الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد:
القران الكريم كلام الله عز وجل ونور في الحياة وبعد الممات
ليتنا نعرف هذه الحقيقة ونضعها نصب اعيننا حتى نعرف قيمته الحقيقية في حياتنا
واهم من ذلك ان نعرف قيمته بعد ان نرحل عن الدنيا وكيف انه يكون نورا في القبر
ويكون رفيقا دائما وصديقا وفيا يدخل معك ويؤنس وحشتك في القبر ويوم القيامة يرتقي بك درجات في الجنة
فحين يدخل المؤمنون الجنَّة فإنَّ حافِظَ القرآن يعلو غيرَه في درجات الجنَّة لتعلوَ منزلته، وترتفعَ درجته في الآخرة، كما ارتفعت في الدُّنيا؛
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم:
«يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرآنِ اقْرَأ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا» سنن ابي داود ..صححه الالباني

وليس هذا فحسب وانما يرتقي بك وباشخاص كثيرين يشفعك فيهم لحفظك له في الدنيا
وتضع لوالديك تاج الكرامة يوم القيامة وهما مندهشان فيسالان عن ذلك فيقال لهما :انه بحفظ ولدكما للقران
أخرج الحاكم في المستدرك عن بريده رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن" وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم

من هذا المنطلق فالقصة التي احدثكم بها هي قصة تصلح لكل زمان ومكان لكل مسلم ومسلمة
يبحث عن قصة لترفع همته ويبدا في حفظ القران
وهي التفكر في الموت والدار الاخرة وكيف ان حافط القران يكون من السفرة البررة
وانه سينور وجهه في الدنيا ويكون له نورا في القبر
وانه سيرتقي به درجات في الجنة
وانه سيهدي والديه تاج الكرامة يوم القيامة واي شيئ اكثر برا بهما من هذا التاج

كنت احفظ القران وافتر عنه او استصعبه رغم معرفتي بكل فضائله
لكن الشيئ الذي ايقظ همتي اكثر لحفظ القران والرجوع له كلما فترت هو الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات
وخاصة اذا وقفت على شفير قبر يوجد فيه من كان يعيش معك في الدنيا من الاحباء والغاليين على قلبك
ستعرف جيدا ان القران هو الشفاء والفلاح في الدنيا والاخرة
وان القران سيكون معك هو وعملك الصالح في القبر وسيشفع لك يوم القيامة
فهل شيئ اجمل من ان تجد لك شفيعا في ذلك اليوم العصيب ؟
في الحديث: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. رواه مسلم.التذكر في الموت والدار الاخرة يحفزك ويزيد من همتك اذا فترت عن حفظ القران

وقصة اخرى هي ان الشيطان دائما ياتي ليقول لك ان حفظ القران صعب ويثنيك عن الحفظ
ففي مرة كنت استمع لاحد الدعاة يساله احدهم كم احفظ من القران فاجابه
احفظ اية في اليوم .. قال له هذه كانت نصيحة شيخي ساعطيك اسهل برنامج اية في اليوم
قال له : بعدها ستزيد وحدك عدد الحفظ لانك لن تكتفي باية
فقلت في نفسي والله معه حق ما يضرنا ان نحفظ اية في اليوم هذا حتى لا نضع عذرا بان حفظ القران امر بالغ الصعوبة
طبعا ليس دائما يكون الحفظ اية لكنها فتوى جعلتني ادرك ان الامر ليس صعبا
احفظ اكثر لكني عندما افتر على الاقل ازيد اية فهذا الامر سهل ان تكرر ايةطوال اليوم
ومع الوقت لن تكتفي باية فقط وستزيد مقدار الحفظ
هذا بعض ما جال في خاطري
ان اصبت فمن عند الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين