
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آ له وصحبه أجمعين
مما أكرمنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الكثير من الخصال الحميدة التي تفيد الإنسان متى ما أكتسبها وعمل بها وهي تعتبر فن من فنون المعاملة بين أفراد المجتمع والتي حثنا عليها الخالق في عدد كثير من الآيات سأذكر خصلة من هذه الخصال وهي
(الصدق )

ما هو الصدق؟
هو قول الشيء كما هو أو نقل القول كما هو مطابقا للواقع وعدم تحويره والكذب فيه وإنما إظهاره على حقيقته
والصدق منجاة ينجي الإنسان من المهالك ومن الوقوع في الأخطاء
ومتى ما كان الإنسان ملما بما أمر به الله سبحانه وتعالى و مبتعدا عن ما نهى عنه ومتبعا جميع ما ذكر في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف فإنه سينال الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى -
( يَا أَيُّهَا ا لذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) ( التوبة )
وقال تعالى ( والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (الزمر)

ويجب أن يعود الإنسان نفسه على ذلك في القول والفعل
ولا يتلفظ أو يتحدث بشيء يكون غير صادق في قوله ليكسب الآخرين أو ينال رضاهم وإعجابهم أو يكذب لينقذ نفسه من موقف أو يكذب خائفا من عقوبة من أمامه سواء كانوا والديه أومدرسه
قال الله تعالى في سورة الصف )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاتَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاتَفْعَلُونَ)

قال الله تعالى-
( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ( سورة البقرة )
وقال تعالى -
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) ( آل عمران )
والمؤمن الحق هو من أدى ما أمر به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم من خصال حميدة ذكرت في الآيات ومنها الصدق في القول والعمل في جميع أموره الحياتية مع نفسه ومع أهل بيته ومع من حوله
وبقول الصدق يعيش الإنسان الصادق مرتاح الضمير لأنه أرضى الله سبحانه وتعالى عنه أولا بقوله للكلمة الصادقة وابتعاده عن قول الكذب ثم أرضى نفسه وضميره ومع راحة الضمير يشعر الإنسان بالثقة بالنفس والاعتزاز بها

ويجب تعويد الأبناء منذ الصغر على القول الصادق حتى ينشأ الأبناء وهم يتحلون بهذه الصفة الحميدة التي حثنا الله سبحانه
وتعالى عليها

لأنها من مقومات التربية الصالحة للأجيال القادمة ليشبوا عن الطوق من بيئة صالحة تعودوا فيها على جميع الخصال ا لتي أمرنا بها ديننا الحنيف ومنها الصدق في القول والعمل بعيدا عن النفاق والتملق

قال الله تعالى-
( هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (المائدة)
وقالى تعالى -
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (الأحزاب )
وقال تعالى-
(والَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) (الزمر)
وسينال الإنسان الأجر العظيم والمثوبة من الله سبحانه على اتباعه ما ورد في كتابه الكريم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم-
- عليكم بالصدق . فإن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. وإياكم والكذب . فإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار .

ويجب على الإنسان داخل المجتمع إذا خالط الآخرين أن يعتد بشخصيته وأن يجعلها مستقلة عن الآخرين بصدق قوله وفعله عن ثقة بالنفس وأن لا يقلد الآخرين أو يجاريهم في أقوالهم وأفعالهم إذا شعر بفهمه أنهم مخطئون وإنما يصحح لهم وينصحهم باي أسلوب أو طريقة يشعر أنها محببة إليهم ويستطيعون أن يتقبلونها أو تنبههم وتذكرهم ( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

وأخيرا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
ماأكره صفه ي البني آدم قد صفة الكذب الله يعافينا يارب