فضل الدعاء
أما فضل الدعاء فحدث ولا حرج، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال -كما عند الحاكم بسند صحيح-: {الدعاء هو العبادة }.
من فضائل الدعاء: أنه هو العبادة
يوم ترى العبد كثير الدعاء اعلم أنه عابد، يوم تراه متصلاً بالله اعلم أنه قوي الإرادة.
نظرت إلى فيلم مع بعض الإخوة للمجاهدين الأفغان في منطقة ترخم ، وقد رفعوا أياديهم قبل القصف المسلح وهم يحملون الكلاشنكوف فبكينا جميعاً.
من أين يأتي المدد؟ أخذوا المدد من الله، لا من هيئة الأمم، ولا من مجلس الأمن، ولا من موسكو ، ولا من واشنطن ، ولكن إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ النصر من السماء، كان الصحابة إذا حضروا طلبوا من الله أن ينصرهم فينصرهم سبحانه. فقبل المعركة لهم دعاء، واتصال بالله.
وقف حبيبنا ورسولنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم في معركة بدر يدعو إلى الفجر حتى سقطت بردته من على كتفيه.
يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ إذا قالوا لك: أين الله؟ هل هو قريب أو بعيد؟
إذا سألك العباد عن قدرة ربك، وعن سمعه وعلمه، فقل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ولم يقل: فقل لهم إني قريب، قال أهل المفسرين: ترك الفصل لشدة الوصل، ولم يقل: فقل لهم: إني قريب. لأن في هذا فصل، وإنما قال: إني قريب، ترك الفصل لشدة الوصل ولاتصال الكلام أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ وسبب نزول هذه الآية أن الصحابة أتوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنهم حديثو عهد بالجاهلية التي كانت تجعل الإنسان يعبد الوثن واللبن والتمر والحجر والمدر، فجعلهم عليه الصلاة والسلام يعبدون الله، جعلهم أمة ربانية تتصل بالله، بينها وبين الله جسور، أمة ليس بينها وبين الله واسطة إلا في التبليغ عن طريق محمد عليه الصلاة والسلام. قالوا: {يا رسول الله أربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ }.
يقولون: يا رسول الله! أخبرنا وأفتنا أربنا قريب يسمع فنتكلم بصوت خافت أم هو بعيد فنرفع أصواتنا؟ ولذلك يقول ابن مسعود : ].
وبالمناسبة كان هناك رجلان مشركان، وقد أسلما فيما بعد، جلسا تحت ميزاب الكعبة والرسول -عليه الصلاة والسلام- في المدينة وكما قيل: أين مناخ العيس من حلب . لا هاتف، ولا فاكس، ولا اتصال، ولا برقيات ولا شيء، أمة صحراء، الجمل يأخذ من المدينة إلى مكة عشرة أيام، فقال صفوان بن أمية لـعمير بن وهب : ما رأيك يا عمير في محمد قتل آباءنا وإخواننا وأعمامنا في بدر ؟ ما رأيك لو قتلته؟ قال عمير بن وهب : أريد أن أقتله لكن من يقوم بأطفالي وأهلي؟ قال: أنا أقوم بأطفالك وأهلك، الهدم هدمي والدم دمي والحياة حياتي والموت موتي. فأخذ عمير سيفه فسمه حتى أصبح السيف أزرق، فذهب إلى المدينة يريد أن يقتل محمداً عليه الصلاة والسلام ولم يدر أن الله قال: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .
عناية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عالٍ من الأطم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وصل عمير إلى المدينة يريد تنفيذ خطة من أبشع خطط البشر، فوصل إلى المسجد فرآه عمر ، فقام عمر وهو مجرد من السلاح وذاك عنده السيف، فأخذه عمر بسيفه وثيابه ومماسكه وقاده كما يقود التيس، حتى أدخله على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. فقال عليه الصلاة والسلام: يا عمير ! ماذا جاء بك؟
قال: جئت أفادي أسرانا في بدر .
قال: بل كذبت! جلست أنت وصفوان تحت ميزاب الكعبة، فقال لك صفوان : كذا، وقلت له: كذا وكذا وجئت لتقتلني، وما كان الله ليسلطك علي. قال عمير بن وهب : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. من الذي علمه؟ من هو القريب؟
قالوا: { أربنا قريب فنناجيه أو بعيد فنناديه؟ فسكت عليه الصلاة والسلام فأنزل الله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }.
أعلى الصفحة
من فضائل الدعاء: أنه لا يهلك معه أحد
أما فضل الدعاء فحدث ولا حرج، ورد في الحديث {لن يهلك مع الدعاء أحد } كيف تهلك والدعاء معك؟ كيف تموت والدعاء معك؟ كيف تخزى في الدنيا والدعاء معك؟ قال أبو الحسن علي بن أبي طالب : ] فأكثروا من الدعاء وألحوا في الاستغفار.
ذكر الله إبراهيم عليه السلام فوصفه أنه كان أواه منيب، وقد اختلف أهل التفسير في تفسير كلمة "أواه" قال بعضهم: كان يقول: أواه من ذنوبي، أواه من خطاياي، أواه من معاصي، أواه من تقصيري. وبعضهم قال: كان كثير الدعاء، وكثير المسألة والإلحاح.
ألحوا في الدعاء فإن الله يحب الملحين في الدعاء. ألح في الدعاء فالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى واسع المغفرة.
الله يغضب إن تركت سؤاله وترى ابن آدم حين يسأل يغضب
لو سألت الإنسان، طلباً وطرقت عليه بابه، وألححت عليه يغضب منك، أو يطردك أو يسأم منك إلا الله. وكلما اقتربت من الله ودعوته وصدقت معه زادك توفيقاً وهداية ورشداً. يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن زكريا وغيره من الأنبياء وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ .
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
أما خزائن الله فملأى: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً .
منقول
لينا المحمد @lyna_almhmd
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️