فراشات تحترق

الملتقى العام


فراشــات تحترق


يُقال بأن الفراشات إذا إقتربت من النيران تحترق .. فما بالكم بفراشات تعيش وسط النيران
تُحيط بها من كل مكان
فالحياه مليئه بالمتناقضات والمسافات الطويله .. القديم منها والجديد
ولكن مهما اختلفت أنواع الحياه فالفراشات ثابته لا يبدلها ولا يزحزها شىء

تحتفظ دوماَ برونقها وبراءاتها

الحياه كالمرأه العجوز الشمطاء تُمسك بيدها سوط تجلد به أجنحه الفراشات كى لاتقوى على التحليق حتى بوسط النيران.. كى لاتستطيع التغلب على حاضرها ..ومواجهه مستقبلها
قد لانعى ماستؤول به الحياه ولكن هو مُجرد تيه فى عالم مليىء بالمتناقضات

فالسائد أن الفراشات إذا إقتربت أكثر وأكثر فإنها تلعب بالنيران
وهُنا سنقرع الأجراس إيذاناً
بِقُداس ميت

موت الفراشات بحثاُ عن الحياه
تلك العجوز الشمطاء التى جلدتهم فى طريقهم .. ولم ينفكوا إلا بحثاُ عنها
عند الرحيل سيفصل الجسد عن الروح من أجل خلق عالم أخر عالم لايسكنه المغفلون ولا الضعفاء أمثال تلك الفراشات





تتناثرُ في سماءِ روحي نجومُ صمتٍ لاتطيقُ المكوث
آلامٌ تتساقطُ على قلبي كشهبٍ نارية..
قلقٌ يحتويه حيرةْ


يتفاجأِ المرءُ فيما يخبئه له الزمن !!! يسيرُ نحو حلمٍ فيبعد.. نحو هدفٍ فيتعثر … متعلقٌ بأملٍ أن الأمورَ ستتحسن وأن الزمن للتغيرِ ماض ،، ولكن هيهات!!!.
أطفالاً كنا تُداعبنا أحلامٌ جميلة ، وأن الحياةَ يسيرة،، كبيرةٌ أمانينا مراكزُ عملٍ مرموقة.. سياراتٍ فارهة .. فرشٌ وثيرة…
أحلامُ براكمٍ شتتها الأقدار ونثرتها الرياح …
كبرنا…
وصِغرَت أمانينا .. أحلامنا أصبحت معقولة ، نراها معقولةٍ غير أنها بعيدة.. حياتنا طرقها وعرة .. نحتت بأيدنا المعاول وسكنَ الحزنُ أعيننا فتراها




كنت احدث اطفالي يوماً عن الله وكيف خلقنا وصورنا ووهبنا عقولا نفكر ونتدبر بها
وخصنا من دون كل مخلوقاته . بهذه العقول
وكانت لي ابنه صغيرة. اسمها سناء
كانت تستمع لكل ما اقول وتسئلني بين الفينة والفينة اسئلة شائكة واحيانا محرجة
وكنت اتخلص من اسئلتها بطلبي منها كوب ماء. او ان تبحث عن تلفوني . او اي شي اخر
ومن ماذكرت لهم ان الانسان يحب اخاه ويعطف عليه. ويلتزم بما امره الله من صلاة.وصيام. ولا يكذب.

وووووو يعني مواعظ وسلوكيات من اب لاابنائه

يعلمهم امور دينهم ودنياهم!!
وفي يوم دخلت فراشة لا ادري من اين وتعلقت بلمبة النور ومن حرارة اللمبة صارت
تدور وتقفز هنا وهناك ثما تعود مرة اخرى لنفس اللمبة
وكانت ابنتي هذه بجانبي. فقالت لي ابي انقذ هذه الفراشة من ان لا تحترق با النور

رديت عليها ياشيخة خليها تحرق ولا تموت انا مالي..
خليني اشوف المسلسل وبعدين انا اكلمها ماتروح مرة ثانية عند النور


ماشوف الا والتلفزيون. والانوار كلها انطفت
ايش الي حصل قالوا سناء طفتها. ..
استدعيتها وصرخت في وجهها ايش اللي خلاك تطفي الانوار والتلفزيون
مش عيب عليك ..
اجابتني بهدوء لا يابابا مش عيب ولا حاجة
اليس انت من قال ان الله أكرمنا بالعقل واننا نرحم الضعيف والحيوان والانسان
علشان كذا انا طفيت النور علشان الفراشة تنجو وتخرج
طيب والتلفزيون

علشان عقلك يرجعلك.. وتطيع ربنا يابابا

وتعمل اللي تقوله انت اولا

فما كان مني الى ان غيرت الموضوع لكن في داخلي درساً علمتني اياه هذه
الأبنة... لن انساه ابداَ

عاطر التحايا لكم

مما راق لي
1
784

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

محبوبة رنودة
محبوبة رنودة
رفع