فراق بنكهة الخيانة

الأدب النبطي والفصيح


ياصديقي ..
ما زال رحيق  الحب يتذوقه قلبي 
 كلما حام حولي طيف ذكرى لقائي الأول بك !أستذكر تلك الأيام الخوالي
بحنين يقطع أوردتي ويدمي قلبي المكلوم
.تُهَيِّجُ مشاعري ذكرى شيء من تلك الجلسات والضحكات والخطوات التي مشيناها معا
نحو تحقيق أهدافنا وطموحاتنا،
شيء من مواقفك النبيلة المخلدة في لبي وقلبي ؛ فتشعل فيَّ الشوق والحنين لماضٍ انقضى،
لكن مواقفه ما تزال حاضرة تشهد  .

امتطيت صهوة ذكريات تواصلكَ معي ،
فوجدتها حبيسة مخيلتي ..
وروحي، لم تبرح عاكفة على ألم فراقك،
حتى ترجع إلي.
كنتَ تحادثني الساعات الطوال،
تبثُ لي أحزانك وهمومك وآلامك
وكذلك أنا، كنتُ متنفسا وملاذا آمنا لك كما انت  

يا صديقي: ما زلتُ أستحضر أيمانك المغلظة
تليها أيماني بعدم الخذلان، والنسيان،
بعدم الاستبدال، ..
فأنى لروحين ممتزجتين أن تفترقا؟!
فهل بعد هذه الأيمان من حنث وتنكب؟
وهل بعد هذه العهود والمواثيق من نقض وتشتت.؟!
يا صديقي مرت  الأيام متسارعة
وأتى اليوم الذي لابد منه،
بعد أن زعمنا عبثا أننا بمنأى عنه، لنفترق عنوة ، وينشطر قلبينا بكل قسوة، فتغادر الدار الذي سكنته وسكن أفئدتنا،
والحي الذي ألفناه وألفنا ،
آخذاً قلبي معك، وقلبك تركته معي ،
رحلتَ ودموع الفراق تسح من مقلتينا بصحبة نحيب يملأ الأرجاء.
رحلت عني وبقيت ذكرياتك الجميلة،
ومواقفك النبيلة ، مسطرة في كل زاوية من زوايا روحي،
وكل ناحية من نواحي قلبي ،
أعجَزَتْني عن استبدال أحد بكَ،
ولا نية لي في ذلك،
فوجع الفراق أقعدني عن الولوج في قصة حب جديدة .

يا صديقي !
تناءت بنا الديار وما زال أريج الحب والود يعطر أرواحنا المتصلة،
ويؤنس وحشة فراقنا الموجع،
لتصيبني الدهشة وأنا ألحظ انحراف بوصلة حبك لي شيئا فشيئا،
ليقل تواصلك وسؤالك واهتمامك ،
لكني ما زلت حتى وقت قريب متشبث بك،
ملتمسا لك أعذارا تليها أعذار..
لأغطي بها عيوبك وتقصيرك ..
فما عهدتك إلا محبا صادقا مخلصا ،
رغم تغيرك المفاجئ الغريب ،
صرت كثير الأعذار والتخلف الممجوج، لكني أحسنت ظني فيك وليتني لم أفعل!

فقد أصبتني على حين غفلة وثقة بك،
بطعنتك النجلاء في قلب حبي لك،
أفقدتني الثقة بكل من حولي، مكتشفا أني صرت عبئا ثقيلا عليك
، بعد أن أشبعتك حبا ودلالا،
لتبحث عن حب جديد لا يُفْرِطُ في حبه لك،
فهذا ما تستحقه وما ينبغي أن يكون !!!
يا صديقي !
أين العهود و المواثيق والأيمان المغلظة ؟ أ!
أين الوعود الجميلة؟!
عجبي  لحالك؛!!
كيف هانت عليك عشرة عمر قضينا تفاصيل أيامها معا، كتبنا قصتها بدماء قلوبنا ودموع أعيننا؟! وتحدينا فيها أنفسنا ومن حولنا؟!!
لنُثَبِتَ بها أوتاد علاقتنا في أعماق قلوبنا
.فلطالما لذّ وصالنا، وسعدنا وأنسنا بالقرب من بعضنا ،
فكيف اخترتَ الانقطاع والإهمال؟
وآثرتَ على الحب والوفاء، التنكر والخذلان؟!
كيف لك أن تفرط وتهمل ثم تتحدث عن وفائك وحبك الا محدود ؟!،
ألم تعلم أن"من عشق شيئًا أدمنه،
وأدمن تفاصيله، وزواياه وخباياه ..وسكن أوطانه، ومساكنه وخيامه،
وأعشاش فصوله الأربعة ..وهام بتقاسيم حروفه، ورسومه، وإشاراته، وألغازه .؟
.وسافر مع أريج عطوره، ؟!
..والتمس آثار خطاه حيثما حلًّ وارتحل ..
وانتشى بوشمه، ومخايل نبله،
ومحامده الموسومة بوسامته؟!
ثم تأتي الآن ،بأعذارك الواهية؟!!
يا صديقي!
املمت جرحي بكل قوة
، مستذكرا لحظات لقائي بك ذات مرة بعد غياب!غصت في عالم الأمان حتى ثملت،
كنت لي معطفا استدفئ به من زمهرير المشاعر الباردة
، وأمانا وسكينة لفؤاد ملتاع مضطرب،
عبثت به مشاعر الحنين، ..
نظراتي الشاخصة في وجهك الباسم أنستني هموم الحياة،
أنستني عذاب الفراق، وجحيم الفقد، ؟!
فحضنك الدافىء جمع شتات قلبي المهشم ،
ورمم ندوبا غائرة من تركات الغير.
مقارنا إياه حين التقيتك اليوم ،

لقد مات اللقاء قبل أن يولد ،
فحرارة اللقيا انطفأت، ومشاعر الحب ذابت وتلاشت، لتترك حبنا المزعوم
مصلوبا على شرنقة الغدر والخيانة والخذلان والأنانية والإهمال دون رحمة.
صديقي ذكياتي معك ستبقى أجمل قصة حب عرفتها،
وسأكتب  أجمل ما فيها،
وأما رحيلك فأنت بشر لم تنضج بعد لتعرف أن للحب قدسية لا يعرفها إلا المخلصون الثابتون، وأنت لم تعرف قيمتها بعد،
وندمك آت آت لا محالة ، ولكن بعد فوات الأوان حين تفيق من السكرة
يا صديقي ! لا تظن إن عدت إلي يوما أن لا أفتح لك أبواب قلبي، لا ، بل سأستقبلك بحفاوتي المعتادة، وأضمك في صدري كما كنت أفعل من ذي قبل،
لكن... أعذرني فمكانك العالي، وبرجك العاجي الذي كنت تسكنه في قلبي
ما عاد بمقدورك دخوله، فقد نزلتَ منه بإرادتك ، وصعودك مرة أخرى لن يكون إلا بإرادتي
التي أنزَلَتْكَ منه دون رجعة.
ياصديقي تعلمت  من صحبتي لك، ومن دروس الحياة ، أن هناك مواقف، أشخاص،و ذكريات، يصعب عليك تجاوزها مهما تقادم بك العمر.
فالإنسان يبقى إنسانا؛
بمشاعره وعواطفه التي تتقاذفه يمنة ويسرة،
لكن رغم ذلك ؛ فإن صاحب العزيمة، والهمة العالية؛
يسعى جاهدا للملمة شتات قلبه، وتضميد ندوب جرحه مهما كانت،
متحديا واقعا كئيبا مظلما ، ينير فيه عتمات دربه بقبس التفاؤل والأمل،
يحييها بجميل الذكريات،
متعاميا عن النظر في أحداثه المؤلمة متناسيا تفاصيل وقائعها،
فأمامه غايات كبرى، وأهداف سامية،
ليس للمتباكين المحبطين فيها مكانا
فحياتنا وأهدافناوطموحاتنا؛
لا تتوقف لفراق أو موت أحد
.والسلام لقلبك يا صديقي.


طييييييييييف
10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
يالهذا الصديق !
تذكرت بيت الشاعر حين قرأتك :
عدو انت قل لي أم حبيب؟
ففعلك ليس يفعله حبيبُ!!

لوّعك الصديق وحرك شجون قلبك
وأشعل قلمك ! في خاطرتين
تلك حسنة تحسب له !!
فلا تنسي !!

أحسنت التعبير طيف !!
وهذا ما يستحقه موضوعك
المحامية نون
المحامية نون
تعبير يلامس المشاعر بكل تفاصيله الدقيقة.
رائعة طيف كعادتك
تحية لقلمك الراقي 🌱
طيف اليمانية
طيف اليمانية
يالهذا الصديق ! تذكرت بيت الشاعر حين قرأتك : عدو انت قل لي أم حبيب؟ ففعلك ليس يفعله حبيبُ!! لوّعك الصديق وحرك شجون قلبك وأشعل قلمك ! في خاطرتين تلك حسنة تحسب له !! فلا تنسي !! أحسنت التعبير طيف !! وهذا ما يستحقه موضوعك
يالهذا الصديق ! تذكرت بيت الشاعر حين قرأتك : عدو انت قل لي أم حبيب؟ ففعلك ليس يفعله...
^_^أسعدني مرورك وكلماتك الجميلة، لكن الحقيقة في الأمر أن المقال عبارة عن واجب أسند إلي كتابته، ولم أجد موضوعا أستطيع الكتابة فيه بخيال واسع مثل موضوع خيانة الأصدقاء لانتشاره وكثرة قصصه المؤلمة.
شكرا لمرورك لكلماتك الراقية لتوجيهاتك الدائمة
طيف اليمانية
طيف اليمانية
تعبير يلامس المشاعر بكل تفاصيله الدقيقة. رائعة طيف كعادتك تحية لقلمك الراقي 🌱
تعبير يلامس المشاعر بكل تفاصيله الدقيقة. رائعة طيف كعادتك تحية لقلمك الراقي 🌱
كلماتك تعطر الارجاء ومرورك يشحذ الهمم شكرا لمرورك محاميتنا
👑Üm Mïđö🧿
👑Üm Mïđö🧿
" ماخانك الأمين، ولكنك ائتمنت الخائن".
احيانا الخيانه يدان فيها الطرفين🗿