فضل التوبة والاستغفار {من قلمي}

ملتقى الإيمان







سأتناول في الجزء الأول فضل التوبة .. ثم أتطرق في الجزء الثاني إن شاء الله إلى فضل الاستغفار علما أن التوبة في مفهومها الواسع
اشمل من الاستغفار وانه لا استغفار بدون توبة ولا توبة بلا استغفار فنحن نتوب لنستغفر ثم نستغفر كي نتوب من جديد...



فضل التوبة


أخواتي الفاضلات ..


و أنا أرى تقلب الإنسان في حيرته، بين الإقبال على

طاعة ربه وسقوطه في العصيان.. بين تطلعه إلى

مرضاته ،وبين
وجله مما اقترفت يداه لا يرجو إلا عفوه

وقبول توبته والسلامة من كل إثم قد يرديه في التهلكة..

واستغرب.. و أتساءل دون أن استثني
نفسي، فما نحن

إلا حفنة تراب كرمها المولى تعالى بنفخة مقدسة من

روحه العلوية،واستخلفها على الأرض لتحمل على

عاتقها مسؤولية
الأمانة فأقول،من ؟..لا يهزه ألم الذنب

ويعصر قلبه المتطلع إلى رضا رب العالمين؟ .. من؟ لا

يفيض منه الدمع ويحترق الفؤاد، خشية لقاء
يوم

عظيم؟


و أن لا ملاذ له من ذلك اليوم إلا رحمته الواسعة.. وان

لا طريق توصله إلى رضاه إلا طريق التوبة والإنابة

إليه...فهو سبحانه وتعالى حين


وصف نفسه بتلك الصفات العظيمة بصيغة المبالغة انه

هو الرحمان الرحيم الغفارالغفور، غافر الذنب وقابل

التوب،كان يقرب إلى أذهاننا أن


أقصى درجات العبودية واسماها تتجلى في التفاني

وشدة التذلل له، والتضرع والانكسار
.. قال تعالى:وَاللّهُ

يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن

تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً سورة النساء
:

وعلى هذا الأساس كان من نعمه علينا أن فتح لنا أبواب

التوبة طوال المراحل العمرية، حتى لم يبق بينا وبين

القبر إلا شبرا أو ذراعا
...

فما هي التوبة ؟ وما هي شروطها ؟ وما فضلها ؟





التوبة كما عرفها شيخنا الجليل ابن القيم الجوزية

رحمه الله هي
:

الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في

الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل
" وذلك-

بتدارك ما يمكن تداركه من رد


المظالم ونحو ذلك قال عليه السلام
: من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم رواه مسلم...

لذلك فالتوبة هي ثورة على الذات المتمردة وإلزام لها

بالطاعة والانصياع لشرع الله وعدم اختراق حدوده، مع

إخلاص النية وعدم العودة
إلى الرغبات الجامحة

المتحركة بشراسة في عمق الذات
..وهي تكون من العبد

على الله ومن الله على العبد
:

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ

يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ

عَلِيماً حَكِيماًــ النساء: 17
وقد وعد الله بالمغفرة

والثواب لمن تاب وأناب كما قال
:تعالى

إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ

سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما
..الفرقان: 70،

فالله سبحانه وتعالى قد وعد
التائبين ليس فقط بقبول

التوبة ومغفرة ما اقترفوا من ذنوب وإنما بتبديل

سيئاتهم إلى حسنات تزيد في رصيدهم وتنميه
...
كما أنها سبب في محبة الله للعبد:إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ

وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
...البقرة: 222،

حقا ،إنها لروعة أن يخصك الله بمحبته، وشرف عظيم،

أن تحظى
بهذ ه المنزلة العلوية السامية أنت ذلك

المخلوق الضعيف.. تنال العزة و
الدرجة العالية من لدن

رب غفور رحيم، كلما جددت التوبة إليه ،وشددت

الرحال لا تسعى إلا ابتغاء التقرب منه ،بكل تذلل وتضرع وانكسار
...

وما يزال بفضل كرمه سبحانه وتعالى يذكرنا بطرق و

وسائل نيل هذا الشرف العظيم في محكم كتابه الكريم
:

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر

ذنوبكم والله غفور رحيم ..أل عمران 31
ومن فاز

بمحبة الله فقد سعـد في الدنيـا والآخرة... قال رسول الله

صلى الله عليه
وسلم: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فـأحبوه فيحبـه أهـل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض". وهي النتيجة الملموسة

على ارض الواقع والتي تؤكد أن التوبة قد قبلت وأن

هذه بداية المبشرات بعلو المنزلة عند الله
.


و التوبة لا تتحقق إلا بتركيز دعائم الإيمان وأركانه

الشرعية ببعديها العقيدي و العملي مع توفر شرط

الإخلاص في النية هذا الشرط الذي
ينبغي أن يبقى دائما

و أبدا خاضعا لمسطرة المراقبة والمحاسبة اليومية

حتى لا نقع في لجة الانتكاس وأخطرها الغرور ...إذ أن

من مقاصد
شريعتنا السمحة أن يبقى العبد في مد وجزر

بين الخوف و الرجاء وان يجدد العهد والتوبة ما

استطاع إلى ذلك سبيلا ويسعى دون ملل ولا


كلل في غسل النفس وصقلها من الشوائب والرواسب

حتى يلفظ أخر نفس له في هذه الدنيا...كيف لا ؟ و

رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشهد على نفسه:والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» رواه البخاري عن أبي هريرة.

.
لماذا يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما

تأخر؟ لماذا كان يطلب المغفرة ويجدد التوبة دون

انقطاع وهو المعصوم من


الخطأ؟...لقد أجاب صلى الله عليه وسلم عن كل هذه

التساؤلات
: أفلا أكون عبدا شكورا ؟انها قمة العبودية

واعلي درجات التذلل التي تليق
بنبي يعبد ربه حق

العبادة
.. فما بالكم بنا نحن ، من سفينتنا تخوض غمار

الحياة بلا أشرعة و لا أعمدة..تتقاذفها الأمواج و.. تزداد

بعدا يوما
بعد يوم عن بر الأمان....

وهكذا نجد أن القران الكريم في سياقه القصصي الرائع

وهو يعرض صور التوبة المتجددة في كل عهد طوال

تاريخ البشرية والتي لم يأت
بها من باب الاستهلاك

القصصي أو الترف الأدبي ولكن ليجعلها أنموذجا حيا

ومنهجا واضح المعالم من اجل التدبر والاقتداء
: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ سورة

لذا كانت التوبة مطلبا أساسيا في حياة الرسل والأنبياء

بهدف تعديل السلوك البشري وتقويمه وفق منهجية عالية نظرا لمدى تأثير السرد
القصصي على نفسية الإنسان...

وكانت أول صور التوبة كما جاء بها القران الكريم ومنذ

أن اقتضت العناية الربانية أن يستخلف الإنسان على

الأرض بسبب ما ارتكبه أبونا
أدم وأمنا حواء:قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِر ْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف: 23]

وتتوالى مشاهد التوبة في حياة الأنبياء في كل سور

القران الكريم لتبقى منهاجا ينير درب المقبلين على

ربهم ودستور حياة يحفزهم على
مواصلة السير،بكل

ثقة نحو الصراط المستقيم
.

منقول
18
876

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامــيــرة01
الامــيــرة01
رفع
نور بكره
نور بكره
بااااااااااااااارك الله فيك اخيتي جزاك الله الجنه
اي صحيح احب الاستغفار وحين اسمع كلمه الاستغفار اشعر بالراحه
الهي ردنا اليك ردا جميلا
الامــيــرة01
الامــيــرة01
رفع الله قـدرك
وفرج الله همك
وأسعد الله أيامك
وألبسك لباس العافية
اسعدني مرورك اسعدك الرحمن

الامــيــرة01
الامــيــرة01
رفع
مهاو القلب
مهاو القلب