وشلون اسجل

وشلون اسجل @oshlon_asgl

محررة برونزية

فضل شهر الحرم

ملتقى الإيمان

فضائل شهر الله المحرم وأحكامه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إنمن نعم الله تعالى على عباده، أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهمأجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك، إلا وتبعه شهركريم هو شهر الله المحرم، فلعلنا نشير إلى شيء من فضائله وأحكامه.
أولاً: حرمة شهر الله المحرم:
قالتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراًفِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَاأَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّأَنْفُسَكُمْ، وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَايُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} التوبة:36].
وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم خطب في حَجِّتِه، فقال: (ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقالله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متوالياتذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر بين جمادى وشعبان) الحديث متفق عليه.
قالالقرطبي: (خص الله تعالى الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفاًلها، وإن كان منهياً عنه في كل الزمان)، كما قال تعالى :** فَلا رَفَثَوَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَج} ].
وعلىهذا أكثر أهل التأويل، أي: لا تظلموا في الأربعة أشهر الحرم أنفسكم، وروىحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: {فَلاتَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم} في الاثني عشر.
قال ابن كثير: وقد اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام، هل هو منسوخ أو محكم على قولين:
الأول وهو الأشهر:
أنهمنسوخ. لأنه تعالى قال هاهنا: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} وأمر بقتال المشركين، وظاهر السياق مشعر بأنه أمر بذلك أمراً عاماً، ولوكان محرماً في الشهر الحرام لأوشك أن يقيده بانسلاخها، ولأن رسول الله صلىالله عليه وسلم حاصر أهل الطائف في شهر حرام وهو ذو القعدة كما ثبت فيالصحيحين.
والقول الثاني:
إن ابتداء القتالفي الشهر الحرام حرام، وأنه لم ينسخ تحريم الشهر الحرام؛ لقوله تعالى: **يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاالشَّهْرَ الْحَرَامَ} ].
ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام إذا كانت البداءة منهم.
ثانياً: فضل شهر الله المحرم:
قالابن رجب: وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل؟ فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم، ورجحه طائفة من المتأخرين، وروى وهب بن جرير عنقرة بن خالد عن الحسن، قال: إن الله افتتح السنة بشهر حرام وختمها بشهرحرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم، وكانيسمى شهر الله الأصم من شدة تحريمه.
وأخرج النسائي من حديث أبي ذررضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير وأيالأشهر أفضل؟ فقال: (خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونهالمحرم)، وإطلاق النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أفضل الأشهر،محمول على ما بعد رمضان، كما في رواية الحسن المرسلة.
ومما يدل علىفضله ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعدالفريضة صلاة الليل)
قال ابن قاسم: (أي أفضل شهر تطوع به كاملاًبعد شهر رمضان شهر الله المحرم؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامهكعرفة وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاةبعد المكتوبة قيام الليل)
قال النووي: فإن قيل: في الحديث إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟
فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه، أو لعلهكان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما.
قالابن رجب: وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله، وإضافته إلىالله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته،كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته،ونسب إليه بيته وناقته.
ولما كان هذا الشهر مختصاً بإضافته إلىالله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى، فإنه لهسبحانه من بين الأعمال، ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله، بالعملالمضاف إليه المختص به وهو الصيام.
وقد قيل في معنى إضافة هذاالشهر إلى الله عز وجل، إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله عز وجل ليس لأحدتبديله كما كانت الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صَفَراً، فأشار إلى أنهشهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.
وفي هذاالشهر يوم حصل فيه حدث، عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛حيث أنجى فيه موسى عليه السلام وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم لهفضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء،فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟) فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، و أغرق فرعون وقومه،فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فنحنأحق وأولى بموسى منكم) فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.. متفق عليه.
وعنابن عباس رضي الله عنهما قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرىصيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان)، متفق عليه.
تنبيه : وقد ورد عند أحمد عن أبي هريرة: (وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ) لكن الحديث ضعيف لأن في اسناده حبيب بن عبدالله الأزدي مجهول .

قال ابن حجر: (هذا يقتضي أن يوم عاشوراء أفضلالأيام للصائم بعد رمضان، لكن ابن عباس أسند ذلك إلى علمه، فليس فيه مايرد علم غيره، وقد روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً أن صوم عاشوراءيكفر سنة، وأن صيام يوم عرفة يكفر سنتين، وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل منصيام عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسىعليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك كانأفضل ).
وعن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: (أرسل رسول الله صلىالله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة"من كانأصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه) فكنا بعدذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة منالعهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار،متفق عليه
فضل يوم عاشوراء:
يومعاشوراء له فضل عظيم وحرمة قديمة، فقد كان موسى عليه السلام يصومه لفضله؛بل كان أهل الكتاب يصومونه، بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية، وقد وردتعدة أحاديث عن فضل عاشوراء وصيامه، منها:
ما جاء في صحيح مسلم عنأبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء،فقال: (إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، وهذا منفضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة.
وعن ابنعباس رضي الله عنهما قال: (ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يتحرّى صياميوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهررمضان)، رواه البخاري، (ومعنى يتحرى، أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبةفيه) .
الحكمة من صيامه:
والحكمةمن صيامه، أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلاموقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله تعالى، وصامه نبينا صلى اللهعليه وسلم وأمر بصيامه.
فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضيالله عنهما قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهودصياماً يوم عاشوراء، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا اليومالذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعونوقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه) .
أما الحكمة في صيام اليوم التاسع، فهي مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشركما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
مراتب صيام يوم عاشوراء:
أولاً: صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذا أفضل المراتب؛ لحديث أبي قتادة عندمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صيام يوم عاشوراء: أحتسب علىالله أن يكفر السنة التي قبله، ولحديث ابن عباس عند مسلم أيضاً (لئن بقيتإلى قابل لأصومن التاسع
(
ثانياً: إفراد العاشر بالصيام ؛ لحديث أبي قتادة عند مسلم (أن النبي صلى الله عليهوسلم قال في صيام يوم عاشورا: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) .


منقول بتصرف يسير
2
561

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ركايز
ركايز

ويسر الله امرك
كيبورد وردي
كيبورد وردي
جزاك الله خير