلى وصف النبي صلى الله عليه وسلم لها بأنها تدوم وتبقى في النفوس ولذالك سميت بالاحلاس وانظر إلى الواقع لترى الإعجاز فما قامت حرب صليبية على العراق بعد ذالك إلا هلل وصفق لها البعض وقدموا مختلف الدعم للصليبيين والعياذ بالله حتى في حصار العراق والذي استمر كما تعلمون أكثر من اثني عشر عاما ومات فيه أكثر من مليون طفل تجد مباركة من البعض لهذا الحصار والعياذ بالله ولما قدمت القوات الصليبية الغازية للعراق قدم البعض كل مايستطيع تقديمه من المساعدات لهذه القوات الغازية والعياذ بالله والى الآن ما زالت النفوس موغرة حتى علم الناس أن العداء بين بعض الأخوان العرب عداء قديم والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والله المستعان ,

ثم السراء وهذه تأتي بعد الاحلاس وسببها هو النعم وكثرة الخيرات والأموال ولذلك أضيفت هذه الفتنة إلى النعمة لأنها هي سببها ونحن نعلم كيف كانت الدول العربية والإسلامية تعيش في نعم ورخاء حيث تكاثر استخراج النفط وحدثت الطفرات المالية وتدفقت الأموال على الحفاة العالة أما بعض الدول التي ليس لديها نفط اعتمدت على الموارد الاخرى التي لديها سواء الزراعية او الحيوانية وغير ذالك أو الديون التي كانت تأخذها من دول الغرب في سياسات اقتصادية بلهاء لا تخطط للمستقبل ولا تنظر لما يكيد لها أعداءها فكان الغرب يخططون للوصول لسياسة القطب الواحد وكان القادة غارقون في توافه الأمور مع بعد عن الدين ومما ساعد على ذالك انغلاق المجتمعات نوعا ما لعدم وجود وسائل الإعلام والاتصالات كما هو اليوم ولكم أن تنظروا إلى التعليم كيف كان كل شيء كان على حساب الدول بخلاف اليوم الذي أثقل فيه كاهل الإنسان بالضرائب ومصاريف الأسرة التي لا تنقضي

,فالحاصل أن فتنة السراء كان سببها الأموال والرفاهية فادى ذالك إلى جلب القوات الصليبية إلى ديار المسلمين ليدافعوا عنهم كما رأى اغلب الزعماء في ذالك الوقت في بلاهة وغباء مطبق من غير التحاكم إلى الشريعة أو الرجوع إلى العلماء الربانيين ,

ولو حلت المشكلة على وفق الشريعة لما احتجنا إلى هذه القوات ولما حدث ما حدث ولكن قدر الله وما شاء فعل,

قال الحق تعالى(وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) الآية فهذا الحل في القران ولو اتبعوه لرشدوا ولكن صدق الله (ومن لم يحكم بما انزل الله فألئك هم الفاسقون ) ,

وعلى أي حال فان فتنة السراء والله اعلم هي جلب القوات الصليبية إلى ديار المسلمين فاستطابوا الإقامة فيها وفق مخطط مدروس مهد لهم الطريق أمام سياسة القطب الواحد ومما يستأنس به في هذا الباب ما رواه نعيم بن حماد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال (إذا رأيت أو سمعت برجل من أبناء الجبابرة بمصر له سلطان يغلب على سلطانه ثم يفر إلى الروم فذالك أول الملاحم يأتي الروم إلى أهل الإسلام)

ولعل هذه الفتنة يكون لها موضوع مستقل إن شاء الله وكذالك فتنة الاحلاس ,

بقي الحديث عن قوله صلى الله عليه وسلم دخنها تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم انه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون هنا إشكال من هو المقصود بهذا الرجل الذي نشأت هذه الفتنة بسببه عبر عنها في الحديث بدخنها أي انه تصرف بعدم مبالاة في الفتنة ولم ويحسب لها حسابا ولم يفكر في تبعاتها وظن انه لن تنططح فيها عنزان لكن تبعاتها كانت عظيمة جدا كما رأيتم ,


وحتى لا نخرج عن سياق الموضوع نعود للحديث عن فتنة العامة والتي هي موضوعنا الأساسي , فقد قال عنها صلى الله عليه وسلم ثم الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته ,

فهنا أولا سماها النبي بالدهيماء أي الداهية التي تدهم كل شيء من هولها وسوادها , وقال القرطبي رحمه الله في التذكرة الدهيماء : تصغير الدهماء على معنى المذمة لها والتعظيم لأمرها كما قال (دويهية تصفر منها الأنامل) أي هذه الفتنة سوداء مظلمة , وقيل مأخوذة من الدهماء أي عامة الناس فهي فتنة العامة يقال دهماء الناس أي عامة الناس ,

فالحاصل أن هذه الفتنة فتنة عامة عظيمة وهي سوداء مظلمة وكذالك لاتدع أحدا إلا لطمته والعياذ بالله ,

كذالك وصفها النبي صلى الله عليه سلم بأنها تطول مدتها فإذا قيل انقضت تمادت أي أن لها فصولا كثيرة تشتد على الناس وهي تتمادى وتسود فيبتلى الناس فيها بلاء عظيما حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال الناس فيها بأنه يصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا والعياذ بالله ,

وكذالك وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بان البلاء فيها يشتد ويعظم حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه أما الوصف الأخير والأعظم لهذه الفتنة فهي أنها لن تنتهي إلا بخروج الدجال أعاذنا الله وإياكم من فتنته ,

فهذه هي أوصافها المذكورة في هذا الحديث , فهي إذا فتنة عامة سوداء مظلمة ذات فصول كثيرة تتخللها فتن كثيرة وأحداث عظيمة فما هي هذه الفتنة ؟ وهل وقعت أم لم تقع ؟


ولكي نجيب على هذا السؤال يتوجب علينا النظر إلى التاريخ فهل كان هناك فتنة مرت على الأمة تنطبق عليها هذه الأوصاف جميعا ؟

والإجابة بالطبع لا لأنه لم يذكر قط أن فتن عامة الناس بشكل لا يستثني احد فأول فتنة مرت بها الأمة كانت مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وما تبع ذالك من فتن أخرى عظام كالجمل وصفّين و إنما فتن فيها من شارك في القنال على جهالة أو تأويل خاطئ ,

وكل من شارك في القتال في هذه الفتنة لا يصلون الثلاثمائة ألف من المسلمين ثم إنها كانت لسنوات معدودة حتى جرى الصلح بينهم سنة 40 من الهجرة حيث تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية فأخمدت نار الفتنة والحمد لله ,

وسائر الفتن الأخرى كانت متفرقة ولأزمنة مختلفة ولم تكن ثم فتنة دخلت فيها الأمة بأسرها قط في الماضي ,

ولا يوجد أي فتنة يمكن تطبيق هذه الصفات جميعا عليها إذا فما هي هذه الفتنة ؟ إننا حتى نفهم هذه الفتنة جيدا دعونا ننظر إلى بعض أوصافها وسنعرفها بكل يسر , فمن أوصافها إنها فتنة عامة الناس أي يموج فيها عامة الناس فتختلط عليهم الأمور حتى لا يستطيعوا أن يميزوا بين الأمور وذالك لتشابه والتباس هذه الأمور عليهم فلا يستطيعوا أن يفرقوا بين المؤمن والمنافق وبين العالم ومدعي العلم وبين الصادق والكاذب وبين الصحيح والضعيف وبين الفقيه وغير الفقيه فيتبعوا أهواءهم ويسيروا في ركب الشيطان والنفس الأمارة بالسوء, وإذا حدث هذا لعامة الناس فالوحى الوحى والنجاء النجاء ,

وهنا دعونا نبحث عن السبب أو الأسباب التي تؤدي إلى هذا الأمر المهول , إن الناس في العصور الماضية سواء عهد الخلفاء الراشدين والذي كان طريقة تعيين الخليفة فيه معروفا وواضحا إما اجماع الناس على الخليفة كما حدث لأبي بكر أو يعهد الخليفة إلى من يراه مناسبا ولا منازع له كما حدث مع عمر أو شورى بين من هم أهل لها يختارهم الخليفة كما حدث لعثمان , اومبايعة اهل الحل والعقد والناس لمن يرونه أحق بها كما حدث مع علي رضي الله عنهم جميعا,

أما الدولة الأموية أو العباسية أو العثمانية هذه الفترات كلها متشابهة في فترات الملك العضوض كما اخبر بذالك النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث المرفوع (يكون بعدي خلافة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم ملكا جبريا ثم خلافة ) الحديث,

ففترة الملك العضوض قد انتهت بسقوط الدولة العثمانية وكان تعيين الأمراء فيها بالوراثة أو بان يعهد الأمير إلى احد أقربائه بالإمرة من بعده فإذا توفي الأمير ولوه هذا هو الغالب الأعم في تلك الفترة ,

ثم أعقبها الملك الجبري والذي يكون الحكم فيه بالحديد والنار والانقلابات العسكرية وهذا هو العهد الذي نعيشه وقد بدا الجبابرة بالاحتضار وتبلورت مرحلة جديدة قادمة هذه المرحلة بدأت بعصر العولمة وعصر القطب الواحد والذي احكم سيطرته على العالم بعد حرب الخليج الأولى فظهرت فيه وسائل الإعلام من قنوات فضائية وانترنت وغير ذالك من وسائل الاتصالات والمواصلات والإعلام وفي ظل ضغوط الغرب على الجبابرة لإدخال الديمقراطية المزعومة دخلت الأمة عهدا جديدا تفشت فيه حمى الانتخابات والتنافس على الناس فتجد الأعرابي في إبله وسط البادية قد احضروا له بطاقة الحزب وبطاقة الانتخابات ,

انه عصر الأحزاب وعصر التنافس على الناس لأنك قد تنتصر بصوت رجل واحد أو رجلين فتصبح لك الأغلبية في البرلمان وبالتالي ستصل إلى سدة الحكم

, وهنا مكمن الخطر وذالك لان الأصوات ستختلط على عامة الناس فلن يستطيعوا التمييز بين الصادق والكاذب وبين البر والفاجر ,

وعلى سبيل المثال لو أن أي مدينة الآن وقدرنا عدد من فيها بمليون شخص وكان هناك ثلاثة أحزاب في هذه المدينة وطلبنا من كل حزب أن يخرج مظاهرة في يوم مختلف عن الحزب الآخر ثم سالت كل حزب منهم كم خرج معك من الناس فستجد أن كل حزب سيقول لك خرج معي مليون شخص وستجدهم صادقين جميعا وذالك لان دهماء الناس لايميزون وتختلط عليهم الأمور وذالك لقلة علمهم وسذاجتهم في نفس الوقت وعامة الناس اهتماماتهم بسيطة فهو يريد أن يعيش كغيره من الناس فحسب وذالك لمحدودية علمه وبساطة عقليته فإذا أدخلته في معمعة السياسة والتي هي في عصرنا هذا هي النفاق بعينه خاصة مع تعدد الاتجاهات السياسية وتعدد الدعاة على أبواب جهنم وكثرة المنافقين والمراوغين والمحتالين الذين تجد لسان حالهم ومقالهم الغاية تبرر الوسيلة والعياذ بالله إذا أدخلت عامة الناس في هذا مرجت أمورهم وخف دينهم واختلطوا وعظم نفاقهم والعياذ بالله ,

إن فتنة العامة تعني ضياع الأمانة وتوسيد الأمور إلى غير أهلها ولكي تعرف الأمور المترتبة على تضييع الأمانة وتوسيد الأمور إلى غير أهلها فارجوا أن ترجع إلى بحثي السابق بعنوان ( العلامة المؤذنة بعلامات الساعة الكبرى وخراب الدنيا ),

وهنا نكون قد عرفنا المقصود من فتنة الدهيماء إنها فتنة العامة إنها فتنة السباق على الناس وعلى أصواتهم إنها حمى الانتخابات وصراع الأحزاب على عامة الناس لينضووا تحت ألويتهم وهذه الفتنة بدأت بعد حرب الخليج الأولى ودخول القوات الصليبية إلى ديار المسلمين وستستمر هذه الفتنة إلى خروج المسيح الدجال ونزول المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه الصلاة والسلام والله اعلم.


والآن دعونا نبحر وإياكم في بحر الأحاديث التي تتحدث عن هذه الفتنة وما تحتويه من أمور هائلة حتى تتضح لنا معالمها بشكل أفضل ,

وتمسكوا بأطراف القارب جيدا مستعينين بالله فبسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم وعلى كل حال فإنها ستكون رحلة سريعة نتعرف فيها على معالم الفتنة دون الدخول في التفاصيل أو الغوص في الأعماق , والله المستعان .


في الصحيحين من حديث عوف مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقفاص الغنم ثم استفاضة المال ثم فتنة تدخل بيت كل مسلم ثم الهدنة مع الروم )

فهذا حديث يلخص لنا اشراط الساعة كلها في هذه الاشراط وأنها كعلامات للأزمنة القادمة لتاريخ الأمة ,

والشاهد هنا قوله ثم فتنة تدخل بيت كل مسلم وإذا رجعت إلى الحديث العمدة فتستطيع الربط بكل سهولة ففي حديث الدهيماء قوله صلى الله عليه وسلم عنها لا تدع أحدا إلا لطمته وهنا قال تدخل بيت كل مسلم فعلمنا المقصود بها هي الدهيماء بعينها وبعض الباحثين قد ذهب مذهبا آخر في الحديث عن هذه الفتنة لكن والله اعلم أن المقصود بها الدهيماء .


وفي هذه الفتنة يكون حصار العراق والشام ومصر كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ( يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين ذالك ؟ قال من قبل العجم يمنعون ذالك , ثم قال يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم مدي ولادينار قلنا من أين ذالك ؟ قال من قبل الروم يمنعون ذالك قال ثم امسك هنيهة وقال : يكون في آخر أمتي خليفة يحثوا المال حثوا لا يعده عدا)

وهذا الحديث فيه الكثير من الإعجاز فكلنا رأينا حصار العراق الذي استمر لاثني عشر عاما وقد شاركت فيه أمم الأرض جميعا ولذالك الصحابة لما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم من أين ذالك؟ قال من قبل العجم فصدقه الواقع ,

أما حصار الشام لما سأله الصحابة من أين ذالك ؟ قال من قبل الروم فصدقه الواقع والآن فان حصار الشام أمام مرأى ومسمع الجميع والذي يذكي هذا الحصار هم الأمريكان والأوربيون وهم الروم أما باقي الأمم فغير داخلة في المحاصرة وليس بينها وبين دول الشام كبير خلاف بل العكس قد تبرم صفقات معها كما هو الحال مع روسيا والدول الشيوعية الأخرى وعلى كل حال فان الواقع يصدق الحديث والأمر واضح للعيان

, أما حصار مصر فذكر في حديث آخر غير هذا ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد على ذالك لحم أبي هريرة ودمه ) ولعلي أتكلم عن هذا الحديث في موضوع خاص لأهميته في وقتنا هذا في المستقبل إن شاء الله وعلى كل حال فان البعض يقول انه واقع الآن وهو ما نشاهده من تسلط الطغاة على أهل مصر وسلبهم لإرادتهم ورأيهم والبعض يرى انه قادم وهذا الأرجح والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت والله اعلم ,

والمهم هنا أن هذه الحصارات الثلاث ستكون في فتنة العامة أو الدهيماء وذالك لان النبي صلى الله عليه وسلم بشر بالفرج بعد الحصار كما في الحديث المتقدم وهو قيام الخلافة من جديد بإذن الله وهذا يعني إننا قاب قوسين أو أدنى من هذه الخلافة ولله الحمد والمهدي لا شك انه قبل الدجال فعلم يقينا أن هذه الحصارات ستكون من نتائج هذه الفتنة لان الفتنة ستستمر إلى خروج الدجال


.
ومن نتائج هذه الفتنة حدوث السنوات الخداعات التي اخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (بين يدي الساعة سنوات خداعات يصدق فيه الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤمن فيه الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قالوا وما الرويبضة يارسول الله قال الحقير التافه يتكلم في أمر العامة ) وفي رواية الإمام احمد فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده وهنا الشاهد والربط واضح ,

وهذا هو الحاصل الآن والعياذ بالله ولا يختلف في ذالك اثنان والحمد لله على كل حال وهذا الحال نتيجة طبيعية للتسابق على الناس وحمى الانتخابات والديمقراطية المزعومة فالمهم هو مصلحة الحزب وكيف يحصل على اكبر قدر من الأصوات والغاية تبرر الوسيلة مع الضرب بالدين والأمانة عرض الحائط نسال الله السلامة والعافية.


وفي هذه الفتنة ستضيع الأمانة و ستوسد الأمور إلى غير أهلها وإذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ,

وإذا أردت معرفة النتائج المترتبة على ذالك فراجع بحثي السابق (العلامة المؤذنة بعلامات الساعة الكبرى وخراب الدنيا)


والدهيماء هي نفسها الفتنة الرابعة التي جاءت في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي الجلد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أربع فتن بعدي فذكرها ثم قال في الرابعة فتنة يستحل فيها كل المحرمات ثم يخرج الخلافة ) ,

وعند أبي داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( الفتنة الرابعة اثنا عشر عاما ) وفي رواية ( ثمانية عشر عاما ) ,

والشاهد من الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج الخلافة أي أن هذه الفتنة بين يدي الخلافة الراشدة التي تكون في آخر الزمان وكذالك قوله صلى الله عليه وسلم يستحل فيها كل شيء ولك الآن أن تنظر إلى الواقع وترى ما يفعله الحكام الخونة من محادة الله ورسوله ومولاة الكفار والاستهزاء بالدين وهلم جرا سائر نواقض الإسلام وانظر إلى الحديث وانظر إلى الواقع وقارن لترى الإعجاز ,

وهذا الحديث قد يثير إشكالا فالبعض قد يقول النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد مدة الفتنة باثني عشر عاما وتارة ثمانية عشر عاما وإذا قلنا إن الفتنة ابتدأت من حرب الخليج الأولى فهذا يعني أنها انتهت الآن على كلا الروايتين,

فأقول إن الحديث العمدة في هذه الفتنة وسائر الأحاديث الأخرى تدل على أن هذه الفتنة ستستمر حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه وإلى خروج الدجال وبالتالي فان المدة المذكورة في هذين الحديثين ضعيفة والدليل اختلاف المدة في كل رواية فبهذا يتبين لنا ضعفها ,

فأحاديث الفتن والملاحم التي تتحدث عن زماننا قد يوجد في بعضها تصحيف من قبل الرواة فبعضها قد يصح سندها ويكون متنها فيه تصحيف فتجد الصحيح في رواية أخرى ولذلك لا بد من العناية بكل أحاديث الباب حتى يتضح جلية الأمر في كل مسالة

, وأحيانا قد يضعف السند ويصح المتن وأحيانا قد يصح بعض المتن ويضعف البعض الآخر ولعلي أبين هذا في مواضيع أخرى إن شاء الله,

وقد ذكر نعيم بن حماد بعض الأحاديث المتعلقة بالفتنة الرابعة حيث فيها نفس أوصاف فتنة الدهيماء مما لا يدع مجالا للشك أن الفتنة الرابعة هي الدهيماء بعينها فعنده من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربع فتن تكون بعدي الأولى تسفك فيها الدماء والثانية يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج والرابعة عمياء صماء تعرك فيها أمتي عرك الأديم) ,

واخرج كذالك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تأتيكم بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدماء والثانبة يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج والرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ تطيف بالشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ثم لا يرفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى) ,

ففي الحديثين بيان واضح لهذه الفتنة وأنها ستعم كل الأمة وهو نفس وصف الدهيماء , وكذالك فيها وصف عجيب للواقع الذي نعيشه وكان النبي صلى الله عليه وسلم بيننا فقد غشيت العراق والله وها هي تطوف الشام الآن


, وليستعد لها أهل الجزيرة فإنها قادمة إليهم لا محالة وستخبطهم بيدها ورجلها والله المستعان ,


وعلى كل حال فان الفتنة الرابعة هي نفسها فتنة الدهيماء أو نتيجة من نتائجها وأظن أن الأمر قد اتضح الآن بما لا يدع مجالا للشك والله اعلم .


وهذه الفتنة ستشتد بالمؤمنين جدا حتى يعظم فيها الجهد وذالك حين يفتق أمر الناس ويشتد النفاق وتختلط عهودهم وتخف أماناتهم فعند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل على قبر الرجل فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني كنت مكانه) وفي رواية ومابه الدين إلا البلاء ,

فأي وصف أعظم من هذا الوصف والعياذ بالله وأي بلاء هذا ,:(

وعند الطبراني من حديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يأتي على الناس زمان يتمنون فيه الدجال ) قلت يا رسول الله بابي وأمي مم ذاك قال (مما يلقون من العناء والعناء) الطبراني في الأوسط والبزار ورجالهما ثقات

, وهذا الحديث يؤكده القابضون على الجمر في هذا الزمان فقد عظم عناء المؤمنين مما يرون من الفتن التي تحير الحليم فتجدهم يتوقون إلى أيام المهدي وأيام الدجال ويتمنون ذالك لما هم فيه من العناء والله اعلم ,

روى الحافظ أبو بكر الاسماعيلي عن عمر بن عاصم بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف بكم إذا طغى نساؤكم وفتق شانكم ؟) قالوا يا رسول الله وان ذالك لكائن قال (واشد من ذالك لا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن المنكر ) , قالوا وان ذالك لكائن ؟قال (واشد من ذالك ترون المعروف منكرا والمنكر معروفا ) قالوا وان ذالك لكائن قال (واشد من ذالك تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف ) قالوا وان ذالك لكائن ؟ قال واشد من ذالك ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بئس ألئك القوم وبئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وبئس القوم قوم يمشي المؤمن بين أظهرهم بالتقية والكتمان ),

وقال ابن مسعود رضي الله عنه سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه , والقادم أدهى وأمر وإننا على وشك استقبال فتن نترحم فيها على أيامنا هذه والله المستعان ,




ومن نتائج هذه الفتنة الهرج الذي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه واقع في هذه الأمة وقد ذكرت الآلية التي ستقود إلى هذا الأمر الفظيع في
بحثي السابق (العلامة المؤذنة بعلامات الساعة الكبرى وخراب الدنيا ) فليرجع إليه .


وكذالك مما يؤيد أننا نعيش في هذه الفتنة مارواه الإمام احمد بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( يكون في آخر أمتي أقوام يركبون على مثل السرج نساؤهم كاسيات عاريات ) وانظر الى قوله عليه الصلاة والسلام يكون في آخر أمتي وآخر أمته هم الذين سيشهدون الدجال ونزول المسيح عليه السلام والدهيماء ستستمر إلى خروج الدجال كما في الحديث العمدة

,وكذالك في الحديث وصف واضح للسيارات التي نركبها اليوم فلكي يقرب الني صلى الله عليه وسلم الصورة للصحابه شبه لهم السيارة برحل الدابة حتى لا تلتبس عليهم الأمور فيكذبوه فيهلكوا إذ لو اخبر هم بها صريحة لأصبح ذالك فتنة لكثير منهم ,

وكذالك في الحديث وصف جلي لحال كثير من نساء اليوم اللاتي لا يتقين الله في لباسهن فليبسن القصير أو الشفاف أو الذي يبدي محاسن المرأة فيصدق فيهن الحديث كاسيات عاريات والعياذ بالله .


وفي هذه الفتنة يتقارب الزمان ويعود الإسلام غريبا كما بدا غريبا وتصدق رؤى المؤمنين ففي الحديث (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المؤمن جزء من أربعين جزء من النبوة ) متفق عليه ,

وكل هذه الأمور واضحة وجليه لكل إنسان فلذالك اكتفي بذكرها فقط

.
ومن الأحاديث التي جاءت في هذه الفتنة مارواه أبو داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من اشرف لها استشرفت له اللسان اشد فيها من وقع السيف ) والشاهد هنا قوله صماء بكماء وهو نفس وصف الفتنة الرابعة , وهذا سيكون في الأيام القريبة القادمة أيام الهرج والله اعلم فنعوذ بالله من الفتن ماظهر منها وما بطن ويكفيك وصف الحديث لتعلم الهول الذي تصاحبه .


ومن الأحاديث التي جاءت في هذه الفتنة ما رواه مسلم واحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان والدابة وخاصة أحدكم وأمر العامة ) والشاهد من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام (وأمر العامة) فالمقصود والله اعلم هذه الفتنة وذالك لربطها بالعامة والدهيماء هي فتنة العامة بعينها

وهنا لنا أن نقف وقفة ففي قوله بادروا بالأعمال إشارة إلى أن هذه الفتن إذا وقعت فان العبادة ستثقل جدا على المؤمنين وذالك لانشغال القلوب بالفتنة فيكون هم الإنسان الأكبر النجاة والوحى فينشغل قلبه بذالك عن العبادات ولذالك حث النبي صلى الله عليه وسلم بالمبادرة بالأعمال قبل هذه الفتن ,

وانظر كذالك كيف ربطها النبي صلى الله عليه وسلم بالعلامات الكبرى وذالك لعظمها ولأنها لا تقل خطرا عنها والله المستعان .


وباختصار فان جميع الفتن الكائنة في وقتنا هذا وجميع الفتن القادمة إلى خروج الدجال فإنها من نتائج هذه الفتنة ولو أردنا استقصاءها جميعا فان هذا سيطول جدا وسيصعب حصر الأحاديث في هذا الباب ولكن سأتحدث عن الفتن القادمة والفتن التي مررت عليها بشكل سريع في هذا الموضوع في مواضيع مستقلة بشيء من التفصيل إن شاء الله ,

وعلى كل حال فانك إذا فهمت معنى هذه الفتنة جيدا فسوف تصل إلى آلية حدوث الفتن القادمة لأنها مترابطة كلها تنتج من سبب واحد ألا وهو السباق على العامة وبالتالي ضياع الأمانة وإيغار الصدور والجهل المركب واختلاط الناس ومروج العهود وخفة الأمانة وغير ذالك من الأمور والفتن , وكذالك سوف تصل إلى شبه سقف زمني للأحداث القادمة إلى خروج الدجال بل والى نزول المسيح عليه السلام ووفاته والله المستعان .


وهنا أيضا ااكد أننا والله لم نر الفتن بعد والقادم أدهى وأمر , فاستعدوا لها وشمروا عن سواعد الجد واعرفوها جيدا فان من أهم أسباب العصمة من الفتن معرفتها فمن عرف الفتن مرت عليه بردا وسلاما مهما كانت صعوبتها , ومن لم يعرف الفتن ولم يهيئ نفسه لها فانه يوشك أن تهلكه والعياذ بالله .


وقبل أن اختم سأجيب على شبهة قد تخطر على بالك أخي الكريم وهي أن قائلا سوف يقول مما ذكرت نستنتج أن هذه الفتنة ستستمر حتى إذا ظهرت الخلافة الراشدة والنبي صلى الله عليه وسلم قد وصف أيام الخلافة بأنه أيام عدل ورخاء تنعم الأمة فيها نعما لم ينعموها قط فكيف ذالك ؟ وهذا سؤال وجيه والإجابة عليه التالي : وسوف اقرب لك الصورة بمثال, موسى عليه السلام عندما أرسله الله إلى بني إسرائيل والى أهل مصر آمنت به بنو إسرائيل وتبعوه فهل انقطعت الفتن عنهم ؟ إن الله لما نجاهم وفلق لهم البحر واغرق فرعون أمامهم ليكون أشفى لصدورهم فلما جاوزا البحر قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ! وما هو إلا أن غاب موسى عنهم حتى عبدوا العجل جميعا حاشا سبعين فقط اشربوا في قلوبهم العجل والعياذ بالله , ولما جاؤوا لميقات الله قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة إلى غير ذالك من الأمور العظيمة التي ارتكبوها لماذا ؟ لأنهم والعياذ بالله نشؤوا على الذل والاستعباد فتعودوا عليه ومن شب على شيء شاب عليه , والآن طبق هذا الأمر على حال الأمة الآن كيف لو فتح المجال للناس وعمهم العدل بعد هذا الظلم والقهر , كيف لو فتحت عليهم الخيرات والبركات بعد هذا الحرمان ؟ والله لترين عجبا ولترين فتنا يشيب لها الرأس ولذالك في الحديث( إذا نزلت الخلافة بيت المقدس فقد دنت الفتن والملاحم والأمور العظام ) وبهذا يزول الإشكال والله اعلم .


وأخيرا اذكر ملخصا لهذه الفتنة العظيمة فتنة العامة في مختصر مفيد :
1 – فتنة العامة هي فتنة السباق على عامة الناس وبدأت إبان دخول القوات الصليبية إلى ديار المسلمين في حرب الخليج الأولى .
2 – هي فتنة سوداء صماء بكماء.
3 – لا تدع أحدا إلا لطمته ولا تدع بيتا من بيوت العرب أو العجم إلا ملأته ذلا وخوفا .
4 – لها أسماء سماها بها النبي صلى الله عليه وسلم فهي فتنة العامة أو الدهيماء أو الفتنة الرابعة .
5 – أنها ستتمر حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان
فيه .
6 – أن آخر هذه الفتنة خروج المسيح الدجال.
7 – تحتوي هذه الفتنة عددا كبيرا من الفتن والأمور العظام الناتجة عنها.
8 – يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا والعياذ بالله.



منقووووووول


قريت وحبيت تشاركوني :icon33::icon33::icon33::icon33:

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ونسألك اللهم عيش السعداء ومرافقة نبينا محمد وقرة عين لاتنقطع , أكثر من هذا الدعاء أوقات الفتن ترزق الثبات بإذن الله .:(

11
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

IN HOME ALONE
IN HOME ALONE
لا اله الا الله
Manl00888
Manl00888
اميرة البحور7
اميرة البحور7
جزاك الله خير
ورررده
ورررده
,
لا إله إلا الله

والله يا بنات لازم نتعوذ بالله من شر الفتن وان يعصمنا منها ماظهر منها مابطن


لازم ندعي بهذا الدعاء مثل ما ندعي بطلب الرزق والصحة

فتن عظيمة جايه نسال الله الثبات على دينه..نسأل الله السلامة

اللهم ان أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك وأنت راض عناغير مفتونين
امين

:(
خندقي جنتي
خندقي جنتي
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن