قال الله تعالى (....فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ..)
إن من نِعَمِ الله العظيمة على عباده
أن جعل لهم مواسم متعددة للعبادات ؛
تكثُر فيها الطاعات ، وتُقال فيها العثرات ،
وتُغفر فيها الذنوب والسيئات ،
وتُضاعف فيها الحسنات ،
وتَـتَنزَّل فيها الرّحمات ، وتعظم فيها الهبات ،
وإن من أجلِّ هذه المواسم وأكرمها على الله شهر رمضان المبارك ،
قال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }
فيا له من شهر كريم وموسم عظيم !!
شهر البركات والخيرات ، شهر الصيام والقيام ،
شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ،
شهر الجود والكرم والبذل والعطاء والمعروف والإحسان .
فكل دقيقة من هذا الشهر هي موسم عظيم
والمسلم لا يدري مدى بقائه في هذه الحياة،
وهل يدرك هذا الشهر بالتمام أم لا !!؟
و هل سيعود عليه سنة أخرى أم لا !!؟
فهو غنيمة ساقها الله إلينا ،
فينبغي أن نفرح بذلك وأن نستغرق هذا
الشهر أو ما تيسر له
من أيامه ولياليه بطاعة الله سبحانه وتعالى
والإكثار من فعل الخيرات
وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهر رمضان بأنه شهر مبارك ،
فهو شهر مبارك حقاً ، كل لحظة من لحظات هذا
الشهر تتصف بالبركة ؛ بركةٍ في الوقت ،
وبركة في العمل ، وبركة في الجزاء والثواب
حريّ بنا أن ننافس في هذا الموسم ونستبق الخير الذي فيه
كما قال الحسن البصري رحمه الله :
" إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة "
وكلنا نعلم أن أعمار هذه الأمة قصيرة
بالنسبة لباقي الأمم لذلك عوضهم الله
مواسم الخير تدنيهم من الجنة وتبعدهم عن النيران
فاللهم اجعلنا ممن طالت أعمارهم
وصلحت أعمالهم
ووفقنا لإدراك مواسم الخير وأعمال البر

ويعطيكِ العافية