الدعاء عبادة عظيمة غفل عنها بعض المسلمين، وتهاونوا في أمرها، وهو حبل موصول، وعروة وثقى مع الله عز وجل، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لن يهلك مع الدعاء أحد) رواه بن حيان.
وللدعاء فضائل ومزايا عديدة منها:
أولا: أن الله عز وجل أمر بالدعاء: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}، وقال تعالى: {وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
ثانيا: الدعاء هو العبادة كما في حديث الرسول [: (الدعاء هو العبادة).
ثالثا: الدعاء يرد البلاء ويدفعه، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الدعاء ينفع مما قد نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء).
رابعا: المعية الخاصة من الله عز وجل لمن دعاه، قال [ (إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني).
خامسا: لا يرد القضاء إلا الدعاء، كما قال عليه الصلاة والسلام.
قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي: (والأدعية و التعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه، لا بحده فقط. فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثم مانع من الإجابة لم يحصل الأثر).
ثم قال رحمه الله: «وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة، وهو: الثلث الأخير من الليل، وعند الآذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم، و آخر ساعة بعد العصر، وصادف خشوعاً في القلب، وانكساراً بين يدي الرب، وذلاً له وتضرعاً ورقة، واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله [، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله، وألح عليه في المسألة، ودعاه رغبة ورهبة، وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدم بين يدي دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا، لا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي [ أنها مظنة للإجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم».. والله أعلم. (منقول)
زهرة فنلندا @zhr_fnlnda
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
aosha
•
جزاكي الله خيرا
الصفحة الأخيرة