الحمدلله الذي مهدقواعدالدين بكتابه المحكم .. وشيد معاقدالعلم بخطابه واحكم ..
ووفق في دينه من اراد به خيرا من عباده وفهم .. وأوقف من شاء على ماشاء من اسرار مراده والهم..
فسبحان من حكم فأحكم .. وحلل وحرم .. وعرف وعلم .. علم بالقلم..علم الانسان مالم يعلم..
وأشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له .. شهادة تهدي الى الطريق الاقوم ..
وأشهد ان محمدا عبده ورسوله .. المخصوص بجوامع الكلم .. وبدائع الحكم .. وودائع العلم والحلم والكرم .. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم..وبعد
أن نعم الله تتجدد.. وآلاه على عباده تتردد..
وان ذكر نعم الله وشكره على آلاه يقتضي الفلاح والمزيد..
قال تعالى : (واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد)
وقال تعالى (فأذكروا ءالآء الله لعلكم تفلحون)
نعم الله عزوجل كثيره ولهذا قال سبحانه وتعالى (وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها ان الانسان لظلوم كفار)
ومن أعظم النعم على الاطلاق نعمة الهداية لدين الاسلام والاستقامة على هذا الدين القويم
قال تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
تمت النعمة والرضا بدين الاسلام فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات...
قال تعالى :(وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
(ان هذا صراطي مستقيما) ... صراط واحد
(فأتبعوه) ... أمر من المولى عزوجل
(ولاتتبعوا السبل) ... قال مجاهد:هي البدع والشهوات
(فتفرق بكم عن سبيله) ... فتظلكم عن الصراط المستقيم
ومن شكر الله على نعمة الاسلام هو أن نتفقه ونتعلم تعاليم هذا الدين القويم
الم يقل سبحانه وتعالى :(فأستقم كماأمرت)
اذا ماهي الاوامر والنواهي ... كيف نستقيم بدون علم ...
فالعلم كنز عظيم .. وله فضل عميم .. ولأهله منزله عالية ودرجة رفيعه ..
قال تعالى :(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات)
وقال سبحانه:(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون )
لا وربي لايستوون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
فيجب علينا التفقهه في تعاليم الدين بمنهج السلف الصالح .. على أيدي العلماء الربانيين الراسخين في العلم..
لاننا اليوم في معركة شديدة وقائمة على أشدها وهي (الفهم الصحيح للاسلام في ظل التقنيات والاتصالات) وبكل أسى وأسف يديرها مسلمون من جلدتنا ويحتجون بمانحتج به من القرآن والسنة لكن على غير الوجه السليم والاستدلال المستقيم..
وقد بين لنا الحقيقة حذيفه بن اليمان حيث قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اساله عن الشر مخافة ان يدركني
فقلت :يارسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال نعم
قلت :وهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال نعم وفيه دخن
قلت ومادخنه؟
قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر
قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: نعم دعاة الى أبواب جهنم من أجابهم اليه قذفوه فيها
قلت يارسول الله صفهم لنا؟
فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا..)
رواه البخاري ومسلم
فالاسلام الجديد الذي الذي يروج في الاعلام...ليس الاسلام الذي تعبدنا الله به ورضيه لنا دينا...
الاسلام الجديد اليوم ليس هو لنشر الدعوة بين العالمين
لان هذا وفق الفهم العصري تهجم على أفكار وحرية الانسانية المتمدنة!!
انما هو التعاون والتآخي بين المسلم واليهودي والنصراني حتى يسود السلام!!
ليس هو اسلام يمنع الربا في المعاملات
لان الربا اليوم ليس كربا الجاهلية القائم على الجشع
وانما ربا اليوم يعمل على رفاهية المجتمع وتحقيق التنمية والاقتصاد لايقوم الا به والدول لاتنهض الا عليه!!
ليس هو اسلام التمسك بالكتاب والسنة وتقديم كلام الله ورسوله على قول كل أحد
لان هذا تنطع وتشدد وتزمت يرفضه دين السماحه واليسر فما خير رسول الله بين أمرين الا أختار أيسرهما (ويتركون بقية الحديث: مالم يكن اثما)!!
ليس هو اسلام التزام المراة بماحد الله لها
لان هذا يعبر عن النظرية الدونية للمرأة وهضم حريتها وعدم الثقة فيها!!
فليس مانع أظهار زينتها والاختلاط بالرجال في كل مجالات العمل مادام الجميع محافظا على الآداب مع الاحترام المتبادل بين الطرفين!!
ليس هو اسلام الثبات الذي يظل الحرام حراما..والحلال حلالا..والواجب واجب..
لان هذا تحجر ولايراعي الزمان والمكان والمستجدات العصرية!!
هوالتطور والمرونة ومجاراة العصر حتى لو أدى ذلك الى الخروج عن أحكامه المعلومه مادام ان ذلك الخروج يحقق المصلحة فالدين ماجاء الا لتحقيق المصلحة!!
وهكذا ..القائمة طويلة..
فيجب علينا التعلم والفهم الصحيح للاسلام وتعاليمه على منهج السلف الصالح
فالاسلام ليست نظرية علمية أو أكتشاف قابل للتغيير والتبدل مع تطور العصر
الاسلام ليس موضه تتغيير بأذواق الناس وأوضاعهم
أن هذا الدين قد أكمله الله وأتم به النعمة علينا ورضيه لنا دينا كماهو (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
فيجب أن نعلم أن مالم يكن دينا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو في عهد خلفاءه الراشدون ولا السابقون الاولون فليس من الدين.
ان هذه الهجمه على الدين لتغييره بأسم التجديد والانفتاح .. يجب أن تقابل بالرد المكافئ قال تعالى :(ودوا لو تدهن فيدهنون)
وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء فقال:(سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم مالم تسمعوا أنتم ولاأباؤكم فاياكم واياهم)رواه مسلم
وسماهم دجالون كذابون فقال في روايه أخرى :(يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الاحاديث بمالم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فاياكم واياهم لايضلونكم ولا يفقنونكم)رواه مسلم
فمهمة العلماء الراسخين رد هذه الاباطيل وعدم ترك السفينة في أمواج البحر الا للربان الخبير
ومهمة كل مسلم التفقهه في الدين الاسلامي حتى يعبد الله على بصيرة
والفهم الصحيح لمعنى التيسير في الشريعة الاسلامية
فالتيسير مبدأ أصيل في الشريعة الاسلامية فما من حكم من أحكام الدين الا والتيسير لحمته وعظمه..
قال أبن تيميه (لا أحد أحب اليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ولاييسر آمر على مأموريه ويرفع عنهم مالايطيقون الا والله تعالى أعظم تيسيرا على مأموريه وأعظم رفعا لما لايطيقونه عنهم وكل من تدبر شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وجد هذا فيها أظهر من الشمس)
والمتأمل في القرآن والسنة يجد أحكام الدين كلها يسر
تأملوا الى قول الله تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر)
وقوله:(يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا)
وقوله:(مايريدالله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد أن يطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)
وقال:(ليس على الضعفاء ولاعلى المرضى ولا على الذين لايجدون ماينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ماعلى المحسنين من سبيل)
وقال:(هو أجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج)
وقال:(ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج)
تأملوا الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتيسير في حياته عليه الصلاة والسلام في القول والفعل لاتحصى ولاتعد
فمن أقواله:(يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولاتنفروا)
وقال:(يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا)
وقال:(انمابعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)
وقالت عائشة رضي الله عنها:(ماخير رسول الله بين أمرين الا واختار أيسرهما مالم يكن أثما فان كان أثما كان أبعد الناس منه)
والمتتبع لاقوال الصحابة والسلف الصالح والائمة الكبار وفهمهم للدين والاحكام
لايخطئه فهمهم لمبدأ التيسير
فالتيسير وأن كان مبدا أصيل في الشريعة الا أنه لايقاس بالهوى والعصرية والتحظر
فقواعد التيسير وضوابطه واضحه ومحدده ولهذا يلزمنا العلم
فأصول الدين وكليات الشرع وثوابته وأصول الحلال والحرام لايجوز فيها الخلاف والجدال ولايدخل التيسير الا للضرورة المحدده في الشرع فنكون مع الاصول صلابة الحديد ولا نتبع الرخص بل نجعل في ديننا صلابة تنجينا عند الفتن
ونأخذ بالرخص والتخفيف عند وقوعها بماحددها الشرع..
فضرورة العلم كضرورة الطعام والشراب والهواء
خاصة في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر
أدري أني أطلت بكلامي ولكن مهما كتبت فلن أحصي ضرورة طلب العلم والفهم للدين الصحيح
وبالاصح طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة قال تعالى :(اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق أقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم)
أمرنبينا عليه السلام بالقراءة والعلم ..والامرله امرلنا..
(ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب)
