**فتياتنا و الابتعـــــــاث...تحقيق صحفي**

الأدب النبطي والفصيح





بسم الله الرحمن الرحيم

























في الفترة الأخيرة أصبح قرار الابتعاث لا ينحصر على الشباب فقط, بل انضمت لهم الفتيات في البعثة للتعليم على مختلف التخصصات..

و رغم حجم التخوفات و التكهنات التي أمطرنا بها من بعثة أبناءنا الشباب هناك كانت مخاوف ابتعاث الفتيات أكثر و التساؤلات المطروحة وفق ضوابط معينة باتت تقلل كثيرامن الأسر وخاصة الأسر المحافظة..




ولاشك في أننا نسمع بين الفينة و الأخرى ما ينشر عبر وسائل الإعلام و طرائق التخريب من إخراج المرأة من منهجيتها التعليمية الإسلامية إلى منهاج صنعه أعداء الملة و العقيدة , مدعين بذلك بأن طرائق تعليم المرأة لا تخدمها ولا تصب في نجاحها و تطورها و بنائها المستقبلي!


وقد أساءت بالفعل بعض الدول العربية من وضع المرأة المسلمة في التعليم , حتى أضحت المرأة المسلمة الملتزمة مهددة بالرجوع إلى أحضان أسرتها لتتلقى العلم من الكتاب بدلاً من التشريعات الوضعية العقيمة التي أنزلوها قصراً لا اختياراً عليها , فشاركوها مقاعد الرجال , و أنزلوها في كل واد , و أجبروها على تعلم فنوناً و طقوساً ما أنزل الله بها من سلطان , فأضحت الفوضى الخلقية و التربوية تقتحم كيان الأسر المسلمة و تنخر فيه كما ينخر السوس الخشب.


و الجدير بالذكر أن تعليم المرأة في الإسلام كان يسبق تعليم المرأة في أوروبا و أمريكا و أرقى الدول المتقدمة في عصرنا الحاضر .








و السؤال الذي قد يطرحه البعض:


إذن ماحكم تعليم المرأة في وقتنا الحاضر , وهل ثمة خطوط حمراء حول تعليمها , و هل يحرم على المرأة مجارات العصر و السير في ركب التطور و التقدم؟


و للإجابة عن هذه التساؤلات يقول الشيخ " ناصر العمر":

نحن نريد التعليم، ونطالب بالتعليم، ولكننا نطالب بالتعليم الحقيقي، لا التعليم المزيف. إن التعليم سلاح ذو حدين، إن كان في الخير فهو خير، وإن كان في الشر فهو كذلك.



إن الإسلام قد أباح للمرأة أن تتعلم , لكنه في المقابل لم يترك الحبل على الغارب و إنما شرع لها تشريعات و ضوابط تخصها خاصة لصونها و كرامتها :

ومن هذه الضوابط التي حاولت أن أستنبطها كالتالي :



1- تقوى الله عز وجل و التمسك بالعروة الوثقى لتكون على بينة و علم بأمور دينها و لتسير بطمأنية دون شك في طلب العلم.


2- تجنب الاختلاط سداً لأبواب الفتنة و الفساد , و لتوفير الجو المناسب الذي يحقق الهدف من وراء التعليم.


3- التحلي بالحياء و تجنب التغنج بالكلام و لين الجانب مع الرجال.


4- الالتزام بالحجاب الشرعي الساتر و عدم التطيب .


5- تعلم العلوم التي تعود عليها بالفائدة في دينها و دنياها و تزكي أخلاقها و توافق فطرتها و أنوثتها.


6- ألا يكون التعليم سبباً في إعاقة المرأة عن أمور مهمة في حياتها كالزواج مثلا و تربية الأبناء.

7- ألا تسافر المرأة للتعليم إلا مع محرم حفظاً لها و سلامة لدينها .












وقد توقفت على بعض المواقف السلبية و الايجابية لتعليم المرأة في الخارج:



يقول الشيخ ناصر العمر:"باسم التعليم عزفت المرأة عن الزواج حتى تكمل تعليمها , أتعلمون أنه في جامعة من جامعاتنا ستة آلاف فتاة , لم يتزوج إلا أربعمائة فتاة.

و باسم التعليم وجد في عينة درست من مائة وعشر فتيات تخرجن من كلية الطب , لم يتزوج منهن إلا إحدى عشر طبيبة."

تقول م.م. ن :- إذا تزوجت فلا أدري أيرضى الزوج بمتابعة دراستي أم لا , فمن حسم الأمور أن أكمل ثم أتزوج."!

وعليه تؤكد "د. سارة الخميس "أن السعادة لا تقاس بالمال ولا بالتعليم , وأن بعض الفتيات يرفضن الزواج بحجة إكمال التعليم , وأن هذه الحجة واهية.!

يقول خ.م :- "لا أوافق على الزواج من فتاة تعلمت بمفردها هناك و إن كنت قد درستُ في بريطانيا و أرى مناظر مؤسفة من بنات بلدي , فمن يدري بعد الزواج تخرج الفضائح و يخرج الحديث عن الزملاء و بعدها يحدث مالايحمد عقباه"


م . م : " أوافق لكن بشرط أن أكون على معرفة تامة بحياتها السابقة , و ألا تكون متكبرة , فكثيرا منهم من تتكبر بتعليمها و كأنها وصلت إلى القمر!)


وقد وقفت على قصة غريبة أخبرتني بها إحدى الصديقات عن جارة لهم تقيم بمفردها ولها زوج و أبناء ,يأتيها زوجها من بلده في الاجازات , أما الأبناء فقد أولجتهم في المدارس الأجنبية و أوكلت أمرهم زيادة على ذلك لمربية أجنبية أثناء وجودها في الجامعة!

أهذا هو التعليم الذي تنشده فتياتنا و نساؤنا ؟ أهكذا تكون الأسرة التي نسعى و نتعلم في تكوينها و المحافظة عليها , أهكذا يكون الجيل الصالح؟!


وهذا جانب سلبي من جل السلبيات التي جنى الابتعاث على فتياتنا و أغراهم باسم التعليم حتى باتوا الان يتمنون أن يعودوا إلى الوراء ليتراجعوا عن قرارهم...





ومن غير المنطق أن نقول بأن الابعثات له جانب سلبي فقط , ولكن الجانب الايجابي و الصور المشرقة التي نسمعها من هنا وهناك تبعث في نفوسنا السعادة و الرضا لحال بعض فتياتنا المبتعثات المتمسكات بأمور دينهن , و المعتزات بشموخ إسلامهن.

نداء . ع :- ( الفتاة الداعية)



فتاة في الثلاثين من عمرها هولندية الجنسية مبتعثة من بلدها رأيتها لأول مرة فلفتت نظري , كنت في مسجد الجامعة أصلي الجمعة مع الفتيات في القسم المخصص للنساء , وكانت تلك أول مرة أذهب فيه إلى المسجد لصلاة الجمعة , وجدتها تتنقل من حلقة إلى حلقة , تسلم على تلك و تبتسم لتلك , عرب و عجم وهي لا تعرف من العربية غير بضع كلمات كالتحية و السلام .. جاءتني.. سلمت عليّ دون أن تعرفني , فسلمتُ عليها بحرارة فقد هالني حجابها الكامل في بلد مليء بالفتن و المغريات و دعاة التثبيط.. تعرفت عليها و سألتها: ماذا تفعلين هنا ؟ قالت : أدرس في هذه الجامعة و آتي كل جمعة إلى المسجد أسلم على صديقاتي والوجوه الجديدة التي تأتي إلى هنا , و أراجع مع الأخوات ما نحفظه من القرآن طول الأسبوع , أدعوالبعض إلى الحجاب الإسلامي و أتعلم بعضاً من اللغة العربية من صديقة لي من فلسطين .

عاودت المسجد بعد بضعة أسابيع فوجدتها كعادتها لكن ما شد انتباهي فتيات برفقتها في كامل حجابهن ..
فياله من غراس و يالها من همة , وعلى غرارها تكمن العزة و الشموخ.








رهام .خ :- (حاضنة الأطفال)



هذه امرأة فلسطينية ابتعثت للدراسة و كرست نفسها للبغية التي جاءت من أجلها برفقة زوجها .

تقول: بعد فترة من المكوث لاحظت أن جيراني يذهبون بأطفالهم إلى حضانات غربية لا يتعلمون فيها إلا عقائد فاسدة ,و بدع ما أنزل الله بها من سلطان , و قد لاحظت أن الأطفال أصبحوا كأطفال الغرب في لباسهم و حفلاتهم .. تألمتُ لهم و عهد إلى فتح بيتي لأطفال المسلمين أحفظهم القرآن و أعلمهم أخلاقتنا و قيمنا الإسلامية مقابل رسوم رمزية جدا .. في بداية الأمر لم يكن الحضور مشجعاً لي و لكن بحمد لله بدأت جاراتي بفهم الموضوع و أصبح الأطفال يقضون أوقاتهم في جو إسلامي بعيداً عن الدسائس و السم الذي يطعموهم إياه بطرقهم الخاصة.





أماني .ع :- (تحدي و شموخ)

امرأة سعودية مبتعثة لدراسة الكيمياء في أوروبا:


تقول: أدرس في الجامعة بقسم الكيمياء بنقابي و حجابي الكامل بحمد الله , وفي يوم أصر أحد الأساتذة أن أخلع نقابي حتى يتم تصويرنا كدفعة تخرج .. و أغراني بلبس (الكمامة) البيضاء بدل من نقابي على حد زعمه ! فلم أوافق لأن نقابي هذا لا يمثل شخصيتي فقط و إنما يمثل رمز إسلامي واجب علي أن أحافظ عليه, فما كان من الأستاذ إلا أن وقف لي باحترام بعد بياني له موقفي وقال: احترم هذا الدين , و احترم من يعتز به , ولك مطلق الحرية.




وهكذا فالجوانب المشرقة بحمد لله موجودة و المرأة الصالحة يقرر الشرع بأنها من خير متاع الدنيا بأسره , قال صلى الله عليه وسلم :" الدنيا متاع و خير متاعها المرأة الصالحة" و هي مازالت بحمد الله على مر العصور وعلى اختلاف الأمكنة حاضرة و ظاهرة و لها بصمتها الرائدة لخدمة دينها و عقيتدها و أمتها جمعاء في اطار من الضوابط و الأحطام التي تتوافق مع دينها و ووطنها وهويتها الإسلامية.



...

















كتبته: أسمى الأماني<<


38
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ربا بنت خالد
ربا بنت خالد



.. أهلا وسهلا بـ أسمى الأماني .. وبتحقيقك المهم
والملامس للواقع ..
أجدتِ كثيرا وطرحتِ محاور في غاية الأهمية ..
شكرا لـ وجودك وغيثك .. بارك الله فيك ..
أتمنى لك التوفيق ..
ليالينا مول
ليالينا مول
جزاك الله خير اختي
كلامك في محله
نعمه من ربي
نعمه من ربي
كلام درر وكل سطر منه المفروض ينحط تحته مليون خط
متجر زهرتي
متجر زهرتي
جزاك الله خير
ورد الجوري 22
ورد الجوري 22
سلمت الأنامل التي كتبت هذا الموضوع

وجزيت خيرا