بسم الله الرحمن الرحيم<br>س106 : مسألة إرسال الأضحية إلى المجاهدين ، البعض يقول : الأفضل أن ترسل إلى المجاهدين وتذبح عندهم ، والبعض الآخر يقول: لا , بل الأفضل أن تذبح هنا ، فما توجيه سماحتكم إلى ذلك جزاكم الله خيـرا ؟ <br>الجواب : القائل بأن الإرسال هناك أفضل ، فهو مخطئ في قوله هذا ، لأن الأضحية من شعائر الإسلام الظاهرة وليس المراد بها شئ مادياً وهو الانتفاع باللحم كما قال تعالى ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤهـا ولكن يناله التقوى منكم ) وأهم المقصود منها ، التقرب إلى الله بالذبح حتى تكون شعـيرة ونسيكة ودليل ذلك أن الأضحية لها أحكام خاصة منها: أن تكون في وقت معّين ، وأن تكون من جنس معيّن ، ومنها: أن تكون على وصف معيّن ، ومنها : أن تخلو من العيوب ، ولو كان المقصود مجرد اللحم لجازت في كل وقت ومن كل جنس وعلى أيّ وصف ومعيبة أو غير معيبة فمثلا : الأضحية لا تكون إلا في أيّام الذبح , يوم عيد الأضحى , وثلاثة أيام بعده , وأيضاً الأضحية لابد أن تكون يوم العيد بعد الصلاة ولابد أن تكون من جنس معين وهي بهيمة الأنعام - الإبل والبقر والغنم - فلو ذبحت فرساً وتصدّقت بها على أنها أضحية لم تجزئ , ولابد أن تكون من سن معين وهي أن تكون جذعة من الضأن أو ثنية مما سواها ولو كان المقصود اللحم لجازت في الفرس ولجازت بما دون السن , ولابد أن تكون سليمة من العيوب التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم فـقال : (( أربع لا تجوز الأضاحي , العوراء بيّن عورها والمريضة بيّن مرضها والعرجاء بيّن ضلعها , والعفجاء التي لا تنُقي )) ليس فيها نقيّ أي ليس فيها مُخ ولو كان المقصود بها اللحم لجازت مع هذا العيب لأن العوراء لا يؤثر عورها على لحمها فإذا علمت ذلك أن الأضحية عبادة مشروعة بذاتها لا أنها مجرد تصدق باللحم وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين شاة اللحم وشاة الأضحية فقال (( من ذبح قبل الصلاة فشاته شاة لحم ولا نسك له )) وهذا واضح لأنه ليس المقصود أنه مجرد اللحم ، وإذا كان كذلك فإننا نرى أن لا يبعث بالأضاحي إلى أفغانستان ولا إلى غيرها من البلاد الإسلامية الفقيرة ،لأن ذلك مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذبح الإنسان الأضحية بيده فإن لم يحسن وّكل من يضحي وشهد الأضحية ، ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر الله به أن يأكل منها كما قال تعالى (( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير )) , كلوا منها فالأصل في الأمر الوجوب ولهذا ذهب بعض العلماء إلى وجوب أكل المضحي من أضحيته , وكيف يأتي الوجوب وهي في الشرق أو في الغرب ؟ ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأضحية أن يسمي عليها فيقول : (( بسم الله والله أكبر هذا منك ولك عني وعن أهل بيتي )), وكيف يمكن هذا وهي في الشرق أو الغرب؟ ولا شك أننا لو قلنا بما أفتى به هذا المفتي لعطّلنا البلاد الإسلامية من هذه الشعيرة لأن كل الناس يحبون الأفضل ، فإذا قيل لهم : الأفضل أن تبعثوا بأضاحيكم إلى المكان الفلاني تعطّلت البلاد من هذه الشعيرة الإسلامية . ثم الأضاحي من أحكامها أنه إذا دخل العشر فإن الإنسان ينهى أن يأخذ شي من شعره أو بشرته أو ظفره حتى يضحي ، وإذا أرسلتها يميناً أو شمالاً ما تدري متى يضحون فهذه الفتوى لاشك أنها خطأ ومن أراد أن ينفع إخوانه المسلمين فليفعل لكن بغير الشعيرة الإسلامية ، الشعائر تبقى شعائر ونفع المسلمين يحصل من باب آخر .<br><br>المرجع : لقاء الباب المفتوح (( لفضيلة الشيخ العلاّمة / محمد بن صالح العثيمين )) رحمه الله ، الجزء الثاني ، دار الوطن .<br>
أبو المقداد الأثري
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها أبو المقداد الأثري
#

oum hanin @oum_hanin
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️