رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح *** هذا أوان تبتل وصـلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه *** تسعد بخير دائم وفلاح
رمضان فرصة الجميع للتغيير
فرصة للتغيير .. ليصبح العبد من المتقين الأخيار ، ومن الصالحين الأبرار . يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فقوله { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} تعليل لفرضية الصيام ؛ ببيان فائدته الكبرى ، وحكمته العظمى . وهي تقوى الله والتي سأل أميرُ المؤمنين عمرُ رضي الله عنه الصحابيَ الجليل ؛ أبيَ بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها ؟ فقال يا أمير المؤمنين : أما سلكت طريقا ذا شوك ؟ قال : بلى .. قال : فما صنعت ؟ قال : شمرتُ واجتهدت .. أي اجتهدتُ في توقي الشوك والابتعاد عنه ، قال أبي: فذلك التقوى .
إذن فالتقوى : حساسيةٌ في الضمير ، وشفافيةٌ في الشعور ، وخشيةٌ مستمرة ، وحذرٌ دائم ، وتوق لأشواكِ الطريق ؛طريقِ الحياة الذي تتجاذبُه أشواكُ الرغائبِ والشهوات ، وأشواكُ المخاوفِ والهواجس ، وأشواكُ الفتنِ والموبقات ، وأشواكُ الرجاءِ الكاذب فيمن لا يملكُ إجابةَ الرجاء ، وأشواكُ الخوف الكاذب ممن لا يملكُ نفعاً ولا ضراً ، وعشراتٌ غيرُها من الأشواك ..
خـل الـذنوب صغـيرها وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقرن صـغيرةً إن الجبالَ من الحـصى
هذا هو مفهوم التقوى .. فإذا لم تتضح لك بعد .. فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله :
هي الخوفُ من الجليل ، والعملُ بالتنزيلُ ، والقناعةُ بالقليل ، والاستعدادُ ليوم الرحيل . هذه حقيقة التقوى ،
فليكن هذا الشهر بداية للباس التقوى ؛ ولباس التقوى خير لباس لو كانوا يعلمون ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ -فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى *** تجرد عريانا وإن كان كاسيا
وخير خصال المـرء طـاعة ربه *** ولا خير فيمن كان لله عاصيا
إني أدعوك بكل إخلاص ، أدعوك في مثل هذا الشهر المبارك إلى إعادة النظر في واقعك ، ومُجريات حياتك ، أدعوك إلى مراجعة نفسك ، وتأمل أوضاعك قبل فوات الأوان ، إني أنصحك ألا تخدعك المظاهر ، ولا يغرك ما أنت فيه ، من الصحة والعافية والشباب والقوة ، فما هي إلا سراب بقيعة ، يحسبه الظمآن ماءً ، أو كبرق خُلب ، سرعان ما يتلاشى ، و ينطفئ ويزول ، فالصحة سيعقبها السقم ، والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة آيلة إلى الضعف ، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون .
، فاستعن بالله ، واعزم من الآن أن يكون هذا الشهر المبارك بداية لهداية جادة صادقة نصوح
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيب
أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات ؟ وأين العزيمة التي لا تصدها العاتيات !! استعن بالله تعالى على ترك المعاصي والملهيات ، فالنصر صبر ساعة ، والفرج قريب ، وإن الله مع الصابرين .
منقول
توته الحلوه @toth_alhloh
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ليالي العمر
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة