هذا الفصل في الحب انتقيته لكن من أحد صغار الكتب في الرقائق .
وعلى صغر حجمه , فاٍنه قد حوى من الدرر واللآلئ الشيء الكثير ... فأحببت أن أنقل لكن منه هذا الفصل ...
في المحبة
ليس للمحب همة اٍلا رضا الحبيب , ولا غرض اٍلا في القرب منه .
فهو يفرح بكل ما يأتي من ناحيته , حتى النسيم ...
تهب له الرياح بكل واد ........ ومطلب أنفه أرواح نجد .
مرض ضمرة بن جندب بمكة , فقال لأولاده : أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها , فقالوا : اٍلى أين ؟ , فأومأ اٍلى المدينة , فأخرجوه , فمات في الطريق , فنزل فيه :
{ ومن يخرج من بيته مهاجراً }
أحب ثرى أرض أقام بجوها ........... حبيبٌ اٍلى قلبي واٍن لم يُلائم
وأستشرف الأعلام حتى يدلني ...... على طيبها مَرُّ الرياح النواسم
وما أنسم الأرواح اٍلا لأنها ........... تمر على تلك الرُّبى والمعالم
خرج هذا المشوق يستنشق الريح من ديار الحبيب , فمد النَفَسَ لاستقصاء النسيم , فخرجت النَفس .
هَبّت شمالاً فقال يا بلد ........... أنت به , طاب ذلك البلد
وقبّل الريح من صبابته ....... ما قبّل الريح من قبله أحد
يتبع ...
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عطاء
•
نتابع ياأماني ..وسنقف على أعتاب الحب والحبين معك..:26:
العزيزة : عطاء , شكراً لك ... وها أنا ذا أكمل فصل المحبة ...
المحب شديد الخوف من الهجر , تتلاعب به أكُف القلق .
كان الحسن -البصري- كثير البكاء , فعوتِب في ذلك , فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا
يُبالي (1)
يا قلب ويحك لا تَذهب بك الحُرَقُ ...... اٍنّ الأُلى كنتَ تهواهم قد انطلقوا
ما بالهم لم يُبالوا اٍذ هجرتهُم .......... وأنت من هجرهم قد كدت تحترقُ
قال مالك بن دينار : لقد هممت أن آمر اٍذا مِتُّ أن أُغل فألقى الله مغلولاً كالعبد الآبق , فاٍذا سألني ربي عن ذلك , قلت :
يا رب , لم أُرضِ نفسي لك طرفة عين .
وقال عنبسة الخواص : بات عندي عُتبَة الغلام , فبكى حتى غُشِي عليه , فقلتُ : ما أبكاك ؟ فقال : قطع ذِكرُ العرض(2) أوصال المحبين .
يا من تفرَّدتُ في هواهُ ............ بفضل عَسفٍ(3) وطول كظّ(4)
اٍذا كان هذا جميع حظي ................. منك , فيا سَوءتا لحظي
اٍخواني , العروس تلبس عند العرض تحت الثياب : شعار الخوف من الرد , وفوق الثياب : حُلَّة الانكسار , وحُمرة الخجل تُغنيها عن الحمرة , لأنها لا تدري على ما تُقدِم .
فكيف يَسكُن من لا يعرف العواقب ؟! , ولا حيلة سوى التضرع , ولا ملجأ غير القلق !!.
قُلتُ للحب في مناجاة ليلى ........ يا حبيبي : ألقَيتَني كل مَلقى
ثم عندي على هواك شهودٌ ........... أَدمُعٌ مُستَهلّةٌ ليس تَرقى
ثم سَل عن أضالُعي زفراتٍ .......... ما تُلاقي من حَرِّهِنّ وألقى
أنتَ أتلفتَ جُلَّ قلبي بالهجر .......... فصُن بالوصال ما قد تبقّى
من عَلِمَ وجد المحب عذر , ومن لم يعلم عذل .
اعذر الصبّ أو لُمِ ........... أنت عمّا به عَمِ
اٍنّ حُبّي له جرى ........ بين لحمي وأعظُمي
تمكن الحب من قلب أُوَيس(5) , فهرب عن الخلق , فقالوا : مجنون , فهرب من العذل .
اٍن كان حبك عاري ......... فقد رَضيتُ بعاري
يا من اٍذا صَدّ عني ........... حشا حشايَ بنارِ
يا جنّتي حين تَرضى ...... واٍن غَضِبتَ فناري
تم بحمد الله .
(1) استناداً اٍلى حديثه صلى الله عليه وسلم : " اٍن الله عز وجل خلق آدم , ثم أخذ الخلق من ظهره , وقال : هؤلاء في الجنة ولا أُبالي , وهؤلاء في النار ولا أبالي " فقال قائل : يا رسول الله , فعلى ماذا نعمل ؟ قال : " على مواقع القدر " . صححه الحاكم , ووافقه الذهبي .
(2) يوم الحساب .
(3) العسف : الجور والظلم .
(4) الكظ : الكربة والجهد .
(5) أويس بن عامر القرني : بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم , وأوصى به أصحابه . ترك اليمن , وعاش بالكوفة , وكان من الزهاد المتعبدين .
وبالمناسبة , فاٍني أهدي محبتي في الله لكن جميعاً وهذا الفصل الصغير في المحبة ...
واْلى لقاء ....
:24: :26:
المحب شديد الخوف من الهجر , تتلاعب به أكُف القلق .
كان الحسن -البصري- كثير البكاء , فعوتِب في ذلك , فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا
يُبالي (1)
يا قلب ويحك لا تَذهب بك الحُرَقُ ...... اٍنّ الأُلى كنتَ تهواهم قد انطلقوا
ما بالهم لم يُبالوا اٍذ هجرتهُم .......... وأنت من هجرهم قد كدت تحترقُ
قال مالك بن دينار : لقد هممت أن آمر اٍذا مِتُّ أن أُغل فألقى الله مغلولاً كالعبد الآبق , فاٍذا سألني ربي عن ذلك , قلت :
يا رب , لم أُرضِ نفسي لك طرفة عين .
وقال عنبسة الخواص : بات عندي عُتبَة الغلام , فبكى حتى غُشِي عليه , فقلتُ : ما أبكاك ؟ فقال : قطع ذِكرُ العرض(2) أوصال المحبين .
يا من تفرَّدتُ في هواهُ ............ بفضل عَسفٍ(3) وطول كظّ(4)
اٍذا كان هذا جميع حظي ................. منك , فيا سَوءتا لحظي
اٍخواني , العروس تلبس عند العرض تحت الثياب : شعار الخوف من الرد , وفوق الثياب : حُلَّة الانكسار , وحُمرة الخجل تُغنيها عن الحمرة , لأنها لا تدري على ما تُقدِم .
فكيف يَسكُن من لا يعرف العواقب ؟! , ولا حيلة سوى التضرع , ولا ملجأ غير القلق !!.
قُلتُ للحب في مناجاة ليلى ........ يا حبيبي : ألقَيتَني كل مَلقى
ثم عندي على هواك شهودٌ ........... أَدمُعٌ مُستَهلّةٌ ليس تَرقى
ثم سَل عن أضالُعي زفراتٍ .......... ما تُلاقي من حَرِّهِنّ وألقى
أنتَ أتلفتَ جُلَّ قلبي بالهجر .......... فصُن بالوصال ما قد تبقّى
من عَلِمَ وجد المحب عذر , ومن لم يعلم عذل .
اعذر الصبّ أو لُمِ ........... أنت عمّا به عَمِ
اٍنّ حُبّي له جرى ........ بين لحمي وأعظُمي
تمكن الحب من قلب أُوَيس(5) , فهرب عن الخلق , فقالوا : مجنون , فهرب من العذل .
اٍن كان حبك عاري ......... فقد رَضيتُ بعاري
يا من اٍذا صَدّ عني ........... حشا حشايَ بنارِ
يا جنّتي حين تَرضى ...... واٍن غَضِبتَ فناري
تم بحمد الله .
(1) استناداً اٍلى حديثه صلى الله عليه وسلم : " اٍن الله عز وجل خلق آدم , ثم أخذ الخلق من ظهره , وقال : هؤلاء في الجنة ولا أُبالي , وهؤلاء في النار ولا أبالي " فقال قائل : يا رسول الله , فعلى ماذا نعمل ؟ قال : " على مواقع القدر " . صححه الحاكم , ووافقه الذهبي .
(2) يوم الحساب .
(3) العسف : الجور والظلم .
(4) الكظ : الكربة والجهد .
(5) أويس بن عامر القرني : بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم , وأوصى به أصحابه . ترك اليمن , وعاش بالكوفة , وكان من الزهاد المتعبدين .
وبالمناسبة , فاٍني أهدي محبتي في الله لكن جميعاً وهذا الفصل الصغير في المحبة ...
واْلى لقاء ....
:24: :26:
أخواتي الحبيبات جميعا : لم أنتظر منكن أن تهملن السؤال عن صاحب هذا الفصل البديع في المحبة , وكنت أستطيع أن أذكره منذ البداية , ولكني استخدمت عامل التشويق , فخاب ظني , ورجعت اٍلى نفسي بخفي حنين ...
و سأذكره الآن - لا بد لي من ذلك - أداءاّ لأمانة القلم , وأحتسب أجري على الله .
أما صاحب هذا الفصل اللطيف , فهو الاٍمام العالم العلامة الواعظ النحوي المفسر الأديب , مَن طبّقت شهرته الآفاق : جمال الدين , أبي الفرج , ابن الجوزي - رحمه الله - .
وهذا الفصل واحد من فصول كتابه الصغير في الرقائق والزهد : " صبا نجد " .
لن أمتدح الكاتب والكتاب , فبوقوف أي منا عليهما وأمثالهما من كنوز المعرفة يحمد المرء ربه , أن هداه ووفقه .
أرجو الله لي ولكم الأجر والعفو والمغفرة .:26:
و سأذكره الآن - لا بد لي من ذلك - أداءاّ لأمانة القلم , وأحتسب أجري على الله .
أما صاحب هذا الفصل اللطيف , فهو الاٍمام العالم العلامة الواعظ النحوي المفسر الأديب , مَن طبّقت شهرته الآفاق : جمال الدين , أبي الفرج , ابن الجوزي - رحمه الله - .
وهذا الفصل واحد من فصول كتابه الصغير في الرقائق والزهد : " صبا نجد " .
لن أمتدح الكاتب والكتاب , فبوقوف أي منا عليهما وأمثالهما من كنوز المعرفة يحمد المرء ربه , أن هداه ووفقه .
أرجو الله لي ولكم الأجر والعفو والمغفرة .:26:
بحور 217
•
جزاك الله خيرا يا أماني ..
وآمل أن لانكون قد خيبنا أملك فينا
لكن كما تعلمين ظروف بداية العام الدراسي تشغل كثيرا
نسأل الله أن يشغلنا في طاعته :26:
وآمل أن لانكون قد خيبنا أملك فينا
لكن كما تعلمين ظروف بداية العام الدراسي تشغل كثيرا
نسأل الله أن يشغلنا في طاعته :26:
الصفحة الأخيرة