يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله:
"عندما نستعرض القضية القرآنية: {ووَصَّيْنا الإنسانَ بِوالِديهِ حُسناً}.. طيب.. هو يوصي بالوالدين، ولكن إذا نظرت للآيات القرآنية تجد أن الحيثيات للأم كلها.. في البداية أتى سبحانه بحيثية مشتركة، ثم قال: {حَملتْه أمُّه كُرهاً ووضعَتْه كُرهاً وحَمْلُه وفِصالُه ثلاثون شَهراً} يعني لم يذكر سيرة للأب!!
فالإسلام أعطانا تكاتفاً.. وعلى قدر حاجة الأبوين رتب الإسلام الحقوق.. وفي الحديث (أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك) لأن أباك رجل، حتى لو تعرض للسؤال فلا حرج، وإنما الأم لا".
انتهى كلامه..
إنّ هذه الآية مكررة بألفاظ أخرى في القرآن الكريم..
وقد قال تعالى:
]ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً .
إنّ هذه الآية الكريمة توضّح أنّ كلّ جنس قد فضّله الله على الآخر ببعض المزايا:
(مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض)
حيث إنّه:
(للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)
ومعلوم طبعا أنّ النساء تتميّز على الرجال بالأمومة والحنان والرحمة.
وقد ضرب الرسول برحمة الأمومة، مثالا على ذلك الجزء الذي أنزله الله من رحمته ليتراحم به الخلائق:
(جعل الله الرحمة في مئة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه)
فلو لم يكن للمرأة من فضل سوى الأمومة لكفاها!
فمهما كان، فإنّ حياة كلّ منّا تخلّقت في رحم امرأة، وساهم نبض قلبها في تشكيل شخصياتنا، حتّى قبل أن ننزل لهذه الدنيا.
وهي أوّل وجه فتحنا عليه أعيننا في هذا الوجود، لتدخل ملامحها في تشكيل ذوقنا الجماليّ.
وأوّل من وضع الغذاء في أفواهنا.
وأوّل من التمسنا الدفء والحنان والأمن والراحة بين ساعديه.
وأوّل من علّمنا الحبّ والحنان والتضحية بلا حدود.
وأوّل اسم نطقنا به في الحياة.
وأوّل من درّبنا على المشي والكلام ومعاني الأشياء.
وأوّل من علّمنا القيم والأخلاق والصواب والخطأ.
ولو لم يكن للمرأة من فضل سوى الأمومة لكفاها.
((بالمناسبة: لو كانت الخادمة أو مشرفة روضة الأطفال، هي التي تقوم بهذه الأفعال بدلا من الأمّ العاملة، إذن فأنا أعنيهما!!!!!))
ولكن ليس هذا هو كلّ الفضل.
فالمرأة أيضا الجدّة والخالة والعمّة والأخت والزوجة والبنت.
إنّنا محاصرون تماما بهذا الجنس اللطيف.
احم.. أقصد الذي كان لطيفا!!
فالقضيّة الآن هي زوال الفروق تدريجيّا بين الرجل والمرأة، لصالح الرجل!
فنساء اليوم تمّ غسيل أمخاخهنّ عبر إعلام مريض وتعليم غبيّ (للأسف يقوم عليهما الرجال!!)، لإقناعهنّ بأنّهن عشن مظلومات طوال التاريخ، وأنّ الكرامة الحقيقيّة وتحقيق الذات، لا يكونان إلا بتقليد الرجال!!
لهذا كان لا بدّ أن أوضّح تفضيل الله سبحانه للرجال بنصوص القرآن، في مجال القوّة والإدارة والقيادة.
وهذا معناه أنّ أيّ امرأة ستزجّ بنفسها في منافسة مع الرجال في مجالات تفوّقهم، ستخسر خسائر فادحة، أقلّها خسارة امتيازاتها الفطريّة كأنثى!
مـ ـنـ ـقـ ـول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
عاشــ الهدوء ـقة / الله يرزقك ولداً تقياً ذكياً ليس في خلقه زيادة أو نقصان اللهم آمييييييييين يارب العالمين..