· فصل : تفاوت الناس في تقبل المواعظ
قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة ! فتدبرة السبب في ذلك فعرفته .
ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :
أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها .
و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ، و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .
و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :
فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة ! و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح ! و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان .
كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
لمار** @lmar_38
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
منار أم جنى
•
جزاك الله الف خير
جـزاكـــ الله خــير غــــالــيتي
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ
واسكــنكـ الفـــردوس الاعـــلى
وأنـــــآر دربــكـ وفــرج هـــمكـ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ
واسكــنكـ الفـــردوس الاعـــلى
الصفحة الأخيرة