السلام عليكم
قصتي مع الحمل والولادة...كلماتها مباشرة بدون تنميق فما مررت به أكثر مما أستطيع أن أكتب.
تنفع هذه القصة لقسم الحمل والولادة بالدرجة الأولى ولكن للقرآن دور كبير في تحملي وصبري وثباتي وحمدي لله على كل حال مررت به
في حملي الأول عرفت في الشهور الأخيرة أن طفلي كان لا يكبر جيدا في بطني وقررت الطبيبات ساعتها إجراء عملية قيصرية لربما يتغذى الطفل في الخارج بشكل أفضل... بعدها قرروا إلغاء العملية بسبب صغر حجم الطفل ولأني بكرية وساعتها عرفت أن كلى الطفل لا تعمل جيدا حسب رأيهم وبالتالي قد يتحمل الطفل طلق الولادة وقد لا يتحمل......بكيت لحظتها خوفا على طفلي ومرت عدة ايام وفاجئتني آلام الولادة بعد دخولي التاسع بأيام وخرج طفلي ميتا .....قبل الولادة بساعة كان ما زال قلبه ينبض ولكن يظهر أنه مع اشتداد الطلق لم يتحمل قلبه وتوفى.....حال خروجه حمدت الله وشكرته ولم أقل شيئا...وبعد قليل أخذوني لغرفة العمليات ليعملوا تنظيف وفوجئوا بتوأم للطفل الأول عمره شهران كان مع أخيه ولم يعرف عنه أحد وقد يكون هذا سبب مرض الطفل الأول ووفاته.....هنا بكيت من قلبي على طفلي الثاني ولأني كنت اتمنى أن يرزقني بالله بتوأم....كنت صغيرة لاهية بحياتي و دراستي......ومرت الأيام.
____________________________________________________________________________________
رزقت بعدها بأطفال وكانوا قرة عيني....
____________________________________________________________________________________
بعد ذلك حملت مرة اخرى وفي الشهر الرابع في إحدى الفحوص الروتينية فوجئت بأن نبض الطفل لا يظهر وعطوني فترة اسبوع لكي ينزل لوحده....أكدت هذا الكلام أخصائيتان اثنتان...فذهبت إلى طبيبة ثالثة وأخرى رابعة خلال ذلك الأسبوع واتفقن جميعهن على ان طفلي ميت...بعد نهاية الاسبوع رجعت للمستشفى ودعوت الله وانا أصعد على سرير المستشفى إن كان لي خير فيه أن يدق قلبه...المفاجأة الثانية كانت أن قلبه كان ينبض..ثم لاحظت الطبيبة وجود شئ غير طبيعي في الطفل وقالت أنه سيموت خلال اسبوعين أو ثلاثة بالكثير...كان هذا الكلام من منتصف الشهر الرابع......
لمدة أربعة شهور ونصف التالية قمت بزيارات أسبوعية للمستشفى لمتابعة الحالة وفي كل زيارة تتعجب الطبيبات من بقاء طفلي حيا.....في كل زيارة كنت أسمع كلمة "سيموت خلال أيام" ....وكانت هذه الكلمات تقتلني من الداخل.....
ومع مرور الوقت واتضاح حالة طفلي أكثر بحثت في النت عن علاجات له وكيفية متابعة الحمل ....
مع دخولي للشهر السادس أصررت على زوجي الذهاب للمستشفى الأمريكي في دبي لمقابلة اخصائي أجنة كان زائرا في تلك الفترة كما ذهبت لأخصائي أجنة آخر في مستشفى توام بالعين وأخرى في مستشفى الجامعة.....كان زوجي رافضا لمحاولاتي هذه ويرى أن أترك الأمور حتى ألد بشكل طبيعي...بالنسبة له سيتم التعامل مع الطفل حين يولد...لكن بالنسبة لي كان الأمر مختلفا تماما...كنت ارى نفسي مسؤولة مسؤولية تامة عنه وان قراراتي كأم هي من ستحدد مسار حياته....وضعني أحد الأطباء أمام خيار أن ألد قيصريا مع العلم ان الاحتمال الأكبر أن يتوفى طفلي والخيار الآخر أن ألد طبيعي وفي هذه الحالة فإن طفلي سيموت فورا لأنه لن يتحمل الخروج بشكل طبيعي....كانوا يريدوني ان أختار الولادة الطبيعية ليموت....كرهت الجميع بمن فيهم زوجي....
أين دور القرآن في كل هذا؟
كان القرآن رفيقي.....نعم رفيقي.....كنت أبث همي وحزني إلى الله يوميا ....كنت أبكي شلالات من الدموع وأقرأ يوميا سورة البقرة ليلا لأني أرتاح لها وأستيقظ ثاني يوم بدون أن أظهر ما بي للآخرين....مع العلم أني كنت أجيب على استفسارات الناس وأتصل بالآخرين وأناقش حالته وأراسل بعض المستشفيات في امريكا لأبحث عن حلول وأتابع أولادي وأذهب لعملي.
كان داخلي إيمان قوي أن الله لم يجعلني أمر بهذا العذاب إلا لأنه أراد أن يمتحني....وياما قلت لزوجي..يمكن ربنا اراد يهدينا هدية طفل مريض أو معاق نكسب من وراء تربيته أجر أنا وهو وباقي أولادنا....وكنت أقول لنفسي ستمرين بهذه المحنة وستنجحين في الاختبار لأن الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
مع دخولي الشهر الثامن اقترح علي أحد الأطباء أن ألد في العاصمة لوجود فرق طبية في الأعصاب والعظام يمكنها التعامل مع الطفل فور ولادته بدون الحاجة لنقله بالطائرة خصوصا إذا لم تسمح حالته بذلك.... هنا رفض زوجي ذلك رفضا قاطعا وطبعا زعلت ولم يكن هناك فائدة.
في منتصف الثامن انفتح كيس المياه وبعد 4 ايام بدأت الولادة.....بكيت بدموع حارقة وأنا أتذلل للطبيبة المناوبة عشان تعمل لي قيصرية تنقذ بها طفلي وبعد موافقتها النظر في الحالة فحصنا على قلبه ووجدناه توقف....هنا سلمت بالأمر وحمدت الله على كل حال.....بعدها بقليل تمت عملية الولادة لتكون المفاجأة....كان الطفل من أجمل أطفالي ولم يكن الشق في اعلى الصدر مثلما كنا نرى في الجهاز وإنما كان في اسفل البطن....كانت المفاجأة أن طفلي ولد بدون أن تكون أعضاؤه التناسلية واضحة.....كنت أعرف أنه ذكر وقد رأيت أعضاؤه من الشهر الخامس ولكنها لم تخرج من بطنه بسبب المشكلة التي كانت لديه......هنا بكيت وبكيت وبكيت لما استشعرت رحمة ربي بي وبطفلي وبأفراد أسرتي...كيف كان سيعيش هذا الطفل في مجتمعنا هذا وتذكرت "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" وفاضت نفسي بمشاعر الحمد والشكر لله...
____________________________________________________________________________________
بعدها بشهور توفى والدي وهنا أيضا كرهت الحياة وكل شئ ولم يكن لي رفيق أتخذه إلا القرآن...فبدأت أحفظ قليلا قليلا وأحسست أن علاقتي بالله أصبحت أفضل من قبل بسبب القرآن.
صار الناس يقولون لي حظك عندك 3 شفعاء يشفعون لك ولزوجك يوم القيامة...ولم أدر ما أرد عليهم فمرة كنت أقول ربما ذنوبي كثيرة فأراد الله أن يخفف عني قليلا منها...ومرة اقول أن من شروط الاطفال أن يولد الطفل حيا ثم يموت وهؤلاء ماتوا قبل الولادة...وكنت أقول الحمدلله الذي رزقني غيرهم فأنا في نعمة كبيرة.
____________________________________________________________________________________
ومرت سنة ونصف وبعدها حملت...كان الحمل عاديا بالمشاكل التي اعاني منها على كل حمل ولكن كنت أتألم من أسفل ظهري....بمجرد دخولي يومين في السابع ولدت فجأة....لأول مرة أفقد اعصابي وقت الولادة....صرخت بكيت لم أدر ما اقول وما أفعل خوفا على الطفلة التي ولدتها...ظننتها ماتت ولكن خلال ساعتين طمنوني انها حية وبصحة جيدة لولا وزنها القليل. كانت تزن 850 جرام فقط....بدأت اتابعها في الحضانة الفائقة وشالوا عنها انبوب التنفس ....وبدأت أحلم كيف ستكون ابنتي...عندما أكملت 15 يوما مرضت بشكل شديد...هبط الضغط عندها وظهر عندها التهاب....في هذا السن والحجم لا يستطيع الأطباء فعل الكثير...مضادات لم تفدها وبدأ جسمها ينتفخ....تخيلوا إحساسكم عندما ترون طفلكم ينتفخ أمامكم وغير مسموح لكم حتى بلمسه ....انهارت أعصابي وبكيت ليل ونهار ولم يرد لي عقلي إلا القرآن...أحضرت لي إحدى الأخوات كتيبا صغيرا للآيات كنت اقرأ منه بالاضافة إلى التلفون...ظلت بنتي تنتفخ 3 ايام إلى أن أخذ الله أمانته.....حمدت الله أيضا فلا يمكنني عمل شئ....
____________________________________________________________________________________
تذكرت أني في جميع هذه المواقف لم ادعو الله أبدا أي يبقي لي هذا الطفل أو ذاك ولكن كنت أدعوه لأن يبقيهم إن كان لي ولهم الخير في ذلك....حتى عندما كانت تصارع ابنتي الموت خفت ان اتجرأ على الله فأطلب لها الحياة التي لم يردها الله لها.
في كل يوم من هذه الأحداث لم يثبتني إلا القرآن...لم يسندني شئ مثل القوة التي كنت أستمدها منه....لم يجعلني شئ أصبر وأتحمل إلا آية "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"....كن أرددها في نفسي في كل لحظات الطلق والولادة..كنت أرددها بعد كل وفاة...وبعد ما أحس أن قلبي تفتت من حزن....وبعد هذا كله لا أقول إلا الحمدلله.....
بالنسبة لي فالفعالية هي "القرآن ثبتني"

layaldidi @layaldidi
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

دونا
•
اهلا وسهلا بك ليال
بداية اشكرك من الاعماق
لمشاركتك معنا هذه الفعالية وهذه التجربة
اساله تعالى عن يعوضك عما فقدتِ بخير جم ورزق بلا عدد
وسعادة بلا مدد في الدنيا والاخرة
ماشاء الله تبارك الرحمن
لك اسلوب سلس يدخل القلب والفكر بلا استئذان
حملتينا حبيبتي معك في رحلة من ذكرياتك
اثرتِ فينا ولامستِ شغاف قلوبنا
اسال الله ان يجعلك ممن ابتلاهم لانه يحبهم
واقر عينك بذريتك ورزقك خفظ كتابه كما الفاتحة
الله يسعد قلبك ويسخر لك ويغمرك بالهنا
بداية اشكرك من الاعماق
لمشاركتك معنا هذه الفعالية وهذه التجربة
اساله تعالى عن يعوضك عما فقدتِ بخير جم ورزق بلا عدد
وسعادة بلا مدد في الدنيا والاخرة
ماشاء الله تبارك الرحمن
لك اسلوب سلس يدخل القلب والفكر بلا استئذان
حملتينا حبيبتي معك في رحلة من ذكرياتك
اثرتِ فينا ولامستِ شغاف قلوبنا
اسال الله ان يجعلك ممن ابتلاهم لانه يحبهم
واقر عينك بذريتك ورزقك خفظ كتابه كما الفاتحة
الله يسعد قلبك ويسخر لك ويغمرك بالهنا

اشكرك جزيل الشكر استاذتي الفاضلة ام ليال
لهذه المشاركة المؤثرة جدا
ابكتني صباحا من كل قلبي
الله يعوضك ويؤجرك بسعادة في الدنيا والاخرة
ويجعل القرآن مؤنسا لك في الدنيا وشفيعا في الاخرة
لهذه المشاركة المؤثرة جدا
ابكتني صباحا من كل قلبي
الله يعوضك ويؤجرك بسعادة في الدنيا والاخرة
ويجعل القرآن مؤنسا لك في الدنيا وشفيعا في الاخرة

والله العظيم إني راضية كل الرضا بحكم الله وقضاؤه وقدره وأشهد أنه عوضني في باقي أولادي وفي كثير من النعم......وما كانت دموعي تنزل وأنا أكتبها إلا لما اتذكر الألم الذي كان يعتصرني....لم يبرد قلبي لا كلمة أم ولا أخت ولا زوج....لم ينتشلني مما كنت فيه إلا القرآن فأحمد الله على أن جعله لنا نعمة نازلة ففيه شفاء الصدور

الصفحة الأخيرة
آه حسيت بآلااامك ..
لاحول ولاقوة الابالله
الحمدلله ع نعمة القرآن ...الحمدلله
اللهم لاتحرمنا صحبته