فرصة ذهبية لأصحاب الأمراض المستعصية
كثير هم الذين طافوا الأرض شرقا وغربا بحثا عن علاج لأمراضهم فاخبروهم الأطباء بان أمراضهم لا علاج لها وإنها من الأمراض المستعصية التي لم يجد لها الطب علاج , وهذه الأمراض كثيرة كبعض أنواع العقم والضعف الجنسي والسرطان والتهابات الكبد المزمنة و أمراض نقص وخلل الجهاز المناعي وغيرها.
إلا إن بعض هؤلاء المرضى وبعد أخذهم بأسباب الأرض ألزموا أنفسهم بدواء قد غفل عنه الكثير ولما جدوا في طلب هذا الدواء و المداومة عليه وعملوا بحقه جاءهم الشفاء في كثير من القصص التي أبهرت الأطباء والعلماء. فكم من عقيم قال له الأطباء انه لن ينجب ثم نراه انجب, نعم إن ذلك الدواء هو الدعاء المخلص لله عز وجل الشافي الواهب القادر على كل شي. قال الله تعالى (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) سورة النمل :الآية 62 . وقال الله تعالى (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم) سورة غافر الآية 60. وفي شروط قبول الدعاء يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ((من أعظم الشروط الثقة بالله والتصديق له ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بأن الله هو الحق ولا يقول إلا الحق والإخلاص لله سبحانه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم مع الإيمان بأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلغ الحق وهو الصادق فيما يقول ، وأن يأتي بذلك عن إيمان وثقة بالله ورغبة فيما عنده وأنه سبحانه مدبر الأمور ومصرف الأشياء ، وأنه القادر على كل شيء سبحانه وتعالى لا عن شك ولا عن سوء ظن بل عن حسن ظن بالله وثقة به . وأنه متى تخلف المطلوب فلعلة من العلل المذكورة أو غيرها فالعبد عليه أن يأتي بالأسباب والله مسبب الأسباب وهو الحكيم العليم وقد يحصل الدواء ولكن لا يزول الداء لأسباب أخرى جهلها العبد والله فيها حكيم سبحانه وتعالى ، وهذا يشمل الدواء الحسي والمعنوي ، الحسي الذي يقوم به الأطباء من أدوية وعمليات ونحو ذلك ، والمعنوي الذي يحصل بالدعاء والقراءة ونحو ذلك من الأسباب الشرعية ، ومع هذا كله قد يتخلف المطلوب لأسباب كثيرة منها الغفلة عن الله سبحانه ومنها المعاصي ولا سيما أكل الحرام وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك " قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال " الله أكثر " وبذلك يعلم المؤمن والمؤمنة أن إجابته قد تؤجل إلى الآخرة لأسباب اقتضتها حكمة الله سبحانه ، وقد يصرف عنه بأسباب الدعاء شر كثير بدلا من أن يعطى طلبه ، والله سبحانه وتعالى هو الحكيم العليم في أفعاله وأقواله وشرعه وقدره كما قال عز وجل إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) وهاهي العشر الأواخر من رمضان قد أقبلت وهاهم المسلمون في كل بقعة من الأرض قد اتخذوا من المساجد بيوتا ركعا سجدا خاشعين تاركين وراءهم لعاع الدنيا ومتاعها الفاني. فهلا توجهت أخي المسلم إلى ربك في هذه الأيام المباركة ودعوته بكل ما ترجوه. يقول الله تعالى (وإذا سألك عبادي عنّي فأني قريب, أجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة : الآية 186. (بقلم د. جمال عبدالله باصهي )
منقول
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️