لمـاذا نبتلـــى ؟؟!!
فتنة الضرَّاء
وهي أن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرًا من أهل الإيمان في الدنيا من المصائب، وما ينال كثيرًا من الكفار والفجار والظلمة في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك، فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا للكفار والفجار، وأن المؤمنين حظهم من النعيم قليل.
وكذلك قد يعتقد أن العزَّة والنصرةَ في الدنيا تستقرُّ للكفار والمنافقين على المؤمنين، فإذا سمع في القرآن قوله تعالى: }وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ{ ، وقوله: }وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{ ، وقوله: }وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{ ونحو هذه من الآيات، وهو ممن يصدق بالقرآن، حمل ذلك على أن حصوله في الدار الآخرة فقط،
وقال: أما الدنيا فإنا نرى الكفار والمنافقين يَغْلبون فيها ويظهرون، ويكون لهم النصر والظفر، والقرآن لا يَردُ بخلاف الحس، ويعتمد على هذا الظن إذا أُديل عليه(عدوٌّ من جنس الكفار والمنافقين، أو الفجرة الظالمين، وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى، فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق، فيقول: أنا على الحق، وأنا مغلوبٌ، فصاحب الحق في هذه الدنيا مغلوب مقهور، والدولة فيها للباطل.
فإذا ذُكِّر بما وعده الله تعالى من حسن العاقبة للمتقين والمؤمنين، قال: هذا في الآخرة فقط.
ولقد بلغنا وشاهدنا من كثير من هؤلاء من التظلم للربِّ تعالى واتهامه ما لا يصدر إلا من عدو، فكان الجَهْمُ بن صفوان يخرج بأصحابه، فيقفهم على الجذمى وأهل البلاء ويقول: انظروا، أرحم الراحمين يفعل مثل هذا؟ إنكارًا لرحمته، كما أنكر حكمته.
وقال آخر من كبار القوم: ما على الخلق أضرُّ مِن الخالِق!!
وكان بعضهم يتمثل:
إذا كان هذا فِعْله بمحبِّه
فماذا تراه في أعاديه يصنعُ؟
فأنت تشاهد كثيرًا من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول: يا ربي! ما كان ذنبي حتى فعلتَ بي هذا؟
وقال لي غير واحد: إذا تبتُ إليه وأنبتُ وعملت صالحًا، ضيَّق عليَّ رزقي، ونكَّد عليَّ معيشتي، وإذا رجعت إلى معصيته، وأعطيت نفسي مرادها، جاءني الرزق والعون، ونحو هذا.
فقلت لبعضهم: هذا امتحان منه، ليرى صدقك وصبرك، هل أنت صادق في مجيئك إليه وإقبالك عليه، فتصبر على بلائه، فتكون لك العاقبة، أم أنت كاذب، فترجع على عقبك؟
سبب الخطأ وأصله
وهذه الأقوال والظنون الكاذبة الحائدة عن الصواب مبنية على مقدمتين:
إحداهما: حسن ظن العبد بنفسه وبدينه، واعتقاده أنه قائم بما يجب عليه، وتارك ما نهي عنه، واعتقاده في خصمه وعدوه خلاف ذلك.
والمقدمة الثانية: اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره، وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا بوجه من الوجوه، بل يعيش عمره مظلومًا مقهورًا مستضامًا، مع قيامه بما أمر به ظاهرًا وباطنًا، وانتهائه عما نهي عنه باطنًا وظاهرًا.
فلا إله إلا الله، كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل، ومتدين لا بصيرة له، ومنتسب إلى العلم لا معرفة له بحقائق الدين.
وأصل هاتين المقدمتين اللتين تثبت عليهما هذه الفتنة: الجهل بأمر الله ودينه، وبوعده ووعيده.
فإن العبد إذا اعتقد أنه قائم بالدين الحق، فقد اعتقد أنه قد قام بفعل المأمور باطنًا وظاهرًا، وترك المحظور باطنًا وظاهرًا، وهذا من جهله بالدين الحق وما لله عليه، وما هو المراد منه، فهو جاهل بحق الله عليه، جاهل بما معه من الدين قدرًا ونوعًا وصفة.
وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار والمنافقين على المؤمنين، وللفجار الظالمين على الأبرار المتقين، فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده.
من كتيب لماذا نبتلى؟ّ!!!!
نسأل الله أن يرحمنا برحمته ويحسن خاتمتنا ويجعل آخر كلامنا من الدنيا لاإله إلاالله,
يارب ,يافاطرالسموات والارض ثبتنا على نهج الأستقامة,وارزقنا الأخلاص في القــول والعمـــل
أستغفرالله العظيم الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه
لمار** @lmar_38
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لمار**
•
ام .. :نسأل الله أن يرحمنا برحمته ويحسن خاتمتنا ويجعل آخر كلامنا من الدنيا لاإله إلاالله, يارب ,يافاطرالسموات والارض ثبتنا على نهج الأستقامة,وارزقنا الأخلاص في القــول والعمـــل أستغفرالله العظيم الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه بارك الله فيك ... متصفح قيم .. جعله الله في موازين حسناتكنسأل الله أن يرحمنا برحمته ويحسن خاتمتنا ويجعل آخر كلامنا من الدنيا لاإله إلاالله, يارب...
آآآآآآآمين الله يسعدك
الصفحة الأخيرة
يارب ,يافاطرالسموات والارض ثبتنا على نهج الأستقامة,وارزقنا الأخلاص في القــول والعمـــل
أستغفرالله العظيم الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه
بارك الله فيك ...
متصفح قيم .. جعله الله في موازين حسناتك