اما بعد أيها المسلمون :
أخرج الترمذي وغيره بسند صحيح عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه انه قَالَ ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ )
أيها الأخوة.. في هذا الحديث يتضح لنا كثرة طلب النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ان يثبت قلبه على الدين ، وهو المعصوم من الذنب ، الموحى إليه من السماء ،
كما يتضح لنا خوفه على أصحابه رضي الله عنهم وهم يعيشون معه ، ويهتدون بهداه ..وهذا يتضح من قول انس (فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ ؟؟ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ )
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على نفسه وعلى الصحابة من انحراف قلوبهم عن الحق في ذلك الزمن ..
فكيف بنا اخوة الإيمان الذي نعيش في وسط فتن كقطع الليل المظلم ..؟؟ لاشك ان الخوف علينا اشد والخطر على قلوبنا اكبر ..
وفي هذا اليوم بإذن الله تعالى سنقف على فتنة عظيمة انتشرت بين المسلمين ،،فضغطت على كثير منهم حتى ضعف قلبه أمامها ..
ألا وهي فتنة مسايرة الواقع ومسايرة العادات، ومراعاة رضا الناس وسخطهم، وهي فتنة لا يستهان بها ؛ سقط فيها كثير من الناس وضعفوا عن مقاومتها، والموفق من ثبته الله ..
أيها الأخوة في الله :
إن فـتـنة مسايرة الواقع والتأثر بما عليه الناس لتشتد حتى تكون سبباً في الوقوع في الشرك الموجب للـخـلـود فـي الـنــار ـ عياذاً بالله تعالى ـ؛ وذلك كما هو الحال في شرك المشركين الأولين من قوم نوح وعاد وثمود والذين جاؤوا من بعدهم من مشركي العرب، الذين ردوا دعوة أنبيائهم لما دعوهم إلى الحق ومنابذة الواقع المنحرف .. وقالوا : ((مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ)) وقال بعضهم لنبيهم ( أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وحْدَهُ ونَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا...)) والآيـــات في ذلك كثيرة،
إن تقليد الآباء ومسايرة مـا عـلـيـه الـنــاس وألفوه لهــو مــن أشد أسباب الوقوع في الكفر والشرك والموت عليه .. وما قصة أبو طالب عنا ببعيد ..فلقد أصر على أن يموت على عقيدة عبد المطلب الشركية ، مع قناعته بأن محمداً صلى الله عـلـيه وسلم رسول الله والحق معه ، لولا الهوى ومسايرة ما عليه الآباء وخوفه من مصادمتهم وتضليلهم؟ نعوذ بالله ـ تعالى ـ من الخذلان.
وإذا جئنا لعصرنا الحاضـر وبحـثـنـا عـــن أسباب ضلال علماء الضلال الذين زينوا للناس الشرك والخرافة والبدع الكفرية ، لرأينا أن مــن أهــم الأسباب مسايرتهم للناس ، وميلهم مع الدنيا ومناصبها، وظنهم أنهم بمصادمة الناس سـيخـســـرون دنياهم وجاههم بين الناس، فآثروا الحياة الدنيا على الآخرة، وسايروا الناس مع اعـتـقـادهـــم ببـطـلان مــا هم عليه،
وكذلك الحال في سائر الناس المقلدين لهم ، لــو بــان لأحـدهم الحق فإنه يحتج بما عليه أغلب الناس، فيسير معهم ، ويضعف عن الصمود أمام باطلهم إلا مــن رحــــم الله..
أيها الاخوة :
أما ما يتعلق بما دون الكفر من فتنة مسايرة الواقع ، فهي كثيرة ومتنوعة اليوم بين المسلمين، وهي تتراوح بين الفتنة وارتكاب الكبائــر أو الصغائر، أو الترخص في الدين، وتتبع زلات العلماء لتسويغ المخالفات الشرعية الناجـمــــة عــــن مسايرة الركب وصعوبة الخروج عن المألوف، واتباع الناس إن أحسنوا أو أساؤا.
ومَنْ هــــذه حاله ينطبق عليه وصف الإمَّعة الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه وحذَّر منه؛ حـيـث قــــــال: "لا تكونوا إمَّعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلمنا؛ ولكن وطِّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤا فلا تظلموا"(4). قال الشارح في تحفة الأحوذي: "الإمعة هو الذي يتابع كل ناعق ويقول لكل أحد أنا معك؛ لأنه لا رأي له يرجع إليه، تابعاً لدين غيره بلا رؤية، ولا تحصيل برهان".
والفتنة بمسايرة الواقـع وما اعتاده الناس كثيرة في زماننا اليوم لا يسلم منها إلا مـن رحـم الله ـ عز وجل ـ وجاهد نفسه مجاهدة كبيرة؛ لأن ضغط الفساد ومكر المفـسـديـن وترويـض الـناس عليه ردحاً من الزمان جعل القابض على دينه اليوم المستعصي على مسايـرة الواقع فـي جــهـــــاد مـريـر مـــع نفسه ومع الناس كالقابض على الجمر،
ولعل هذا الزمان هو تأويل قول الرسول صلى الله علـيه وسلم: "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"(5).
أيها الاخوة :
إن صور هذه الفتنة كثيرة ، ويصعب حصرها في وقت قصير ، ولكن في هذه العجالة سنتعرض بعضها ، لعله الله تعالى ينقذنا منها .
فمن ذلك مسايرة الــواقع وما ألفه الناس من عادات اجتماعية وأسرية .. بفعل الانفتاح على حياة الغرب الكافر وإجلاب الإعلام الآثم على تزيينها للناس ، فوافقت قلوباً خاويـــة من الإيمان ، فتمكنت منها وأُشربت حبها ، وكانت في أول الأمر غريبة ومستنكرة، ولكن النفوس ألفتها وسكنت إليها مع مرور الوقت وشدة الترويض وقلة الوازع، ومن أبرز هذه العادات والممارسات:
1) مــــا انتشر في بيوت كثير مـن المسلمين من أدوات اللهو والأجهزة الجالبة للفساد كالتلفاز والأطباق الفضائية وآلات موسيقية وغـيــرها ،
2) ومن ذلك امــتــلاء البيوت بصور ذوات الأرواح من غير ضرورة ، حتى أصبحت هذه المقـتـنـيـــات أمراً مألوفاً لا يمكن الانفكاك عنه، ومن ينكره من أولياء الأمور يعترف بضعفه أمام رغبات الزوجة والأولاد وسخط المجتمع من حوله ، فيستسلم لمثل هذه المنكرات مسايرة للواقع وإرضاء لـلـناس الذين لن يُغْنوا عنه من الله شيئاً، وكفى بذلك فتنة وإثما مبينا..
3) ومن ذلك مــا ظهر في السنوات الأخيرة في بعض الدول من انتشار قصور الأفراح والفنادق ، وما يحصل فـيـهـــــا من منكرات وبخاصة في أوساط النساء ، كالتبرج الفاضح والغناء المحرم المصحوب بأصوات النساء المرتفعة ، ناهيك عن المفاخرة والمباهاة في الملابس والمآكل... إلخ.
ومع ذلك فلقد أصبحت أمراً مألوفاً يُشَنَّع على من يخرج عليه أو يرفضه ويقاطعه، حتى أصبح كثير من الناس أسيراً لهذه العادات مسايراً للناس في ذلك إرضاء لهم أو اتقاء لسخطهم.
4) ومن ذلك مـســايرة النساء فـي لـبـاسهن وتقليدهن لعادات الغرب الكافر في اللباس والأزياء وصرعات الموضات وأدوات التجميل ، حتى أصبح أمراً مألوفاً لم ينج منه إلا أقل القليلl ممن رحم الله ـ عز وجل ـ من النساء الصالحات . واصبح له محلات مخصصة ، يفعل فيها ما يغضب الله تعالى ..
وقد سقط في هذه الفتنة كثير من النساء ، فانهزمت المرأة المسلمة وللأسف أمام ضغط الواقع الشديد، وتلا ذلك انهزام وليها أمام رغبة موليته، واستسلم هو الآخر، وساير في ذلك مع من ساير حتى صرنا نرى نساء المسلمين على هيئة في اللباس والموضات ينكرها الشرع والعـقــل ، وتنكرها المروءة والغيرة، وكأن الأمر تحول ـ والعياذ بالله تعالى ـ إلى شبه عبودية لبيوت الأزياء، يصعب الانفكاك عنها.
5) ومن ذلك ايضا مسايرة الـنـــاس في ما اعتادوه اليوم في التوسع في المساكن والمراكب والمآكل والخدم والسائقين بشكل يتسم بالترف الزائد ، بــل بالمباهاة والمفاخرة ، حتى ضعف كثير من الناس عن مقاومة هذا الواقع؛ فراح الكثير منهم يـرهق جسده وماله، ويحمِّل نفسه الديون الكبيرة ، وذلك حتى يساير الناس ويكون مثل فلان وفلان،
والمشكل هنا ليس التوسع في المباحات وترفيه النفس؛ فقد لا يكون بذلك بأس إذا لم يوقع في الحرام، لكن ضغط الواقع وإرضاء الناس ومسايرة عقول النساء والأطفال يدفع بعض الطيبين إلى تحميل نفسه من الديون الباهظة وذلك ليكون مثل غيره في المركب أو المسكن، ولن ينفعه مسايرة الناس من الأقارب والأباعد شيئاً إذا حضره الموت وديون الناس على كاهله لم يستطع لها دفعاً.
أيها الاخوة في الله :
ومن مسايرة الواقع ما يتعرض له أهل الدعوة والعلم والإصلاح ، وبخاصة حينما يكثر الفساد وتـشـتـد وطــأتــه على الناس ويبطؤ نصر الله ـ عز وجل ـ ويتسلط الظالمون على عباد الله المصلحين، حـيـنـئـذ يجتهد بعض المهتمين بالدعوة والإصلاح، ويظهر لهم أن التقارب مع الظلمة والالتقاء معهم في منتصف الطريق قد يكون فيه مصلحة للدعوة وتخفيف شر عن المسلمـيـن، وكل ما في الأمر بعض التنازلات القليلة التي يتمخض عنها ـ بزعمهم ـ مصالح كبيرة!!
وليس المقام هنا مقام الرد والمناقشات لهذه الاجتهادات، فيكفي في فشلها وخطورتها نتائجها التي نسمعها ونراهـا عنـد مـن خاضوا هـذه التنازلات ورضوا بالأمر الواقــع؛ فلا مصلحة ظاهرة حقـقـــوهـا بتنازلاتهم، ولا مفسدة قائمة أزالوها؛ ولقد حذَّر الله ـ عز وجل ـ نبيه صلى الله عليه وسـلـم عــــن الــركــون للـظـالمين المفسدين أشد التحذير؛ وذلك في قوله ـ تعالى ـ: ((وإن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَذِي أَوْحَـيـْـنـَـا إلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وإذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) ولَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَـيْـئــاً قَلِيلاً (74) إذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً)) .
ومن مسايرة الواقع ما يفعله دعاة العصرانية والعلمانية من المنتسبين للإسلام
ايها الاخوة الأفاضل : ان الحديث عن العصرانية والعلمانية يطول ، ولكن يكفي أن نذكر هنا ما يتعلق بموضوعنا وهـــو الحديث عن فتنة المسايرة ـ
فمن ذلك ومن صور مسايرتهم للواقع الكافر رفـضـهم تطبيق الحدود الشرعية ، وإباحتهم الربا في البنوك بحجة الحفاظ على اقتصاد البلاد ، ومنها موقـفـهــم من المرأة، والدعوة إلى تحريرها ـ بزعمهم ـ، ودعوتهم لها إلى محاكاة المرأة الغربية في عاداتــهـــــا، وإلى الثورة على الحجاب الشرعي وتعدد الزوجات ،
ومن صور مسايرتهم للواقع المنحرف شن الحرب على العلماء والمجاهدين والمصلحين ، ووصفهم بالإرهاب والدعوة اليه ، ووصف المتدينين بالتخلف والرجعية والتشدد وما إلى ذلك من الألقاب ..مسايرة للغرب الكافر..
أيها الأخوة : ان العلمانيين والعصرانيين من بني قومنا لا يعترفون بأن ما يقومون به من تقليد وتمجيد للغرب مسايرة؛ ولكنهم يسمونها تجديداً وتطويراً يناسب العصر، وتحت هذا المسمى يقضون على كثير من الثوابت الشرعية ويتحللون من شرع الله ـ عز وجل ـ باسم التطوير وهو في الحقيقة مسايرة للواقع الغربي وتقليد أعمى وانبهار بإنجازاته المادية بل الهزيمة النفسية أمامه.
والغريب في أمر هؤلاء أنهم يرفضون التقلـيـد ويشنعون على من يقلد سلف الأمة ويتبعهم، ويحاربون من يتمسك بالنص الشرعي ولا يتجاوزه ، وهم في نفس الوقت يقومون بتقليد الغرب الكافر في أدق تفاصيل حياتهم ، ويكفيك أن تنظر الى الشكل الخارجي لأحدهم ، أو تسمع لرطانته باللغة الإنجليزية ، تجده مقلدا لأستاذته ومعلميه .
أسال الله تعالى ان يهدينا جميعا للحق ، وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن..ان سميع مجيب
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الهادي لأمين..
واشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ..
أما بعد أيها المسلمون :
إن لمسايرة الواقع وما ألفـه الناس من المخالفات الشرعية من الآثار الخطيرة على المساير في دينه ودنياه ما لو انتبه لـهـــــا الواحد منهم لما رضي بحاله ، والتي أعطى فيها زمامه لغيره ، وأصبح كالبعير المقطور رأسه بذنب غيره،
فمن ذلك مـــا يـظـهـر على المساير من فقدان الهوية وذوبان الشخصية الإسلامية، وما يتكبده من معاناة في جـســده ونفسه وماله وولده،..مما يسبب له الشقاء والتعسة والعنت.
وهذه كلها مصادر عنت وشقاء وتعاسة ، بخلاف المستسلم لشرع الله ـ عز وجل ـ الرافضِ لما سواه ، المنجذبِ إلى الآخرة . فلا تجده إلا سعيداً قانعاً مطمئناً ينظر: ماذا يرضي ربه فيفعله، وماذا يسخطه فيتركه غير مبالٍ برضى الناس أو سخطهم.
ومن الآثار السلبية أيضا أن المساير لواقع الناس المخالف لشرع الله ـ عز وجل ـ يتحول بمضيِّ الوقت واستمراء المعصية إلى أن يألفها ويرضى بها ، ويختفي من القلب إنكارُها ، عندها لا يوجد في القلب مثقال حبة خردل من إيمان..
بل ان حاله لا تقف به عند حــد مـعـيـن مــن المسايرة والتنازل والتسليم للواقع، فتراه ينزل في مسايرته خطوة خطوة ، حتى يقع المعاصي والمهلكات ؛ ونحن نعلم أن كل معصية تـســايـر فيها الناس تقود إلى معصية أخرى؛ وهكذا حتى يظلم القلب ويصيبه الران ـ أعاذنا الله من ذلك ـ
وذلك أن من عقوبة المعصية معصية بعدها، ومن ثواب الحسنة حسنة بعدها؛
أيها الاخوة : ومن أخطر الآثار السيئة لمسايرة الواقع الآثار على الدعوة :
فالداعية الذي تظهر عليه مظاهر مسايـرة الواقع ، يفقد مصداقيته عند نفسه وعند الناس، وإن لم يتدارك نفسه فقد ييأس ويخـســر ويترك الدعوة وأهلها؛
إذ كيف يساير الواقع من هو مطالب بتغيير الواقع وتسييره؟!
وكلـمـا كثر المسايرون كثر اليائسون والمتساقطون؛ وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الدعوة وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اخوة الإيمان :
إنه لا ينجِّي من الفتن صغيرها وكبيرها ما ظهر منها وما بطن إلا الله ـ عز وجل ـالقائل لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم: ( ولَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً))
وهو القائل ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )
فأول سبيل من سبل النجاة هو سؤال الله ـ عز وجل ـ ثم وصدق العزيـمـــــــة والأخذ بأسباب الثبات والتي منها :
1- فعل الطاعات وامتثال الأوامـر واجـتـنــاب النواهي كما قال ـ عز وجل ـ: ( ولَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وأَشَدَّ تَثْبِيتاً )
فـذكـر ـ سبحانه ـ في هذه الآيــة أن شدة التثبيت تكون لمن قام بفعل ما يوعظ به من فعل الأوامر وتـرك الـنـواهــي، ..
الثاني من أسباب الثبات ضد الواقع السيئ مصاحبة الدعاة الصادقـيـن الـرافضين للواقع السيئ والسعي معهم في الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ وتغيير الواقع السيئ في نفوسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، واعتزال أهل الدنيا الراكنين إليها والمسارعين فيها والمتبعين لكل نـاعـق، وتـرك مـخـالـطـتـهـم إلا لدعوتهم أو ما تدعو الحاجة إليه؛ لأن المجالسة تؤول إلى المؤانسة والمجانسة.\
3 -من أسباب الثبات ضد الواقع السيئ التفقه في الدين والبصيرة في شرع الله ـ عز وجل ـ لأن المسايرة عند بعض الناس تنبع مـن جـهــــل بالشريعة وأحكامها ومقاصدها، مع أن أكثر المسايرين المخالفين للشريعة إنما يدفعهم إلى المسايرة الهوى والضعف.
فعلى كل مسلم أن يسأل أهل العلم الراسخين فيه الذين يجـمـعــون بين العلم والورع ومعرفة الواقع، وأن يحذر من أهل العلم الذين يسيرون على أهواء الناس وتلمس الرخص والآراء الشاذة لهم.
4 -من أسباب الثبات ضد الواقع : إفشاء المناصحة وإشاعتها بين المسـلـمـين وبخاصة بين أهل الخير؛ ومناصحة ولاة الأمور بكل الوسائل الممكنة ، لأن السكوت على المخالفات وضعف المناصحة بين المسلمين من أســبـاب الـتـلـبـس بالمنكرات ومسايرة الناس فيها ..
5) الصبر على الفتن وواقع الناس السيئ ، وتحمل الأذى في سبيل ذلك ..وعدم الرضوخ لها وتذكر قـولــــه صلى الله عليه وسلم: " فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ وَزَادَنِي غَيْرُهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ )
ويتذكرون قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من التمس رضا الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس في سـخــط الله ســخـط الله عليه وأسخط عليه الناس"(2).
اخوةالايمان : هذا ما تسير حول موضوع اليوم ، فاسال الله تعالى ان ينفعنا بما سمعنا ، وان يجعل حجة لنا لا علينا..كما اسأله تعالى ان يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ،
د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany
إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل .. وجعله في ميزان حسناتك
اللهم لا تفتنا في ديننا...
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا...
ولا مبلغ علمنا...
ولا غاية سعينا...
ولا إلى النار مصيرنا...
برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تفتنا في ديننا...
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا...
ولا مبلغ علمنا...
ولا غاية سعينا...
ولا إلى النار مصيرنا...
برحمتك يا أرحم الراحمين.
zohra
•
السلام عليكم اخى الكريم
اولا جزاك الله كل الخير على هذه النصائح و على هذه الخطبة الثمينة
و لكن لدى سؤالا ارجو ان تفسح فيه مساحة من الخيال لكى تعيش معى الواقع الذى احيا فيه
فانا اعيش فى بلد يحرم بقوانينه ارتداء النقاب فى الجامعات _وهى مختلطة_ و حاول من حاول قبلى فى ارتداءه فى جامعتى و الثبات عليه و لكن دون جدوى حيث ان المقاومة بضراوة ام تسفر عن شىء و كانوا مرغمين على خلعه داخل اروقة الجامعة او الجلوس فى البيت وحاولت على مدار عام و نصف ان اقنع العميد واو ايجاد مخرج اخر و لكن للأسف هيهات بل و حاولت التحويل من جامعتى نهائيا و الذهاب الى جامعة اخرى _حيث ان بعض الجامعات فى العاصمة سمحوا فيها بدخول المنتقبات على مسؤليتهم الخاصة و لكن بعد عناء اكثر من عشر سنوات و صراع و تنازلات كالتى سأتحدث عنها_ و لكن حتى التحويل فشل!!
و الحمد لله هدانى ربى و ارتديته ولكنى مجبرة ان اخلعه فى الجامعة لكن ليس كخضوع منى لهم و لكن تنفيذا لخطة طويلة الأمد فى تغيير وجهة نظرهم عن النقاب و مرتديته و انها ليست تتخفى و راءه لأهداف ارهابية او تتستر لاغراض فى نفسها و انها بمجرد ارتداءه تنزوى فى و يلغى فكرها و عقلها و تصبح غير قادرة على الانتاج و نفع امتها و ذلك عن طريق مضاعفة نشاطى لاضعاف ما كان عليه و الانكباب على مشاريعى_انا و لله الحمد و الفضل اولا و اخرا احصل على المركز الأول كل عام_ و التخلق اكثر و اكثر بالخلق الحسن و المعاملة المؤدبة وقبل هذا كله التسلح بأقوى سلاح عرفه الأنسان ألا و هو الدعاء لخالقنا عز و جل ......... فلربما يسفر هذا عن بصيص امل و لو كان بسيطا و الله وحده يعلم اننى اريد بهذا خدمة الأجيال التى ستأتى من بعدى حتى يتيسر لهم ارتداءه و هو ما لم يتيسر لمن كانوا قبلهم _أسوة بالجامعات الأخرى_ و ما يشجعنى ان هناك الكثير ممن يودن ارتداءه فى جامعتى و لكن متخوفات من طردهن و اخذهن لجهات سياسية معينه فلربما لو مر احد باول هذه المرحلة و حاول كسر الطوق الحديدى ....ربما ربما انفتح الباب بإذن الله تعالى .
و الله تعالى اعلى و اعلم
هل هذا يعد من باب التنازلات المذمومة و مسايرة الواقع؟
جزاك الله كل الخير و وفقك لما يحبه و يرضاه
و اسأل كل من يقرأ رسالتى الدعاء لتفريج كربتنا جزاكم الله كل خير
اولا جزاك الله كل الخير على هذه النصائح و على هذه الخطبة الثمينة
و لكن لدى سؤالا ارجو ان تفسح فيه مساحة من الخيال لكى تعيش معى الواقع الذى احيا فيه
فانا اعيش فى بلد يحرم بقوانينه ارتداء النقاب فى الجامعات _وهى مختلطة_ و حاول من حاول قبلى فى ارتداءه فى جامعتى و الثبات عليه و لكن دون جدوى حيث ان المقاومة بضراوة ام تسفر عن شىء و كانوا مرغمين على خلعه داخل اروقة الجامعة او الجلوس فى البيت وحاولت على مدار عام و نصف ان اقنع العميد واو ايجاد مخرج اخر و لكن للأسف هيهات بل و حاولت التحويل من جامعتى نهائيا و الذهاب الى جامعة اخرى _حيث ان بعض الجامعات فى العاصمة سمحوا فيها بدخول المنتقبات على مسؤليتهم الخاصة و لكن بعد عناء اكثر من عشر سنوات و صراع و تنازلات كالتى سأتحدث عنها_ و لكن حتى التحويل فشل!!
و الحمد لله هدانى ربى و ارتديته ولكنى مجبرة ان اخلعه فى الجامعة لكن ليس كخضوع منى لهم و لكن تنفيذا لخطة طويلة الأمد فى تغيير وجهة نظرهم عن النقاب و مرتديته و انها ليست تتخفى و راءه لأهداف ارهابية او تتستر لاغراض فى نفسها و انها بمجرد ارتداءه تنزوى فى و يلغى فكرها و عقلها و تصبح غير قادرة على الانتاج و نفع امتها و ذلك عن طريق مضاعفة نشاطى لاضعاف ما كان عليه و الانكباب على مشاريعى_انا و لله الحمد و الفضل اولا و اخرا احصل على المركز الأول كل عام_ و التخلق اكثر و اكثر بالخلق الحسن و المعاملة المؤدبة وقبل هذا كله التسلح بأقوى سلاح عرفه الأنسان ألا و هو الدعاء لخالقنا عز و جل ......... فلربما يسفر هذا عن بصيص امل و لو كان بسيطا و الله وحده يعلم اننى اريد بهذا خدمة الأجيال التى ستأتى من بعدى حتى يتيسر لهم ارتداءه و هو ما لم يتيسر لمن كانوا قبلهم _أسوة بالجامعات الأخرى_ و ما يشجعنى ان هناك الكثير ممن يودن ارتداءه فى جامعتى و لكن متخوفات من طردهن و اخذهن لجهات سياسية معينه فلربما لو مر احد باول هذه المرحلة و حاول كسر الطوق الحديدى ....ربما ربما انفتح الباب بإذن الله تعالى .
و الله تعالى اعلى و اعلم
هل هذا يعد من باب التنازلات المذمومة و مسايرة الواقع؟
جزاك الله كل الخير و وفقك لما يحبه و يرضاه
و اسأل كل من يقرأ رسالتى الدعاء لتفريج كربتنا جزاكم الله كل خير
الصفحة الأخيرة
وجعل ما تكتب وتقول في موازين حسناتك
فعلاً....لقد وصلنا إلى زمن منحط يلهث وراء الإعلام
وشبابنا وفتياتنا اليوم في بعد عن الدين
بل ان الواحد منهم يجهل أبسط الأمور الواجب عليه معرفتها من دينه
عسى ربنا أن ينفعنا بما علمنا ولا يجعله وبالاً علينا
وبارك الله فيك ونفع بك