"فساتين المناسبات".. هوس النساء يغلب حسابات الرجال

الملتقى العام

قبل بدء الإجازة الصيفية بشهر كامل يعلن العديد من السيدات السعوديات حالة الطوارئ المادية والمعنوية للبدء في التفتيش عن "فساتين" تناسب عشرات المناسبات الصيفية التي ستُدعى إليها، أو دُعيت إليها مسبقاً.


وتبدأ رحلة السيدات من تحديد الأسعار المناسبة للإمكانيات المادية للأسرة، ومن ثم تحديد الأماكن التي يمكن الحصول منها على "الفساتين" بأسعار تتوافق وخططها لعدد من المناسبات التي سيتوجب عليها حضورها.
وتُجمع كثير من السيدات على قانون واحد، وهو صعوبة حضور أكثر من مناسبة بـ "الفستان ذاته"، لذا فإن كثيراً من الحروب العائلية تنشأ بسبب ما يراه الأزواج والآباء إسرافاً، وتراه النساء والفتيات حقاً وواجهة اجتماعية لهن ولعائلاتهن، لا يمكن التنازل عنها.


وبالإضافة إلى القانون الموحد، فإن عشرات السيدات ممن استطلعت" آراءهن يفضلن ألا يذهبن لحفل إذا كانت فيه من ترتدي فستاناً يقارب ما ترتديه، لذا فإن أماكن البحث لديهن عن مبتغاهن تتحدد بالكم الذي يجلبه المحل والنوعية التي ستكون مصدراً للتباهي.


"نورة فاشن" كما تحب أن تطلق على نفسها، واحدة ممن تمكَنّ في فترة بسيطة من تحقيق سمعة في عالم تجارة فساتين السهرة، أكدت أنها تحرص على أن تحضر قطعة واحدة أو اثنتين فقط، مشيرة إلى أن هذا يجعل زبوناتها أكثر ثقة في أنهن لن يصادفن من ترتدي الموديل ذاته.


وقالت: "حاولت أن أوجه عملي إلى الطبقة المتوسطة، وذلك من خلال حساب أنشأته على الفيس بوك، ولله الحمد كانت الطريقة ناجحة جداً، خاصة أن ما أعرضه أجلبه من أمريكا من ماركات معروفة".


وتعتبر نورة أسعارها مناسبة للطبقة المتوسطة، مضيفة: "أسعار ما أعرضه تتراوح ما بين 1600 ريال و 3 آلاف". وأكدت أن الكثيرات يحرصن على اقتناء مثل هذه الفساتين خاصة قبل بدء موسم الصيف والأعراس.
وفي حين تؤكد أن أسعارها تناسب الطبقة المتوسطة، يرى محمد سالم (موظف حكومي) أن شراء فستان لكل مناسبة عادة دخيلة على المجتمع، قائلاً: "كنت أرى والدتي رحمها الله في الثوب ذاته ثلاثة أعياد متوالية، ولكن ما نراه اليوم عادة دخيلة على مجتمعنا، وأصبح تركيز كثير من الفتيات على المظاهر فقط".


وأضاف: "كثيراً ما قالت زوجتي لي: أحتاج إلى فستان لمناسبة ما، وعندما أحاججها بأن لديها الكثير منها في دولابها، تقول: لا يمكن أن أرتديها، هناك من رآني فيها"، قائلاً: "أخيراً هددتها إذا استمرت في هذا التبذير، فإن مكانها لن يكون بيتي بالتأكيد".


وتخالفه الرأي (دانة) التي تؤكد أن المجتمع هو الذي يفرض على السيدات شراء فستان لكل مناسبة، قائلة: "لا يمكن لفتاة أو سيدة أن تظهر باللبس ذاته أكثر من مرة، فهي ستصبح علكة في ألسن السيدات الأخريات"، مشيرة إلى أنها وجدت حلاً بسيطاً لتلك المشكلة عند بداية الصيف، وذلك من خلال سيدة تبيع الفساتين المستعملة بأسعار مناسبة ".


وقالت: "في بداية الصيف كان علي حضور حفل زفاف أخي زوجي، ولذا اشتريت فستاناً تجاوز سعره 3 آلاف، ولم يكن بإمكاني شراء فساتين أخرى بالمستوى نفسه، حتى وجدت الحل عند سيدة تبيع الفساتين بسعر أرخض".


وبحسب دانة، فإن "مدام سمر" تستفيد من أن الكثير من السيدات يشترين فساتين بأسعار خيالية ليرتدينها مرة واحدة، فتشتريها هي وتبيعها في مناطق أخرى وبأسعار أقل.


ويبدو أن الحرب التي اشتعلت في البيوت بسبب "الفساتين" دفعت بزوج إلى تطليق زوجته بعد أكثر من 25 عاماً من الزواج بعد أن رأى في طلبها لفستان لكل مناسبة تحضرها أمراً لا يطاق وتبذيراً وعدم مراعاة لأحواله المادية.


وقال الزوج في خبر نشرته بعض وسائل الإعلام: "راتبي لا يتجاوز 3 آلاف ريال، وزوجتي أرهقتني كثيراً بطلباتها وشراء الفساتين الجديدة لها، فلا أستطيع تحمل المزيد من عدم مبالاتها بوضعي المادي، خصوصاً أن لدي ثمانية أبناء".


بينما تؤكد مصممة الأزياء السعودية أمينة الجاسم أن السيدات السعوديات والخليجيات بشكل عام، أصبح لديهن اهتمام بما تقدمه المصممات السعوديات، خاصة في فصل الصيف.


وأوضحت أنه بعد أن كان توجه السيدات لشراء الفساتين من الخارج، أصبحن يبحثن عما يوازيه من ناحية الجودة والتفرد في الداخل، قائلة: "ربما تكون أسعار ما نقدمه أقل من أسعار ما يشتريه البعض من لبنان وأمريكا".


وقالت: "بعض السيدات يعتقدن أن ما يجلب من أمريكا يكون صناعة أمريكية حقيقية، وأن هناك قطعة واحدة من كل موديل، ولكن الحقيقة أنه يصنع في الصين ويورد لدول أخرى، فلا تكون جودته مثل ما يفصل في المملكة على سبيل المثال".


وحول الأسعار أشارت إلى أن الفساتين التي تكون جاهزة تباع بسعر يبدأ من 4 آلاف ريال، منوهة إلى أن التفصيل بحسب رغبة السيدة يضيف ما نسبته 20 % على قيمة الفستان".


ولا يزال الكثيرون يتذكرون حادثة تناقلتها وسائل الإعلام قبل عامين، عن سيدة سعودية أشعلت النار في بيتها انتقاماً من زوجها الذي أعطاها 3 آلاف من أصل 5 آلاف ريال طلبتها لشراء فستان لحضور حفل زفاف، فما كان منها إلا أن أشعلت في البيت النار وغادرت إلى بيت أهلها، وحكمت عليها إحدى المحاكم العامة بالرياض بدفع غرامة 180 ألف ريال والسجن لمدة عام، تعويضاً لزوجها المتضرر.
1
418

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️