فتياتنا والحجاب
بقلمي / سلوى المغربي
ام يوسف
كثر الحديث من العلماء وكتبت المؤلفات والمقالات والرسائل عن الحجاب , وكيفيته وشروطه ومواصفاته وضوابطه الشرعية
وكان هدفها الارتقاء بالفتيات ودعمهن
وإشعارهن بمدى حرص الشريعة على الحفاظ عليهن ,
فقد حظيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي بفائق الحرص والاهتمام ,
وما القيود والمحاذير التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها إلا لسد مداخل الشيطان
والحد من إفساد الفاسدين الذي ينتج عن التبرج بالزينة ,
فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة ,
بل هو وقاية لها أن تسقط في شرك شياطين الإنس والجن ,
فكانت الحماية الالهية لها لأنها درة مكنونة تصان من العيون الجارحة والقلوب المريضة .
سبحانك ربي ما أعظمك ولكن بعض الخلق لم يقدروا لك قدرك
ولم يفرض الله على عباده أمرا إلا وكان فيه الخير كل الخير للدنيا والآخرة ,
وجاءت آية الحجاب في سورة كريمة " النور "
قال تعالى : ( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون ( 1 )
وهذا دليل على أن كل ما تم ذكره في هذه السورة على وجه الخصوص والتحديد هو فرض على كل مسلم
يقول تعالى : هذه ( سورة أنزلناها ) فيه تنبيه على الاعتناء بها ولا ينفي ما عداها .
( وفرضناها ) قال مجاهد وقتادة : أي بينا الحلال والحرام والأمر والنهي ، والحدود .
وقال البخاري : ومن قرأ " فرضناها " يقول : فرضنا عليكم وعلى من بعدكم .
( وأنزلنا فيها آيات بينات ) أي : مفسرات واضحات ، ( لعلكم تذكرون ) .
( سورة ) أي : هذه سورة ، ( أنزلناها وفرضناها )
قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : " وفرضناها " بتشديد الراء ،
وقرأ الآخرون بالتخفيف ، أي : أوجبنا ما فيها من الأحكام وألزمناكم العمل بها .
وقيل : معناه قدرنا ما فيها من الحدود . والفرض : التقدير
ممارسات خاطئة عند ارتداء الحجاب
تقع كثير من الفتيات في الكثير من المخالفات الشرعية عند ارتداء الحجاب , وتظن أنها محجبة رغم بعد ما ترتديه عن معنى ومفهوم الزي الذي حدده الشرع
ومن جملة هذه الأخطاء نتناول بعضها
* كاسيات عاريات
ما نشاهده الآن من صور للحجاب الذي خرج عن معناه الشرعي و مبتغاه في الصيانة والعفة للفتيات ,
ولحفظهن من النظر لهن بعين الإعجاب ولفت الأنظار ,
يدمي القلب على ما آل إليه حال كثير من المسلمات .
فحقا ما قدروا الله حق قدره
فلو عظمت الفتيات حرمات الله ما هان عليها الحجاب والالتزام بضوابطه
وما فرطت فيه شيئا فشيئا
أصبح الحجاب في عالمنا يسعى إلى مواكبة الموضة العالمية من ابتذال وعري وكشف مفاتن الجسد لا سترها .
خرج الحجاب عن الوقار والاحتشام وأصبح رمزا للفتاة والسيدة المتحررة العصرية .
جُلُّ مَنْ قَلَّدَ الفِرِنْجَةَ مِنّا *** قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم نَقْـ *** ـبَس مِن الطيبات إلا قليلا
وللأسف اختزل الحجاب في قطعة قماش توضع على الرأس وليتها تغطيه بأكمله , ولكنها تظهر أكثر مما تخفي ,
وأصبحت الملابس ضيقة تظهر تفاصيل جسد الفتاة المسلمة
التي ارتضت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا , ارتضت هذا قولا فقط
ونسيت أن بمقتضى هذه الشهادة وهذا الرضى قواعد وأصول لابد من الالتزام بها جيدا والمحافظة عليها ,
ومجاهدة النفس وهواها وشيطانها لترضي رب العالمين
ولتنال الجنة والدرجات العلا منها
ولتعلم أن عليها السمع والطاعة لما أمرنا به الله عز وجل
فلا خيرة لنا من أمرنا لأننا أسلمنا وقلنا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ,
فكيف ارتضي الإسلام قولا ولا أرتضيه فعلا وعملا بالقلب والجوارح ؟
قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا }
وللتذكر كل مسلمة أن في الآخرة نار لمن خالف أمر الله ورسوله ولم يلتزم بحدود الله ,
فكيف نقوى على نار جهنم إذا لم نقاوم مغريات الحياة الدنيا الفانية ؟
وكيف نظن أن حر الدنيا أعظم من نار جهنم ؟
قال الله تعالى : " قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ " التوبة : 81}
ولتضع نصب أعينها الصفات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نساء في نار جنهم
رغم أنهن يرتدين الحجاب فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة ,
ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
« صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ،
ورؤوسهن مثل أسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها،
ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها عباد الله »
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :
وقد فسر قوله صلى الله عليه وسلم : « كاسيات عاريات »
بأن تكتسي ما لا يسترها. فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية. مثل من تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها
أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها،
وإنما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا ، انتهى
يتبع ان شاء الله
om_yosef22 @om_yosef22
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله يجزاك الخير
الحين للاسف اغلب العبايات لو كانت مو مطرزه ضيقه وشفافه لازم الوحده تتركد لما تشتري عباتها وتنتبه انها مو شفافه او ضيقه
الحين للاسف اغلب العبايات لو كانت مو مطرزه ضيقه وشفافه لازم الوحده تتركد لما تشتري عباتها وتنتبه انها مو شفافه او ضيقه
الصفحة الأخيرة
أخطاء متكررة بين الفتيات
يخطئ من يظن أن ارتداء البنطال من ضمن مواصفات الزي الشرعي ,
حتى وان كان واسعا وعليه قميصا طويلا ,
فما بالنا بمن ترتدي البنطال الضيق الذي يظهر تفاصيل جسدها بدون حياء ,
وتغافلت الفتاة أن بهذا الزي فعلت أكثر من خطأ
***
ارتداء زي مخالف
ارتدت ما يخالف مواصفات الزي الشرعي التي ذكرها الله عز وجل في كتابه عندما قال تعالى: { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } .
وبارتداء الفتاة البنطال تقع في عدة أمور منها :
تشبه بالرجال
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال سواء عن طريق الزي أو المظهر أو السلوك والتعاملات , عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلَّم : { لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ }
***
تشبه بالكافرات
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود
***
بعد عن مواصفات الزي الشرعي
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
"الذي أراه تحريم لبس المرأة للبنطلون لأنه تشبه بالرجال ،
وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال ،
ولأنه يزيل الحياء من المرأة ، ولأنه يفتح باب لباس أهل النار
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما )
وذكر أحدهما : ( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )
انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين".***
قال الدكتور عبد الله سمك:
الحجاب الشرعي هو الذي لا يصف ولا يشف ويغطي الصدر ,
قال تعالى {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}
فالتسمية الشرعية واللغوية الصحيحة هي الخمار وليس الحجاب،
والخمار ما يغطي الشعر وينزل على الصدر حتى لا يظهره.
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (17/102) :
" لا يجوز لها أن تلبس البنطلون ؛ لما فيه من تشبه النساء بالرجال " .
التعطر عند الخروج
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم خروج المرأة متعطرة من بيتها
وشدد في النهي في عدة أحاديث صحيحة ,
عن أبي موسى الأشعري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
حتى وان كانت ملتزمة تماما بالزي الشرعي الساتر لجميع جسدها والفضفاض الذي لا يصف أي شيء فيه ,
وحتى إن كان سبب خروجها الصلاة في المسجد فقد حرم عليها الخروج بالطيب ,
فما بالنا بالفتيات اللاتي خرجن متعطرات متزينات متبرجات رغم ظنهن أنهن محجبات ,
عن أبي هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها
فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ،
قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".
أخرجه أبو داود وابن ماجه ,
وإذا كان النهي عن التطيب عند خروج المرأة إلى المسجد فخروجها إلى غيره أولى وأهم .
والنهي اتسع ليشمل التطيب في البدن والثوب أيضاً كالبخور,
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " . رواه مسلم
وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة
وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي
الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ، انظر " فتح الباري " (2/279)
فالمسلمة الصادقة التي تعظم حرمات الله
إذا سمعت بهذه النصوص اقشعر جلدها وخافت أن تقع تحت طائلة هذا الوعيد،
ولا يحتاج المسلم إلى ما يقنعه أكثر من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم،
نسأل الله أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
فاتقي الله أختي المسلمة في حجابك رمز عفافك وطهرك ونقائك ،
واتقي الله في نفسك واحرصي أن تصوني جسدك ومفاتنك من أعين الرجال
التي تكون بمثابة الأسهم القاتلة ,
وكوني قدوة لمن حولك بحسن مظهرك والتزامك وسلوكك .
وتمسكي بما أمرك به الله ,
ولا تلتفتي إلى نظرة احد إليك
ولترددي في كل وقت يريدون فيه أن تتخلي عن حيائك ودينك ,
سبحانك ربي ما أعظمك وسوف أقدر لك قدرك
ولتواصلي مسيرتك في الحياة فهي مرحلة توصلك إلى طريق لا ثالث لهما ,
فإما جنة ونعيم مقيم , وإما نار وعذاب اليم .
فليقولوا عن حجابي *** لا وربي لن أُبالي
قد حماني فيه ديني *** وحباني بالجلالِ
زينتي دوماً حيائي *** واحتشامي هو مالي
أَلأَنّي أتولّى *** عن متاعٍ لزوالِ
كم لمحتُ اللّومَ منهم *** في حديثٍ أو سؤال
فتياتنا والحجاب
بقلمي / سلوى المغربي
ام يوسف