فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومناقبه

ملتقى الإيمان

في فضائل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومناقبه
نوع أول
6324 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «جلس ناس من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتذاكرون، وهم ينتظرون خروجه، قال: فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، فسمع حديثهم، فقال بعضهم: عجبا ! إن الله تبارك وتعالى اتّخذ من خلقه خليلا، اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى، كلّمه تكليما، وقال آخر: ماذا بأعجب من جعله عيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر: ماذا بأعجب من آدم، اصطفاه الله عليهم.
زاد رزين: وخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ثم اتفقا، فسلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، وقال: قد سمعت كلامكم وعجبكم: إن إبراهيم خليل الله، وهو كذلك، وإن موسى نجيّ الله، وهو كذلك، وإن عيسى روح الله وكلمته، وهو كذلك، وإن آدم اصطفاه الله، فهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر، وأنا أوّل شافع وأول مشفّع يوم القيامة، ولا فخر، وأنا أول من يحرّك حلق الجنة، فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر». أخرجه الترمذي نحو ذلك بتقديم وتأخير.

الخليل: الصديق: فعيل، من المخ****،المصادقة، وأصله من الخلة: الصداقة،أو من الخلة: الحاجة، كأن كل واحد منهما يسد، خلة صاحبه أي: يكفيه فقره وحاجته.
النجي: المناجي: وهو المسار والمحادث.
6325 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض ولا فخر». وفي الحديث قصة. أخرجه الترمذي، وقد أخرج الحديث والقصة أيضا، وهو بطوله مذكور في «كتاب القيامة» من حرف القاف.

سيد ولد آدم قال -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: «أنا سيد ولد آدم» وقال في ذكر يونس عليه السلام: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» وقال: «لا تفضلوني على يونس» ووجه الجمع بينهما: أن قوله: «أنا سيد ولد آدم» إنما هو إخبار عما أكرمه الله تعالى به من الفضل والسؤدد،وتحدث بنعمه الله عنده،وإعلام لأمته بذلك ليكون إيمانهم به على حسن ذلك، أما قوله في يونس عليه السلام، فيحتمل أن يكون أراد بقوله: «لاينبغي لعبد» أو لأحد، غير نفسه، أو أن يكون عاما فيه وفي غيره من الناس، فيكون هذا علي سبيل الهضم وإظهار التواضع لربه، يقول: لا ينبغي لي أن أقول: أنا خير منه، لأن الفضيلة التي نلتها كرامة من الله وخصوصية منه، لم أنلها من قبل نفسي، ولا بلغتها بقوتي، فليس لي أن أفتخر بها، وإنما يجب (عليّ) أن أشكر عليها ربي وإنما خص يونس بالذكر لما قصه الله علينا من شأنه، وما كان من قلة صبرة، على أذى قومه، فخرج مغاضبا ولم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.
6326 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشّرهم إذا أيسوا، ولواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي، ولا فخر». أخرجه الترمذي.
6327 - (ت) أبيّ بن كعب - رضي الله عنه -: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان يوم القيامة كنت إمام النّبيّين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، غير فخر». أخرجه الترمذي.
6328 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشقّ عنه الأرض، وأول شافع وأول مشفّع». أخرجه مسلم، وأبو داود، ولم يقل أبو داود: «يوم القيامة».
وفي رواية الترمذي قال: «أنا أول من تنشقّ عنه الأرض فأكسى الحلّة من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، فليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري».
نوع ثاني
6329 - (خ م س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي: كان كلّ نبيّ يبعث إلى قومه خاصّة، وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود، وأحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيّبة وطهورا ومسجدا، فأيّما رجل أدركته الصلاة صلّى حيث كان، ونصرت بالرعب على العدوّ بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة».
وفي رواية: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرّعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة فليصلّ، وأحلّت لي الغنائم، ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبيّ يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة». أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرج النسائي نحو الثانية، ولم يذكر فيها «من الأنبياء».

أحمر وأسود: أراد بالأسود والأحمر: جمع العالم، فالأسود: معروف، وهم الحبوش والزنوج وغيرهم،والأحمر: هو الأبيض،والعرب تسمى الأبيض أحمر.
الطهور: بفتح الطاء: ما يتطهر به من الماء والتراب.
6330 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يديّ».
قال أبو هريرة: «فقد ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنتم تنتثلونها».
قال البخاري: بلغني أن جوامع الكلم: أن الله عز وجل يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد أو الاثنين. أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أعطيت مفاتيح الكلم، ونصرت بالرّعب، وبينا أنا نائم البارحة، إذ أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، حتى وضعت في يديّ.
قال أبو هريرة: فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنتم تنتقلونها - وفي رواية -: تلغثونها، أو ترغثونها، أو كلمة تشبهها- وفي نسخة: تلعبون بها».
ولمسلم: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم بي النّبيّون».
وله في أخرى قال: «نصرت بالرّعب، وأوتيت جوامع الكلم».
وله في أخرى قال: «نصرت بالرّعب على العدوّ، وأوتيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يديّ».
وأخرج الترمذي رواية مسلم الأولى، وأخرج النسائي رواية البخاري.

نصرت بالرعب: الرعب: الفزع والخوف، وذلك: أن أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد أوقع الله في قلوبهم الرعب،فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه،فلا يقدمون على لقائه.
جوامع الكلم: أراد به القرآن: جمع الله بلطفه الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، وكذلك ألفاظه -صلى الله عليه وسلم- كانت قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني.
مفاتيح الكلم: المفاتيح: كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر عليه السلام أنه أوتي مفاتيح الكلم،وهو ماسهل الله عليه من الوصول إلى غوامض المعاني،وبدائع الحكم التي أغلقت على غيره وتعذرت.
مفاتيح خزائن الأرض: أراد به ما سهل الله تعالى له ولأمته من استخراج الممتنعات وافتتاح البلاد المتعذرات، ومن كان في يده مفاتيح شيء سهل الله عليه الوصول إليه.
تنتثلونها: لانتثال: نثر الشيء، يقال: نثلت كنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرته،والمراد: أنكم تأخذونها جميعا.
ترغثونها: الرغث: الرضع: رغث الجدي أمه أنه: أي رضعها، وأرغثت النعجة ولدها: أرضعته.
6331 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فضّلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلّها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء...». وذكر خصلة أخرى، كذا في الكتاب. أخرجه مسلم.
6332 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ الله فضّلني على الأنبياء - أو قال: أمّتي على الأمم - وأحلّ لنا الغنائم». أخرجه الترمذي.
6333 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من نبيّ من الأنبياء إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة». أخرجه البخاري، ومسلم.

آمن عليه البشر: أي: آمنوا عند معاينة ما آتاه الله من الآيات والمعجزات والدلائل الواضحات، أراد إعجاز القرآن الذي خص به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،وإن كان كل نبي من الأنبياء قد أوتي من المعجزات ما يوجب على البشر الإيمان به.
وحيا أوحاه الله: ولكنه أراد بالوحي: القرآن، فإنه ليس شيء من كتب الله المنزلة كان معجزا إلا القرآن
6334 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: قال: «أوتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبعا من المثاني الطّول، وأوتي موسى عليه السلام ستّا، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقين أربع». أخرجه أبو داود.
6335 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «جعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجعل الذّلّة والصّغار على من خالف أمري». أخرجه البخاري في ترجمة باب.

الصغار: الذل والهوان
نوع ثالث
6336 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت منه». أخرجه البخاري.

القرون: جمع قرن، وهو الأمة في عصر من الأعصار.كلما انقضى عصر سمى أهله قرنا، سواء طال أو قصر.
6337 - (م ت) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». أخرجه مسلم، والترمذي.
وللترمذي في أخرى: «إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة...» وذكر الباقي.
6338 - (ت) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه -: قال: قلت: «يا رسول الله، إنّ قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنّ الله خلق الخلق، فجعلني من خير فرقهم، وخير الفريقين، ثم خير القبائل، فجعلني في خير قبيلة، ثم خير البيوت، فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا». أخرجه الترمذي.

كبوة من الأرض: قال الهروي في كتابه: قال شمر: لم نسمع الكبوة، ولكنا سمعنا الكبى والكبة، وهما الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت، وقال غير شمر: الكبة من الأسماء الناقصة، أصلها: الكبوة، وهي المزبلة، مثل قلة وثبة. أصلها: قلوة: وقال أبو بكر: الكبي: جمع كبة، وهي البعر، ويقال: المزبلة، وقيل في جمعها: كبون، مثل لغة ولغون، انتهى كلام الهروي،.وقال الزمخشري: الكبى: الكناسة وجمعها: أكباء، والكبة - بوزن قلة وظبة - قال: وقال أصحاب الفراء: الكبة: المزبلة، وجمعها: كبون،كقلون، وأصلها: كبوة،من كبوت البيت: إذا كنسته،وعلى الأصل جاء الحديث،إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة، فجعلها كبوة - بفتح الكاف - فإن صحت الرواية، فوجهها أن تطلب الكبوة - وهي الكسحة، والمرة الواحدة من الكنس - على الكناسة، والكساحة، انتهى.كلام الزمخشري.
6339 - (ت) المطلب بن أبي وداعة - رضي الله عنه -: قال: «جاء العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكأنه سمع شيئا، فقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على المنبر، فقال: من أنا؟ فقالوا: أنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إنّ الله خلق الخلق، فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل، فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا، وخيرهم نفسا». أخرجه الترمذي.
نوع رابع
6340 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللّبنة؟ قال: فأنا اللّبنة، وأنا خاتم النّبيّين». وقد رواه أبو صالح أيضا عن أبي سعيد الخدري. أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم بنحوه إلى قوله: «فكنت أنا اللّبنة».
وفي أخرى له: «مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتا فأحسنها وأجملها وأكملها، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان، فيقولون: ألا وضعت هاهنا لبنة فيتمّ بنيانك؟ فقال محمد -صلى الله عليه وسلم-: فكنت أنا اللّبنة».
6341 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها، إلا موضع لبنة، وجعل الناس يدخلونها ويعجبون، ويقولون: لولا موضع تلك اللّبنة». أخرجه البخاري، والترمذي.
وزاد مسلم في حديثه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فأنا موضع اللّبنة جئت فختمت الأنبياء».
6342 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي في النبيين، كمثل رجل بنى دارا، فأحسنها، وأكملها وأجملها، وترك موضع تلك اللبنةلبنة، فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجبون منه ويقولون: لو تمّ موضع تلك اللبنة، وأنا في النبيين موضع ». أخرجه الترمذي.
6343 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي ومثل النبيين...» فذكر نحوه. أخرجه مسلم، هكذا أدرجه على حديث قبله، والذي قبله: هو حديث أبي هريرة، وقد تقدّم ذكره.
قال الحميديّ: وقد بيّن ذلك أبو بكر البرقاني، وأبو مسعود الدمشقي - يعني رواية أبي سعيد - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا، فأتمها، إلا لبنة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة». وحديث أبي هريرة الذي أدرج مسلم عليه أتمّ من هذا، وأكثر لفظا ومعنى.
نوع خامس
6344 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك». أخرجه مسلم.
6345 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «سلوا الله لي الوسيلة، قالوا: يا رسول الله، وما الوسيلة؟ قال: أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، أرجو أن أكون هو». أخرجه الترمذي.
نوع سادس
6346 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: «صلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- العشاء، ثم انصرف فأخذ بيد عبد الله بن مسعود، حتى خرج به إلى بطحاء مكة، فأجلسه، ثم خطّ عليه خطا، ثم قال: لا تبرحنّ خطّك، فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلّمهم، فإنهم لن يكلّموك، ثم مضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أراد، فبينا أنا جالس في خطّي، إذ أتاني رجال كأنهم الزّطّ أشعارهم وأجسامهم، لا أرى عورة، ولا أرى قشرا، وينتهون إليّ، لا يجاوزون الخطّ، ثم يصدرون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان من آخر الليل جاءني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا جالس، فقال: لقد أراني منذ الليلة، ثم دخل عليّ في خطّي، فتوسّد فخذي فرقد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رقد نفخ، فبينا أنا قاعد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوسّد فخذي، إذ أتى رجال عليهم ثياب بيض، الله أعلم ما بهم من الجمال، فانتهوا إليه، فجلس طائفة منهم عند رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وطائفة منهم عند رجليه، ثم قالوا بينهم: ما رأينا عبدا قطّ أوتي مثل ما أوتي هذا النبيّ، إن عينيه تنامان، وقلبه يقظان، اضربوا له مثلا: مثل سيّد بنى قصرا ثم جعل مائدة، فدعا الناس إلى طعامه وشرابه، فمن أجابه أكل من طعامه وشرب من شرابه، ومن لم يجبه عاقبه - أو قال: عذّبه - ثم ارتفعوا، واستيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ذلك، فقال: سمعت ما قال هؤلاء؟ وهل تدري من هم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هم الملائكة، فتدري ما المثل الذي ضربوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال المثل الذي ضربوه: الرحمن بنى الجنة، ودعا إليها عباده، فمن أجابه دخل الجنة، ومن لم يجبه عاقبه وعذّبه». أخرجه الترمذي.

قشرا: أراد بالقشر: الثوب،وذلك أنه قال: لا أرى عورة منكشفة منهم،ولا أري عليهم ثيابا تغطي عوراتهم.
6347 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «جاءت ملائكة إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو نائم، فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: العين نائمة، والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا، فاضربوا له مثلا، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مائدة وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المائدة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المائدة، فقالوا: أوّلوها يفقهها، فقال بعضهم: إنّ العين نائمة، والقلب يقظان، فالدار: الجنة، والداعي: محمد -صلى الله عليه وسلم-، فمن أطاع محمدا -صلى الله عليه وسلم- فقد أطاع الله، ومن عصى محمدا -صلى الله عليه وسلم- فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس».
قال البخاري: تابعه قتيبة عن اللّيث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن جابر قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» لم يزد.
قال الحميديّ: وذكر أبو مسعود أوّله فقال: «خرج علينا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجليّ يقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا».
وفي رواية الترمذي هذه التي أخرج أولها أبو مسعود وأتمها الترمذي: «فقال: اسمع، سمعت أذنك، واعقل عقل قلبك: إنّما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا، ثم بنى فيها بيتا، ثم جعل فيها مائدة، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه، فمنهم من أجاب الرسول، ومنهم من تركه، فالله: هو الملك، والدار: الإسلام، والبيت: الجنة، وأنت يا محمد رسول، فمن أجابك دخل الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل مما فيها».
نوع سابع
6348 - (خ) عبد الله بن هشام - رضي الله عنه -: قال: «كنّا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبّ إليّ من كل شيء، إلا نفسي، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحبّ إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنّه الآن، لأنت أحبّ إليّ من نفسي، فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: الآن يا عمر». أخرجه البخاري.
6349 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفس محمد بيده، ليأتينّ على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحبّ إليه من أهله وماله معهم». فأوّلوه على أنه نعى نفسه إليهم، وعرّفهم ما يحدث لهم بعده من تمنّي لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته عليه السلام. أخرجه مسلم.
وأخرج البخاريّ منه طرفا في جملة حديث طويل يجيء في موضعه، وهذا ما أخرج منه: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليأتينّ على أحدكم زمان لأن يراني أحبّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله».
نوع ثامن متفرق
6350 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قالوا: يا رسول الله متى وجبت لك النّبوة؟ قال: «وآدم بين الرّوح والجسد». أخرجه الترمذي.
وزاد رزين: «وآدم منجدل في طينته بين الروح والجسد».

منجدل: المنجدل: الذي قد ألقي على الأرض، وأصله من الجدالة، وهي الأرض، والمراد: أن آدم عليه السلام كان بعد ترابا لم يصور ولم يخلق.
6351 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما منكم من أحد إلا وقد وكّل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة، قالوا: وإيّاك يا رسول الله؟ قال: وإياي، إلا أنّ الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير». أخرجه مسلم.

القرين: المصاحب: وكل إنسان فإن معه قرينا من الملائكة، وقرينا من الشياطين،فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه، وفقنا الله لاتباع قرين الخير ومخالفه قرين الشر.
6352 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أحد يسلّم عليّ إلا ردّ الله تبارك وتعالى عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام». أخرجه أبو داود.
6353 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة، أضاء منها كلّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كلّ شيء، وما نفضنا الأيدي من دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - وإنّا لفي دفنه - حتى أنكرنا قلوبنا». أخرجه الترمذي.
6354 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول الله تعالى: {ربّ إنّهنّ أضللن كثيرا مّن النّاس، فمن تبعني فإنّه منّي، ومن عصاني فإنّك غفور رّحيم} وقول عيسى عليه السلام: {إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه، وقال: اللهمّ أمّتي أمّتي، وبكى، فقال الله عز وجل: ، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله: ما يبكيه؟ فأتاه جبريل فسأله؟ فأخبره بما قال - وهو أعلم- فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل له: إنّا سنرضيك في أمّتك ولا نسوؤك». أخرجه مسلم.
__________________منقول
6
667

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سرنديب
سرنديب
اللهم صلي وسلم على نبيك محمد
jouliana
jouliana
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وتابعيه باحسان الى يوم الدين

مشكورة غاليتى على هذا النقل القيم والمفيد وجزاك الله عنا الجنان

سرنديب
سرنديب
شكرا
رائعه فوق كل الكلمات
جزاك الله خير
رائعه فوق كل الكلمات
الله يجعلها في موازين حسناتك يارب