وفتنة القبر حق، وسؤال منكر ونكير حق، والبعث بعد الموت حق، وذلك حين ينفخ إسرافيل -عليه السلام- في الصور، "فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ "
الفتنة لغة: الاختبار، وفتنة القبر: سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهي ثابته بالكتاب والسنة، قال الله -تعالى-: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ" وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله -تعالى-:



والسائل ملكان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:


والسؤال عام للمكلفين من المؤمنين والكافرين ومن هذه الأمة وغيرهم -على القول الصحيح-، وفي غير المكلفين خلاف، وظاهر كلام ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الروح ترجيح السؤال، ويستثنى من ذلك الشهيد لحديث رواه النسائي -رحمه الله-، ومن مات مرابطا في سبيل الله لحديث رواه مسلم
نعم، فتنة القبر، الفتنة هي السؤال، في الحديث: "إن هذه الأمة تفتن في قبورها " والفتنة هي السؤال، وهو أن كل أحد إذا مات ووضع في قبره يسأل عن الأصول الثلاثة: عن ربه وعن دينه وعن نبيه، من ربك وما دينك ومن نبيك، هذه الأصول الثلاثة، الرسالة التي ألف فيها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب الأصول الثلاثة، الأصول الثلاثة: معرفة الإنسان ربه، ومعرفة الإنسان دينه، ومعرفة الإنسان نبيه.
وهذه الأصول الثلاثة يسأل الإنسان عنها إذا وضع في قبره، يسأله الملكان، ويقال لهما: الفتانان، يقال لأحدهما: منكر ويقال للثاني نكير جاء في حديث البراء بن عازب الطويل: أن المؤمن إذا سئل من ربك؟ فقل: ربى الله. ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام. من نبيك، أو ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو محمد رسول الله.
وأن روحه تصعد إلى السماء وتفتح لها أبواب السماء، وأنه يخرج منها كأحسن رائحة وجدت على وجه الأرض، كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، وينادي منادٍ من السماء: أن صدق فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، نسأل الله الكريم من فضله.
وأما الكافر أو الفاجر فإنه يُسأل ولا يستطيع أن يجيب، فمن ربك؟ فيقول: ها ها لا أدرى؟ فيقال: ما دينك؟ فيقول ها ها لا أدرى. فيقال: من نبيك؟ فيقول ها ها لا أدرى. فيقال لا دريت ولا تليت -يعني: لا علمت الحق بنفسك ولا تبعت من يعلم الحق، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل من خلق الله إلا الثقلين، فلو سمعها الإنسان لصعق، وأن روحه تُعَالَج، المؤمن تخرج روحه بسهولة كما تخرج القطرة من فِي السقاء، وهذا لا تخرج حتى تنتزع نزعا شديدا كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، وإذا خرجت خرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ريح خبيثة.
فإذا صعد بها إلى السماء أغلقت أبواب السماء دونها، وينادي منادٍ من السماء أن كذب فافرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار، فيفتح له باب إلى النار، ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه - نسأل الله السلامة والعافية - هذا ثابت في حديث البراء وغيره، فلا بد من الإيمان بفتنة القبر، وكذلك عذاب القبر ونعيمه، نعم، جاء تسمية الملكين في الحديث: "أنه إذا وضع في قبره يأتيه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر والآخر النكير "جاء تسميتهم هكذا. نعم.
وجعلك الله من السعداء فى الدنيا والاخرة