فتوى عن الرقية الشرعية
يجيب عليها سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
سئل سماحته السؤال التالي :
سؤال / هناك قصص كثيرة حول استغلال بعض ضعاف النفوس والتظاهر بالتقوى والصلاح وإدعاء المداواة والعلاج بالقرآن ثم يتضح غير ذلك من أعمال سحرية أو شركية أو شعوذة أو نحو من ذلك ، ما رأي سماحتكم في هذا وكيف يتجنب الناس الوقوع في أيدي مثل هؤلاء ؟
جواب / العلاج بالقرآن والرقى والأدعية الشرعية أمر مشروع لا شك فيه ، وإذا استعمل استعمالاً شرعياً وقويت الأسباب وضعفت أو انتفت الموانع فإنه بإذن الله مؤثر نافع وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى ورقي وأمر بالاسترقاء لأبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وصح أيضاً أن أبا سعيد الخدري رقى سيد قوم لدغته عقرب بالفاتحة فشفاه الله ، وكان قد اشتكى عليه ، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: ـ وما يدريك أنها رقية ؟ قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهماً وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري (صحيح البخاري الإجارة(2276) ، صحيح مسلم السلام(2201) ، سنن الترمذي الطب(2063) ، سنن أبو داود البيوع(3418) ، سنن ابن ماجه التجارات(2156) ، مسند أحمد بن حنبل (3/50) ـ) ، والله سبحانه وتعالى يقول " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " ـ الإسراء 82 ـ ، ويقول سبحانه " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" ـ فصلت 44 ـ هذا أمر لا شك ، لكن الرقى قد ضبطها العلماء بضوابط باستقرائهم للنصوص فمن الضوابط : أنن تكون من القرآن أو السنة أو الأدعية الصحيحة التي لا تخالف الشرع ، أن تكون باللغة العربية وهذا الضابط أطلقه البعض والبعض قيده بمن يحسنها ، أن يعتقد أنها سبب ولا يعتقد أنها مؤثرة بذاتها حتى لا يتعلق قلبه إلا بالله عز وجل وانه وحده الشافي سبحانه وانه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى ومما يدل على أنه لا بد في الرقى موافقة الشرع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه : أرأيت رقى كنا نرتقي بها في الجاهلية ، فقال : أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً والذين اشترطوا كونها بالعربية قالوا: لئلا يكون فيها شئ من الطلاسم والشعوذة لهذا عبر بعضهم عن هذا الشرط بقوله : أن تكون بكلام مفهوم ، والمعنى واحد فالمقصود ان الرقية الجائزة بل المأمور بها هي ما كان بأدعية شرعية معروفة مفهومة اللفظ أو المعنى ولم يعتقد متعاطيها أنها تؤثر بذاتها ، أما ما وقع السؤال عنه من استغلال بعض ضعاف النفوس للناس بتظاهرهم بالصلاح والمداواة بالقرآن وهم إنما يقومون بالسحر والشعوذة ويرتكبون أعمالاً شركية فهذا أمر محرم وقد يصل إلى الكفر والواجب على من علم بذلك عنهم أن يبلغ ولاة الأمور ، وعلى ولاة الأمر أن يأخذوا على أيدي هؤلاء وان يقطعوا دابر الفساد ، أما عامة الناس فالواجب عليهم الحرص والتحري وعدم الاغترار بالمظاهر ، فينظر في الرجل الذي يرقيه والدعاء الذي يقوله وينظر حال الرجل فإن ظهر من الرجل ما يرتاب منه فالواجب عليه تركه وعدم الاغترار به ، وإن علم انه يتعاطى السحر أو الشعوذة أو يتعامل مع الجن وجب عليه إبلاغ الجهات المختصة ليقوموا باللازم تجاههم .
القــــرآن في قلبي @alkran_fy_klby
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
شجرة*الدر
•
جزاك الله خيرا
همس المشآعر :الله يجزاااك خيرررررالله يجزاااك خيررررر
وياكم حبيباتي رفع الله قدركم
وجزاكم الجنه
وجزاكم الجنه
الصفحة الأخيرة