عقولنا تعبت عن التفكير..
في كل يوم..نُحبط من أمر ما..ويتسلل اليأس أو بعضا منه إلى
دواخلنا رغما عنا..
نقول وبكل حزن..
إن كان الحال الآن هكذا ..فما عساه سيحدث بعد..؟؟!!
نسمع هناك فُتيا عجيبة.. وهنا رأي غريب .. أو فكرشاذ.. هي
حرية شخصية..بزعمهم ..واجتهادات خالصة..يراد بها التطوير
والتنوير..ومواكبة الركب ودفع عجلة التقدم..
ونبذ كل ماهو قديم بالي..من مسلمات في الدين..
فهي إما أرهاب.., أو تشدد..أو تحريض طائفيّ..
أو غيره من مسميات..زينها الشيطان لهم..
عـجـبـي....!!!
كل إنسان عاقل يستغرب ويتبادر لذهنه مباشرة..أسئلة كئيبة..
لماذا نُستهدف..؟؟!!
لماذا بلدنا هو واجهت كل قبيح وشاذ الآن..؟؟!!
ما الهدف من كل ذلك..؟؟!!
لماذا تغيّب عنّا المؤامرة الحقيقية..بأمور أخرى هامشية..؟؟!!
لماذا الأن تخرج هذي الفُتيا والأراء على الساحة..؟؟!!
ليس هذا وقتها..يكفي مابأمتنا من تخبطات ..لماذا البعض يزيد
الطين بِلة..؟؟!!
مؤامرة كريهه..نسجت خيوطها بليل....فالكل يشن العدة والعتاد..لتغيير مفاهيمنا
ووأد معتقداتنا ودك ثوابتنا وقيمنا..مخططات موجة إلينا..تثبطنا
من لوازم ديننا ومسلماته..تجعل عقلنا الباطن يعتاد على الذل
والخنوع..تشغلنا بأمور سطحية..ونترك ماهو أعظم..فالحق قد
غُيب ..والباطل قد تراقص فرحا..
وأمام كل هذه المحبطات ...تُرى..ماذا نفعل..ولمن نسمع..؟؟!!
لي إن أذنتن لي..رؤيتي البسيطه..من منطلق فكري البسيط..هي..
أنه أبدا لا لليأس..مع كل ماوصلت له أمتنا..فأيضا هذا ليس مدعاة
لليأس..بل على العكس..هو أمر يدعونا لنفض الغبار من على رؤوسنا ..والعمل..
نعم العمل الجاد بنفوس صابرة راضيه..
العمل على أنفسنا نحن..تصحيح حالنا..
تجديد علاقتنا بخالقنا..وتوثيقها..بأقوى الوثاق..
ترك كل أختلاف..والأشتغال بإصلاح النفس..فهو أعظم فائدة..وأسرع نتيجة..
لا نتساهل بأنفسنا..فالأمة تبنى من أفراد..ولا يزين الشيطان لنا
القعود بزعمة أنك مجرد أمرأة ضعيفة لاحول لها ولاقوة..فما أنت فاعلة..
أعلم أنه قد تتضاعف التضحيات وتتضاعف الآلام..ولكن للنصر
تكاليفه وأعباءه..حتى إذا أُدي ثمنه..وأستوفت أسبابه..وتهيأت
الأجواء حوله لأستقابله..تأذن الله بالنصر..وأي نصر..(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز*الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور..)
فانظرن من الذين ينصرهم الله ..ولماذا..ماذا فعلوا...حتى يستحقوا نصر الله القوي العزيز...الذي لايهزم من تولاه..
بدأو بأنفسهم..أقاموا شعائر الله ..دون خوف نصروا دين الله فأستحقوا الوعد..""ولينصرن الله من ينصره""
وسأعيد عليكن قصة الشيخ العجوز..الذي جمع أبناءه وهوعلى فراش الموت..وقال لهم:أنا مثلكم..كنت شابا في العشرين من عمره..يريد تغيير العالم وإرجاع النصر لأمته..كنت أقول ..سأغير العالم كله,فلما مضت عشر سنوات,لم أفعل شيئا..قلت..إن العالم كبيرجدا..سأغير بلدي فقط,ومضت عشر سنوات أُخر ولم أفعل شيئا..قلت ..لن أستطيع تغيير البلد..سأغير مدينتي فقط..ومرت عشر سنوات ولم أفعل شيئا..فقلت سأذهب من الدنيا ولم أغير شيئا..لابد أن أغير الحي الذي أسكنه..لكن كانت سنوات عجاف..وهكذا..حتى خارت قواي وبلغت الثمانين من عمري ولم أكل..وجعلت هدفي تغيير أسرتنا فلم أقدر..
وهاأنا معكم قد بلغت التسعين وجاءت سكرة الموت..وأريد أن أوصل لكم رسالة..عرفتها بعد هذا العمر الطويل..إني لم أنجح..لأني لم أبدأ بنفسي فأغيرها..والله تعالى يقول..(إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم..)
فانظرن لهذا الرجل..مات وهو يدرك أنه لو أعطاه الله
عشرسنوات أُخر لغير العالم..فقد فقه السر ..ووجد المفتاح..
أخواتي..بما أنا لسنا ذوات مناصب..أورأي يُسمع فيُعتد به ويُنفذ مباشرة..
دون قيد أو شرط..
أرى أنا كل ماعلينا..هو أمر واحد ..لكنه عظيم في نفسه..
أبدأي بنفسك..غيري نفسك..أصلحي عيوبها..وأجبري هفواتها..
وستري النتيجه..
تتغير أسرتك......حيك......بلدك......أمتك.......بل العالم كله..!!
لاتستغربي..وتقولي كلام منمق يدعوا لمثالية مستحيلة..أبدا أبدا..
صدقيني كلامي منطقي جدا..
فمسكينة في مكان ما..رأيتيها فحن قلبك ..ناولتيها كسرة
خبز..فرآك آخرفقلدك..ورآه ثالث فقلده..ورابع فقلده...وهكذا..
ألست هنا قد غيرتي العالم كله..بكسرة خبز....؟!!!
إذاً... ""لا تحقرن من المعروف شيئا..""