فجوة قلبي تتوسع يوما بعد يوم .... ساعدوني !؟

ملتقى الأحبة المغتربات

انا طالبة في الصف التاسع ... بدأ الأمر يتفاقم قبل مدة قصيرة ...
غيرت مدينتي قبل سنتين تقريبا .. كان الأمر بمثابة صدمة لي .. فالمدينة الجديدة لهجتها مختلفة .. عاداتها مختلفة .. وبالتأكيد المكان لم يعد مألوفا لي كل الوجوه والأماكن جديدة .. بعد تغييري للمدينة سكنت في مدينة وهذا العام غيرنا الى مدينة قريبة جدا لهذه الاخيرة ولكنها بعيدة كل البعد عن مدينتي الأولى..وهذه المرة لن نغير المنزل مجددا ... قد مضى على وجودي في هذا المنزل تسعة او عشرة أشهر تقريبا ... إعتدت عليه نوعا ما .. وقد انتهت الدراسة منذ مدة قصيرة بعدها صرت أساعد امي في المطبخ كثييراا خاصة مع حلول شهر رمضان .. وهنا تبدأ المشكلة ... قبل ثلاثة أيام تقريبا لم أعد استمتع بالحياة حقاً .. صرت ارى كل شيء اسود امامي ... ولا ألبث ان ارتاح إلاّ وتناديني أمي لأساعدها .. لا أدري لماذا صرت أرى مساعدتها عملا شاقا لهذه الدرجة .. كلما ساعدتها شعرت بغصة في حلقي وبقلق شديد .. كنت اتمنى لو امضيت نهارا ممتعا معها .. ولكني دائما أفسد كل شيء .. يجب ان ازعجها بكلماتي التي لا اقصد قولها رغبة في إزعاجها .. وهي أصلا دائمة مهمومة بتصرفات ابي واخوتي والأقارب .. فتبدأ تحكي وتحكي وتحكي .. وانا احاول كبت الألم الذي بداخلي .. الألم الذي يصدر من تلك الفجوة .. الفجوة التي تشكلت منذ سنتين .. الفجوة التي اريد اغلاقها بشتى الوسائل دون جدوى ... انها فجوة الشعور بأني اعيش في مكان ليس مكاني .. أشعر اني غريبة تماما عن هذا المكان .. لم اشعر يوما واحدا ان هذا المنزل الذي فيه انا الآن هو منزلي .. دائما اراه غريبا لا ارتاح له كما كنت ارتاح لمنزلي الأول الذي فيه ترعرعت فيه كل ذكرياتي كل نقطة في نفسي تنجذب نحوه ونحو مدينتي ونحو الناس الذين اعتدت وجودهم ورؤيتهم كل يوم .. تلك المدينة البعيدة جدا التي لن اراها مرة اخرى في حياتي .. باتت ابعد من ان يأخذني اليها احد ... لا أملك اي صور لها ليتني صورتها في ماذا كنت افكر عندما رحلت دون ان اصورها .. اريد فقط ان ازورها مرة واحدة اخرى في حياتي .. حيث كنت العب .. حيث كان لي صديقات .. حيث كنت اشعر اني اعيش ... لكن هنا الأمر مختلف .. كل مكان أمشي فيه في هذه المدينة اراه جديدا في كل مرة ازوره فيها ... كل زميلاتي في المدرسة حين يحكين عن ماضيهن وطفولتهن يتكلمن عن هذه المدينة التي لازلن فيها .. عن الاماكن التي يرينها كل يوم .. بينما انا عندما احاول ان افكر في الماضي اقترب من تلك الفجوة فأغير الموضوع واتظاهر بعدم الإهتمام... تلك الفجوة التي مهما حاولت الهروب منها اجد نفسي اقترب منها شيئا فشيئا ... بعدما عرفتم هذه الفجوة فلنعد الى المطبخ ... أمي تطلب مني تحضير الشوربة .. حسنا حضرتها .. ثم تبدأ بالطلبات المتواصلة .. احضري .. خذي .. اذهبي .. تعالي .. الآن تطلب مني غسل الأواني .. حسنا سأغسلها .. عندما ابدأ بالغسل .. احمل ذلك الفنجان في يدي ... في تلك اللحظة بالذات .. عندما ابدأ بالتذمر .. واقول لها اني تعبت .. فتنظر إليّ تلك النظرة الحادة التي لا تحتاج الى كلام لكي تفهمها .. التفت امامي واكمل .. لحظتها ... تنهمر دموعي .. وفيها اتحول فجأة .. من إنسان .. الى روبوت ... حيث كل التعب الذي اعاني منه .. كل الألم الخارجي الذي يحدث نتيجة الإرهاق من الأعمال .. لم اعد احس به .. وبالمقابل .. انتقل الى داخلي .. ذهب الى تلك الفجوة ليزيدها توسعا .. حينها .. اقول في نفسي .. انا اصلا هكذا كتب لي ان اكون ... كتب لي ان اكون الابنة الوحيدة مع اخوين ذكرين... فتكون اعمال المطبخ والمنزل متراكمة علي وحدي ... وان يكون اخواي اكبر مني .. لكي يطلبا مني جلب الاشياء المختلفة لهما بصفتي اختهما الصغرى .. وان اكون بدون صديقات .. نتيجة لتغييري كل شيء في كل مرة .. وان تكون لي فجوة في قلبي تؤرقني ولا تغلق ابدا ... والا استمتع بوقتي ولا ارتاح الا اذا اكملت كل هذه الاعمال الشاقة ... ربما هي ليست شاقة جدا .. لكن جسدي لا يحتملها.. لكن علي تحمل كل هذا ... اقول كل هذا في داخلي .. بعدها يزداد الأمر سوءا .. ها قد جاءت تلك الحالة ...التي تبدأ كالآتي : غصة في الحلق .. حرارة تنبع من داخلي .. صعوبة في التنفس .. وإن نطقت بحرف واحد فسأنفجر .. حينها ابدا بتهدأة نفسي .. ومحاولة عدم التكلم أبدا ..لكي لا يحدث لي كتلك المرة ... المرة التي عندما كانت امي غاضبة.. وبدأت بلومي بأشياء لم تفهم سبب فعلي لها .. فكان من المفترض ان اوضح لها السبب .. وعندما بدأت بالكلام .. وصلت لنقطة معينة .. حينها لم اعد احتمل .. وضعت يدي على أذني واغمضت عيني لا إراديا وبدأت بالصراخ .. وقلت وانا اصرخ اني سأموت .. سأجن .. لقد تعبت .. فاندفعت امي بسرعة واحتضنتني ... حينها أفقت من تلك الحالة واخذت نفسا عميقا .. ولم استطع اخراجه .. فبدات بالسعال الى ان عاد الي النفس ... فحاولت هذه المرة ألا اتكلم ابدا .. ولكن ذلك كان مؤلما اكثر .. فكنت افرغ ذلك الضغط في البكاء ... ولا ألوم امي فهي تظن اني لا احب العمل في المطبخ وانا يجب ان اتعلم لكي لا اكون امرأة فاشلة في المستقبل .. ولكن الأمر لم يكن عدم محبتي للعمل في المطبخ .. بل هو ارتباط العمل في المطبخ بتلك الحالة السيئة ... التي حتى لو انتهت يمر بقية يومي أسودا .. اتمنى فيه لو اموت او اهرب من المنزل ..
انا تعبت .. لم يعد يهمني شيء ... كل شي يعكر صفو حياتي .. اودّ ان اغير ما بي .. اودّ ان اسعد مع أمي واساعدها ونكمل يوما بنشاط وتفاؤل .. اودّ الا اقترب من تلك الفجوة في كل مرة اعمل فيها في المطبخ .. أودّ ان اصبح شخصية مرحة انشر النشاط في العمل مع امي لا شخصية متشائمة لا تجلب سوى الشعور السلبي الذي ينبعث لينتشر في المطبخ ... فلأمي هموم تكفيها اود ان اسعدها لا العكس مهما كان الألم الذي اشعر به ..
ساعدنني يا اخواتي العزيزات أفدنني بنصائحكن ...انتن املي الوحيد ....
3
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الآنسه وجدان
الآنسه وجدان
شيماء حبيبتي أنا مريت بهذه الفترة بحكم إني مغتربةبسبب الدراسة ، حاسه فيك كثير ،الإجازتين الماضية كانو صعبين جداً ، لكن هذه الإجازة قررت اتغير أكون فرفوشه أكثر و انبسط معهم ،أحاول أبسط نفسي بأشياء بسيطة جداَ فيلم كتاب ، جربي تزرعين ورد و نباتات أو تتعلمي ترسمي ، كوني لك صداقات بالتدريج شوي شوي إنت بس لاتحطي ببالك أن هذا المكان خطأ تكيفي اصنعي لك جوك الخاص ولا تعطي الأشياء أكبر من حجمها
رياح الهنا
رياح الهنا
حببتى ..كل هذه وساوس من الشيطان ..اوصلى نفسك بالله هو معك
هو خالقك
اشكى له ..وهو يحقق لك كل امنياتك
ام النتفه نفنف
ام النتفه نفنف
كان الله في عونك
صلي استغفري اقري قران غيري من حياتك
انتي متمسكه بالماضي